لقد تزوجت من إمبراطور النار ولكنه يعتقد انني بشرية ضعيفة. - 46
**46البيض أم الإنسان**
في العصور القديمة، انقطعت العلاقات بين البشر والتنانين البشرية.
حين يتحدُّ تنينٌ بشريٌّ مع إنسان، هل سيخرج من البيضة تنين، أم أن الطفل سيولد من بطن الأم كإنسان؟
أنا وجزلهايد تحدثنا عن ذلك بجدية لفترة ونحن في الحمام.
لكن في النهاية، توصلنا إلى استنتاج مفاده: “علينا أن ننتظر حتى نُرزَق بطفل لنعرف الجواب”.
كان جزلهايد يبدو في حيرة، إذ كان يفكر فيما إذا كان يستطيع أن ينمّي البيضة داخل جسده، لكنه غير متأكد إن كان بإمكانه حمل إنسان.
أما أنا، فلا يهمني إن كان المولود بيضة أو إنسانًا، فأنا أريد أن أربيه بنفسي، ولم أفكر يومًا في أن أطلب من جزلهايد ذلك.
ثم إن كتب التاريخ الخاصة بالتنانين البشرية تذكر أن أول امرأة اتحدت مع تنين.
ومنذ ذلك الحين، عاش البشر والتنانين معًا، وبالتأكيد كان هناك كثيرون ممن أحبوا بعضهم البعض.
إذا تمكن القدماء من فعل ذلك، فلا سبب يمنعني من تحقيق الأمر نفسه.
“جزيه، سواء كان بيضة أم إنسانًا، لا بأس عندي… أعلم عن طبيعة التنانين البشرية، لكن هذا ليس السبب الوحيد… بل لأنني حقًا أرغب في أن يكون لي طفل منك.”
“…..حقًا؟”
قلت ذلك وأنا أخرج من حوض الاستحمام وأغسل ظهر جزلهايد.
كنت قد حاولت في السابق تنفيذ طقس “دعني أغسل ظهرك، زوجي العزيز!” في حمام القصر الإمبراطوري، بهدف أن نصبح أكثر ألفة، ولأجعله يراني كامرأة، لكنني فشلت حينها.
لم أتوقع أن أتمكن من تحقيق ذلك في حمام منزل الدوقية.
وأنا الآن… اعتدت رؤية جزلهايد عاريًا أكثر من اللازم.
بل على العكس، أصبحت مأخوذة بعضلات ظهره البارزة واتساع كتفيه.
صحيح أنني أشعر بالخجل عند كشف بشرتي، لكن… بالنسبة للتنانين البشرية، العُري ليس أمرًا محرجًا.
“أنا سعيدة لأنك أتيت معي، جزيه… لو لم تكن هنا، لكانت شقيقتي…”
“لكنها ستكون بخير الآن، أليس كذلك؟ فقد حصلت على بركة النار، وبالتأكيد سيولد طفل قويٌّ وجميل.”
“آه، نعم… أعتقد ذلك… لا بأس، سيكون كل شيء على ما يرام.”
“شكرًا لك، جزيه… لأنك تشاركني وجبات الطعام، ولأنك تهتم بي كثيرًا… أنا سعيدة لأنني أحببتك.”
كنت أشعر بالفخر بالعلامة المنقوشة على صدري.
فركتها بالصابون، ثم استخدمت دلواً صغيرًا لأغسل ظهر جزلهايد من الرغوة بالماء الدافئ المتجمع في الحوض.
وبعد أن انتهيت من غسل شعره وظهره، كان الماء يقطر منه.
رغبتُ في التعبير عن امتناني، فاحتضنته من الخلف بشدة، لكن…
“آه، أنِه… هل تفعلين ذلك عمدًا، أم أنك لا تدركين؟”
وضع جزلهايد يده على جبينه وكأنه يحاول تهدئة نفسه.
“لقد وصلت إلى حدي… ما الذي ينبغي علي فعله الآن؟”
“لكنك لا تشعر بأي شيء خاص عند رؤية الجلد العاري، أليس كذلك؟”
“هذا صحيح، بشكل عام… لكن هناك استثناءات. إلى متى علي أن أتحمل ذلك؟
ألم تقولي إنك ستنامين مع إلجيريل الليلة؟ لم أشعر يومًا برغبة في العودة إلى القلعة بهذه السرعة من قبل…”
كلماته، التي تنهد بها بعمق، كانت تحمل في طياتها رغبة واضحة…
وبينما كان يتحدث، تذكرتُ اللحظة التي تناولنا فيها الحلوى معًا في فترة الظهيرة.
“جزيه، أ… أنا أيضًا… أشعر الآن برغبة في تقبيلك.”
“آنه… هل تدركين أن التقبيل بالنسبة لنا أكثر حميمية وخصوصية من الاتحاد الجسدي؟ هل تفهمين ما تقولينه؟”
“آه… صحيح، أعتذر…! جزيه، ليس هنا، لا يجوز.”
“نعم، أنا أيضًا أرى ذلك. هذا ليس المكان المناسب، فهناك الكثير من العوائق.”
ساد بيننا صمت غريب تملؤه الحرج، فسارعنا إلى ارتداء ملابسنا والخروج من الحمام.
أريد العودة إلى غرفتي فورًا.
أريد أن أعود وأحظى بعناق بعيدًا عن أعين الجميع.
ثم… ثم…
أريد أن أعود إلى القلعة في أسرع وقت.
الأيام التي قضيتها في القصر الجانبي كانت ثمينة للغاية.
بالطبع، أنا أدرك سبب عودتي إلى المملكة، وأعلم أن هذا ليس الوقت المناسب للانشغال بمشاعري العاطفية.
بينما كنتُ أجرّ يد جزلهايد بهدوء عبر الرواق للعودة إلى غرفة الضيوف، لاحظت نظراته إليّ، وكأنه يرغب في قول شيء ما، مما زاد من اضطرابي.
‘عندما نعود إلى الغرفة، سأجفف شعري قليلًا… ثم أطلب من الوصيفة تحضير الشاي… وبعدها…’
حاولت التركيز على المهام التي عليّ القيام بها لتهدئة نفسي، لكن الممر القصير بين الحمام والغرفة بدا طويلًا بشكل غريب.
“آنِّيريا، كنتِ في الحمام؟”
“إلجيريل، هل كنتَ تنتظرني؟ آسفة. كيف حال أختي؟”
سألتُ إلجيريل، الذي كان واقفًا أمام باب الغرفة في انتظاري.
شعرتُ بوخزة من الذنب، لأن ذهني كان ممتلئًا بأفكار لا يمكن البوح بها، والآن أقف أمام إلجيريل وأتحدث معه وكأن شيئًا لم يكن.
يجب أن أستجمع نفسي.
حاولت مسح الأفكار المشوشة من رأسي، وكأنني أكنسها بفرشاة تنظيف خشنة.
“والدتي في حالة أفضل قليلًا. شربت ماء الليمون، وأكلت بعض العصيدة أيضًا… تلك التي تحتوي على قنفذ البحر والجبن.”
“إذا كانت قادرة على تناول قنفذ البحر والجبن، فهذا يعني أن حالتها ليست سيئة.”
عصيدة قنفذ البحر والجبن دسمة وغنية بالنكهة، لكنها قوية الطعم.
أنا سعيدة لأن شهية إريكاثينا عادت إليها.
“ذلك… أ…جزلهايد..”
“إلجيريل، عليك أن تكون مهذبًا في حديثك. إما أن تناديه ‘جلالة الملك’ أو ‘السيد جزلهايد’. الألقاب أمر مهم.”
انخفضتُ إلى مستوى نظر إلجيريل، وجلست على ركبتي أمامه، لأوجهه بلطف.
إلجيريل هو الابن الأكبر، وسيكون دوق يوفيرهيلم القادم، لذا لا ينبغي السماح له باستخدام أسلوب حديث غير رسمي حتى لو كان صغيرًا.
لا يمكنني إنكار أنني أحيانًا أتحدث بحرية، لكن علينا جميعًا أن نكون حذرين بشأن ذلك.
“لا بأس لديّ، يمكنه مناداتي بأي طريقة يريدها.”
كان جزلهايد متسامحًا، لكن… مع ذلك، لا بد من تقويم الأخطاء في وقتها.
“هذه المرة… أشكرك على إنقاذ والدتي…”
“شكرًا لك، سيدي.”
قال إلجيريل بجدية وهو يشكر جزلهايد.
إنه طفل ذكي جدًا، لذا إذا أراد أن يفعل شيئًا، فهو قادر على القيام به بشكل صحيح.
مستمتعة، مسحتُ رأس إلجيريل بلطف.
“لكنني لن أغفر لك لأنك سرقتَ آنِّيريا! جئتُ لأقول لك اليوم إنني لن أنام مع آنِّيريا. أنا الآن في الرابعة من عمري، لذلك لن أنام مع النساء. أنتَ أيضًا، ألم تستحم مع آنِّيريا؟”
“أ-أم… إلجيريل، لماذا تعتقد أننا استحممنا معًا؟”
“سمعتُ ذلك من إحدى الخادمات. قالت إنكما متقاربان جدًا… يعني، أنتَ طفل. الاستحمام مع آنِّيريا مثل الأطفال.”
قال إلجيريل بفخر.
ظل جزلهايد صامتًا لفترة، ثم بدأ يضحك فجأة وهو يمسك بطنه.
بعد أن أغمض عيناه من الضحك، حاول جزلهايد كتم ضحكته وأمسك بفمه كما لو كان قد ارتكب خطأً.
“… ليس من عادتي الضحك بصوتٍ عالٍ… لكن، في كل حال، الأمر ممتع. انا طفل، أليس كذلك؟”
“ما هو الشيء المضحك؟”
“عندما تكبر، ستفهم.”
“أنا الآن كبير! في غضون عشر سنوات، سأصبح أكبر!”
“بالتأكيد ستكبر لتصبح رجلًا يعتمد عليه.”
ربت جزلهايد بلطف على رأس إلجيريل.
أمسك إلجيريل رأسه بيده، ثم احمر وجهه وقال “تصبحين على خير، آنِّيريا!” وركض بعيدًا.
“أعتذر، سيد جزيه. عادةً هو طفل مهذب جدًا، ولكن…”
“لا مشكلة. على أي حال، آنِه… يبدو أننا سنكون بمفردنا الآن.”
أمسك جزلهايد بخصري، وسحبني بسرعة إلى الغرفة، حيث سمعنا صوت القفل ينغلق وراءنا بصوت “كش”.
المترجمة:«Яєяє✨»