لقد تزوجت من إمبراطور النار ولكنه يعتقد انني بشرية ضعيفة. - 47
**47قصة القنفذ الرمادي المغامر تعود من جديد**
دُفعَ بي بلطف إلى الباب المغلق.
ومع ذلك، فقد اعتاد جزلهايد دائمًا على معاملتي بحرص شديد، لذا لم أشعر إلا بضغط خفيف، دون أي ألم.
وضع يديه على جانبي وجهي وانحنى قليلًا، بينما مددتُ يديّ نحو كتفيه، أقف على أطراف أصابعي.
اقتربت ملامحه الهادئة، وجسده الأكبر حجمًا مني بكثير، وبشكل طبيعي، انزلقت يدي التي كانت على كتفه إلى عنقه.
“أخيرًا، أستطيع احتضانكِ.”
همس بصوت خافت، دافئ وخشن قليلًا، بينما كانت شفتاه المائلة إلى الاحمرار تتحرك ببطء.
كانت أطراف عينيه مصبوغة بلون أحمر خفيف، وعيناه القرمزيتان بدتا أعمق من المعتاد.
حدقتُ في بؤبؤ عينه، والذي لم يكن دائريًا، بل مستطيلًا رأسيًا بلون ذهبي.
— وكأنه شعلة تتراقص في موقد مشتعل.
“جزيه… -”
قبل أن أتمكن من نطق اسمه بالكامل، سلب شفتاي بقبلة عميقة.
سرعان ما تسللت شفتاه إلى داخل فمي، تذوقني بشغف.
كان الأمر أشبه برحّالة تائه في الصحراء لوقت طويل، وأخيرًا يجد واحة ليروي عطشه، يشرب من مائها بنهم.
كلما تعمقت قبلته، تشابكت أنفاسنا، واهتز جسدي، وضعفت قدماي حتى كدتُ أن أنهار.
“آنِه… جميلة… آنِه…”
“جزيه… سيدي… انتظر…”
“لا أستطيع الانتظار.”
همس باسمي بمحبة بين أنفاسه، يتلاعب بي بعاطفته الجارفة، حتى إنني لم أعد قادرة على ملاحقة مشاعري.
بالطبع، أنا أيضًا أردتُ أن أُحب، وأردتُ أن أشعر بهذا.
لكن لم أكن معتادة على أن يُطلَب مني ذلك، وكانت مشاعر الخجل التي كنتُ أكبتها تتفجر داخلي.
وكأنني فقدتُ نفسي تمامًا.
قبل لحظات فقط، كنتُ أتحدث مع أخي وأختي و إلجيريل…
حين كنتُ أعيش مع عائلتي، لم أكن أفكر حتى في شيء اسمه الحب.
لم أكن أعلم أنني أملك جانبًا بهذه الجرأة.
كنتُ أعتقد أن القُبل مجرد تلامس خفيف بين الشفاه، يُعبر عن الحب بطريقة بريئة.
لم أكن أدرك أنها قد تكون بهذه العُمق، بهذا الشغف، بهذا الذوبان.
بالنسبة للتنانين، فإن تلامس الشفاه ، هو أمر في غاية الخصوصية.
أكثر خصوصية حتى من اتحاد الأجساد.
عندما تذكرتُ كلمات جزلهايد عن ذلك، شعرتُ بلهيب يشتعل في كل خلية من جسدي.
كان الأمر محرجًا… مخجلًا… ومع ذلك—شعرتُ بالسعادة.
“جزيه… … أحبك…”
عندما انتهت تلك القبلة الطويلة، شعرتُ أن كل قوتي قد تلاشت، وتركتُ الكلمات التي خطرت ببالي تنساب من شفتيّ.
عندها، ضاقت عيناه بسعادة خالصة.
“وأنا أيضًا أحبكِ، آنِه… لم أشبع بعد، لكنني لن أفعل شيئًا أكثر من ذلك. لنرتح قليلًا، آنِه.”
ثم حملني بين ذراعيه، وسار بي نحو السرير.
كان رأسي وجسدي في حالة من الخدر والارتخاء، مما جعل المشي أمرًا مستحيلًا.
بينما كنتُ محمولة بين ذراعيه، أغمضتُ عينيّ محاوِلةً تهدئة أنفاسي المضطربة.
حين قال إنه لن يفعل شيئًا أكثر من ذلك، شعرتُ براحة، لكن في الوقت ذاته، راودني إحساس طفيف بالحزن.
‘ما الذي أفكر فيه؟ … هذا المكان مجرد غرفة ضيوف، وأخي والجميع موجودون هنا، لا ينبغي أن أفكر في شيء كهذا.’
لكي أطرد الذكريات التي خطرت ببالي عن القصر الصيفي، هززتُ رأسي قليلًا.
“ما الأمر، آنِه؟ هل كان هناك شيء أزعجكِ؟”
“لـ-لا، ليس الأمر كذلك…”
“إذن، ليس كذلك؟ … في هذه الحالة، ربما—”
“لـ-لا داعي لأن تقول أكثر من ذلك! إنه أمر محرج…!”
قاطعتُ كلماته بسرعة، مما جعله يبتسم بسعادة واضحة.
ظل يربت على شعري وظهري برفق، ويطبع قبلة على جبهتي بين الحين والآخر.
لقد بدا أشبه بحيوان كبير مدلل.
لكن تصرفاته لم تعد تنضح بتلك الحرارة العاطفية، بل باتت تبدو أقرب إلى اللهو البريء، مما جعلني أشعر بالارتياح.
“آنِه، أنا أشعر بالمثل. القُبلة وحدها لا تكفيني، أريد أن أرتبط بكِ بشكل أعمق.”
“جـ-جزيه، لا داعي لأن تقول ذلك بصوت عالٍ…”
“ولمَ لا؟ إن لم أُعبّر عن مشاعري بوضوح، فقد تبكين مرة أخرى. أنا لست بارعًا في التعبير عن عواطفي، لذا إن لم أحتضنكِ أو أقولها لكِ مباشرة، فقد تبتعدين عني ذات يوم.”
“ذلك لن يحدث أبدًا… لأنني أحبك.”
“……… هذا ليس جيدًا. أنا لا أجيد كبح نفسي… آنِه، قبل أن أفقد قدرتي على التحمل، فلنخلد إلى النوم. أريد أن أسمع تلك الحكاية مجددًا.”
“تلك الحكاية…؟”
“تكملة قصة القنفذ الرمادي الذي أبحر في البحر.”
كانت كلماته أشبه بما قد يقوله إلجيريل، مما جعلني أضحك بخفة.
“سيكون إحضار دفتر القصص مضيعة للوقت، لذا هل يكفي أن أسردها مما أتذكره؟”
“بالطبع.”
ألصقتُ جبهتي بصدره، وأغمضتُ عينيّ، محاوِلةً تذكر ما حلّ بالقنفذ الرمادي بعد ذلك—
◆◆◆◆
المكان التالي الذي وصل إليه القنفذ الرمادي كان جزيرةً يقطنها خنفساء هرقل العملاقة.
كان حجم الخنفساء العملاقة أكبر بكثير من القنفذ الرمادي،
لدرجة أنه كان بإمكانه الركوب على ظهرها والتجول معها.
“هل تعرف شيئًا عن زهرة قوس القزح؟”
سأل القنفذ الرمادي.
“لا أعرف شيئًا عن زهرة قوس القزح، لكنني أعرف نهرًا يتدفق فيه ماء الليمون المحلّى بالعسل.”
قال خنفساء هرقل العملاقة.
كان خنفساء هرقل العملاقة يحب ماء الليمون المحلّى بالعسل.
وبما أنّ القنفذ الرمادي كان يشعر بالعطش أيضًا، فقد أخذه الخنفساء إلى النهر الذي يجري فيه ماء الليمون بالعسل.
“طعمه لذيذ وحلو منعش.”
اقترب القنفذ الرمادي من النهر، وبدأ يشرب من ماء الليمون بالعسل.
كان النهر الكبير ممتلئًا بماء الليمون المحلّى بالعسل المتدفق بغزارة.
وكانت هناك العديد من شرائح الليمون العائمة فوق الماء، بالإضافة إلى الفراولة، والبرتقال، والخوخ، التي كانت تطفو برفق.
“لقد كبرنا بهذا الحجم لأننا نشرب ماء الليمون بالعسل.”
قال خنفساء هرقل العملاقة بفخر.
“إذن، هل يمكنني أن أصبح كبيرًا أيضًا؟”
“بالتأكيد ستصبح كبيرًا!”
أخذ القنفذ الرمادي بعضًا من ماء الليمون بالعسل في قربة صغيرة،
وحصل أيضًا على بعض شرائح الليمون المغمورة بالعسل والفراولة كوجبة خفيفة.
وبعد أن ودّع خنفساء هرقل العملاقة، أبحر مجددًا في البحر.
◆◆◆◆
عندما انتهت الحكاية، كان جزلهايد نائمًا بالفعل، يتنفس بانتظام وهدوء.
استمعتُ إلى نبضات قلبه المنتظمة، ثم أغمضتُ عينيّ أيضًا.
غدًا، سنذهب إلى القصر.
سيكون كل شيء على ما يرام، أليس كذلك؟
سنجد خيطًا يقودنا للحل، وسيتعافى شعب التنانين من مرضهم.
لن تنشب أي صراعات، أليس كذلك؟
أتمنى ذلك.
المترجمة:«Яєяє✨»