لقد اصبحت هدفاً الابطال الذكور - 3
أنت تتحدث إلي كما لو كنت بحاجة الى اذنك لكيّ اقابل لوسيان، أليس كذلك؟.
سألته بوجه خالٍ من التعبيرات.
“لماذا أطلب إذنك؟!.”
“ما الذي تقصدينه؟”
“أفهم جيدًا أن مراقبة 「الطلاب المتميزين」 حصريًا إحدى واجبات الرئيس”.
طالب خاص.
أهم طالب في أكاديمية روزين كروز الداخلية.
عادة، يتم تصنيف الطلاب اللذين يتسببون بالمتاعب عند أحداث تأثير بوجودهم داخل الاكاديمية.
استقام فيكتور بعدها.
” من الشخص الذي تريدينه بأن يتولى منصب الدوق كاليد؟”.
“هذا قراري الشخصي”.
” هل تعتقد أن هذا منطقي الآن!”.
أشتد غضب فيكتور لدرجة بروز وريده الأحمر على رقبته.
لكنِ لم أرفع له حاجبًا حتى.
“أنها امرأة مبذرة، ولا تعرف أي شيء عن المواضيع التي نتحدث عنها، ولا تقوم بالمهام التي عليها القيام بها بشكل صحيح و نظيف، إن إدخال قطعة خبز في فمها بمثابة إهدار للطعام”.
فجأة، اشتدت كتفا فيكتور.
هذا الحال طبيعيّ أيضًا، نظرًا لأن كل هذا الكلام الذي تفوهت به كانت جميع الإشاعات التي يخرجها خلف ظهري.
تحدثت بها واحدتًا تلوّ الأخرى مشيرة إلى كل إشاعة بأصبع أثناء أبتسامي بشكلٍ مشرق.
“لذا، أحاول دفع ثمن وجباتي بعد قضائي وقتًا طويلاً هنا، هل لديك أي مانع؟!”.
” … …أن ذلك”.
في تلك اللحظة، صر فيكتور على أسنانه و بدا الاستياء يعم بوجهه.
“لا يمكنكِ فعلها بالرغم من ذلك، تعرفين جيدًا أن الدوق كاليد طالب مهم، أليس كذلك؟ لذا لن أسمح لك…….”
“يا إلهي”.
انفجرت ضحكًا كما لو كنت أسمع نكتة.
“فيكتور، هل يمكنك فعل أي شيء؟!”.
“…. …المعذرة؟”.
‘حتى الماركيز لا يستطيع فعلها، فقط الرئيس يسمح بذلك”.
أنهيت كلامي بصوت بارد ممزوج بالسخرية.
‘هذا ممتع’.
احمر وجه فيكتور من الغضب والعار الذي لحق به من سخريتي منه.
ومع ذلك، لا يمكنني إخفاء شكوكي.
‘ماركيز’.
ربما بسبب هذا اللقب.
‘من الغريب جدًا أن انادي دانتي بأدب بلقبه الماركيز ‘.
في الرواية الأصلية، كانت إلزي مهووسة بمناداة دانتي بأسمه الحقيقي.
أن مناداة العشاق بأسمائهم الحقيقة هو الأثبات بحد ذاته على أنهم مغرمون ببعضهم البعض بشغف.
في الرواية الأصلية، يبدو أن إلزي كانت فخورة جدًا بقدرتها على مناداة دانتي بأسمه الحقيقي.
‘لا أود التقرب لبطلٍ غبيّ’.
نقرت على لساني بالداخل بسخرية وهززت كتفيّ بفخر.
” إذا كانت لديك أي شكاوى، فما رأيك……. هل أخبر الماركيز عنها مرة أخرى بسبب هذه المرة أيضًا؟”.
عندما أشرت بأسلوب تهديديّ بقولي ‘ سأخبر الماركيز بذلك’ عض فيكتور شفته حتى نزفت.
“إذن، ما ردة فعل الماركيز يا ترى؟ هل سيثني عليك لكونك وفيًا لعملك كبواب، أم…….”.
ندرت إلى وجه فيكتور و سألته مرة أخرى.
“هل سيغضب منك بسبب إضاعة الوقت الثمين لدى الماركيز؟”.
” …….”.
ضربت المسمار للمرة الأخيرة في فيكتور، الذي كان من النادر أن يكون عاجزًا عن الكلام.
“ثم، سأفترض بأنني المسؤولة عن الدوق كاليد”.
بعد أن ابتسمت لفيكتور الذي تبدو ملامحه فضيعة، ابتسمت أكثر بأكبر قدر ممكن من الجمال.
ومررت لتويّ منه.
***
في اليوم التالي.
ذهبت لرؤية لوسيان مجددًا.
” مرحبًا، هل حظيت بحلم جيد بالأمس؟”.
“…….”.
نظر لوسيان إلي فقط بنظراتٍ حذرة، لكنه لم يرد.
‘أنا في صفك’.
اعتقدت انك ستتحقق من صحة ما قلته لك بالأمس.
سألته سؤالاً بعد شعوري بخيبة الأمل قليلاً.
” المعذرة، لكن هل يمكنني خلع ملابسك أيها الدوق؟”.
رفع لوسيان رأسه بعدها.
‘هل هذه المرأة مجنونة؟’.
كانت نظراته تقول ذلك بوضوح، أشرت بعدها إلى مجموعة الإسعافات الأولية الموضوعة بجواري بنظرة جانبية.
“تدحرجت على الأرض أثناء محاولة قمع حركتك بالأمس، أود التحقق من وجود إصابات، وإذا كانت هناك إي منها، فأنا أريد علاجها”.
هززت كتفي و أضفت تعليقًا.
” أنت بحاجة الى تغيير ملابسك أيضًا”.
كانت كل ملابس لوسيان موحلةً بالكامل لأنه كان يتدحرج في كل أنحاء الحديقة تحت المطر بالأمس.
ربما هو جميل وأنيق؟.
ومع ذلك، لوسيان، مثل بطل الرواية الشائك الذي كَرس عذريته للبطلة من العمل الأصلي فقط.
“إبتعدي”.
أجابني بإحدى الألفاظ النابية.
لكن إذا كنت سأتراجع بسبب ردة فعله هذه فقط، فلن أفكر في جعله في صفي بطريقة ما منذ البداية.
ضحكت و قمت باستفزاز لوسيان.
” لا تقلق، ليس لدي اهتمام بالرجال الأصغر سنًا مني”.
“……ماذا؟”.
أصبح تعبير لوسيان خفيًا بعدها.
يشعر و كأن كبريائه قد تأذى بطريقةٍ ما.
‘كما هو متوقع، كان الاستفزاز هو الحل الأمثل’.
كان لوسيان أصغر الأبطال الثلاثة من الرواية.
نظر لأن في عمر غير ناضج وقد تجاوز سن الرشد للتو، فحتى هذا الاستفزاز الطفيف يمكن أن يخدشه من الداخل……. .
‘مهلا’.
في برهة، قمت بتضييق حاجبيّ.
تحت ياقة لوسيان، كانت البقع المرقطة مرئية بشكل واضح.
‘…….هل تأذى؟’.
امسكت بقميص لوسيان على الفور.
‘ماذا تفعلين…….!’.
“أثبت مكانك”.
قمت بفك أزرار قميص لوسيان بسرعة.
” اتركيني! “.
حاول لوسيان صفع يدي بشكلٍ دفاعي.
كان مشهده وهو يحدق بي بنظرات سامة بشعًا للغاية، لكنِ لم أتراجع.
” بصفتي مديرةً لهذه الاكاديمية الداخلية، من واجبي رعاية الدوق الصغير حتى لا يمرض”.
لوسيان هو اليد الأكثر أهمية التي يجب عليّ الحصول عليها دون أي قيد أو شرط من الآن فصاعدًا.
الن يكون من السيء إذا أصيب بجروح خطيرة؟.
“لا أُكِن أي نوايا سيئة، سأفحص الجروح فقط”.
لقد أنهيت حديثي توًا.
زمجر لوسيان بشفتيه و عبس.
بعد النظر حولي لبرهة من الوقت، اقتربت إلى لوسيان بحذر، كما لو كنت أقترب إلى قطة متوحشة ذات مخالب حادة.
كان وجه لوسيان يبدي عدم ارتياحه تمامًا، لكنه لم يعد يثور الآن.
” هنا، سأقطعها بالمقص”.
بإدخال شفرة المقص في الجزء الذي تتدلى منه السلسلة و ياقة قميصه، قدمت طلبًا لكيّ اكتسب ثقته مرة أخرى.
“لا تتحرك، سيؤلمك هذا”.
قص!.
سقط القماش.
واتسعت عينيّ في الوقت ذاته.
هذا صحيح، تلك الندوب على جسده……..
‘… …. يجب أن تكون مريضًا من قبل’.
لأنه أسوأ مما كنت أتخيله.
كانت هناك قشور من الدم تساقطت على الأرض، و كدمات أرجوانية في كل مكان.
‘لم أكن أعرف ذلك لأنه تدحرج في كل الارجاء بشدة بالأمس’.
غضضت فكي بلطف.
” انت ترفض العلاج بالرغم من خطورة إصاباتك، أنت عنيد بلا داعٍ”.
“أنتِ مزعجة”.
أعطاني لوسيان على الفور قناع وجهه.
تركت تنهيدة عميقة و أدرت نفسي حول لوسيان الى الوراء.
“عليك الاعتناء بصحتك، بالرغم من ذلك”.
لم أصدق أنه لا يزال شابًا غير ناضج، و عاد ظهره المصاب لمجال رؤيتي.
كان جسده كتمثال من صنع الحاكم.
عندما رأيت جسده الجميل مغطى بالندوب، هدأ مزاجي بشكل طبيعي.
‘ما دمت بصحة جيدة، الن تكون لديك فرصة للهروب من هذه الاكاديمية الداخلية يومًا ما؟!’.
“…….”.
ثم، شعرت بلوسيان ينظر للوراء ناحيتي و تعابيره المتفاجئة.
بالطبع، بمجرد التقاء أعيننا، عادت نظرته إلى الحائط كرة أخرى.
بالرغم من كل هذا.
ألن يكون الاكتفاء عن رفع شفرته و التزام الهدوء أمرًا عظيمًا؟!.
بللت منديلاً بالماء النظيف و مسحت جروحه.
و غرفت المرهم بأصبعي ووضعته بحذر على كتفه المصاب بالكدمات.
“آه …….”.
لم يستطع لوسيان تحمل هذا للحظة، و أخرج أنينًا متألمًا من ثغره.
أوقفت حركة يدي على عجل من اندهاشي.
“هل هذا يؤلمك؟!”.
صرّ لوسيان على أسنانه و هز رأسه.
” لا تهتمي”.
همم، كل ما يحدث برضاه.
“ققل لي من فضلك إذا كنت تتألم”.
طلبت ثقته مرة أخرى، لكن لوسيان لم يستجب لكلماتي.
ومع ذلك، لابد أنه يتألم جدًا انطلاقًا من ارتعاش كتفه النحيف بشكلٍ متقطع.
بعد حين.
بعد الانتهاء من العلاج تقريبًا، أخرجت الملابس التي احضرتها معي.
كان القميص و السروال اللذان جلبتهما معي هما الزيّ الرسمي الداخلي.
” دوق صغير. ستواجه صعوبة في التحرك، لذا سأغير لك ملابسك”.
“……..”.
لوهلة، ظهر تعبير معقد على وجه لوسيان.
عدم القدرة على تصدي الاتصال الغير مرغوب فيه مع الجنس الآخر، والعجز عن ارتداء الزي المدرسي الداخلي المكروه.
حتى خيبة الأمل من وضعه الذي لا يستطيع رفضه.
لكن هذا لفترة من الوقت.
“……اللعنة، آه”
نظر لوسيان جانبًا إلى يديه المقيدتين، ثم اومأ برأسه وهو يقول كلمات بذيئة.
أثناء مساعدة لوسيان في تغيير ملابسه.
نظرت فجأة إلى وجهه.
لم الاحظ البارحة لأن الغرفة كانت مظلمة، لكن الندوب على وجهه أكبر و أكثر مما أعتقدت.
لا أصدق أن هذا الجمال الذي على مستوى الكنوز الوطنية قد تعرض للخدوش، ماذا علي أن أفعل؟.
“… …أنت مصاب”.
شعرت بالاسف، و مسحت الدم عن شفتيّ لوسيان بدون قصد.
” ……”
في لحظة، أضلمت عيونه لوسيان و تحولت الى الأسود.
“أنت…….ما هذا؟”
الشك و الارتباك و الخوف و اليأس و شعور الخيانة تجاه أبن عمه الذي يحاول تأطيره.
و بصيص من الأمل لا يستطيع التخلي عنه.
أمام هذا الشاب الغير ناضج والذي لم يفقد برائته بعد و تجاوز لتوه سن الرشد.
“أخبرتك”.
أغمضت عينيّ بلطف.
” أنا إلى جانب الدوق الصغير”.
أتمنى أن تستحوذ ابتسامتي على قلبك ولو قليلاً.