لقد تزوجت من إمبراطور النار ولكنه يعتقد انني بشرية ضعيفة. - 61
### **تمرينُ القشريَّات**
أمسَ، استمرَّ الحفلُ حتى وقتٍ متأخِّرٍ من الليل.
أمَّا عن سببِ الحماسةِ التي غمرتْ الجميع، فقد كانَ الحديثُ عن الخنفساءِ العملاقةِ التي تتمُّ تربيتُها في القصرِ العسكريّ.
بعد انتهاءِ مراسمِ الزواج، تقرَّرَ أنْ نُكرِمَ كلًّا من إيلباثوس وغروسكيف بالمشروباتِ احتفاءً بالمناسبة.
وفي خضمِّ الحديث، طُرِحَ موضوعُ الخنافسِ العملاقةِ ومُصارعتِها داخلَ القصرِ العسكريّ.
ويبدو أنَّ تأثيرَ الكحولِ جعلَ الأجواءَ أكثرَ مرحًا، فعبَّرَ غروسكيف عن رغبتِهِ في رؤيةِ تلكَ الخنافس، وهكذا توجَّهنا جميعًا لمُشاهدتِها.
وهناك، وجدتُ نفسي أمامَ خنفساءَ عملاقةٍ بحجمِ شخصٍ بالغ!
أخبرتني رينيس، التي كانت مسؤولة عن تربيتِها، قائلة:
“شعرتُ أنَّ هناكَ شيئًا غريبًا بشأنِ نموِّها، لكنني أردتُ لها أنْ تكونَ قويةً وصحيَّة، فوهبتُها بعضًا من سحري. وهكذا، نَمَتْ بهذه الطريقةِ الرائعة!”
كانت تتحدَّثُ بسعادةٍ غامرةٍ، بينما لم أتمكَّنْ من إنكارِ كلماتهِا أو تأكيدِها.
ورغمَ ضخامةِ تلكَ الخنفساءِ، فقد كانتْ تبدو لطيفةً إلى حدٍّ ما، فقرَّرتُ مدَّ يدي لملامستِها… ولكن، لسببٍ ما، التقطتْ ملابسي بفكَّيْها وكادتْ تسحبُني معها!
بعيدًا عن هذا الموقف، بدا غروسكيف سعيدًا للغايةِ برؤيةِ الخنفساءِ العملاقة.
أمَّا إيلباثوس، فأخذَ يفكِّرُ بجديةٍ وقال:
“إنْ كنَّا سنُقيمُ مبارياتٍ للمُصارعةِ بينها، أليسَ من الأفضلِ تربيةُ الخنافسِ الأكبرِ حجمًا لضمانِ الفوز؟”
ثمَّ بدأ يسألُ عن قوانينِ تلكَ المصارعةِ وكأنَّهُ يُخطِّطُ لخوضِها بنفسِهِ.
وهكذا، انتهى بنا المطافُ بإقامةِ نزالٍ بينَ الخنافسِ العملاقةِ وسطَ تشجيعِ الجميع، وتحويلِ الأمرِ إلى منافسةٍ محتدمةٍ أثارتْ الحماسَ في القصر.
لاحقًا، تحوَّلَ الحديثُ إلى قصَّةِ وجود زهرة الليلي، وعندما بلغَ السردُ اللحظةَ الحزينة، أجهشَ جزلهايد بالبكاءِ، الأمرُ الذي جعلَ غروسكيف وإيلباثوس ينفجرانِ ضحكًا حتى كادا يفقدانِ أنفاسَهما.
عندَها قالَ جزلهايد، وقد بدتْ عليهِ علاماتُ الضيقِ:
“إنْ كانَ الأمرُ كذلك، فلْتسمعا القصةَ من آنِّيريا أيضًا!”
وبهذا، وجدتُ نفسي مُضطرَّةً إلى روايةِ قصَّةِ “حيوانِ القارض وبائِعُ الثقاب” من جديد.
سرعانَ ما انتشرَ الخبرُ داخلَ القصر، فتجمَّعَ الجميعُ للاستماعِ إليَّ.
شعرتُ بالارتباكَ الشديدِ وسطَ هذا الحشد، لكنَّني، مع ذلك، تابعتُ السرد.
ومعَ نهايةِ القصَّة، انفجرَ الجميعُ في بكاءٍ شديدٍ.
“سيِّدتي آنِّيريا، لا يجوزُ لكِ أنْ تموتي!”
قالوها جميعًا بصوتٍ واحد، بينما كانتْ دموعُهم تتدفَّقُ بغزارة.
أخبرتني لافين لاحقًا أنَّ كميةَ “دموعِ التنانينِ” التي جُمِعَتْ في ذلكَ اليومِ تكفي لاستهلاكِ القصرِ طوالَ عامٍ كامل!
ولكن، تلكَ لم تكنْ قصَّتي، بل قصَّةُ القارض الصغير…
بعدَ قضاءِ ليلةٍ حافلةٍ بالمرحِ والمشاعرِ المتقلِّبة، لم يكنْ لديَّ وقتٌ لأقضيهِ معَ جزلهايد على انفراد، إذْ استسلمتُ للإرهاقِ وغرقتُ في النومِ العميق.
أتذكَّرُ غامضًا أنَّ جزلهايد، الذي شربَ أكثرَ من المعتاد، كانَ يُلامسُني ويُدلِّلُني بلُطف، لكنَّني كنتُ مُنهكةً تمامًا…
كم هذا مُحبط… إنَّها ليلتُنا الأولى معًا بعدَ الزواج، ومعَ ذلكَ لمْ أستطعْ البقاءَ مستيقظة.
حينَ استيقظتُ صباحًا وأدركتُ ما حدث، شعرتُ بالخجلِ الشديد، واعتذرتُ لجزلهايد، لكنَّهُ رَبَّتَ على رأسي بلُطفٍ قائِلًا إنَّهُ لا يُمانعُ ذلكَ على الإطلاق.
✦ ✦ ✦
وهكذا، معَ جزلهايد الذي بدا عليهِ أثرُ الإرهاقِ بسببِ الإفراطِ في الشرب، وأنا التي استيقظتُ بنشاط، انضممنا إلى لافين ورينيس في ساحةِ القصرِ لأداءِ تمرينِ الصباحِ المعتاد.
بعدَ إنهاءِ “تمرينِ السرعوف”، ظهرَ كلٌّ من غروسكيف وإيلباثوس في الساحة، وكانَ يبدو عليهِما التعبُ جرَّاءَ الإفراطِ في الشرابِ الليلةَ الماضية.
قالَ إيلباثوس، وهو يُراقبُ حركاتِنا الغريبةَ باهتمام:
“ما هذا الذي تفعلونه؟ يبدو كأنَّهُ طقسٌ مقدَّس! سأشاركُ فيهِ أيضًا!”
بينما قالَ غروسكيف، مُتأمِّلًا بحيرة:
“هل هذهِ إحدى عاداتِ البشر؟ في هذهِ الحالة، لا بدَّ أنْ تُشركوني معكم!”
وهكذا، دونَ أنْ أفهمَ كيفَ انتهى بنا الأمرُ إلى ذلك، وجدنا أنفسَنا نؤدِّي “تمرينَ الحيواناتِ” مرةً أخرى، هذهِ المرَّة بمشاركةِ كلٍّ من غروسكيف وإيلباثوس.
أصبحَ أمامي الآنَ صفٌّ من التنانينِ العِظام، جميعُهم يُحاولون تقليدَ حركاتِ التمارينِ بإخلاص.
كيفَ انتهى بنا المطافُ إلى هذا الموقفِ الغريب؟
أخذتُ أتأمَّلُ المشهدَ بحيرةٍ، غيرَ قادرةٍ على إيجادِ إجابة.
لقد قمتُ مجددًا بأداء تمرين السرعوف.
ماذا يجب أن أفعل بعد ذلك؟
فكَّرتُ قليلًا ثم أخذتُ نفسًا عميقًا.
“حسنًا، يا أصدقاء! حان وقتُ تمرين القشريات!”
◆◆◆◆
**أغنية تمرين القشريات**
سلطعونُ تَرَابَةِ البحرِ لديهِ أرجلٌ طويلة، يرفعُ يديه ويُرددُ: “واحد، اثنان، ثلاثة!”
سلطعونُ الشعرِ مغطى بشعرٍ كثيفٍ، مليءٌ بالشعرِ الكثيفِ الدائريّ.
سلطعونُ الزهورِ لونهُ أحمرٌ، ويَشُكُّ بأشواكٍ حادةٍ، يجبُ أنْ تكونوا حذرين.
سلطعونُ اليدِ الكبيرةِ لديهِ ذراعٌ كبيرة، فليُدَارها بسرعة، باستخدامِ يدٍ واحدةٍ فقط.
سرطانُ الأرجلِ الكبيرةِ جسمُهُ ضخمٌ، ليتِهُ يمتدُّ بشكلٍ كبير، وانتهينا!
◆◆◆◆
لقد قمتُ بأداءِ وضعيةِ “سرطانِ الأرجلِ الكبيرة” بشكلٍ ممتاز، ثم صَفَّقْتُ بيدي.
“أحسنتم جميعًا! لقد كنتم جميعًا جيدين! فلنواصل بذل الجهدَ اليومَ أيضًا!”
عندما مدحتُ الجميعَ على التزامهم الجاد في تمرين الحيوانات، ابتسمَ جزلهايد، رينيس، ولافين، كما اعتادوا، معبرين عن سعادةٍ كبيرة.
بينما نظرَ غروسكيف وإيلباثوس إلى بعضهما البعض وقالا:
“يبدو أن هذا سيُصبح عادةً ممتعة، أليس كذلك؟”
“آنِّيريا لن تفعل ذلك. اذهبا إلى المنزلِ سريعًا.”
قال جزلهايد وهو يضعني في ذراعيه، ليهددَ الرجلين اللذين كانا يجهزان للرحيل. ولم أتمكن من توديعهما كما ينبغي.
حسنًا، لا بأس.
ربما نلتقي مجددًا في المستقبل.
كنتُ أشعر بالارتياح لأنَّ الأجواءَ بينهما قد تغيَّرت، حيث اختفى التوتر والعدائية التي شعرتُ بها في أول لقاء بينهما.
لقد أراحني ذلك، لأنني أكرهُ الخلافات.
آمل أن نتمكن من أن نعيش بسلام.
مكاني هنا، بجانب جزلهايد، ومملكتي هي هذا المكان.
أتمنى السلام والأمان دائمًا.
بينما يقولُ التنانينُ أنَّ الأقوى هو الأسمى،
إذا كان من الممكن، أتمنى لو أنَّ النصرَ يُقرَّرُ في منافساتٍ مثل مصارعةِ الخنافسِ بدلاً من الصراع المباشر.
المترجمة:«Яєяє✨»