قررت القديسة أن تُصبحَ ملكة الدمار - 10
“إن والديّ ليس شخصًا قد يُظهر اهتمامًا بالآخرين.”
لسببٍ ما، كان وجهُ سايكي كئيبًا عندما تحدث عن والده.
إذا كان قد شعر بالغيرة مني لأن الدوق قد احضرني إلى هُنا، فسيكون ذلك شعورًا مفهومًا، لكن المشاعر كانت على وجهِ سايكي لم تكُن مفهومة بالنسبة لي.
سايكي الذي كان مُترددًا قليلاً، التفت إليّ وسأل.
عندما كان ينظر إليّ بشكلٍ الجانب مُنذُ قليل لم يكُن يُراقبني، بل…
“كيف حصلتِ على اهتمام والديّ؟”
أكثرُ ما أثار فضوله هو كيف جعلتُ الدوق يحبني.
لقد ترددتُ لفترةٍ، ثم نظرتُ في عينا سايكي المليئة بالترقب.
لم أكن أعرف كيف أجيبُ على هَذا.
“اااهه…اممم…هذا…حسناً، لقد أشعر بالأسف لأجليّ…؟”
“الأسف؟”
كما لو أنهُ قد سمع شيئًا غير مُتوقع، فتح عيناه الحمراء الزاهية مثل الأرنب على نطاق واسع.
الطريقة التي كان يميل بها رأسه قليلاً بدا وكأنهُ أرنب حقًا.
يبدو أن كلمة “الأسف” هي الشيء لم يمكُن عليّ قوله.
“آه… أعتقدُ بأنه قد شعر بالأسف لأجليّ.”
الفتاة التي التقى بها لأول مرة اخبرتهُ إنها تستطيع علاج إيكر بنفس طريقة روزيلينا، ولابد أنه قد كان من الصعب تجاهلها بعد أن كانت الطفلة تُمسك بهِ وتبكي وتتوسل لأخذها خارج ذلك المكان.
لم يكُن هُناك حاجةٌ لقول ذَلك، لذا لم تقُل ميروبي أيُّ شيءٍ آخر.
“الأسف… قد شعر بالأسف….. “
تمتم سايكي بِهَذهِ الكلمات لفترة طويلة، كما لو كان لها صدىً غريب.
كان من الصعب معرفة ما إذا كنت ذلك سيئًا أم جيدًا.
سألتُ سايكي بحذر، الذي كان يفكر بجدية.
“حسنًا، سمعتُ أن الأمير إيكر يسكن في مبنى منفصل، أين ذلك المكان؟”
“مبنى منفصل؟ المبنى المنفصل…”
وسرعان ما أمسك سايكي بمعصمي دون تردد وسحبني نحو نافذة غرفة الموسيقى.
استطعتُ رؤية الناس المُنشغلين يسيرون في الحديقة، واستطعتُ أيضًا رؤية الزهور المُتفتحة الزاهية.
“هل ترين ذَلك البناء هُناك؟ هَذا هو المبنى الذي يُعيش فيه أخي.”
كان هناك بناء واحد حيث أشار بإصبعِه إليه مِن النافذة.
كان عبارة عن مبنى صغير مُنفصل تحيطُ بهِ حديقةٌ. لقد كان مكانًا رائعًا وجميلًا ومُزخرفًا جيدًا يليق بمكانة عائلة دوقية.
“فقط أولئك الذين لديهم إذن يُمكنهم الذهاب إليه.”
تذكرتُ ما قالته لي لوسي بالأمس.
لقد حذرتني بوضوح مِن خطورة الذهاب بمفردي.
رمش سايكي، وهو يضغطُ بوجهِه على النافذة، عدة مرات ونظر إلى المبنى.
“باستثناء أبي، الأشخاص الوحيدون الذين يُمكنهم دخول هُناك هم آرثر وكبير الخدم.”
“… ماذا عنكَ؟”
تم استبعاد سايكي، أحد أفراد الأسرة، تمامًا.
من الواضح أن الأمير الثاني سايكي، كان يرغب أيضًا برؤية أخيه الأكبر.
عندما رمشتُ عدة مرات ونظرتُ إلى سايكي، بدأ وجهُه يعبُس قليلاً ثم أصبح مُحرجًا.
هز سايكي راسه، ثم ابتسم بتعبيرٍ مُحرج على وجهه وتمتم بهدوء.
“لديّ مانا ضعيفة، لذا أخبرني والديّ أن لا أدخل دون إذنه”
“……”
“أن أخي قد ولد مع الكثير مَن المانا التي لا تأتي إلا مرةًةواحدةً كُل بضع قرون.”
قوةٌ لا تظهر إلا مرةً واحدةً كل بضع قرون أو نحو ذلك. كمية المانا التي لدى إيكر ستكون كبيرةً جدًا.
بشكل عام، الأطفال الذين يولدون بكميةٍ كبيرة مِن المانا يموتون في مرحلةٍ مُبكرة وهم صغار.
إذا نجوى مِن هَذهِ المرحلة بأمان ووصل إلى الوقت الذي يُمكنُه فيه التحكم بالمانا خاصته، فمن المحتمل أن يحصل على لقب “الساحر العظيم”.
تذكرتُ البرد القارس الذي شعرتُ بهِ عندما دخلتُ غرفة الأمير إيكر.
بالتاكيد…بدا مِن الصعب على جسد الأمير إيكر أن يتحمله.
“يبدو أنكِ لا تملكين مانا، لذَلك سيكون مِن الأفضل إلا تذهبي.”
أوه، لا أستطيعُ فعل ذَلك.
لكي أتمكن مِن البقاء بالدوقية، كان علي جعلُ إيكر يتحسن بطريقةٍ أو بأخرى.
في هذه الحالة، عليّ أن أذهب بطريقة ما للمكان الذي يتواجد فيه الأمير إيكر…
ألقيت نظرةً نحو المبنى المنفصل الذي كان واضحًا من خلال النافذة وأومأتُ برأسي.
***
تنهد-
عندما فتحتُ الباب الثقيل بعنايةٍ، والذي كان أكبر من جسدي بعدة مرات، تردد صوتُ الباب.
هل هَذا بسبب أن المكان فارغ؟ شعرتُ أن الصوتَ كان مرتفعًا جدًا.
كنتُ قلقةً مِن أن يكون صوتُ خطواتي عاليًا، فمشيتُ بسرعةٍ مرتديةً نعال الأطفال الذي أعدتهُ لوسي.
تسللتُ للخارج متجنبةً الأنظار، وركضتُ بسرعة نحو الملحق.
تذكرتُ كتابًا للأطفال قرأتهُ في المعبد في الماضي.
كان كتابًا للأطفال عن أمير يذهب لإنقاذ أميرة مُحاصرة في الغابة.
الأمير إيكر لم يكن أميرة، وأنا لم أكُن أميرًا لإنقاذه.
كلما اقتربتُ من المُلحق، بدأتُ أشعرُ بالبرد في أصابع قدمي.
مِن أجل أن تزدهر القوة المقدسة بسرعة يجب تحفيزها بالألم.
عندها فقط سوف تزدهر القوة المقدسة التي ستتفتح لحماية جسدي.
لا أعرف ما إذا كانت هُناك طريقةٌ أخرى لجعل القوة المقدسة تزدهر، ولكن هذه هي الطريقة الوحيدة التي أعرفها.
بعد أن تم اكتشاف قوتي المقدسة، كان هَذا ما فعلتهُ روزيلينا بي مِن أجل ازدهار قوتي بالكامل.
اتذكر اللحظات التي تعرضتُ فيها للضرب المبرح والطعن السيف وحتى الحرق بالنار. وكانت روزيلينا تنظر إليّ دائمًا وتبتسم.
لقد محوتُ الذكريات المتعلقة بروسلينا من رأسي ومشيتُ بسرعة نحو المُلحق الذي أمامي.
ترددتُ للحظات أمام الباب، ثم أمسكتُ بالمقبض ببطء وأدرتُه.
الجليد الرقيق الذي هبَ كـ الرياح القوية عبر الباب المفتوح أصابني بخدشٍ بسيط على خدي.
وبعد ذَلك أدركتُ. البرودة التي شعرتُ بها من إيكر في المعبد ليس كُل ما يُمكنه اطلاقه.
وذَلك لأن الدوق قد أستخدم السحر للتحكم في المانا المُنبعثة مِن إيكر.
“مَنْ هُنا.”
عندما سمعتُ صوتًا باردًا قادمًا من الغرفة التي في المُلحق، تصلب جسدي فجأة.
لقد جفلتُ عندما بدأت الأرض تتجمد تحت قدمي.
الأمير إيكر لم يكن نائمًا.
“أخبرني مَنْ أنتَ.”
حتى في هَذا البرد قارس كان إيكر يتصببُ عرقًا ويحدقُ بي وكأنهُ سيقتلني.
بشعرهِ الأسود الداكن كان يبدو وكأنهُ جزءٌ مِن الظلام، كانت عيناه حمراء متوهجة تشبه عيون الدوق والأمير الثاني.
على الرغم مِن أن الأمر كان خطيرًا، إلا أن الأمير إيكر واصل التحدث قبل أن اتمكن مِن الإعجاب بعيناه الياقوتيتين المليئتين بإرادة الحياة.
“إذا لم تتحدث فسوف أقومُ بتجميدكِ.”
في كُل مرةٍ كان يتحركُ فيها إصبعُ إيكر كان الاثاث داخل المُلحق يتجمد شيئًا فشيئًا. كُنت أستطيعُ رؤية المانا تتطاير مع كل حركة يقوم بها.
كان يتصرف وكأنهُ سيقتلني في أي لحظة. من أنا؟ أدركتُ أنهُ لم يسأل عن اسمي.
ماذا أقول؟
أسمي؟ ام أنني كاهنة مُتدربة من المعبد؟ إما ماذا…
“مَنْ أنتِ؟”
“أختُك!”
“… ماذا؟”
ربما لأنهُ ظن بأنني كُنت أكذب، أصبحت برودة أكثر حدة.
لم أستطع إلا أن أجفل بسببها. على الرغم مِن أنهُ كان صغيرًا، إلا أنهُ لم يكُن شخصًا يُمكن السيطرة عليه بسهولة لمجرد أنهُ كان صغيرًا.
“أنا أختُكَ الصغرى ، أيُها الأمير.”
لقد شعرتُ بالخجل مِن قول بأنني أختُه.
على الرغم مِن أنها كانت كانت كذلك حقًا، لكن لم يكن هذا هو الوضع مناسب لقول ذَلك.
“هاه.”
خرجت ضحكة ساخرة من فمه.
“ليس لديّ أختٌ صُغرى، كُل ما لدي هو أخي سايكي…”
“أخي؟”
عندما فُتح الباب بلطف مرةً أخرى، سمع صوتٌ ناعمٌ وودود لا يتناسب مع الجو الجليدي القاسِ.
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى أدركتُ أن هَذا الصوت كان صوتَ سايكي.
“ها؟ لماذا ميروبي هنا…”
بمجرد أن رأى وجهَ سايكي، تصلب إيكر وصرخ بعصبية.
“سايكي، لماذا أنتَ هُنا!”
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
قناتي بالتليغرام انزل فيها كل شي ♡ 《التليغرام》
حسابي بالواتباد 《cynfti》