قررت القديسة أن تُصبحَ ملكة الدمار - 7
“ميروبي؟”
عندما رفعتُ رأسي على النداء المفاجئ، التقت عيناي بكاليد الذي كان ينظرُ إلى الأسفل بِـ حيرة.
لقد بدا محرجًا بعض الشيء، لكن عينياه كانت تشير إلى حافة كُمه. كان هَذا ماكُنتُ أتمسك بهِ بشدة.
أعتقد أنني قد أمسكُ بِـ ملابس كاليد من القلق.
“آه… آسفة … “
عندما تركتُه على عجل وحاول انزال يده، تجعد جبين كاليد قليلاً. ثم أمسكت يدٌ كبيرة ودافئة بيدي، فجفلتُ ونظرتُ إليه.
“لقد عُدتَ يا دوق”
كان هُناك رجلاً يبدو أنهُ كبير الخدم قد استقبل كاليد وألقى التحية.
“هل الغرفة جاهزة؟”
“نعم. لكن… “
تحولت نظرات كبير الخدم المسن نحوي.
اعتقدتُ بـ أنني كنتُ أرتدي أنظف وأرقى الملابس التي ارتديتها طوال حياتي في المعبد، ولكن عندما وصلتُ إلى هُنا ، أدركتُ أن ملابسي كانت الأكثر قذارةً وقبحًا.
في ذلك الوقت، ابتسم كبير الخدم المسن الذي وحدثني بلطف وانحنى على ركبة واحدة.
“أنتِ الآنسة ميروبي، أليس كذلك؟ اسمي ألبرتو، كبير خدم دوقية هارتمان. وهَذهِ لوسي، رئيسة الخادمات.”
كانت امرأة في منتصف العمر قد خرجت مِن خلفهِ واستقبلتني بخفة.
كان الصوتها حساسًا جدًا.
لقد بدت دافئة ولطيفة مثل روزيلينا في تعاملها مع الآخرين.
لم يكن من الممكن أن يقومَ كبيرُ خدم الدوق بضربي أو أن يسبب لي الألم، لكن جسدي قد تصلب فجأة.
“مرحبًا.”
“مِن فضلكِ تحدثي بهدوء.”
“إذا كان لديكِ أيُّ أسئلة أو كُنتِ بحاجة إلى أيِّ شيء أثناء إقامتكِ في القصر، فيمكنكِ دائمًا أخبار ألبرتو.”
أومأتُ ببطء، وقام الدوق كاليد بـ التربيت على رأسي بلطف.
كانت ابتسامة كبير الخدم جميلةً جدًا، كما لو كان ينظر إلى حفيدته.
لدرجة أنني بدوت وكأنني حمقاء قليلاً لأنني شعرتُ بالخوف الشديد.
تمامًا مثل أيِّ أب آخر يُربت على رأس طفلته.
“الأفضل أن تغتسل وتُغير ملابسها أولاً. سوف أحضرُ لرؤيتكِ لاحقًا.”
أومأ الدوق برأسه ببطء، ومشى بـ خطواته إلى العربة التي كان فيها إيكر.
بما أن عيني لم تترك ظهر الدوق كاليد بسهولة، نادتني لوسي، رئيسة الخادمات، بلطف.
“سوف آخذكِ إلى الداخل يا آنسة.”
أنا لستُ مُعتادةً على لقب “آنسة” وموقف الأشخاص من حولي الذين يحترمونني.
كان الجزء الداخلي من منزل الدوق قديم الطراز لدرجة أنه كان مثيرًا رائعًا.
على الرغم من أنه لم بكُن براقًا للغاية، إلا أنني لم أستطع إلا أن أعجب باللوحات الموجودة على الجدران والزخارف المصنوعة مِن الأحجار السحرية المُنتشرة في جميع أنحاء المنزل.
لو رأى الأشخاص في المعبد ذلك لاغمي عليهم.
“هَذهِ هي الغرفة التي ستبقينَ فيها. أنا لم أعرف ما يُعجبكِ جيدًا، لذا قمتُ بتزيينها بنفسي بشكلٍ بسيط، ما رأيكِ؟”
عندما فتحت باب الغرفة التي كانت في الطابق الثاني مِن القصر، انبهرتُ بأشعة الشمس القادمة مِن النافذة.
عندما رمشتُ بِـ عيني عدة مرات للتكيف مع الضوء القوي، حدقتُ بها لفترة وجيزة.
ألم تقُل أنها قامت بتزينها بشكل بسيط؟
هل أخطأتُ في فهمِ معنى كلمة بسيط؟
حسنا، قد يكون هَذا هو الأمر حقًا. لأنني كُنتُ محبوسةً لفترة طويلة.
“إذا كُنتِ تريدين أيُّ شيء، فسوف أقوم بإحضارِه. ما هو نوع الأزهار التي تُحبينها، ما هي اللوحات التي تُحبينها، ما نوع العطور التي تُحبينها؟”
“حسنًا، أنها جميلةٌ حقًا هكذا بدون أيِّ شيء، أليس كذلك؟”
اتسعت عينا لوسي عندما سمعت كلماتي المُتلعثمة قليلاً: “هوهو”. لقد أطلقت ضحكة خفيفة.
“إذا بقيتِ هُنا في الدوقية ، فسوف تتمكنين مِن الحصول على اشياء تفضلينها. مِن فضلكِ اسمحي لي أن أعرف عندما يحين ذَلك الوقت.”
شيء افضله؟ هل هُناك أيُّ شيء يمكنني أن أُفضِله؟
الجواب على السؤال الذي طرحتُه على نفسي كان بسيطًا. لا يوجد أيُّ شيء.
لأن ما أردتُه دائمًا هو العيش بطبيعة.
الأشياء التي أفضلها هي أمور تنشأ عندما تكون الحياة مستقرة وهادئة.
عضضتُ شفتي السُفلى قليلاً.
هل يمكن أن يكون هناك شيء أُفضلُه؟ أنا بـ حاجة ماسة إلى البقاء على قيد الحياة فقط.
“أولاً، كما قال الدوق، لنبدأ بالاستحمام.”
عندما قامت الخادمة بثني ركبتيها بشكل طبيعي وانحنت لخلع ملابسي، أتخذتُ خطوةً إلى الوراء على وجه السرعة.
“امم، أستطيعُ أن أفعل ذَلك! أستطيعُ أن استحم بنفسي!”
“ولكن عليكِ الآن أن الاعتياد على أن تكوني في أيدي شخصٍ آخر. السيدات مِن العائلات النبيلة لا يغتسلن بمفردهن أبدًا.”
“أوه، لا… !”
أنا لستُ سيدةً مِن عائلةٍ نبيلة… ! لا أعتقد أن الدوق سيعاملني بِهَذهِ الطريقة الجيدة !
لقد ترددتُ وتراجعتُ خطوةً إلى الوراء، لكن في النهاية أمسكتني الخادمة من الخلف.
عندما خلعتْ عني الملابس في لحظة، وتركت فقط الملابس الداخلية الخفيفة، أصبح تعبير لوسي متصلبًا قليلاً.
كان مِن الواضح أنني لم أريد أن يرى أحد جسدي النحيل القبيح الذي يحتوي على العديد مِن الندوب.
لهذا السبب أردتُ أن أغتسل بمفردي. وبينما كنتُ أغطي جسدي بوجه دامع قليلاً، غلف جسدي إحساس بالدفئ.
“ماذا عن بعض الشوكولاتة الساخنة بعد الاستحمام؟”
“نعم…؟”
اختفى وجهها المتصلب قليلاً وسألتني بإبتسامة ودية.
“ما رأيُكِ؟ أم يجب أن أعد الشاي؟”
“حسنًا، لا أعرف لأنني لم أجربه من قبل…”
لأن المعبد حظر الأطعمة العلمانية بشكل مفرط.
فوجئت رئيسة الخدم للحظة، ربما لأنه لم يكن الجواب الذي كانت تتوقعه، لكنها تحدثت بعد ذلك بشكل طبيعي.
“إذن سأخبرهم بتحضيرها مع بعض الكعك. جربيه بعد الاستحمام.”
همست رئيسة الخدم في أذني بصوت ودود للغاية.
“إنها حقا حلوة.”
كانت تُحدق بها بخفة في عيني بشكل مرح بعض الشيء.
***
“هل والدي هُنا؟”
هذا ما قالهُ سايكي فور عودته مِن نزهته ودخوله للمنزل.
وذلك لأنهُ لم يكن لديه أيُّ فكرةٍ أن والده، الذي كان يُقيم عادةً في المعبد لمدة ثلاثة أيام على الأقل عندما يزوره، سيأتي بِهَذهِ السرعة.
“نعم، لقد عداد مع السيد إيكر وآنسة صغيرة.”
“ماذا أخي أيضًا؟ أوه؟ لماذا؟”
حتى أخي الذي المريض الذي كان يتلقى العلاج في المعبد؟
لا أعرف إذا كان ذَلك بسبب عودة أبي وأخي الأكبر، لكن الجو في المنزل كان فوضويًا للغاية.
أمال سايكي رأسهُ، غير قادر على محو شكوكه، وهو ينظر إلى الخدم الذين يتحركون بأنشغال.
آنسة صغيرة؟
لقد فكر بأنهُ يريدُ لن يركض إلى والده الآن، لكنه هز رأسهُ.
كان مِن الواضح أنني إذا ذهبتُ الآن، فسيقوم بأبعادي دون أن أتمكن حتى من سؤاله.
إذن… !
“أريدُ أن أذهب وأسأل رئيسة الخدم!”
“نعم؟”
“أين هي؟”
“في الطابق الثاني… “
“حسنًا!”
لنبدأ بالفتاة التي قالوا بـ إنها جاءت مع أبي!
أشعرُ بالفضول لمعرفة سبب إحضارها الى هُنا. سايكي، الذي بالكاد سمع ما قالتهُ الخادمة، صعد بسرعة إلى الطابق الثاني، وشعرهُ البني كان يتطاير.
كانت لوسي مشغولةً بتزيين الغرفة منذ الأمس.
هل علمت لوسي؟ عندما سألتها الليلة الماضية، حتى أنها لم تكن تعرف.
“لوسي، أيُّ نوعٍ من الفتيات هي التي أحضرها ابي… !”
كان ذَلك عندما فتح باب الغرفة في الطابق الثاني، الغرفة التي فيها أكبر قدر مِن ضوء الشمس في القصر، وبحث عن لوسي.
حدق سايكي في الفتاة الموجودة في الغرفة والتي بدت أصغر منه بحوالي عامين.
رفرف طرف فستانها الأزرق الفاتح بهدوء عندما أدارت جسدها لرؤية الزائر المفاجئ.
كان ضوء الشمس الساطع يغطي بالكامل شعرها الفضي الذي بدا أبيضًا نقيًا، وعيناها الحمراء مثل عينا أبي كانت ترتجف بخوف وتحدق بـ سايكي.
“مَنْ… ؟”
كانت بشرتها بيضاء وشاحبة كالشعرها تمامًا، وخداها ورديان.
يبدو أنها كانت مرتبكةً أيضًا من سؤال سايكي المتردد.
“مَنْ أنتَ؟”
بدا صوتها مُرتجفًا للوهلة الأولى وكأنها خائفة.
“أوه، لا، أنا فقط كُنتُ أتساءل من أنتِ…!”
آه! لقد كان الأمر مفاجئًا لدرجة أنني شعرتُ بالدوار للحظة. هل هَذهِ هي الفتاة التي أحضرها أبي؟
الشيء الوحيد المُشترك بينها وبين أبي هي عيناها الحمراء الزاهية التي تشبه الياقوتة.
أهي قريبة لأبي؟ أم ابنة عمي؟ لكن لم أسمع أن لديّ ابنة عم؟
إذا جاءت مع عودة أخي، يبدو أنها كانت في المعبد… إذا كانت ابنة عمي حقًا، لماذا كانت تقيم في المعبد كُل هَذا الوقت؟
لقد كان يوجد الكثير مِن الأسئلة تدور في ذهني.
“سيدي الصغير!”
اقشعر جسدُ سايكي عندما سمعَ صوتًا صارمًا قادمًا مِن خلفهِ مباشرةً.
“لو..لوسي؟”
عندما نظر إلى الوراء، رأى لوسي، التي كانت واقفة عند الباب تحمل صينية مِن الحلوى، دخلت إلى الداخل وأغلقت الباب خلفها ووققت امام الفتاة كما لو كانت تحميها.
“لا تدخل إلى غرفة سيدة بهذه الطريقة اللامبالية.”
“لا، أخبرني الخدم أن أبي جاء مع فتاة ما… ! مَنْ هَذهِ؟”
بالطبع كان الخطأ خطأه لانهُ قد فتخ الباب بِهَذهِ الطريقة دون أيِّ طرق أو استأذن… !
لوح سايكي بيده بلطف واستقبل الفتاة التي أخرجت رأسها من خلف لوسي ونظرت إليه.
“هَذهِ هي أختك الصغرى.”
الجواب على سؤال سايكي جاء مِن خلفه.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
قناتي بالتليغرام انزل فيها كل شي ♡ 《التليغرام》
حسابي بالواتباد 《cynfti》