لقد تزوجت من إمبراطور النار ولكنه يعتقد انني بشرية ضعيفة. - 10
** 10 سقوطي من السرير… واعترافي بالحب عن طريق الخطأ بسبب الارتباك**
استيقظتُ على سريرٍ ضخمٍ كان بوسعي أن أستلقي عليه مع عشرة أشخاصٍ آخرين دون أن يضيق بنا.
بالنسبة لي، يبدو وكأنه يتسع لعشرة أشخاص، لكن لو كان جلالته جِزلهايد عليه، فربما لن يتسع لأكثر من خمسةٍ فقط! لذلك، من الممكن أن يكون هذا الحجم هو المعيار الطبيعي لأسِرَّة التنانين.
كان السرير كبيرًا ومرتفعًا، لكنه ليس بدرجةٍ تجعلني أحتاج إلى تسلقه، وذلك كان مطمئنًا.
لو كان سريرًا شامخًا كجدارٍ شاهق، لما استطعتُ تسلقه، وكنتُ سأعيش في رعبٍ دائمٍ من السقوط بسبب تقلباتي أثناء النوم.
على أي حال، كنتُ قد نمتُ بعمقٍ في هذا السرير الغريب، ووسط الملاءات البيضاء الواسعة التي تُشبه أمواج البحر، تمددتُ قائلةً: “هممم~” وأنا أشدُّ جسدي برفقٍ في استرخاءٍ تام.
“أوه، صحيح… لقد أتيتُ إلى الإمبراطورية الأوغنياسية، أليس كذلك؟”
حتى صباح الأمس، كنتُ أستيقظُ على صوت إلجيريل وهو يحييني بحماسٍ قائلًا:
“صباح الخير، آنِّيريا!”
ثم يرتمي عليّ بعناقٍ دافئ.
شعرتُ بفراغٍ طفيفٍ لغيابه، لكنه ليس الوقت المناسب للغرق في مشاعر الوحدة.
نِلتُ قسطًا وافرًا من النوم، واستعدتُ طاقتي بالكامل!
رغم أنني كنتُ نشيطةً بالأمس أيضًا…
أما اليوم، فقد أخبرني جِزلهايد أنه سيأتي ليصطحبني إلى الإفطار بنفسه، لذا من الأدب أن أكون مستعدةً عند وصوله.
“حسنًا، لنبدأ!”
حاولتُ تحفيز نفسي، مسترجعةً أحداث الليلة الماضية.
لافين ساعدتني في الاستحمام، كما ساعدتني على ارتداء ملابس النوم، ولهذا كنتُ أرتدي الآن ثوبًا أبيض رقيقًا وواسعًا يصلُ إلى قدمي، وهو أحد الملابس التي أحضرتها معي من قصر الدوقية.
أما بقية ملابسي، فقد تم ترتيبها بعنايةٍ في خزانةٍ ضخمةٍ خصصت لي بالكامل، بما في ذلك ثوب الزفاف الذي اختاره لي أخي العزيز.
على الأقل، يجب أن أبدل ملابسي أولًا.
طالما كنتُ في الدوقية، كنتُ أكره البقاء في السرير حتى تأتي الوصيفات لإيقاظي، لذلك كنتُ أرتدي ملابسي بنفسي دائمًا… بشرط أن تكون من الملابس التي يمكنني ارتداؤها وحدي.
‘لن يكون من الخطأ أن أُبدل ملابسي، صحيح؟ خصوصًا أن جلالته سيأخذني في جولةٍ داخل القصر اليوم، لذا سيكون من الأفضل ارتداء شيءٍ مريحٍ للحركة.’
اعتدتُ في الدوقية على اللعب مع إلجيريل في الغابة والحديقة وحول البركة، لذا كنتُ دائمًا أرتدي ملابس مريحةً تسهّل عليَّ الحركة.
أما الفساتين الطويلة الواسعة، فقد كانت تعلقُ بالأغصان، ولم تكن مناسبةً للاستخدام اليومي على الإطلاق، ناهيك عن أنها باهظةُ الثمن.
لهذا السبب، كنتُ قد أحضرتُ معي بعضًا من ملابسي المفضلة التي اعتدتُ ارتداءها هناك.
نهضتُ من على السرير وبدأتُ أتقدم زحفًا عبر “بحر الملاءات” بحثًا عن المخرج.
ليس لديَّ خيارٌ آخر، فمن غير اللائق أن أقف على السرير، كما أن المسافة بيني وبين الحافة لم تكن قصيرةً أبدًا.
إما أن أزحف، أو أتدحرج حتى أصل إلى الطرف…
لكن، لو اخترتُ التدحرج، فقد أنتهي بالسقوط من السرير فعلًا!
“وواااه…!”
رغم أنني اخترتُ الزحف لتجنب السقوط، إلا أن الملاءات الواسعة، مع ثوب نومي الطويل، التفّت حول قدميّ وأعاقت حركتي.
لم يكن السرير مرتفعًا لدرجةٍ تستدعي التسلق، لكنه لا يزال مرتفعًا بما يكفي لجعل السقوط منه أمرًا غير سار.
وهكذا، سقطتُ بكل أناقةٍ من فوق السرير، وانزلقتُ بسلاسةٍ إلى الأرض.
“بام!”
هبطتُ على مؤخرتي، محدثةً صوت ارتطامٍ مدوٍّ على الأرضية الصلبة.
رغم أن الأرضية الحجرية كانت مغطاة بسجادٍ فاخر، إلا أنها لا تزال صلبةً نوعًا ما.
“آه… يؤلمني…”
جلستُ عند حافة السرير، أفرك خَصري المتألم.
عندما كنتُ صغيرة، كنتُ كثيرةَ التقلب أثناء النوم، حتى أنني كنتُ أسقط من السرير بين الحين والآخر، رغم أنني لا أذكر ذلك.
لكن أخي أخبرني أنه كان يحملني لينام بجانبي حتى توقفتُ عن السقوط.
لم أتخيل أبدًا أنني سأعود إلى هذا الحال مجددًا وأنا في هذا العمر!
على أي حال، لم يكن سقوطًا عنيفًا، فقط انزلقتُ قليلًا. كان الأمر مؤلمًا بعض الشيء، لكن لم يحدث أي إصابة.
والأهم من ذلك، لم يكن هناك أحدٌ ليشهد هذه اللحظة المحرجة، وهذا بحد ذاته إنجازٌ عظيم.
“آنِّيريا!”
… أو هكذا كنتُ أظن.
بينما كنتُ أتنهد بارتياحٍ لنجاتي من الإحراج، فُتح باب غرفة النوم بقوةٍ، وتقدم جِزلهايد نحوي بسرعةٍ مذهلة!
ألم يقل بالأمس إنه لا يمكنه دخول غرفة امرأة؟
هل غيّر قناعاته بهذه السرعة؟
“جِزلهايد… صباح الخير… آه، لحظة، مهلاً!”
“آنِّيريا، هل سقطتِ؟ سقطتِ من السرير، أليس كذلك؟”
لم يمنحني حتى فرصة الرد، بل رفعني عن الأرض بسهولةٍ تامة، وأعادني إلى حافة السرير التي سقطتُ منها للتو.
ثم كرر سؤاله عدة مرات، وكأن الأمر لا يصدق، مما جعلني أومئ برأسي تلقائيًا، ناسيةً حتى أن أنكر أو أُقلل من الأمر.
*”هل تأذيتِ؟ هل تشعرين بالألم؟ هل يعقل أنكم لا تنامون على الأسرّة في مملكتكم؟ هل أجبرتكِ على استخدام أثاثٍ غير مألوفٍ لكِ مما تسبب في هذا؟ سامحيني، آنِّيريا، لا بد أن الأمر كان مؤلمًا!”
“لا، لا، ليس الأمر كما تظن! نحن ننام على الأسرّة أيضًا في مملكتي. لم يكن ذلك خطأك، بل مجرد إهمالٍ بسيطٍ مني. ثم إنني لم أُصب بأي مكروه، حقًا!”
“يجب إعادة تصميم هذه الغرفة فورًا. سنستبدل كل الأثاث بأثاثٍ ناعمٍ بلا زوايا حادة، وسنزيل كل الأشياء العالية والخطرة!”
“لكنني فقط انزلقتُ قليلًا! كنتُ ما زلتُ نعسةً، وتعثرْتُ بطرف ثوب نومي، هذا كل ما في الأمر! إنه موقفٌ محرجٌ بالفعل، لذا لا تُضخّمه أكثر!”
كل ما حدث هو أنني كنتُ نصف مستيقظةٍ، والتفَّ طرف ثوبي حول قدمي فسقطتُ.
لكن يبدو أن جِزلهايد أخذ الأمر بطريقةٍ مختلفة تمامًا، حتى أنه قرر استبدال كل الأثاث بشيءٍ ناعمٍ وآمن!
بهذا الشكل، سأبدو كطفلةٍ حمقاء، تثير الفوضى أينما ذهبت.
أُقدّر قلقه عليَّ، لكني بدأتُ أشعر وكأنني جروٌ صغيرٌ لا يستطيع التمييز بين الطعام والأشياء غير الصالحة للأكل.
عندما يُربّي أحدهم جروًا، فإنه يُبقي جميع الأشياء الخطرة بعيدًا عن متناوله، لأنه قد يأكل أي شيءٍ يجده أمامه…
لكني لا أفعل ذلك! لن أتناول أي شيءٍ غير صالحٍ للأكل! لا حشرات، ولا زوايا الأثاث، ولا أي شيءٍ آخر!
“لكن، آنِّيريا… ماذا لو سقطتِ مجددًا وأُصبْتِ هذه المرة؟”
“حتى لو أُصبتُ، فسأتعافى بسرعة، لا داعي لكل هذا القلق!”
“إذن فالمشكلة في السرير ذاته. يجب أن نخفضه أكثر. بل الأفضل من ذلك، سنغطي الأرض كلها بالوسائد حتى لو سقطتِ، فلن تتألمي!”
“كفى، قلتُ لك إنني بخير!”
أدركتُ فجأةً أنني استيقظتُ لتوي من النوم…
ثوبي غير مرتب، ولم أكن أرتدي أي شيءٍ تحته حين نمتُ…
ترى، هل كان جسدي يظهر من خلاله؟!
حتى شعري، لم أقم بتمشيطه بعد، لا بد أنه في حالةٍ فوضوية.
بسبب الإحراج والارتباك، وجدتُ نفسي أرفع نبرة صوتي دون أن أدرك.
كل هذا بسبب جِزلهايد! لقد اقتحم الغرفة وبدأ بالقلق المبالغ فيه، مما جعلني أشعر بالفوضى والارتباك أكثر.
نظرتُ إليه بعينين ممتلئتين بالدموع، وأنا أرمقه بنظرةٍ غاضبة.
“إن كنتَ قلقًا إلى هذا الحد، فلماذا لا تنام معي منذ اليوم؟ إذا كنتَ بجانبي كل ليلة، فستتمكن من مراقبتي والتأكد من أنني لن أسقط من السرير مجددًا، أليس كذلك؟”
“……… هل هذا مسموحٌ لي، آنِّيريا؟”
“بالطبع، فأنا زوجتك المستقبلية. ثم إنني كنتُ وحيدةً الليلة الماضية، وشعرتُ بالحزن لذلك…”
“آنِّيريا…”
ما الذي أقوله بحق خالق السماء؟!
صحيح أنني تفاجأتُ ليلة أمس عندما لم تكن الليلة الأولى كما توقعت، لكن…
اهدئي، آنِّيريا!
لقد سقطتُ أمامه بطريقةٍ محرجة، واستيقظتُ بمظهرٍ غير لائق، والآن يعاملني وكأنني جروٌ صغيرٌ يحتاج إلى الحماية.
كل هذا يجعلني أشعر بعدم الراحة، لكن لا داعي لأن أنفعل بهذه الطريقة.
لقد قلتُ ذلك وكأنني… وكأنني أحب جِزلهايد كثيرًا!
بينما علاقتنا حتى الآن لم تتجاوز الحديث عن خنافس ووضع اللحم المقشَّر في فمي!
صحيح أن مظهره القوي والرجولي يعجبني… لكن هل هذا يعني أنني—؟
لا، لا، ليس هذا هو المهم الآن!
“أنا آسفة… لقد سقطتُ هذا الصباح، مما جعلني مشوشة، فقلتُ كلامًا غير لائق…”
—في الحقيقة، لم يكن ذلك بسبب سقوطي فقط، بل بسبب الإحراج الذي أعاني منه الآن أيضًا.
“لا بأس، آنِّيريا.”
“بل على العكس… إنه اقتراحٌ جيد. كنتُ أظن أن وجودي بجانبكِ قد يزعجكِ، لكن إن كنتِ تسمحين لي بمشاركتكِ غرفة النوم، فلا بأس إذن.”
“أعلم أنني تصرفتُ بوقاحةٍ الآن بسبب الموقف الطارئ، لكنني في الأصل أؤمن أنه لا يجب دخول غرفة امرأة دون إذن، فضلاً عن النوم معها.”
“لكننا سنتزوج، أليس كذلك؟ لهذا السبب، أريد أن أكون معك، جِزلهايد.”
“آه… فهمتُ. من الآن فصاعدًا، سنقضي الوقت معًا قدر الإمكان.”
بلمسةٍ خفيفة، وكأنه يلامس زجاجًا هشًّا، مسح دموعي التي تجمّعت عند زاوية عيني.
“دموعكِ… لا تتحول إلى بلورات، على ما يبدو.”
“بلورات؟”
“نعم، ليست بلورات، لكنها جميلة.”
نظر إلى طرف إصبعه المبلل بدموعي، وكأنه يراها للمرة الأولى، قبل أن يرفع عينيه وينظر إليّ مجددًا.
“آنِّيريا، عندما تنتهين من الاستعداد، سنتناول الإفطار معًا. أنا سعيدٌ لأنكِ لم تُصابي بأذى.”
“شكرًا لكَ على قلقك… لكن كيف عرفتَ أنني سقطتُ؟ لا أعتقد أن صوت السقوط كان عاليًا إلى هذا الحد.”
“نحن، كعرقٍ مختلف، لدينا حواس سمعٍ وشمٍ وبصرٍ قوية جدًا. إن ركّزتُ، يمكنني سماع الأصوات حتى من مسافةٍ بعيدة.”
“أهذا يعني أنكَ سمعتَ صوت سقوطي؟”
إذن، هل سمع صوت “بام!” الذي أحدثه ارتطامي بالأرض؟
وأين كان جِزلهايد عندما هرع إلى هنا بهذه السرعة؟
رغم أن وصوله كان سريعًا للغاية، إلا أنني لم أتمكن من معرفة مكانه بالضبط قبل أن يدخل.
هناك الكثير من الأمور الغامضة التي لا جدوى من التفكير فيها الآن.
بعد لحظات، دخلت لافين ورينيس إلى الغرفة متأخرتين قليلًا عن جِزلهايد، فألقيتُ عليهما التحية.
بينما كانت لافين تساعدني في ارتداء ملابسي، بقي جِزلهايد بجانبي كما وعد تمامًا.
كنتُ أفضّل أن يبتعد قليلًا أثناء ارتدائي للملابس، لكن بما أنني كنتُ من طلبتُ منه البقاء، لم يكن بإمكاني الاعتراض.
كل ما استطعتُ فعله هو تحمل الإحراج الشديد بصمت.
لكن ما زاد من ارتباكي هو أنني كنتُ الوحيدة التي تشعر بالإحراج.
أما جِزلهايد، فقد بدا وكأنه لا يبالي بالأمر على الإطلاق.
تساءلتُ مجددًا، كما فعلتُ بالأمس، إن كان ذلك لأنني في نظره مجرد طفلة…
المترجمة:«Яєяє✨»