قررت القديسة أن تُصبحَ ملكة الدمار - 4
“آه…”
كانت ساقاي تؤلماني بالفعل، وكانت قدماي قصيرتين، لذا كان المشي بسرعة أمرًا صعبًا.
ثم هززتُ رأسي، وتذكرتُ أنني قد تأذيتُ اليون ولم أستطع حتى المشي في الطابق السفلي.
يجب أن أكون مقتنعةً بأنني أستطيعُ المشي بشكل صحيح بِهَذهِ الطريقة.
عندما وصلتُ إلى الملحق بأرجلي القصيرة، سألني الفرسان الذين كانوا هُناك.
“ماذا تُريدين؟”
“لقد تمَ تعييني لِـ خدمة الدوق هارتمان أثناء إقامتهِ هُنا.”
تبادل الفرسان النظرات مع بعضهم البعض وفتحوا لي الباب بشكل طبيعي.
“آآه …”
بدأ رأسي يدور عندما رأيتُ الدرج ذو الشكلِ الحلزوني.
أدركتُ مرةً أخرى أن المعبد كان أسوأ مكان يُمكن أن يعيشَ فيه الأطفال.
مشَيتُ لفترةً مِن الوقت ووصلتُ إلى الطابق العلوي، كُنتُ مُرتاحةً لأنني أستطعتُ المشي بفضل الدرابزين.
نظرتُ إلى الباب الملون الماهوغوني¹ الذي كان مغلقًا بإحكام، أخذتُ نفسًا عميقًا، وأحكمتُ قبضتي وطرقتُ الباب.
هدوء-
أليسَ في الداخل؟ لماذا لا يوجد رَد؟
طرقتُ الباب مرةً أخرى، ففُتِحَ دونَ صوت.
على عكس توقعاتي بأن الدوق كاليد سيخرُج، خرجَ رجُل ذو شعر أحمر وكان ينظُر إليّ.
“من أنتَ… ؟”
عندما سألتُه، نظر إليَّ الرجل ذو المظهرِ الصارم والشعر الأحمر.
“ألا يجبُ أن أكونَ أنا منْ يطرحُ هَذا السؤال، أيتُها الأخت المتدربة؟”
صحيح. كان هَذا صحيحًا.
كُنتُ اسأل عن هوية الشخص الذي كان بالداخل.
يبدو أنهُ جزء من خدم الدوق…
عندما لم أتمكن مِن قول أيِّ شيء ونظرتُ لهو بِغباء، ظهر وجهٌ مألوف مِن الداخل مع صوت خطى.
“إذا كانت كاهنةً قد أتتّ بلا سبب، فقُم بطردها حالًا…”
كان ينظرُ إلى الأسفل بشكل محرج.
أجبتُ بسرعة، ووضعتُ كلتا يدي أمامي بشكل أنيق و عقدتُ حاجبي قليلاً.
“آه، مرحبًا يا دوق.”
هل لأنني مهتزة عاطفيًا؟
قد تسربت المانا حولي مثلَ بلوراتِ الجليد غير المنضبطة،
وكأنهُ سيجمدني في أي لحظة.
كُنتُ قد عرجُ إلى الوراء، ثم وقفتُ منتصبةً مرةً أخرى.
“لقد رأيتُكِ في المعبد في وقتٍ سابق … “
“أه نعم. اسمي ميروبي ، تم تعييني لخدمة الدوق لمدة يومين.”
على الرغم من أنها قد حنت رأسها بأدب قدر الإمكان، إلا أن ضحكة مكتومة هربت مِن بين أسنانها.
كان الشعورها في هَذهِ اللحظة سخيفًا.
***
“آه، مرحبًا يا دوق.”
الشخص الذي جاء وازعجني كان فتاةً صغيرة لا يمكن وصفها بأنها خجولة.
كنت الطفلة ذات شعر رمادي أشعث وعيون حمراء فاترة تنظر إلي بحذر.
بدت الطفلة التي كانت تلوحُ بيديها وكأن لديها ما تقولهُ لكاليد.
الطفلة التي تعرضت للضرب بالعصا في المعبد اليوم.
ومع ذَلك، فإن عيناها الحمراء المتلألئة فيها مزيج غريب من التوتر والترقب بدت مُختلفة تمامًا عما رأيتهُ اليوم.
كان هُناكَ سبب واحد جعلني انجذب إلى هَذهِ الفتاة صغيرة الحجم.
كان مِن الواضح أنها قد تعرضت للضربِ المبرح، حيث كان السوط مُغطى بالدم، لكنها لم تذرف ولا دمعةٍ واحدة لقد كبحت أنينها فقط، ولم تبدو كـ طفلة على الإطلاق.
لقد جعلهُ هَذا يُدرك أن هَذهِ الطفلة، التي لم تتمكن حتى من الوصول إلى الخصر، قد تعلمت بالفعل تحمل الألم.
“لقد رأيتُكِ في المعبد في وقتٍ سابق … “
“أه نعم. اسمي ميروبي ، تمَ تعييني لخدمة الدوق لمدة يومين.”
ثار الغضب بداخلي مجددًا مِن تصرُفات المعبد الذي كان يضربُ الأطفال ولا يقدم لهم العلاج لكن يستخدمهم للخدمة بدلاً مِن ذَلك.
يجب أن يكون المعبد مكانًا يُعبد فيهِ الحاكم و يُقام فيه أعمال الخير فقط، ولكن بغض النظر عن الطريقة التي أنظر بها إليه، فإن هذا المعبد لم يكن مكانًا جيدًا أبدًا.
“آرثر.”
ناديتُ بهدوء مُرافقي الذي كان صامتًا بجانبي.
“نعم يا دوق.”
“هَذهِ الطفلة.”
وجهتُ رأسي نحو الطفلة التي لم تكن كبيرة بما يكفي.
“عالج ساقيها و أعدها.”
أعدها؟
لقد كان شيئًا لا ينبغي أن يحدُث أبدًا.
“أوه، لا!”
بدلًا مِن التحدث بهدوء، تحركت يدي بشكل سريع.
أمسكتُ بأطراف ملابس كاليد بقوة.
“اا، لا أستطيع العودة!”
“ماذا؟”
وفقًا لخطتي، كان عليَّ التحدث بهدوء مع كاليد.
أريدكَ أن تأخذني إلى الدوقية معك.
لكنني لم أعتقد أبدًا أنهُ سيخبرني أن أعود بِهَذهِ الطريقة.
“ماذا تفعلين؟”
سقط برد يُشبه الصقيع فوق رأسي مباشرةً، لكنني لم أستطع التراجع الآن.
أنهما يومين فقط. لا، لقد مر نصف يوم، لذا لم يعد هناك سوى القليل. كان الدوق هارتمان سيبقى في المعبد لمدة يوم ونصف فقط.
كان عليّ أن أجعلهُ يأخذني معه بطريقة ما خلال هَذا الوقت.
“آآآه، أنا… “
فتحتُ فمي ونظرتُ حولي كُنتُ في الطابق العلوي من الملحق الغربي، حيث لم يكُن هُناكَ احد.
لن يستمع أحد لشخص مثلي.
“أنا أعرفُ القديسة روزيلينا، لا، بل أعرفُ كيفَ ساعدت روزيلينا السيد الشاب على التحسن.”
“ماذا؟”
“إن طريقة روزيلينا في علاج ابن الدوق لم تكن مِن خلال القوة المقدسة، لذَلك ليست هُناكِ حاجة لوجودكَ هُنا أو لخضوع الدوق للمعبد.”
ربما كان السبب هو أنه كان مِن الصعب عليَّ أن البدء في الكلام، ولكن بمجرد أن بدأتُ ، بدأت الكلمات تنهمر.
التوى وجه الدوق بلا رحمة عندما خرجت هَذهِ الكلمات مِن فم فتاة تبلغ مِن العمر ثماني سنوات.
كان هُناكَ مزيج مِن عدم التصديق والانزعاج.
“يا فتاة، أنا لا أعرف ما الذي تتحدث عنه … “
“أنا أعرف الطريقة التي استخدمتها روزيلينا. يُمكنني استخدام نفس الطريقة وعلاج السيد الشاب.”
“ها.. يبدو أن الجميع هُنا، سواء كانت القديسة أو كاهنة صغيرة، جميعهم ثرثارون.”
تسلل برد إلى اليد التي كانت تُمسك بأطراف ملابس كاليد.
كان ذَلك باردًا جدًا لدرجة أنني شعرتُ بالألم، لكنني لم أتركه بسهولة. شعرتُ وكأنني إذا تركتهُ ولو للحظة، فسوف يطردني على الفور.
“حقًا! أعلم أن السيد الشاب يعاني من مرض المانا. يُمكنني أن أجعلها أفضل بنفس الطريقة التي تفعلها القديسة.”
“كم عُمركِ؟”
“نعم… ؟”
“لقد سألتُ كم عمركِ.”
لم أكن أعرف لماذا سألني فجأة عن عُمري، لذُلك ترددتُ للحظة.
حتى لو لم تزدهر قوتي بعد، لكن بفضل القوة المقدسة التي كانت موجودة أساسًا داخل جسدي، فأنا يُمكن أن اسيطر على ألم الوخز مِن برد الدوق.
“أنا في الثامنة مِن عُمره.”
عندما أخبرتهُ بعمري، عبس الدوق قليلاً وأبعد يدي التي كانت تُمسك بحاشية ملابسه.
“إذن، ما هي القُدرات التي تمتلكينها حينما تكونين في الثامنة فقط؟”
“……”
“هل تعتقدين أن لديكِ نفس القدر من القوة المقدسة مثل القديسة؟ أم أنكِ مرشحة لمنصب القديسة القادمة؟”
بعد أن أصبحت روزيلينا قديسة، لم يظهر أيُّ مُرشح لهَذا المنصب مُنذُ عدة عقود.
وذلك لأن روزيلينا كانت تسرق كل القوة المقدسة مِن أُولَئِكَ المرشحين.
“حسنا، فقط إذا كان بإمكاني إثبات ذلك.”
كان صوتُ الطفلة يرتجف، ربما لأنها كانت متوترةً للغاية.
“هل يمكنكَ أن تُعطيني شيئًا واحدًا فقط؟”
“هل تجرؤين على عقد صفقة مع عائلة هارتمان؟ أأنتِ تخاطرين بحياة ابني الآن؟”
“أنتَ تريدُ إنقاذ السيد الشاب أليس كذلك.”
“…..”
“سوف أستمعُ إلى ما يريدهُ الدوق، لذا أرجو منكَ الاستماع إلى ما أريدُ أنا أيضًا.”
“هاه. حسنًا. طالما يمكنكِ مساعدة ابني على التحسن.”
كان الانزعاج واضحًا في عينيه. زممتُ شفتي وأنا أنظرُ إلى وجهِ الدوق، فكرتُ في أنني قد لا أتمكن من فعلِ هَذا.
“إذا كان لديكَ أيُّ أحجار سحرية، مَن فضلكَ أعطني واحدًا.”
ضاقت حاجبيه قليلاً عند كلامي. ثم قام بتمزيق بروش السحري المزخرف الذي كان يُعلقهُ على ياقته وأعطاني إياه.
توجهتُ نحو الغرفة التي كان يوجد بها السيد الشاب، ممسكًا بالبروش الأحمر الذي يرمز لعائلة هارتمان.
“لا يُمكنكَ الدخول حتى أنتهي مِن علاجه.”
لقد كان عملاً لا يُمكن أن يُسمى علاجًا.
لأنهُ كان يتعلق بنقلِ ألم الشخص المريض إلى جسد شخص آخر.
على الرغم مِن أنهُ كان طلبًا مفرطًا، إلا أن الدوق أومأ برأسهِ بطاعة تامة لكلماتي.
لا بد أنهُ كان يائسًا للغاية لدرجة أنهُ يريدُ تصديقَ كلمات طفلة تبلغ مِن العمر ثماني سنوات فقط.
¹ : الماهوغوني أو المُغني بصفة عامة أسم يُطلق على العديد من أنواع الأخشاب المدارية الصلبة، والتي يكون لون أغلبها بني محمر وتستخدم بشكل شائع في صناعة الأثاث وبناء القوارب وغير ذلك من الاستخدامات ذات المواصفات عالية الجودة.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
قناتي بالتليغرام انزل فيها كل شي ♡ 《التليغرام》
- حسابي بالواتباد 《cynfti》