قررت القديسة أن تُصبحَ ملكة الدمار - 5
بمجرد أن رأيتُ الباب يُغلق بصوت قوي، اقتربتُ مِن السرير حيثُ
كان الفتى يرقد.
كان شكلُ وجههِ وشفاهِّ متناقضًا بشكل حاد مع شعره الأسود الداكن.
خرجَ أنين صغير مرتعش من بين شفتيه المغلقة بإحكام.
لقد نقرتُ على إبهامي وعضضْتُهُ بقوة. وبعد أن تأكدت مِن خروج الدم مِنه، رسمتُ نفس الشكل الذي رسمه الكهنة في القبو.
قمتُ بِسحبهِ مِن السرير إلى الدائرة السحرية المرسومة بسرعة ووضعهُ في المنتصف.
عندما خدشتُ طرف إصبعهِ برفق بطرف البروش، استجاب الحجر السحري للمانا الخاصته.
شعرتُ بمانا التي لا يُمكن تَحمُلها بـ جسدي، لقد دخلت إلى جسدي مِن خلال الحجر السحري.
لم أعتقد أبدًا أنه سيأتي اليوم الذي سأتمكن فيه من رسم واستخدام الدائرة السحرية التي كانت تسبب لي الكثير من الألم.
“ااغه … !”
كانت المانا التي يمتلكها الأمير هارتمان باردة ومؤلمة للغاية لدرجة أنني شعرتُ وكأنني كُنتُ في وسط الماء البارد في جبل ثلجي أثناء عاصفة ثلجية.
اشعرُ كما لو أن أعضائي قد تجمدت جميعها.
“هاه … ! ااغه!”
على الرغم مِن أن حجم الحجر السحري كان صغيرًا، إلا أنه لم يتم استخدامهُ كُله، لكن يبدو أن وجه الفتى قد أصبحَ أفضل قليلاً، كما لو كان يشعرُ بالتحسن.
تحولت شفتاه الأرجوانية إلى اللون الوردي الفاتح، وكانت أطراف الأصابعه دافئة قليلاً كما لو كان بها بعض الدم.
في تلكَ اللحظة أيضًا بدا وجهه البارد الذي يُشبه الدُمية يعود إلى شكله الإنساني أخيرًا.
الحجر السحري، الذي كان يتلألأ باللون الأحمر، توقف لأنهُ لم يتمكن مِن أن يحتوي على كُل هَذهِ المانا! لقد تحطم.
“هاه … “
أوه، هَذا بارد حقًا. يبدو أن الغرفة قد أصبحت دافئة مثل الفتى ، الذي كان جسدهُ باردًا بسبب المانا. ومع ذَلك، كان هَذا باردًا جدًا بالنسبة لي.
بالكاد فتحتُ الباب، مُحتضنةً جسدي المُرتجف بذراع واحدة بسبب البرد.
“لقد فعلتُ ذلك بشكل جيد.”
“بِهَذهِ السرعة… آآه … ؟”
مشى الدوق خطوة داخل الغرفة وتوقف مؤقتًا.
كانت هُناك طاقة دافئة تطفو في جميع أنحاء الغرفة والتي كانت مُختلفة بشكل واضح عن ذي قبل.
“كان، ذَلكَ، صعـ ، ـبًا ، بعض، الشيء، لكنهُ، سيكونُ بخير، بخـ ، ـير، سيكونً بخير.”
حتى لساني بدا وكأنه قد تجمدَ مِن البرد، كما لو أن أعضائي كُلها مُتجمدة.
بينما كُنتُ انفخ على يدي الباردتين، وضع الدوق كاليد إيكر على السرير.
لقد بدا مندهشًا تمامًا من الدفء الذي شعر به مِن ابنه، ثم تنفس الصعداء بخفة.
ثم أتى نحوي وضغط على يدي.
“يديكِ باردة جدًا.”
“أوه، لا بأس … “
“ماذا فعلتِ بحق السماء؟”
مع نظرة قلقة على وجهه، ضغط على يدي بقوة لـ يتدفق الدم وتمتم بـ تعويذة سحرية.
لقد جفلتُ بشكل لا إرادي مِن الدفء الذي انبعث فجأة مِن أطراف أصابعي.
أنتَ لا تستخدم السحر المتجمد فقط …
بينما كُنتُ أنظر بأعجاب لذلك، شعرتُ بنظرة الدوق اليّ.
“كيف … “
“آه، لا يهم حقًا كيف فعلتُ ذلك.”
بدأ اللسان المتصلب في الارتخاء تدريجيًا.
“الشيء الأكثر أهمية هو أنني ساعدت الدوق.”
كانت العيون الحمراء، المتلألئة مثل الياقوت المصقول، تحدق بي. كانت تلك العيون مليئة بالعاطفة.
“نعم، حصلت على المساعدة منك.”
أصبح صوت الدوق كاليد أكثر ليونة. وربما كان ذلك لأنني لم اخدعه، بل أثبتُ بالفعل ما قُلتهُ.
ركع الدوق كاليد على ركبة واحدة حتى اصبح مستوى نظره محاذيًا لي.
سأل وهو يمسك بيدي، التي عادت الآن إلى وضعها الطبيعي ، بقوة مرة أخرى.
“ماذا تريدين؟ المال أم المستقبل حيث تكونين أنتِ القديسة؟”
القديسة هي مجرد هراء.
لم أعد أرغب في رهن حياتي للمعبد.
إذا قلتُ إنني أعرف كيفية استخدام الأحجار السحرية مثلها للتخلص مِن الألم والشيخوخة، فستحاول روزيلينا قتلي الآن.
“أنا…”
لقد ابتلعتُ لعابي بشدة.
“مِن فضلكَ خذني معكَ إلى منزل الدوق.”
بدا كاليد متفاجئًا مِن كلامي غير المتوقع.
ثم نظر إلي وكأنهُ يريدُ أن يعرف المغزى مِن كلامي.
أمسكتُ بيد كاليد، وتساءلتُ عما إذا كان سـ يجيبني بـ لا أم أنه سيخبر المعبد عني.
على عكس لقبه كـ شخص مُتجمد، كانت يداه دافئة بشكل رائع.
“مهلاً، لقد وعدت. قلتَ بـ أنكَ سوف تستمع إلى ما أريدُه.”
“….. “
“لقد وعدتني…”
مِن فضلكَ خذني بعيدًا! لا تتراجع الآن عما قُلتَه.
حتى لو مُت، لا أريدُ أن اموتَ في هَذا المعبد. فالمستقبل الذي رسمتُه في مخيلتي كان على وشكِ أن يتحقق.
كلما أسرعت في جعل قوتي تزدهر، كلما تمَ حبسي إلى قبو المعبد.
في هَذهِ الحياة، لم أرغب في أن تُسرق قوتي المقدسة، ولم أرغب في التعرضِ للألم الذي كان الموتُ أفضل مِنه.
أريد أن أتمسك بالأمل في أن أتمكن أخيرًا مِن عيش حياة طبيعية مثل أي شخص آخر!
ومع تدفق دموعي، أصبحت يدي ترتجف. لم أنتبه لقطرات المتساقطة على ظهر يدي.
“آآآه، ارجوك ، فقط أرجوك… انا لا أريدُ أن ابقى في المعبد، ااه… من ارجوك … أرجوك أخرجني من هنا…. “
إذا طَلبَ مني الركوع والتوسل الآن، فانا أستطيعُ القيام بذلك.
أصبحت مشاعري حساسة للغاية لدرجة أنني أردتُ أن أفقد وعيي بسبب طاقة إيكر التي كانت تتحرك في جسدي.
لكن السبب وراء عدم حدوث ذَلك للآن هو أنني أردتُ سماع إجابةً محددة من الدوق.
تردد الدوق للحظة، كما لو أنهُ لم يتوقع أبدًا أنني سأتحدثُ بِهَذهِ الجدية، ثم قال.
“حسنًا.”
عيناه التي كانت تبدو باردةً أصبحت الآن مليئة بالقلق والحُزن. قال الدوق وهو يمسح دموعي بلطف.
“بما أنكِ منحتني رغبتي، فسوف أمنحُكِ رغبتكِ أيضًا.”
بعد قولهِ هَذهِ الكلمات، تحولت رؤيتي على الفور إلى اللون الأسود وفقدتُ الوعيّ.
هل لأنني شعرت بالارتياح؟
ومِن الطبيعي أن كاليد قد أمسكَ بالطفلة الغائب عن الوعي بين ذراعيه ويربت عليها.
كان جسدُ الطفلة المُرتجفة وصوتهة لا يزالان حيين أمام عينيه.
السبب الذي جعلها تنظُر لهُ بتوترٍ شديدة ربما كان لأنها أرادت أن تسألهُ عن هَذا.
“دوق.”
وضع كاليد الطفلة، التي بدأ جسدها يصبح أدفئ، على سريره الخاص في الغرفة.
كان وجه الطفلة، التي كانت مُستلقيةً بشكل أنيق على السرير، تعلوه ابتسامة باهتة، ربما بسبب شعورِها بـ الارتياح.
“دوق، هل ستأخذها معكَ حقًا؟”
أومأ كاليد برأسه على سؤال آرثر الحذر.
“لأني وعدتُها.”
عقد كاليد حاجبيه وهو ينظر إلى الطفلة الاي كانت لا تزال ترتجف قليلاً بسبب البرد.
وبالنظر إلى الشكل الذي كان على الأرض اكتشفت بأنها دائرة سحرية هل تم استخدام السحر لشفاء إيكر؟
على الرغم مِن أنها كانت كاهنة متدربة، لم يكُن هُناكَ سبب لعدم امتلاكها قوى سحرية.
ومع ذلك، فإن كاليد، الذي أنتجت عائلتهُ سحرة لأجيال عديدة، اكتشف أيضًا أن هَذهِ الدائرة السحرية مِن النوع الذي لم يسبق لهُ رؤيتهُ مِن قبل.
علاوة على ذَلك، بدلاً مِن تسميتها قديسة، أطلقت على نفسها اسم روزيلينا.
هل ربما تكون هذه خدعة من كرسي القديس؟ عندما كُنتُ أفكر بذلك، تذكرتُ صورة الطفلة وهي تتوسل أن أخرجها مِن هَذا المكان، وشعرتُ بالأسف لأنني اعتقدتُ أنها كانت تخدعني د للحظة.
“إن طريقة روزيلينا في علاج إبن الدوق لم تكن بواسطة القوة المقدسة، لذَلك ليست هُناكِ حاجة لوجودكَ هُنا أو خضوع الدوق للمعبد.”
الطريقة لعلاجه حتى الآن ألم تكن بواسطة القوة المقدسة؟ إذن كيف تحسن إبني؟
لم وكيف تم استخدام الحجر السحري، ولماذا قالت روزيلينا عن نفسها بإنها عالجتهُ بالقوة المقدسة؟
كان رأسي يتخبط مِن هَذهِ المعلومات المفاجئة.
“امم…….”
لكن ما أزعجني أكثر هَذهِ الطفلة الصغيرة التي أمامي.
لقد شعرتُ بالقلق مُنذُ أن رأيتُها تحبس دموعها في المعبد، ولم أعتقد أبدًا أنها سينتهي بِهَذهِ الطريقة.
عندما حركت الطفلة جسدها إلى الجانب، ارتفع زي الكهنة الذي كانت ترتديه قليلاً.
“يا إلهي…”
عبس كاليد عندما سمع آرثر يتمتم بحالة صدمة.
ويبدو أنها استمرت في الحركة دون أن تعالج ساقيها بشكل صحيح، كان لا يزال عليها آثار السوط.
وكانت هناك عدة خطوط واضحة مرسومة عليها. وكان الدم ملتصقًا بهم.
“يا إلهي، كيف يُمكنهم ضرب طفلة صغيرة بِهَذا الشكل؟”
تذكرتُ ميروبي، التي لم تبكي رغم تعرُضِها للضرب المبرح.
كان هُناكَ نظرة يائسة على وجهها، وكأنها تعلم بأنهُ لن يُساعدها أحد حتى لو بكت.
السبب الذي جعل هَذهِ الطفلة تبكي وتوسل أمامي كثيرًا هو أنها كانت يائسةً جدًا.
كان آرثر يقف بجانبه هو يتحدث بغضب.
رؤية الندوب الواضحة على بشرتها البيضاء الناعمة جعلتهُ يشعر بالوخز، كما لو كانت ابنته.
لم يكن المعبد مكانًا مناسبًا ليعيش فيه الطفل.
“…هؤلاء الأوغاد المجانين.”
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
قناتي بالتليغرام انزل فيها كل شي ♡ 《التليغرام》
حسابي بالواتباد 《cynfti》