لقد تزوجت من إمبراطور النار ولكنه يعتقد انني بشرية ضعيفة. - 15
** 15 التقديم في قاعة الشؤون الحكومية**
عندما هدأ جسدي قليلًا، بدأ جِزلهايد-ساما في إطعامي بعض قطع التفاح والعنب، واحدة تلو الأخرى.
كنتُ أتساءل في داخلي، هل من الضروري أن يُطعمني في كل مرة؟ ورغم الشعور بالخجل، التزمتُ بطقوس هذا المكان وتقاليده.
الإحساس بأصابعه وهي تلامس شفتي، وانتظاري بفم مفتوح لتلقي الفاكهة المقدمة لي، كانا أمرين غريبين لم أعتد عليهما.
كل ما شعرت به هو إحراج شديد، وكأن حرارة جسدي ترتفع أكثر فأكثر.
أما نظرات جِزلهايد-ساما الهادئة التي تراقبني، فقد كانت تحمل مشاعر لا أستطيع فهمها تمامًا.
إنها ليست نظرات باردة، لكنها أيضًا لا تُظهر ما يدور في أعماقه أو ما يفكر فيه.
أتساءل، هل سيأتي اليوم الذي أعتاد فيه على هذا؟
إذا استمر هذا الروتين يومًا بعد يوم، فهل سأصبح قادرة على تقبّل هذه الطقوس؟
أصابعه، التي تلطخت بعصير الفاكهة، امتدت لتمسح شفتي برفق، ثم، دون أي تردد، مرّر لسانه الأحمر عليها وتذوقها.
لحظة توقفت فيها عقارب الزمن.
فمه، لسانه الأحمر ، وأصابعه الرفيعة ذات الحركات الهادئة، كل ذلك انطبع على شبكية عيني، ولم أستطع نسيانه.
‘…………اه!’
كنتُ أحاول تحمّل الأمر عبر إقناع نفسي بأنني مجرد عصفور صغير يتلقى طعامه.
لكن فجأة، أدركتُ شيئًا واضحًا وصريحًا—جِزلهايد-ساما رجل، وأنا امرأة.
بلغ الخجل أقصى درجاته، فاندفعتُ إلى صدره وأخفيتُ وجهي داخله.
“آنِه؟”
“جِزيه-ساما، هذا يكفي.”
“هل تشعرين بالغثيان؟ هل أثر عليكِ تناول الفاكهه قبل قليل؟”
“ليس الأمر كذلك… فقط لا أستطيع تناول المزيد… آسفة لأنني لم أتمكن من إنهاء الطعام.”
“لا داعي للاعتذار. لكن إن كنتِ تشعرين بالانزعاج من ذلك، فسأطلب تقليل الكمية لكِ لاحقًا.”
“أشكرك… حقًا.”
أتمنى لو كان بإمكاني تناول الطعام بهدوء أكبر.
هل يمكنني الاعتياد على ذلك؟
إذا تمكنا يومًا من مشاركة المشاعر الحقيقية بيننا وأصبحنا زوجين عاشقين، فهل ستتحول هذه الأفعال المحرجة إلى لحظات سعيدة بالنسبة لي؟
‘… مشاركة المشاعر؟’
لقد فكرتُ بذلك بشكل طبيعي الآن، أليس كذلك؟
هل هذا يعني أنني… معجبة بجِزلهايد-ساما؟
بلا شك، مظهره الخارجي وقامته القوية يتوافقان مع مثالي الخاص.
لكن مجرد الإعجاب بالمظهر لا يبدو أمرًا منطقيًا، أليس كذلك؟
إذا كان جميع رجال هذا البلد يمتلكون بنية قوية مثل جِزلهايد-ساما، فهل هذا يعني أنني سأقع في حب أي تنين بشري آخر؟
“هل تفضلين العودة إلى غرفتك للراحة، آنِه؟ كنتُ أود أن أعرّفكِ على الجميع، لكن إن كنتِ متعبة…”
“أريد أن أبقى معك!”
“لا داعي لأن تُجبري نفسكِ.”
“أريد أن أبقى معك…! جِزيه-ساما، إن تركتني وحدي، فقد أسقط من السرير مجددًا.” (😭😭)
“هكذا إذن… هذا صحيح.”
إذا كنتُ سأسقط طريحة الفراش لمجرد تناولي القليل من الفاكهة المشبّعة بالسحر، فقد يظن جِزلهايد-ساما أنني لستُ مناسبة لأن أكون عروسه.
إضافةً إلى ذلك، كنتُ أرغب في مقابلة من قصدهم حين قال “الجميع”.
حتى الآن، لم أقابل في القصر سوى الخادمات، ولافين، والسيدة رينيس، وهنّ جميعًا تنينات بشريات.
أما الرجال، فلم أرَ سوى جِزلهايد-ساما وحده.
بالتأكيد، هناك بعض الفضول لدي، لكن أكثر ما يشعرني بالسعادة هو أنه يريد أن يقدمني لهم بنفسه.
‘إذا اخترتُ العودة إلى غرفتي الآن، فقد يُنظر إليّ على أنني ضعيفة، ولن أُعامَل كزوجةٍ حقيقية…’
رغم أنني حتى الآن، لستُ متأكدة مما إذا كنتُ أُعامَل كزوجة فعلًا أم لا.
على أية حال، جِزلهايد-ساما قَبِلَ إصراري الطفولي، وقرر أخذي معه.
كنتُ أظن أننا سنتجه إلى قاعة العرش، حيث التقيتُ به بالأمس، لكنه بدلاً من ذلك، حملني كما لو كان ذلك أمرًا طبيعيًا تمامًا—رغم أن هذا هو اليوم الثاني فقط من لقائنا—وقادني عبر ممر طويل، متجاوزًا بابين كبيرين، حتى وصلنا إلى *غرفة الشؤون الحكومية* الخاصة به.
الجدران والسقف كانا مغطّيين باللون الأسود، تتدلى منهما مصابيح ذهبية، مما منح الغرفة مظهرًا فاخرًا ومهيبًا.
اصطفت على الجدران رفوف مليئة بالمخطوطات، بينما كانت الأوراق مكدّسة فوق مكتب كبير خاص بالشؤون الإدارية.
“في النهار، أقضي معظم وقتي هنا في العمل. وأحيانًا، أخرج لحل بعض النزاعات الصغيرة.”
“نزاعات صغيرة؟”
“أجل. صحيح أنني أُلقّب بملك هذا البلد، لكن في الواقع، هناك تنينان آخران بقوة مماثلة لي.”
“هل يمكن اعتبارهما مثل النبلاء أصحاب النفوذ في مملكتي؟”
في هذه اللحظة، كنتُ جالسة على ركبتي جِزلهايد-ساما، كما لو كان ذلك أمرًا طبيعيًا تمامًا.
منذ أن وصلتُ إلى هنا، وهو يحملني وكأنني صغير الكنغر المتشبث ببطن أمه…
“في مجتمع التنينين، يتم اختيار الملك بناءً على قوته. إمبراطور اللهب هو أقوى تنين في هذا البلد، ويليه إمبراطور الرعد *غروسكيف*، وإمبراطور الجليد *إيلباثوس*. إمبراطور الرعد يحكم الأراضي الشرقية، بينما يسيطر إمبراطور الجليد على الأراضي الشمالية.”
بينما كان يتحدث، دخل الغرفة رجل ذو شعر بني فاتح، وملامح هادئة ولطيفة.
على الرغم من أنه بدا أصغر حجمًا من جِزلهايد-ساما، إلا أنه كان لا يزال أطول مني بكثير.
لا شك أنه تنين بشري أيضًا.
“تشرفتُ بلقائكِ، الليدي آنِّيريا. اسمي غيلفورد أمارست، وأشغل منصب كبير الكتّاب في ديوان الشؤون الإدارية. يسعدني العمل معكِ.”
“تشرفتُ بلقائك، السيد غيلفورد. أنا آنِّيريا يوفيرهيلم. وأعتذر عن تحيتي لك بهذه الهيئة…”
“لا داعي للاعتذار. بما أن جلالته سمح بذلك، فلا بأس. تصرفي كما يحلو لكِ، آنِّيريا-ساما. وبالمناسبة، يمكنكِ مناداتي غيلفورد فحسب. فأنتِ عروس جلالته، ولا حاجة لأن تتحفظي معنا.
“آه… حسنًا، إذن… غيلفورد-سان.”
“نعم، آنِّيريا-ساما. يشرفني لقاؤكِ.”
ابتسم غيلفورد-سان بودّ، وهو يرتدي رداءً طويل الأكمام والأطراف، مشابهًا لزيّ جِزلهايد-ساما، لكنه كان مزينًا بنقوش سوداء على خلفية بيضاء، تمثل نباتات وطيورًا.
ربما يكون هذا الزي هو الزي الرسمي لموظفي الديوان.
وضع غيلفورد-سان مجموعة من الوثائق التي كان يحملها فوق مكتب جِزلهايد-ساما بإيقاع ثقيل.
“عندما تبدأ النزاعات الصغيرة، تهمل الأعمال الإدارية، لذا هناك العديد من الأمور التي تحتاج إلى توقيعك، جلالتك. يمكنك الاطلاع عليها أثناء الحديث.”
“آه… لا خيار أمامي.”
“آنِّيريا-ساما، جلالته لا يحب البقاء جالسًا في قاعة الشؤون الحكومية. لكنه الآن يحتضنكِ بكلتا يديه، لذا لن يتمكن من الهروب هذه المرة. وهذا يجعل الأمور أسهل بكثير!”
“الهروب؟”
“غيلفورد، لا تقل أشياء غير ضرورية.”
“الأمر ليس مقتصرًا على جلالتك فقط، لذا لا داعي للقلق. آنِّيريا-ساما، نحن لسنا مجرد بشر، بل تنانين أيضًا، وأحيانًا نشعر برغبة جامحة في التحول إلى شكلنا الأصلي والتحليق في السماء.”
“غيلفورد.”
رغم تحذير جِزلهايد-ساما، واصل غيلفورد-سان حديثه بسلاسة، متجاهلًا الأمر تمامًا.
بدا صوت جِزلهايد-ساما أكثر جدية عندما نطق باسم غيلفورد، لكنني لم أستطع إلا أن أتساءل: تُرى كيف يكون الشعور بالطيران كتنين؟
“هذا مذهل!”
لا بد أن الأمر رائع للغاية.
أتمنى لو كان لديّ أجنحة أيضًا، لأتمكن من الطيران بحرية.
“مذهل… هل تعتقدين ذلك حقًا؟”
“نعم! لا بد أنه منعش جدًا! إنه يبدو وسيلة رائعة لتصفية الذهن! بصراحة، أفضّل التجول في الغابة مع كتاب عن الحشرات، أو تسلق الأشجار لصيد الزيز، بدلًا من البقاء في الغرفة لقراءة الكتب. أعتقد أنني أفهم شعورك تمامًا!”
أنا أيضًا، بطبيعتي، أفضّل التجربة العملية على الدراسة النظرية. أشعر براحة أكبر عندما أتحرك وأستكشف، لذلك معرفة أن جِزلهايد-ساما يشبهني في هذا الجانب جعلني أشعر بالسعادة.
بعد أن نظر إليّ جِزلهايد-ساما للحظة، التفت إلى غيلفورد-سان وقال بجدية:
“غيلفورد، آنِه لا تأكل الزيز. ولا الخنافس.”
“… لحظة، جلالتك، هل سألتها بالفعل عن هذا؟ عن الخنفساء أيضًا؟”
“أجل. بالأمس، رأيت أنه من الضروري التحقق من ذلك أولًا، لذا سألتها مباشرة.”
“كيف يمكنك سؤالها عن ذلك مباشرة؟ آنِّيريا-ساما، لا بد أنكِ كنتِ مرعوبة. يمكنني تخيّل شعورك عندما يتم كشف سرّك فجأة… في الحقيقة، أنتِ تحبينها، لكنكِ اضطررتِ لإنكار ذلك بسبب افتقار جلالته لأي حساسية تجاه مشاعرك.”
“إذن، آنِه… هل كنتِ تخفين ذلك؟ هل خفتِ مني لدرجة أنكِ لم تجرئي على الاعتراف بحبكِ لها؟”
“لا آكلها! لا آكلها إطلاقًا!”
جِزلهايد-ساما ليس مخيفًا، لكن فكرة تناول وجبة الخنافس بالتأكيد مرعبة!
كنتُ أعتقد أن هذا الموضوع قد انتهى بالفعل.
لكن… إلى أي مدى قد أساء شعب التنانين فهمنا؟
بسبب الصيادين المتهورين الذين لا يتوقفون عن التسلل إلى غابات الحدود لصيد الخنافس.
في الواقع، لم أكن أعلم حتى بوجود مثل هؤلاء الصيادين!
عندما أرى جود-ساما في المرة القادمة، سأحرص على إبلاغه بالأمر.
فالتسلل إلى أراضي دولة أخرى واصطياد خنافس دون إذن أمر غير مقبول، أليس كذلك؟
أو ربما… هل هو مقبول؟ لا، لا بد أنه خاطئ.
يجب أن يتم تقديم تفسير واضح والحصول على إذن رسمي، وإلا فقد ينتهي بي المطاف ذات يوم لأجد خنافس مصفوفة على مائدتي!
وهذا… مرعب.
المترجمة:«Яєяє✨»