قررت القديسة أن تُصبحَ ملكة الدمار - 9
يبدو أن الأمر لم يكن إلى هذا الحد لأن كاليد كان يزوره عندما كان في المعبد.
إذا كانت قوتُه تكفي لتجميدِ شخصٍ لا يمتلكُ قوة سحرية، فمن الواضح أن ذلك الشخص سيعاني من ألم مفرط.
ابتسمتُ بحرجٍ حين رأيتُ لوسي تنظرُ في عينَيّ مُتسائلةً حول إن تم إشباع فضولي أم لا.
“لا أستطيعُ فعل ذلك الآن، ولكن إذا كان الأمر بخير، هل يمكنني الذهاب لرؤية الأمير ايكر لاحقًا؟”
كانت أسرع طريقة لتطوير قوتي المقدسة، هي تحفيز جسدي باستمرار بالألم، هذا مضحك انا اعلم.
الجواب على سؤالي لم يأت بسرعة.
بعد تبادُل النظرات بيننا، انحنت لوسي وقامت بالنظر مباشرةً في عينيّ.
“اسألي الدوق عن ذلك. قد يكون مِن الخطر بعض الشيء أن تذهب الآنسة بمفردها.”
خطر؟ مِن أيِّ ناحيةٍ كان خطِرًا؟
بسببِ مرض المانا الذي يعاني منهُ الأمير إيكر؟ اه، هو أيضًا السبب الذي جعل لوسي ترسمُ خطًا بطريقةٍ غريبة.
أغلقتُ يديَّ مرةً ثم فتحتهما.
“ليس هُناك حاجةٌ لطلبِ الإذن مِن الخدم. لا يوجد مكان في هَذا القصر لا تستطيع الآنسة الذهاب إليه.”
عندما سمعتُ ردًا وديةً بدا الأمر كما لو كانت لوسي قد قرأت أفكاري، احمر وجهي.
على الرغم مِن أنه لم يكن مِن الممكن أن يتم القبضُ عليّ بِهَذهِ الأفكار السيئة، إلا أنني شعرتُ وكأنني قد تم القبض عليّ بالفعل.
وشعرتُ بالسوء الشديد لأنني لم أتمكن مِن قبول نوايا الناس الطيبة.
“أوه، بالمناسبة يا آنستي، ماذا عن أن تطلبي مِن السيد سايكي أن يأخُذكِ في جولة حول القصر؟”
“لمَ سايكي؟”
ابتسمتُ بحرجٍ عندما تذكرتُ الفتى الصغير الذي خرج مِن غرفتي هاربًا.
لا أعتقدُ أنهُ قد يرفض إذا طلبتُ منهُ المساعدة، ولكن هل سـ يستطيع؟
ظاهريًا بدا وكـ أنني لم أحبَ ذَلك.
“حسنًا، أن السيد الصغير لطيفٌ بِما يكفي لِيوافقَ على ذَلك.”
أومأتُ برأسي إلى لوسي التي ابتسمت ليّ بِلطف.
“نعم، سأحاول.”
***
“يبدو أن هُناك عددًا ليس قليلاً مِن الجروح القديمة على جسدها.”
الطبيب قد ابلغ بعناية عن حالة ميروبي لـ كاليد الذي كان يُحدقُ بهِ وهو جالس على مكتبه دون أن يبدي أيُّ رد.
نظرًا لأنهُ كان طبيب الدوق الخاص، لم يعتقد قط أن الأمر سيكونُ غريبًا إذا تم استدعاؤه في أيِّ وقت، لكن عندما كان يتم استدعاؤه على الأكثر سيكون من أجل مجرد كدمة على الأمير الثاني، ولكن الآن لم يعتقد أبدًا أنهُ سيطلبُ منهُ فحص حالة جسد فتاة بشكل شامل.
فتاة؟ حتى الخدم قد عاملوا الطفلة بمنتهى الاحترام كانوا جميعًا فضوليين بشأنها، وأغرب شيءٍ هو أهتمام الدوق هارتمان بها.
“وإضافة إلى ذلك، ولأنها لم تتناول الطعام بشكل صحيح، فقد أصبحت أصغر حجمًا وأنحف بكثير مِن اقرانها”
انتشر صوت صرير الأسنان بصوت عالٍ في جميع أنحاء المكتب الهادئ.
كان الطبيب قلقة جدًا مِن أنهُ قد يتجمد حتى الموت مِن الهواء البارد الذي قد يُطلقه الدوق.
“لا داعي للقلق بشأن كونها صغيرةً ونحيفة، لأنها إذا تناولت الطعام بشكل جيد مِن الآن فصاعدًا، فسوف تُصبح قريبًا مثل اقرانها.”
“وماذا عن جراحها؟”
“نعم؟ المعذرة! لقد أعطيتُ دواءً جيدًا للجروح للخادمة. إذا قامت بِوضعه مرتين في اليوم، فلن يبقى أيُّ أثرٍ قريبًا.”
“…حسنًا؟”
فقط بعد سماعِ تلكَ الكلمات، هدأ غضبُه.
لم يكن الأمر غريبًا فحسب، بل كان مُنعشًا أيضًا أن نرى الدوق هارتمان، الذي كان يُعامل الآخرين على أنهم أقل مِن الحجارة التي تتدحرج في الشارع، أن يكون هكَذا.
عندما رأيتُ الناس ينادونها بالأميرة، أعتقدتُ أنها أبنتُه… ألم تمت الدوقة قبل 10 سنوات بعد أن عانت مِن ولادة صعبة؟
علاوة على ذلك، فإن الشيء الوحيد فيها يُشبه الدوق هو عينيها الحمراء.
أم أنها ابنة غير شرعية؟ ظهرت فرضية معقولة في رأسي.
ولأنهُ يعلم أكثر مِن أي شخص آخر أنهُ في اللحظة التي ينطقُ بهذه الفرضية، سوف ينفصل رأسه عن رقبته، بذل الطبيب قصارى جُهده لقمعِ فضوله الذي كان على وشك قتله.
“فقط غادر الآن.”
“نعم دوق.”
لو انتشرت قصة بأن الدوق قد أحضر لمنزله فتاة غير شرعية في جميع أنحاء العاصمة، فستكون هذه القصة هي قنبلة الموسم.
وبينما انحنى الطبيب وغادر المكتب، ملأ كاليد الوثيقة الأخيرة ووقف.
“العربة جاهزة سيدي.”
“حسنًا. اعتني بميروبي حتى أعود من القصر الإمبراطوري.”
“أمرك سيدي.”
توقف كاليد، الذي كان على وشك مغادرة المكتب عندما أومأ ألبرتو برأسه بأدب، ونظر إلى الوراء مرة أخرى.
“ألبرتو.”
“نعم.”
“اجمع البيانات المتعلقة بمرض المانا الذي يعاني مِنه إيكر. وعن الأحجار السحرية أيضًا.”
“بيانات؟”
“نعم.”
في الواقع، كانت معظم تلك البيانات موجودة في مكتبة الدوق عبارة عن أوراق وكتب عن مرض المانا.
بعد أن أصيب إيكر بمرض المانا، سعى كاليد للحصول على جميع المعلومات الممكنة عنه وجلب أشخاصًا لمساعدتهِ على التحسن.
ومع ذلك، كان ألبرتو يعلم أكثر مِن أيِّ شخصٍ آخر أن الأمل الأخير هو الكرسي القديس والقديسة روزيلينا.
“أخطط للنظر في الأمر مرة أخرى من جديد.”
“……”
“حول ما يربط مرض المانا بالأحجار السحرية.”
أردتُ أن أعرفَ كيف عالجت تلك الطفلة إيكر، على الأقل مؤقتًا.
ألم يكن مِن الممكن أن يكون ذلك ممكنًا لأنها طفلة وكان لديها القليل من القوة المقدسة؟ وعلى الرغم مِن وجود شكوك، إلا أن ميروبي قالت منذ البداية أن روزيلينا لم تستخدم القوة المقدسة لعلاج إيكر.
أيضًا، لو كانت ميروبي تمتلكُ ما يكفي من القوة المقدسة لعلاج مرض إيكر، لم يكُن مِن الممكن أن يُعاملها المعبد بِهَذهِ الطريقة.
“أخيرًا.”
بعد أن تحدث، توقف كاليد للحظة. وذلك لأنهُ تذكر بوضوح بكاء ميروبي وتوسلها له لإخراجها من المعبد.
منذ المرة الاولى التي رأها فيها، وحتى في العربة، لم تبدو كطفلة أبدًا.
الطريقة التي كانت تبكي بها وتتوسل لم تكُن تبدو وكأنها طفلة، لكنها كانت لا تزال أكثر الطفولية التي رأها على الإطلاق.
نظر إليه ألبرتو بتساؤل وهو صامت.
“سـ نتوقف عن أعطاء التبرعات للمعبد.”
ربما لأن الكلماته كانت غير متوقعة، فقد فُتِحت يدُ ألبرتو، التي تم اغلاقها بعناية، للحظة.
“بما في ذَلك سيتمُ حظر دخول أيُ شخصٍ مِن المعبد إلى مناجمنا.”
صوتُه البارد قد ملئ المكتب يقوة.
***
“هَذهِ الغرفة هي غرفة الموسيقى.”
قال سايكي ويدهو يدفع الباب المُغلق بإحكام لفتحه. المنظر داخل الغرفة لفت انتباهي.
لقد تأثرتُ حقًا بِهَذهِ الغرفة، التي كانت أكبر وأوسع من الكنيسة الصغيرة التي تستقبل المؤمنين في المعبد.
كم مرةً أذهلتي هذا القصر؟
كُلما اعتقد أنه لم يعُد هُناك ما يثير دهشتي بعد الآن، كُلما ظهرت أشياء أكثر إثارة للدهشة.
وبالإضافة إلى غرفة الموسيقى هَذهِ، يوجد معرض يحتوي على أعمال لـ رسامين مشهورين، ومكتبة بحجم مكتبة المعبد المركزية بل وأكبر منها، بالإضافة إلى غرفة ضيوف واستقبال.
كان الجو منزل الدوق يهيمن عليه بشكل أساسي التصميم البسيط والحديث…
لم يكن هُناك شيءٌ فوضوي.
لكن قد كانت هذه الغرفة تتمتع بطابع دافئ وكلاسيكي، وهَذا ما يتعارض تمامًا مع الجو العام لمنزل الدوق.
أضاف الكمان والبيانو ذو المفاتيح الخشبية وتلك الناعمة في الداخل.
“هَذهِ الغرفة لم يعُد أحد يستخدمها الآن. أهي كبيرة؟”
ألقيتُ نظرةً سريعة على سايكي، الذي كان وجهُه فخورًا بشكل غريب.
اقترحت لوسي أن أطلب من سايكي ليرشدني حول القصر، لكنني لم أعتقد بأنهُ سيفعل ذَلك.
حسنًا، قد اعتقدتُ بأنه سـ يشعر بالحرج قليلاً، أو الرفض بسبب ظهوري المفاجئ.
ومع ذلك، كان سايكي يرشدني في القصر دون أن يظهر أيُّ علامات على الكراهية. في بعض الأحيان كان ينظرُ إلى الجانب كما لو كان يراقبني.
…أنتَ لا تكرهني أليس كذلك؟ ومع ذلك، لا يبدو بأنه كان منجذبًا إليّ بشكلٍ خاص.
سايكي، الذي كان يتحدث بشكلٍ مُحرج، أدار رأسهُ نحوي.
للحظة، قد حدق بالهواء! عندما التقينا أعيُننا، خفضتُ رأسي كما لو تم القبض عليّ وأنا أتجسس.
آه، بطريقة ما اعتقدُ بأنني كُنتُ أفعلُ ذَلك.
“ااه، ميروبي لدي سؤال.”
“نعم؟”
“كيف لفتتِ انتباه والدي؟”
كان سايكي ينظُر إليّ بِفضول وقليل من الترقب.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
قناتي بالتليغرام انزل فيها كل شي ♡ 《التليغرام》
حسابي بالواتباد 《cynfti》