لقد تزوجت من إمبراطور النار ولكنه يعتقد انني بشرية ضعيفة. - 20
**20**
**20 نومٌ هادئ وقرار آنِّيريا**
كانت ذراعا جِزلهايد ملتفتين حولي، وراحته العريضة تمسح ظهري بلطف.
كان أنفاسه تتغلغل بين خصلات شعري، ودفء جلده يلامس جلدي، حتى شعرتُ بضربات قلبه تتردد في صدري.
“جِزلهايد…”
“تصبحين على خير، آنِه.”
“لـ-لكنني… لم أشعر بالنعاس بعد… لنكمل حديثنا قليلًا بعد…”
“سنتحدث غدًا، وبعد غد أيضًا. عليكِ أن تنامي جيدًا حتى لا يؤثر عليكِ التعب غدًا.”
“لكن…”
“هل هناك ما يشغل بالكِ؟”
صوته العميق والهادئ كان أشبه بلحنٍ مهدئ، وكأنه أغنية أطفالٍ ناعمة.
لا أذكر وجه والدي جيدًا، لكن… هل كان ليبدو هكذا؟
لا، هذا ليس ما يجب أن أفكر فيه الآن.
ما هذا الشعور الذي جعلني أربط بين حجم ودفء جِزلهايد وبين الأبوة؟!
لا أريد منه أن يربت على ظهري بهذه الطريقة، فهذا يجعلني أشعر بمزيدٍ من النعاس…
“جِزلهايد…”
جفناي صارا ثقيلين.
ربما لأنني استنزفتُ طاقتي في التفكير بأمورٍ لم أفكر بها من قبل، أو ربما لأنني كنتُ أحاول استيعاب مشاعر جديدة لم أختبرها سابقًا.
لكن لمسته اللطيفة ودفء يديه جعلاني أشعر وكأنني أذوب بهدوء.
بمجرد أن استبدلتُ التوتر بالراحة، غمرني النعاس بسرعة.
“…تصبح على خير.”
“أجل، احلمي بأحلامٍ جميلة.”
ما إن أغمضتُ عينيّ حتى غرق عقلي في ضبابٍ ناعم.
وفي ذلك الحلم، كان جِزلهايد يبتسم لي وهو يهمس: “أنا أحبكِ، آنِه.”
ثم طبع قبلةً دافئة على عنقي.
انحدرت أنفاسه وقُبله نحو عظام ترقوتي، ثم إلى أعلى صدري.
ارتجف جسدي لا إراديًا، فاحتضنني جِزلهايد بحنانٍ وهمس: “لا تخافي، فقط استرخي.”
كانت عيناه، بلون الدم المتوهج، تركزان عليّ بعمقٍ لا يوصف.
ثم، التقت شفاهنا في قبلةٍ هادئة…
كان يحيطني بين ذراعيه، يقبّلني…
ثم——
ثم استيقظتُ فجأة.
‘يا إلهي… لقد كان… حلمًا غريبًا…’
فتحتُ عينيّ لأجد أمامي مباشرةً وجه جِزلهايد النائم، بجماله المدمِّر الذي لا يُصدق.
كانت ملابسه مفتوحةً قليلًا عند الصدر، مما كشف عن عضلاته القوية المتناسقة، وانحدارها حتى بطنه المشدود.
لم أستطع منع يدي من التسلل ولمس صدره وعضلات بطنه برفق.
‘إنها… أنعم مما توقعتُ… كنتُ أظنها ستكون أكثر صلابةً، لكنها دافئةٌ وتتحرك مع كل نفسٍ يأخذه…’
رغم اختلاف شكل جسده عن جسدي تمامًا، إلا أنني شعرتُ، عبر أناملي، بوجود الدم والنبض والحياة تحته.
‘لم يحدث شيءٌ بالأمس… لكنني رأيتُ هذا النوع من الأحلام… هل هذا يعني أنني كنتُ… أتوقع شيئًا؟!’
هل أنا… محبطةٌ بطريقةٍ ما؟
لا، لا يمكن أن يكون الأمر كذلك!
وبالطبع، ليس كما لو أنني أعرف الكثير عن هذه الأمور أصلًا…
لا يعني ذلك أنني أجهل كل شيء.
صحيح أنني لم أكن أتوقع الزواج يومًا، لكنني رغم ذلك الابنة الكبرى لعائلة دوقية.
تعلمتُ جميع ما يلزم من آداب السيدة النبيلة، وكان من ضمنها بالطبع بعض التعليم حول فراش الزوجية.
‘يبدو أن صدر جِزلهايد أكبر من صدري… بل إنه أكبر بكثير! هل لهذا السبب…؟’
هل يظنني طفلة؟
فجسدي أصغر بكثير من جسده، وإذا قارنته بنساء قومه من التنانين، فالفارق يبدو كأنه بين شخص بالغ وطفل.
الحقيقة أن اعتباري طفلة سيكون أفضل من بعض الاحتمالات الأخرى.
‘منذ البداية، كان يظن أنني آكل الحشرات، وكان قلقًا من أن أموت إذا سقطتُ من السرير، وحتى عندما كان يحملني، كان يخشى أن تنكسر عظامي إن تعثرت!’
بدأتُ أسترجع كل ما حدث منذ مجيئي إلى هنا.
‘لقد كان يهتم بدرجة الحرارة والرطوبة من أجلي، وكان يحرص على أن أتناول وجباتي دائمًا. ربما هذه مجرد عادات لديهم، لكنني لا أستطيع التأكد…’
لقد قال إنه سيعدّ مراسم الزواج، وأكد لي أنني عروسه.
لكنني أشعر أن هناك سببًا يمنعه من البوح بحقيقة الأمر كاملة.
‘لقد قال إن رؤيتي تبعث في نفسه الطمأنينة… لكن، أليس هذا هو نفس الشعور الذي يكنّه أخي لحشرة الكابوتو المفضلة لديه، هِرقل الثالث؟!’
أو ربما أشبه الأطفال في دار الأيتام عندما يحتضنون جروًا صغيرًا ويداعبونه بحنان.
بمعنى آخر، هل يظنني مجرد كائنٍ لطيفٍ ونادر؟
“آنِه، لا يزال بإمكانكِ النوم قليلاً.”
بينما كنتُ أتحسس عضلات صدره، يبدو أنني أيقظته دون قصد.
فتح نصف عينيه، ثم همس بصوته الناعس قبل أن يعيد تطويقي بين ذراعيه القويتين.
تجعدتْ ملامحي قليلًا.
‘هل أنا خالية تمامًا من الجاذبية كأنثى؟ ربما يراني كائنًا صغيرًا لطيفًا، لكنه ليس بسببي أنا، بل لأنني مجرد فتاة بشرية ضئيلة مقارنةً به!’
لكن لو كان الأمر كذلك، فجميع النساء من البشر سيبدون صغيراتٍ ولطيفاتٍ في نظره.
‘لا يمكن أن يستمر الأمر هكذا…’
أشعر بالراحة في أحضانه، لكن…
أنا أحبه.
ولأنني أحبه، أريده أن يحبني أيضًا.
ليس كحيوان أليف، ولا كشيء لطيف يملأ وقته، بل كأنثى، كزوجة.
أريده أن يقبّلني، بل وأكثر من ذلك.
أعلم أن هناك سببًا لكل هذا، لكنني لستُ مجرد كلبٍ مدلل أو خنفساء أليف أو أرنب صغير.
أنا أريد أن أصبح زوجته، شريكته.
‘قد يكون يراني ككائن نادر، لكن… لقد عاملني بلطف، أليس كذلك؟ عليه أن يتحمل المسؤولية الآن!’
بالأساس، هو من قال إنه يريد عروسًا وأحضرني إلى بلاده.
لقد غمرني بعطفه، جعلني أتعلق به، بل وحتى… سرق مني أول حبٍ في حياتي.
إن قال لي بعد كل هذا: “كنتُ أراكِ مجرد حيوانٍ أليف.” فلن أسمح بذلك أبدًا!
لذلك، ضغطتُ وجهي على صدره، ملتصقةً به تمامًا.
كان إيقاع نبضاته منتظمًا وهادئًا.
‘إذن، أنا وحدي من يخفق قلبي بهذه السرعة؟!’
عليّ أن أبذل جهدًا أكبر.
إن تركتُ الأمور على حالها، فقد يأتي يومٌ وتظهر إحدى حسناوات التنانين لتخطفه مني…
المترجمة:«Яєяє✨»