لا يوجد طفل سيئ في هذا العالم - 36
[صندوق كنز الطفل الذهبي – تنبيه الحالة]
الاسم: إيفلين ستاندن
العمر: 7 سنوات
المودة: 30 /100 [+30 ]
التوتر: 50 /90 [-70]
التركيز: 30 /100
الحساسية: 60 / 80 [-20]
الاكتئاب: 70 /100 [-30]
إشباع الرغبة : 33 /100 [+30]
غادرت إيديث المكان أولاً لتترك الأم وابنتها تتحدثان، وهي تشعر بالراحة بعدما رأت حالة إيفلين المستقرة تتحسن بسرعة.
الأطفال يتأثرون ببيئتهم بشكل كبير، لذلك قد تتغير حالتهم في أي وقت، ومع ذلك لم يكن لديها شعور بأن مستقبل عائلة ستاندن سيكون مظلماً.
كانت الأم وابنتها تحبان بعضهما كثيراً، وهذا كان كافياً لتجاوز العقبات.
إذا منحت السيدة ستاندن ابنتها الوقت الكافي، فإن إيفلين ستتمكن في النهاية من التكيف مع العالم الجديد من حولها.
كونها حذرة بطبيعتها يعني أنها قد تصبح أكثر وعياً في التعامل مع الناس، وربما في يوم ما تكون وريثة أعمال والدتها.
‘لكن، هذا أمر يخص المستقبل!’
استدارت إيديث لتعود إلى قاعة الحفل. الوقت قد اقترب من الغروب، وكانت تعتقد أن تقديم الشكر على الهدايا سيكون كافياً قبل المغادرة.
‘في الواقع، لم يكن من المفترض أن أتدخل.’
لكنها لم تستطع تجاهل الأمر ببساطة، رغم أن ذلك لم يكن التصرف الصائب دائماً.
كل عائلة لديها قصتها الخاصة، وإذا لم يطلب منها أحد المساعدة، فإن التدخل يعتبر أمراً غير مرحب به في أغلب الأحيان.
في هذا العالم، على عكس العصر الحديث، لم تكن هناك قوانين أو مفاهيم واضحة لحماية الأطفال، مما جعل الوضع أكثر تعقيداً.
لحسن الحظ، تعاملت السيدة ستاندن مع الموقف بلطف بفضل علاقاتها الاجتماعية، وإلا لكان من الممكن أن تتفاقم الأمور.
علاوة على ذلك، تعديل سلوك الطفل ليس شيئاً يحدث بين عشية وضحاها. لقد كان الأمر في هذه المرة محض حظ.
‘هل سأستطيع التجاهل في المرة القادمة؟’
كان يجب عليها ذلك، لكن قلبها لم يكن ليسمح بذلك بسهولة، وهذا كان المشكلة.
‘ماذا أفعل مع هذا التدخل الزائد؟’
هزت إيديث رأسها وهي تلتفت حول أحد الأعمدة.
لكنها فوجئت بشخص يتكئ على الحائط بجانب الزاوية.
“… اميرة الكبرى؟”
لم تكن سوى اميرة الكبرى فاليسيا، فيفيان.
منذ متى كانت تقف هناك؟
تفاجأت لدرجة أنها لم تستطع الحديث.
ثم استدارت فيفيان ببطء نحوها.
بسبب ميلان أشعة الغروب، بدت عيناها البنفسجيتان وكأنهما تلمعان بلون مائل إلى الاحمرار.
حدقت فيفيان في إيديث بصمت لبعض الوقت، ثم فتحت فمها لتتحدث بعد برهة.
***
“السيدة إيديث، لدي رسالة لكِ.”
“شكراً لك!”
تلقت إيديث الرسالة من إحدى الخادمات وجلست أمام مكتبها.
فتحت الرسالة المغلقة بشمع أحمر بعناية، وظهرت أمامها كتابات أنيقة.
“إلى دوقة ديفيون.”
بعد حضورها لأول حفلة رقص في قصر الإمبراطوري ، بدأت تغييرات صغيرة تحدث في حياة إيديث.
بدأت الرسائل تصل إليها بشكل منتظم.
“إيفلين بخير. وفقاً لنصيحتك الأخيرة، قللت من الحفلات في القصر ورتبت مواعيد خارجية قدر الإمكان. يبدو أن هذا جعلها تشعر براحة أكبر في المنزل.”
كانت الرسالة من السيدة ستاندن نفسها.
في اليوم التالي للحفل، أرسلت السيدة رسالة شكر عبر أحد خدمها، تضمنت أيضاً طلباً للتشاور حول شؤون إيفلين من وقت لآخر.
بعد تفكير عميق، وافقت إيديث في النهاية.
الرسالة كانت تعكس بوضوح معاناة السيدة وقلقها العميق.
في هذا العالم، لم تكن هناك مؤسسات استشارية أو مراكز رعاية أطفال متخصصة.
كان نظام التربية يعتمد على العمر: المربيات والمعلمات المنزليات للعناية، والمعلمين المتخصصين للمواد الدراسية.
المربيات اللواتي يقمن بدور مزدوج كمعلمات منزليات كنَّ يُعتبرن من الدرجة الأدنى.
المعلمين في الفلسفة والرياضيات يحملون شهادات من الأكاديمية، ومدرّسات الإتيكيت كنَّ سيدات ذوات سمعة مرموقة.
أما المعلمات المنزليات فكنَّ يعتمدن على خبرتهن فقط.
دورهن كان يشمل تصحيح السلوكيات اليومية للأطفال والقيام بأعمال أخرى، مما جعل مكانتهن بين المعلمين والمشرفين.
لكن بالنسبة لطفلة مثل إيفلين، لم يكن المطلوب تعليم صارم بل فهم الأسباب التي دفعتها لتصرفاتها وحل مشكلاتها.
في العالم الحديث، كان يمكن التوجه إلى عيادات الطب النفسي أو مراكز الاستشارات النفسية، لكن لم تكن مثل هذه الخيارات متاحة هنا.
ربما لهذا السبب كانت السيدة ستاندن تصطحب إيفلين معها في كل مكان، رغم تأثير ذلك على سمعتها.
كانت تؤمن بأن حل المشكلة يجب أن يتم سريعاً، حتى لو كان ذلك من خلال مواجهتها مباشرة بطريقة قسرية.
لكن حتى مع التعليم المنزلي، لم تتحسن الأمور، لذلك لم تكن لديها خيارات أخرى.
“سأنتظر لقائنا القادم وأكتفي بهذا الآن.
من صديقتك الجديدة.”
كانت الجملة الأخيرة في الرسالة مفاجئة لإيديث.
رغم أنها تبادلت الرسائل مع السيدة ستاندن عدة مرات، إلا أن هذه أول مرة تستخدم فيها السيدة هذا التعبير.
شعرت إيديث بالمفاجأة للحظة، لكنها سرعان ما ابتسمت للعبارة الودية.
كانت السيدة ستاندن شخصية مميزة بلا شك.
رغم معاناتها من وفاة زوجها المفاجئة الذي كانت تربطها به علاقة قوية، إلا أنها كرست نفسها للحفاظ على عائلتها ونجحت في عملها.
لكن قلقها من ابنتها غير المطيعة زاد من ضغوطها.
كونها جديدة في عالم النبلاء في العاصمة جعل الأمر أكثر صعوبة.
ضغطت على إيفلين بشدة، لكنها في النهاية قبلت نصيحة إيديث وطلبت منها المشورة.
في عالم يكثر فيه من يتمسكون بمواقفهم ويرفضون المساعدة، كان ذلك تصرفاً نادراً.
كانت إيديث تحترم السيدة ستاندن للغاية، لذا كانت أكثر تأثراً عندما نادتها صديقتها.
أثنت إيديث على تصرفات السيدة ستاندن الجديدة، قائلة إنها ستساعد إيفلين كثيراً، وأضافت أنها ستستقبل أي لقاء مع السيدة بكل سرور.
بعد تفكير قصير، كتبت في نهاية الرسالة: “أتمنى لكما السعادة الدائمة، صديقتك إيديث.”
فكرت إيديث في إيفلين، التي كانت تتحمل أكثر مما يجب في هذه الظروف، وكذلك السيدة ستاندن التي بدت متعبة للغاية. كانت تأمل أن تجد السيدة ستاندن راحة بال، من أجل مصلحة الجميع.
“هل نمتِ، سيدة إيديث؟”
“لا، بيل! كنت أكتب رداً، الآن انتهيت.”
عندما سمعت إيديث صوت طرق هادئ على الباب، نهضت بينما كانت قد انتهت من وضع الرسالة في ظرفها.
عندما فتحت الباب، رأت بيل يحمل صندوقاً خشبياً.
“أرسل لكِ سيد شيئاً.”
“هل أرسل لي سكاييل شيئاً؟”
“نعم. قال إنه أرسله مسبقًا لأنه سيستغرق بعض الوقت للعودة.”
“أرسله مسبقًا؟ هل كنت أنتظر شيئًا؟”
شعرت إيديث بالحيرة من الرسالة الغريبة، لكن الصندوق تم وضعه على المكتب أمامها.
نظرت إيديث إلى الصندوق الخشبي المصنوع من الخشب الخفيف. لم تكن قادرة على تخمين محتوياته.
“ما هذا؟”
فتحت إيديث الصندوق بحذر، ووجدت بداخله أشياء غير متوقعة محاطة بقماش ناعم.
‘…كتاب؟’
نعم، كان كتاباً. بدا سمكه مثل قاموس صغير.
“لماذا أرسل لي سكاييل كتاباً فجأة؟”
ظلت الحيرة تساورها، لكن عندما فتحت الكتاب، اتسعت عيناها.
“دراسة حول معايير الجمال”
بالتركيز على البيئة الاجتماعية والمكانية –
على الصفحة الأولى، التي كانت ذات تصميم مألوف، أدركت إيديث متأخرة طبيعة هذا الكتاب. إنه ليس كتاباً عادياً بل بحث أكاديمي.
“آه، وبالنسبة للمعايير الجمالية التي وعدت بإخباري بها، عليك أن تخبرني بها عندما تعود.”
في تلك اللحظة، تذكرت إيديث المحادثة التي دارت بينها وبين سكاييل قبل مغادرته. إذن، هذا الكتاب، أو بالأحرى البحث، كان رداً على تلك المحادثة.
“لكنني قلت ذلك فقط بشكل عابر!”
لم يكن لديها وقت طويل للتحدث، لذا كانت بعض المواضيع التي أثارت انتباهها قليلة. ولكن لو كانت تعرف أن سكاييل سيذكر ذلك بشكل جاد، لما أضافت كلمة “يجب” إلى حديثها!
كانت إيديث مندهشة، بينما كانت تقلب صفحات البحث. كان يتحدث عن معايير الجمال المتغيرة عبر العصور والعوامل التي تؤثر عليها بشكل مفصل.
لم تستطع إيديث أن تتخيل متى وجد سكاييل الوقت للبحث وإرسال هذا الكتاب، وهو مشغول بالكثير من الأمور.
“لحظة، هل من الممكن أن…”
كان الخط المكتوب به الكتاب مرتباً لدرجة أنه كان مألوفاً. بينما كانت تقلب الصفحات بسرعة وتقرأ الكلمات، فتحت إيديث درج مكتبها وأخرجت عقد الزواج.
“يا إلهي! هذا خط سكاييل!”
بينما كانت إيديث تتنقل بين البحث وعقد الزواج، شعرت بالدهشة. لم يكن هذا البحث قد أرسله سكاييل، بل كان هو من كتبه وأرسله بنفسه.
توقفت إيديث عن التفكير للحظة. لم تستطع أن تحدد إذا كان هذا يعتبر تعبيراً عن التفاني، أم ماذا يمكن أن تسميه. كان الأمر خارج قدرتها على الفهم.
لم يمضِ على رحيله سوى أسبوعين تقريبًا، وباحتساب وقت التوصيل، لم يكن لديه سوى عشرة أيام ليكتب كل هذا.
بينما كانت تحدق في الأطروحة بذهول، سمعت صوت شيء يسقط على المكتب، فأفاقت من أفكارها. كان ورقة صغيرة.
“بسبب ضيق الوقت، هناك أجزاء كثيرة تم اختصارها. إذا كان لديك أي استفسار إضافي، فلا تترددي في السؤال.”
على عكس الكتاب الذي كان مرتباً بعناية، كانت الملاحظة تحتوي على بعض البقع التي بدت وكأنها قد تركت نتيجة لكتابة سريعة قبل أن يرسلها، ربما كان قد وضعها داخل الكتاب فور كتابتها.
ضحكت إيديث بهدوء. شعرت في البداية بالارتباك الشديد، لكن اهتمام سكاييل المبالغ بالتفاصيل الصغيرة بدا لطيفًا بشكل غير متوقع.
هل كان هناك شخص آخر يهتم بكلامها هكذا من قبل؟ لا يمكنها أن تتخيل أن هناك من كان يهتم بتفاصيل حديثها لدرجة أن يكتب بحثاً كاملاً في غضون عشرة أيام.
“هل يجب علي قراءة بحث الآن؟”
وضعت إيديث الصندوق جانبًا وعادت إلى مكانها. وضعت الملاحظة في أول الكتاب وبدأت تقرأ بهدوء.
هل كان الأمر لأنها كانت تقرأ شيئًا كتبه بنفسه؟ شعرت وكأنها تسمع صوته بوضوح بجانبها؛ صوته الجاد، لكنه ليس باردًا أبدًا.