قررت القديسة أن تُصبحَ ملكة الدمار - 1
“ميروبي، أنا حقًا أحبُ عينيكِ.”
كانت اليد التي رفعت ذقني قويةً. لم يكُن هناكَ مكانٌ في جسدي لا يؤلمني.
“عينيكِ مليئةٌ بالرغبة في الحياة، على الرغم مِن أنني لا أعلم مِن أين جائت هَذهِ الرغب.”
جسدي كان ساخنًا جدًا مثل النار وكانت رؤيتي ضبابية، إلا أنني تمكنتُ مِن رؤية عينا روزيلينا بوضوح.
عيون فضية ذات لون مائل للأزرق الفاتح. عيون القديسة المحبوب مِن قِبل جميع سكان الإمبراطورية، لا، جميع مِن في القارة.
“لقد نفذت قوتها المقدسة.”
أحد الكهنة الذي كان يراقب الوضع بهدوء شارك تقريرًا عن حالتي بصوت حذر للغاية.
بعد أن ازدهرت قوتي المقدسة، قضيت ما يقرب 10 سنوات محتجزةً في قبو المعبد. والكلمات التي قالها المتعلقة بنفاذ قوتي المقدسة تعني بـ أنني سـ أموت في هذا المكان القبيح.
“يا إلهي، أشعرُ بِالأسف الشديد.”
اللعنة عليكِ أيتُها الكلبة.
لم يعُد لدي أيُّ قوة للتحدث، لذلكَ لم أتمكن حتى مِن تحريك شفتي.
هل تشعرين بالأسف مِن أجلي؟ أتقولين أشياء كهَذهِ و كأنكِ لا تعرفين من جعلني أمر بهذَا؟
وبما أن قوتي قد نفذت، فأنا سأموت بالتأكيد. على الرغم مِن أنني لم أكُن أريدُ أن أموت بهَذهِ الطريقة، إلا أنني لم أرغبَ بالعيشِ أيضًا.
وإذا كُنتُ سأموت، فلن أرغبَ أبدًا بـ الموتِ وحدي.
أردتُ أن أسحبَ معي هَذهِ اللعينة التي جعلتني هكَذا، والتي قد استخدمتني ورمتني بعيدًا، أردتُ حقًا أن اسحبَها إلى أعماقِ الموت.
كان وجه روزيلينا جميلًا ومقدسًا كما كانت عندما دخلتُ للمعبد لأول مرة.
لقد كان مِن المثيرِ للاشمئزاز أن أراها لا تمتلكُ أيَّ تجاعيد، ولم تكُن تبدو كبيرةً في السن، ولا تبدو حتى كإنسان.
الشيء الذي لم يكن إنسانيًا كان يتظاهر بأنه إنسان.
“شكرًا لكِ على عملكِ الشاق يا ميروبي.”
نظرت إليَّ كما لو كُنتُ مثيرةً للشفقة، ولكن بعد ذلك تركت ذقني.
“لماذا تفعلينَ هذا…”
لماذا تفعل هذا بي؟
هل لديَّ قوى مقدسة؟ هل أنتِ خائفة مِن أن أأخذَ منكِ منصبَ القديسة؟
هل بِسبب هَذهِ الغيرة التافهة جعلتني أعيشُ حياتي كلها بِهَذهِ الطريقة؟
تذكرتُ اللحظة التي ازدهرت فيها قوتي المقدسة لأول مرة.
“مِن فضلكِ اخدمِ القديسة روزيلينا لمدة 10 سنوات حتى يمكنكِ الحصول على المنصب التالي.”
تم تقييدُ كلتا يديَ، وتغطية الفمي لِمنعي مِن الصُراخ والهروب، اجبروني على الاستلقاء في دائرة سحرية مرسومة على الأرض.
كانت تلكَ الأيام التي عضضتُ فيها لساني مُعتقدةً أنني أستطيعُ الموتَ مِن الألم الشديد الذي كنتُ أشعر بهِ في كُل مرة يدخُل فيها الحجر السحري إلى جسدي.
ومع ذَلك، كانت هَذهِ المخلوقات غير البشرية دقيقة للغاية لدرجة أنه كان لديهم دائمًا وسيلة لمنعي مِن عض لساني.
“هل تشعرينَ بالفضول؟”
جاء صوتٌ لطيفٌ للغاية مِن فوقِ رأسي مباشرةً.
لقد كان صوتًا ودودًا يعرفهُ الجميع في القارة، بِما في ذَلكَ من في المعبد.
عندما نظرتُ إلى روزيلينا، التي سرقت قوتي المقدسة وأعطتني الشيخوخة والألم الذي كان مِن المفترض أن يكونَ لها، لكن هي الآن لديها وجه القديسة الجَميل، أردتُ حقًا أن أبصُقَ بِعُنف في وجهها.
فرقعت روزيلينا أصابعها بِخفة وتغيرَ المكان في لحظة. لقد كان منظرًا طبيعيًا أبيضًا لا يحتوي على أيِّ شيء، لم يكُن قبو المعبد.
لقد فكرتُ أنهُ إذا كان هناك شيء اسمهُ العدم في العالم، فسيكون مكانًا كهذا.
“إنه مكان لم اجعل أيٌّ مِن لأطفالِ آخرين يراهُ أبدًا، ولكن أعتقدُ أنكِ تستحقين رؤيتهُ يا ميروبي.”
“ماذا … “
“لذا، تعالِ إلى هُنا.”
لقد كُنتُ مقيدةً هُنا طوال حياتي، غير قادر على المشي، ولم تكن هناكَ أيُّ طريقةٍ يُمكنني مِن خِلالها المشي. لقد تَلفت جميعُ عضلات ساقي، لذا كُل ما يمكنني فعلهُ هو الزحف.
لا بد أن روزيلينا شعرت بِالإحباط بِسبب عدم قدرتي على التحرك بشكل صحيح وأمسكت بشعري وهي تَعبس.
“اغغ!”
لم أستطع إلا أن أخرج أنينًا مِن الألم الذي شعرتُ به.
“هذا أمرٌ محبطٌ، ليسَ لديَ خيارٌ سوى أن أكون هَكذا.”
كانت تجرٌّ شعري وهي تتحدثُ بصوتٍ حنون.
لم أكُن أعرفُ هَذا المكان، لكنني توجهتُ نحو الوسط وكأنني أعرفُ الطريق.
شعرتُ بهالةٍ مِن الضوء المبهرة في هَذا العدم الأبيض النقي. لقد كانت أيضًا لحظة شعرتُ فيها وكأنني سأصابُ بالعمى.
عِندما بالكاد اعتدتُ على الضوء وفتحتُ عَيني، كُل ما استطعتُ رؤيتهُ هو شجرة.
شجرة أكبر وأكثر سطوعًا مِن شجرة الزيلكوفا التي كانت في نافورة المعبد.
ورأيت براعِم زهور مختلفة تتدلى بين الاغصان.
“وهَذا ما يُسمى بِـ شجرةُ العالم.”
شجرة العالم؟
عنِدما تَرَكت شعري، نظرتُ إلى روزيلينا بِهدوء.
كان وجهها مليئًا بِالإثارة والشوق والترقب والفرح كان ذلك مقززًا حقًا. بدت وكأنها كاهنة قد دخلت المعبد لأول مرة، لكنها المرأة التي أبقتني هُنا لـ 10 سنوات.
“شجرةُ العالم في هَذا المكان قَديمة جدًا وذابلة.”
“… ماذا؟”
“إنها الشجرة التي أعطاني إياها الحاكم الذي أشفق عليَّ. وأخبرني أن اعتني بها.”
هل هي مجنونة؟
اعتقدتُ بِـ أنها مجنونة عندما فعلتْ ذَلك، لكن رؤيتها بهذه الحالة جعلتني متأكدةً تمامًا بِـ أنها مجنونة.
هل يوجد حاكم؟
نعم، كان هناك وقت آمنتُ فيه بالحاكم.
وعندما اكتشفني الكهنة وأحضروني إلى المعبد، اجبرتُ على أن آمن بالحاكم حتى تزدهر قوتي المقدسة بالكامل.
ومع ازدهار قوتي المقدسة، أصبحتُ محاصرةً في قبو المعبد حينها علمتُ بـ أنه لا يوجد حاكم.
لو كان هناك حاكم حقًا، لكان قد أنقذني مِن روزيلينا وكان سـ يعاقب تلكَ المرأة المجنونة.
ولكن ماذا تعني شجرة العالم؟
“هَذهِ الشجرة في البداية لم تكُن طويلة بما يكفي للوصولِ إلى خصري. إن شجرة العالم تنمو بسرعة عن طريقِ تناول الأشياء النظيفة والواضحة فقط.”
“..…”
“ولكن بفضلِ قوتكِ المقدسة، لقد كَبرت كثيرًا.”
عندما أخرجتُ سعالًا بسيطًا، شعرت بطعمٍ مريب في فمي. أستطيعُ أن أعرف ما هو حتى بدون رؤيته.
ما يملأُ فمي هو الدم.
كانت شجرة العالم شجرة انشأت عالمًا.
لكن لماذا هي قد زرعت شجرة العالم؟ وبينما كان ذهني مليئًا بالتساؤلات، واصلت روزيلينا الحديث.
“عندما تكتمل شجرة عالمية واحدة، سيفتح عالم جديد.”
“……”
“وسوف أصبح حاكمة ذلك المكان.”
أدارت روزيلينا رأسها ونظرت إلي. عندما نظرتُ إلى وجهها المبتسم، شعرتُ بالاشمئزاز والخوف في نفسِ الوقت.
كان الاشمئزاز مِن روزيلينا، والخوف مِن فكرة انني قد أموتُ هنا.
“ولكن بفضلكِ، نمت شجرة العالم كثيرًا، لذا سأجعلكِ ملاكًا خاصًا لعالمي.”
“ما هَذا الهراء الذي تتحدثين عنهُ … !”
“وسأقومُ بوضعكِ كـ زينة في أعلى نقطة في الشجرة خاصتي. الم أقُل ذلك سابقًا؟ أنا حقًا أحبُ عينيكِ.”
“ماذا …”
لقد لاحظتُ ذلك منذ لحظة.
براعم الزهور التي تنمو على شجرة العالم الآن ليست زهورًا.
كانت تلكَ آثار الناس الذين ماتوا قبل مجيئي.
“أنا لا أحبُ ذَلك… “
عندما فرقعت روزيلينا أصابعها مرة أخرى، تغيّر المكان مجددًا.
بدلاً مِن أن نكون بجانب شجرة العالم مباشرةً، كنا مرة أخرى في قبو المعبد.
لم أستطع إلا أن أشعر بـ أنني سأموت الآن.
وبما أنهم قد اخذوا ما يريدون، فسوف يقتلونني.
“أنا لا اريدُ ذَلك، اتركني …! دعني اذهب… !”
لا أريدُ أن أموت، لا أريدُ أن أموت، لا أريدُ أن أموت!
لقد كافحتُ بأقصى ما أستطيع عندما شعرتُ بقطعة القماش تُشد حول رقبتي مِن الخلف.
لكن كلما كافحت أكثر، أصبحت القوة الخانقة أقوى، وشعرتُ وكأنني أغرق في مستنقع.
“ميروبي، أصبحتُ حاكمةً بفضلكِ.”
هَذا جنون، هل يجب أن أموت بسبب هذه المرأة؟!
يجب أن يُحاسبَ الحاكم على اختيارهِ لمثلِ هَذهِ القديسة!
اريدُ ان اعيش. اريدُ ان اعيش … !
آخر شيء رأيتهُ قبل أن أغمض عيني هو يدي المتجعدتين اللتين لا تتناسبان مع عمري أبدًا ، 22 عامًا.
***
“كرري ما قلتهِ مجددًا. ماذا؟”
تعثرتُ مِن الألم الشديد الذي شعرتُ به في ساقي وأصاب ركبتي! الصفعة.
كان هُناكَ شيء غريبٌ. لم يكُن قبو المعبد الذيةكنتُ أراه دائمًا، ولم يكُن هؤلاء هم الأشخاص الذين كانوا يراقبونني دائمًا.
عندما خفضتُ رأسي، ما لفتَ انتباهي هو يدي على الأرض.
أيدي ممتلئة وقصيرة وصغيرة.
“ميروبي، أنتِ تفتقرين إلى الكثير مِن الفهم للقوة المقدسة والإيمان بالقديسة . قفِ.”
رفعتُ رأسي ببطء عندما سمعتُ صوتَ راهبةٍ عجوز فوق رأسي مباشرة.
لماذا هذه المرأة على قيد الحياة؟
لقد ارتسمت على وجهي ملامح غبية عندما سمعتُ صوت راهبة دومينيكانيا التي ماتت عندما كان عمري حوالي عشر سنوات.
حقًا أنا لم أمت بل عدتُ إلى الماضي؟
هل أعادني الحاكم إلى الماضي؟
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
قناتي بالتليغرام انزل فيها كل شي ♡ 《التليغرام》
حسابي بالواتباد 《cynfti》