قررت القديسة أن تُصبحَ ملكة الدمار - 6
في ذَلك الوقت، تمتم كاليد، الذي بدا هادئًا، بلعنة منخفضة.
أدركَ آرثر بِسرعة أنهُ كان غاضبًا وإنهُ يُحاول الهدوء.
لا بد أنهُ كان أكثر قلقًا لأن عُمر هَذهِ الكاهنة كان مُتقاربًا لِعُمر الامير الثاني.
“آرثر.”
“نعم يا دوق.”
“بعد أن تُغادر القديسة غدًا، إذهب إلى المعبد في الصباح”
“نعم؟”
“سآخذُ هَذهِ الطفلة إلى منزلي. ستقوم عائلة الدوق بدفع جميع النفقات المطلوبة، لذا تأكد مِن حصولكَ على جميع المستندات اللازمة.”
“نعم لقد فهمت.”
شاهد كاليد آرثر وهو يُغادر الغرفة بِمُجرد أن اكمل حديثه.
ومِن الغريب أن روزيلينا، تلكَ المرأة، ظلت قديسة لعقود مِن الزمن دون أن تشيخ.
ومع ذَلك، نظرًا لأنها كانت تُدعى بـ القديسة، اعتقدتُ أنها ستكونُ لطيفةً مع الكاهنات المتدربات كما كانت مع شعب الإمبراطورية.
ليس هُناكَ سبب لضرب طفلة صغيرة بقسوة و بِتلكَ الطريقة.
نقر كاليد على لسانه، ووضع كمادات باردة على ساقيها المنتفختين، وأخرج الدواء الذي كان يحتفظ به.
وعندما قم بفرك الدواء بلطف بإصبعه على ساقيها، انكمشت عيناها كما لو كان الأمر مؤلمًا.
“حسنًا، أنا القديسة روزيلينا، لا، أنا روزيلينا فقط… “
“روزيلينا.”
تساءل عما كان يحدُث في المعبد.
***
“هل هَذا حقًا هو السبب الوحيد؟”
ارتفعت عيون كاليد بقوة ردا على سؤال الكاهن الذي كانت تعلو وجهه ملامح الارتباك.
لم يقُل أيَّ شيء، لكن كان مِن الواضح أنهُ كان يطلُب منهُ التوقف عن السؤال.
وكان خبر تحويل الكاهن إلى قطعة مِن الجليد أمس قد انتشر على نطاق واسع في جميع أنحاء المعبد، فكان يبذل قصارى جهده حتى لا يُسيء إلى كاليد.
ألم تقُل روزيلينا إنها تُريد تحسين قوتها المقدسة لفترة قبل فترة التطهير، نفس الشيء؟
إذا أرادَ الدوق أيِّ شيء، أعطهِ لهُ.
“هل يكفي ختمه فقط؟”
تأوه الكاهن عند سماع صوت الختم ، ختم عائلة هارتمان.
لأنهُ لم يعتقد أبدًا أن الدوق سيأتي فجأة ويُخبرهم بأنهُ سيأخذ كاهنة معهُ.
ليسَ أيُّ كاهنة بل الكاهنة التي كانت تخدمُه.
والأمر الأكثر حيرة هو سببُه في اصطحابها.
أجاب على سؤال لماذا تريدُ أخذها بـ أجابةً سخيف.
“لأنني أشعرُ بالشفقة.”
لقد كان سببًا مُختصرًا وبسيطًا حقًا.
فقط لِهَذا السبب… علاوة على ذلك، يُقال أن الدوق لا يمتلكُ مشاعر وأن قلبهُ مِن الجليد…
“إذا كُنتَ بِحاجةَ إلى أيِّ شيء آخر، أسمح لي أن أعرف ذَلك.”
“هل هُناكَ أيُّ شيء آخر تريدُ قولهُ؟”
أجاب الكاهن بسرعة لسؤال الدوق البارد.
“لا لا.”
لقد ملأ جميع الأوراق اللازمة وقد اعطى التبرعات على شكل أحجار سحرية.
أومأ الكاهن الذي ختم الوثيقة أيضًا برأسه.
“نحنُ مُمتنونَ لأنكِ أصبحتَ وصيًا على الكاهنة المتدربة. وكما تعلم، فإن هؤلاء الكاهنات أيتام.”
ابتسمَ الكاهن بَشكلٍ مُحرج واستمر في الحديث.
“مِن فضلكَ اعتني جيدًا بالأخت ميروبي. لا، اقصد آنسة ميروبي… “
وقبل أن يُنهي الكاهن حديثه، استدار كاليد حاملاً وثيقة الإجراءات الرسمية.
لقد اكملتُ كُل ما أحتاجه لأخذها معي.
سيتمكن إيكر، الذي كان يعيش في المعبد مُنذ عام، مِن العيش بشكل مريح في مَنزله مرة أخرى. لم يعُد عليه البقاء بعيدًا عن عائلته.
عندما خرج الدوق، وجد أن آرثر كان ينَتظرهُ، ويبدو أنهُ كانَ مستعدًا للمغادرة إلى الدوقية، ورأى شخصًا صغيرًا ذو شعرٍ رمادي يقف بجانبه بدلاً مِن ركوب العربة.
“ميروبي.”
استدارت ميروبي ببطء عند نداء كاليد لها ونظرت لهُ مباشرةً بِعيون مُشرقة.
بسبب مظهرِه المخيف، لا يستطيع أيٌّ مِن الكبار أو الصغار الاقتراب مِنه، ولكن مِن المُدهش أنهُ لم يكُن هُناكَ خوف على وجهِ هَذهِ الطفلة.
ومع ذَلك، كان وجهها مُتصلبًا بعض الشيء، كما لو كانت قلقة.
“ماذا تفعلين لما لم تركبِ العربة؟”
“كُنتُ أنتظِرُ قدومَ الدوق.”
“كانت الآنسة ميروبي متوترةً للغاية.”
نظرت ميروبي إلى آرثر ثم خفضت رأسها. ربما كانت تشعرُ بالقلق مِن أن أخذها من المعبد لن يسير على ما يرام.
عندما رأى كاليد ميروبي تزُم شفتيها بقلق، ابتسم كاليد وأخرج الوثيقة التي كان يحملها في يده.
“أقرئي.”
لمستْ يدٌ مُرتعشة الورقة بعناية وفتحتها.
عينا الطفلة الحمراء التي كانت تقرأ بِهدوء فُتِحت تدريجيًا على بشكلٍ واسع.
رفعتْ ميروبي رأسها، كما لو أنها قرأت كل كلمة في الوثيقة.
“هَذهِ وثيقة تنُص على أنني سأصبحُ وصيًا عليكِ وآخذكِ إلى منزلي.”
“… نعم؟”
وبينما كانت ميروبي تنظرُ إليه بنظرةٍ ساحرة، ابتسم كاليد بهدوء.
“إذا كُنتِ تشعرين بالارتياح الآن، فما رأيُكِ أن تركبي العربة؟”
أومأ الطفل، الذي كان يحدق في الورقة، برأسه بتعبير لا يزال محيرًا.
لقد كانت ممارسة شائعة في المجتمع الأرستقراطي أن يصبح النبلاء رعاة، أو عرابين، للعامة الأذكياء أو الأيتام.
بدا وكأنه لا يصدق أن الدوق هارتمان أصبح وصيًا عليه.
ركب كاليد العربة أولاً ومدَ يدهُ إلى ميروبي، مما سمحَ لها بالركوبِ بشكلٍ مُريح.
وبِمُجرد صعود الطفلة، بدأت العربة بالتحرك.
كانت عربة الدوق تحتوي على ثلاث عربات مُركبة.
إحداهن كانت عربة الأمتعة، والأخرى كانت عربة لإيكر فقط، والأخيرة كانت العربة التي تحمل الدوق وميروبي.
كان المكان داخل العربة هادئًا.
نظر كاليد إلى الفتاة التي تجلس أمامه.
كانت هَذهِ المرة الأولى التي يتفاعل فيها مع فتاة صغيرة، لذَلك لم يكن يعرف عن ماذا يتكلم معها أو ما الذي يُعجبها.
علاوةً على ذَلك، شعر بالأسف الشديد عليها لأنها أبقت فمها مغلقًا وصمتت حتى لا تُسيء إليه.
“هل هَذا كُل ما عندكِ؟”
كُل ما كانت تحمِلهُ ميروبي في يدها كان حقيبةً صغيرة.
“نعم.”
حل الصمت مرةً أخرى.
ومع استمرار صوت حوافر الخيول، عبس كاليد قليلاً.
لقد كان الوضع غير مُريح بشكلِ خاص لأنهُ لم يهتم قط بتعابير وجه أيُّ شخصٌ مِن قبل.
“هل ساقيكِ بخير؟”
“أه نعم. لقد أعطوني بعض الدواء.. شكرًا لكَ.”
انحنت ميروبي بأدب وصمتت مرةً أخرى.
أمِنْ الصعب مواصلة المحادثة معها؟
كُنتُ على وشكِ أن أسألها عن المعبد وروزيلينا وعما حدث لها، لكن تذكرتُ شكلَ وجهِها الباكي بالأمس وابتلعتُ السؤال. كان هَذا شيئًا كان عليَّ اكتشافُه تدريجيًا.
“إذا كُنتِ تشعرين بعدم الارتياح أو تحتاجين إلى أيَّ شيء أثناء إقامتكِ في منزلي، فلا تترددِ في أخباري في أيِّ وقتٍ كان.”
ميروبي، قد فتحتْ عينيها على نطاق واسع كما لو أنها لم تتوقع سماع مثل هَذهِ الكلمات، أومأت برأسها بقوة بعد لحظة.
“نعم، سأبذلُ قصارى جهدي للوصل إلى مستوى توقعات الدوق.”
… على الرغم مِن أنهُ لم يقصد ذَلك بِهَذهِ الطريقة.
وحتى لو لم يكن يعني ذَلك، يبدو أن كاليد لم يُصدق ما رآه، لذا بدلاً مِن الإجابة، أبقى فمه مغلقًا.
تحرك العربة الهادئة بِشكلٍ مُذهل بجد.
وعندما أشرقت الشمس، وصلت العربة إلى دوقية هارتمان.
***
“انزلي.”
عندما أمسكت بيد الدوق هارتمان الممدودة بعناية لها قامَ بأنزالها، ظهر امامها قلعة كبيرة.
بالنظر إلى الأرض التي بدت أوسع بعدة مرات من أرض المعبد والناس الواقفين في صف أمامها، قد استوعبت أن هَذا الوضع لم يكن حلمًا، بل كان حقيقةً.
حقًا، لقد هربتُ مِن المعبد.
لقد كان المعبد هو المكان الذي اعتقدتُ بـ أنني لن أهرب مِنهُ أبدًا.
شعرت بضغط غير مألوفة، ترددتُ دون أن أدركَ ذَلك وأمسكتُ بِحاشية الشخص الذي يقفُ بِجانبي بإحكام.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
قناتي بالتليغرام انزل فيها كل شي ♡ 《التليغرام》
حسابي بالواتباد 《cynfti》