في داخلي سر - 8
ينهض لوكاس بسرعة لرؤية ما هو الشيء الذي هبط عليه، فيجد أنه سقط على جثة ساحر مبهم فارق الحياة منذ مدة ليست بالبعيدة، فيبتعد بسرعة ويقشعر بدنه متقززاً، فيلقي نظرةً بالجوار، ويشاهد لوان وهي فاقدة الوعي في هيئتها البشرية كإنسانة وليس كشبح؛ بسبب تأثير الغابة السحرية، ويجد أيضاً بأنهما محاطان بأكوام من الجماجم والهياكل العظمية، فينظر للوضع بتمعن -ويقول في نفسه- :”وجدت جثة ساحر سليمة خالية من أي أذى، والحفرة مليئة بالهياكل العظمية… اممم لكن لما هو الوحيد الذي جثته سليمة ولم تتحلل… اللعنة على هذه الأمور المتشابكة- يتنهد بانزعاج، فلو أنني أستطيع معرفة سبب قوتها لجعلت هذه الغابة الغبية ترقص على ألحاني وحولتها إلى ركام ..همف علي التوقف عن إزعاج نفسي بهكذا أمور ،وأخرج نفسي من هذا المأزق بمعلومات دسمة لفك غموض هذه الغابة“.
هدأ لوكاس قليلاً، ثم بدأ ينظر بالجوار إلى أن رست نظراته نحو لوان، فيقترب منها، ويمسك يدها لقياس نبضها، فيقول لوكاس – بصوت مرتفع بدون أن ينتبه -:” هاااا… أصبح لها نبض!!! إذن لقد عادت لوان إلى الحياة!!!… تباً إن هذه الغابة أروع مما اعتقدت“.
لم تدم فرحة لوكاس بالاكتشاف الجديد حول تأثير الغابة، فتتصاعد أصوات ضحكات مرعبة في الأرجاء، وإذ بالرياح تشتد أكثر فأكثر، وكأن هناك إعصار فوق الحفرة، فتستيقظ لوان، وهي بالقرب من لوكاس، فتبدأ بالصراخ، ولكن لوكاس أغلق فمها، وبدأ يهمس لها قائلاً:” أيتها الحمقاء.. فلتصمتي، فحياتنا في خطر.. لذا فقط راقبي معي لنرى ماذا سيحدث”، تبتعد لوان عن لوكاس، وتضحك بصمت وتقول- بسخرية-:” هههههه… الساحر العظيم لوكاس ضعيف لأول مرة ههههه”، فيرد عليها قائلاً:” سأريكِ قوتي بعد أن نخرج من هذه الغابة اللعينة“.
تبتسم لوان في وجه لوكاس مستهزئة وتقول:” هاااا.. أتقصد الخروج من هذه الغابة فعلاً؟، ابتسم هههه لن تستطيع الخروج من هنا، فلقد حاولت بكل قوتي ولم أستطع الخروج، واستنفذت الغابة كل طاقتي، ثم أعادتني إلى هيئتي البشرية “، فيقاطعها لوكاس قائلاً:” حسناً اذن، ولكن كيف جئتِ إلى هنا؟ هيا أخبريني بكل التفاصيل، ولكن بهمس لا نريد أن نقع في المزيد من المتاعب“.
لوان تقول -بهمس-:” أنا منذ البداية تحدثت بهمس لكن يبدو أن أذناك قد أصيبا بالتوتر فلم تعد تميز حدة الصوت من عدمه ،وأيضاً بالنسبة لسؤالك لا أدري، فقط كنت أنتظرك في مكتبك بدون أن أفعل شيئاً، وبعد ذلك جاءت عاصفة اخترقت مكتبك، وبداخلها تلك الفتاة الشقراء اللعينة التي قامت بأذيتي للمرة الثانية على التوالي مع أني لم أفعل لها شيئاً، ثم اقتربت مني، وقالت : ( ستلاقون حتفكم قريباً)، ثم قامت بتقييدي بحبال من المانا الذهبية، وانتقلت بي آنياً إلى هذه الغابة المرعبة، وأطلقت الوحوش لتطاردني، وهي تراقب ما يحدث، فاستخدمت قوتي الشبحية لقتلهم، وحينما تبقى وحش أخير لأقتله استنفذت طاقتي ، واختفى السوار الذي أعطيتني إياه في معصمي ،ثم وقعت هنا في هذا الفخ اللعين وفقدت وعيي ،وحينما فتحت عيناي وجدتك أمامي ،ولكن كيف جئت إلى هنا …هل جئت لإنقاذي ؟- تحدق بشدة في لوكاس“.
لوكاس:” كفي عن هذا الهراء، فلقد تم استدراجي إلى هنا لأسباب سحرية سرية لبحوثي الخاصة (انظروا للفصل 7 لتروا كيف تم استدراجه)”، وإذ بلوكاس يصمت فجأة، ثم يقول:” لما عم الهدوء فجأة المكان؟ علينا الخروج بسرعة يا لوان “.
قام لوكاس بحمل لوان؛ لأنها لا تستطيع المشي بسبب إصابة قدمها من أثر السقوط، ثم قام بالقفز -قفزة واحدة، فخرجا من الحفرة، ليشاهدا بأن العاصفة والأصوات الغريبة لم يعد لها وجود، فقام لوكاس بوضع لوان على الأرض، ثم قالت لوان- بهمس-:” من أين لك هذه الطاقة القوية الذهبية التي حولك؟ هااا… هل استوليت على طاقة تلك اللعينة- تنظر له باستغراب“.
يجيبها لوكاس قائلاً:” هذا الشيء لا يخصك …علينا أن نهتم بأنفسنا الآن.. فقد نموت بأي لحظة، لذا غضي بصرك عن بذلتي الذهبية السحرية، ودعينا نخفي أنفسنا قبل أن يتم اكتشافنا من قبل مالك الغابة“.
قام لوكاس بأخذ بعض المانا من بذلته السحرية، وقام بقطع شعرة من شعر لوان، ثم يقول: “اصمتي …فقط راقبي ماذا سأفعل”، فقام بدمج المانا الذهبية بشعرة لوان، وقام بتفتيتها فوق رأس لوان، فأحاطتها طاقة ذهبية، ثم اختفت الطاقة.
لوان:” م.ماذا حدث؟”،فيجيبها لوكاس قائلاً:” لا داعي لأن تعرفي… فقط علينا أن نتجول في الغابة حتى نعرف سبب قوتها ،ونجد تلك الفتاة لنعرف الأسرار التي تخفيها“.
يتجول الاثنان في الغابة، والهدوء مازال يعم المكان، وإذ برائحة الياسمين تنتشر في المكان بشكل متزايد ومخيف (انظر للفصل 7 لتعرف تأثير هذه الرائحة)، فيقول لوكاس للوان:” لوان..لا تستنشقي الرائحة ” ، ولكنها استنشقت بعض الرائحة ،فتم الاستيلاء على عقلها ، ثم خرجت كهرباء من لوان بسبب اختلال الرائحة مع المانا الذهبية التي أحاطها بها لوكاس ، فتسقط لوان على الأرض – وقعت جالسة ،وتختفي الكهرباء ،وتعود لوعيها ،وجسدها محاط بالطاقة الذهبية، فيقول لوكاس:” أيتها الغبية … لو لم أحيطك بمانا تلك الطفلة لكنتِ في خبر كان ، فهيا لنذهب الآن قبل أن يتعرف المالك على رائحتنا“.
وفي أثناء تجولهم في الغابة، والظلام الدامس يملأ المكان، ولكن الكرة الصفراء المضيئة الخاصة بلوكاس مازالت تنير لهما الطريق، وأصوات الخفافيش والطيور الأخرى تتصاعد بشكل مخيف أكثر فأكثر كلما تعمقوا في الغابة.
لوان- بخوف وبهمس-:” ل.ل.لوكاس، ألا تشعر بأن أحد ما يراقبنا”، فيجيبها لوكاس:” توقفي عن الهراء ،فلابد أنكِ خائفة لذلك أنتِ تتوهمين ليس إلا”، فيخفي لوكاس قلقه عن لوان ويكمل المسير.
مازال الاثنان يسيران بشكل مستقيم في الغابة، لكنهما يعودان إلى نقطة البداية –مكان الحفرة-، فيقف الاثنان ليأخذا نظرة في المكان، فتقول لوان- بصوت مرتفع:” هاااا …لقد عدنا إلى نقطة البداية، تباً“.
تهتز الأرض فجأة، تقترب لوان من لوكاس وهي ترتجف، فيضربها لوكاس ضربة خفيفة على رأسها ثم يقول:” أيتها الغبية، ألا تعرفين معنى الصمت، والآن استعدي لنواجه المتاعب بسببك“.
يخرج من الحفرة الساحر الغريب مع الهياكل العظمية، ثم يحاصراهما، فيبدأ الساحر بالكلام:” سيدتي … هل نقضي عليهم الآن أم تريدين أن تقضي عليهم بنفسك؟”، لوكاس ولوان يجمعان شتات أنفسهما، ويلتقطا أنفاسهما، فيعم الضباب فجأة المكان، وتختبأ لوان بالقرب من لوكاس، ثم تتعالى أصوات ضحكات مخيفة، فتقول:” أوه…. لابد بأن الأحمقان يظنان بأنه إذا تم إحاطتهما بهذه المانا سوف يخدعانني لكنهما لا يعلمان بأنهما يتصرفان وفق إرادتي، هاهاهاها“.
ماذا سيحصل مع لوكاس ولوان؟ وما هو هذا الشيء الذي ظهر فجأة؟ وهل سر الغابة العجيبة سوف يكسر؟ تابعونا في الفصل القادم لتعرفوا.
———————————————————
دردشة الكاتبة بخصوص الفصل “8”:
أهلاً متابعيني الأعزاء ….. لقد عدت لكم بمجرد تحقيق الشرط بفصل خرافي وحماسي ،أتمنى أن ينال إعجابكم
توضيحاتي المسنفرة لهذا الفصل:-
– صورة لمحاصرة لوكاس ولوان
ملاحظة: ” ممنوع أخذ شئ من الرواية أو الصور بدون إذني”
أعتذر لتأخري عليكم ولكن عدت لكم كتعويض بفصل خرافي وحماسي وأطول مما سبق
(الشرط هو :التفاعل وترك تعليق لدعمي لنشر الفصول الجديدة )
أنتم لها يا متابعينا الأعزاء …..فايتنغ!
لابراز دعمكم أرجو وضع الرواية في خانة المكتبة لديكم ^^
نلقاكم بفصل اخر …..لا تنسوا وضع تعليق وتصويت يثبت وجودكم ووضع متابعة ليصلكم كل جديد