عندما أصبحت ابنة الدوق الشرير - 1
__ الفصل الأول __
مُنـذ ولادتـيّ، كنتُ بعـيدةً تمـامًا عن مُـسمى ‘الحـظ’.
السـببُ الذي يجعـلني أقول هذا بهذه
الثـقةِ يرجـعُ إلى عامليـن.
الأول: هو أنني يتيـمةٌ.
لم تـكن لديَّ رغـبةٌ في أن أولد في عائلـةً نبيـلةً، وذلك لأن أحتـمال حدوثِ هذا صغـيرٌ للغايـةِ.
ومع ذلك، نظـرًا لأنهُ مِن الشائع نسـبيًا أن يكبرَ الأطفال مع والديهم، فقد شـعرتُ بالظـلم تمامًا لأنني لم أكن هكذا.
والثاني: هو أنه من بين العـديد من دوّر الأيتام، لقد وجـدت نفـسي في هذا المـكان، دار برينز للأيتـام.
في الإمبراطـورية، كانت مؤسسات رعايـة الأطفـال تدار تحـت رعاية العائـلة الإمبراطـورية والعـديدِ مِن الـعائلات النبـيلة.
وكان الأمر نفـسهُ ينطـبق على دار الأيتام برينز.
لأنهٌ كان مدعـومًا مِن قبل العائـلة الإمبراطورية
وعائلة الكونت سينت.
الفـرق عن الأمـاكن الأخرى هو أن مـدير دار الأيتـام في برينز كان جشـعًا وكان يركـز فقـط على إثـراء نفـسهِ.
ونتيـجةً لذلك، تـعاون مع الممارسات غير القانـونية
وغـير الأخلاقيـة لعائلة الكونت سينت.
لقد مـرَّ وقـتُ طـويلٌ بعد أن اكتشـفتُ هذه الحقـيقة.
على أيَّ حال، أنا التـي ولدتُ كطـفلةً صـماء، لفتت
انتـباه المُـدير.
والسـبب هو أنهُ نظرًا لعـدم قدرتـه على السـمع، فقد كان من الممكن إجبـاريّ على أيَّ شـيءٍ.
في بعـض النواحـي، كـنتُ مـحظوظةً بذلك.
فعـلى عكـس الأطـفال الذين تم تسـليمهم إلى أماكـن أخرى في وقـتٍ مُبـكرٍ والذين لا يزالُ مَصـيرهم مجـهولًا، كنـت لا أزالُ على قيّد الحـياة وبصـحة جيدة.
وفي الوقـت نفـسه، كان الأمر مؤسـفًا أيضًا.
وطبـعًا كنتُ أُوبـخ كُلَ يومٍ لعـدم إجادتـي
في عد الحـروف أو حفـظها…
“أنتِ طـفلةٌ جمـيلةٌ للغايـةِ.”
وبالصـدفة، قد لفـتتُ انـتباه الفيكونتيسة
مالون، التي كانت تـزور دار الأيـتام.
كانت الابنـة الشهيرة للكونت سينت، الذي رعـى دار الأيـتام في برينز، وزوجة الفيكونت مالون.
ابتسـمت بإرتـياحٍ عنـدما وجدتنـي أثـناء زيارتـها
لدار الأيتـام الذي تحـت رعاية والدها.
“إذن اسمـكِ هو آني؟ هل أنتِ صـماءٌ لدرجةِ
أنك لا تستطـيعينَ فَهِـمَ ما أقـولهُ؟”
إذا كان هناك شـيءٌ واحدٌ لم تعرفـهُ فيكونتيسة مالون، هو أنني أجيّـدُ قراءة تحـركات أفواه الآخـرين ومـعرفةِ الكـلمات التي قد نطـقوها.
وبطبيـعة الحال، يمـكن لآني استـنتاجُ
هذه الكلمـات من شكـل حركـة أفواهـهم.
إلا أنني لم أستـطع تحريكَ فميّ والتحـدث
بحسـب ما أتخـيل وأسـتنتجُ مما أراهُ…
“كنـتُ بحاجـةً إلى خادمـةً لا تسـتمرُ بالـثرثرةِ عن القـيّل والقال، وهذه تبدو مـثاليةً، ولأنها صمـاءٌ، لن تـكون قادرةً على الكـلام وكذلك السـمع.”
كنت أعلـمُ بأن ما تقـولهُ عـنيّ ليسَ شيـئًا جيّدًا.
كما أن الطريـقة التي كانت تبتـسمُ بها السيدة
مالون في وجهـي لم تكن لطيـفةً أيضًا.
“تبـدينَ لطيـفةً وجمـيلةً للغايـةِ، سيكونُ
من الجـيّد الحـفاظ على وجـهكِ.”
“سيدتي، أنا آسـفٌ، ولكن هل يُمكنك اختـيارُ طفـلٍ آخر من فضـلكِ؟ هذه الطـفلةُ أعـملُ جاهـدًا لتعلـيمها كيفـية أدارة دفـتر الحـسابات هنا…”
“كم يدعم والدي دار الأيـتام هذا كـل شـهر؟”
“أ-أن هذا…”
“هناك عـددٌ غيرُ قلـيلٍ من الصفـقاتِ التي تم إنجـازها بفـضل زوجي وأبي كذلك، لكن لا يُمـكنكَ التـخلي حتى عن طفـلٍ واحـدٍ حتى؟”
“هاها، هل يُـمكنني فعـلُ هذا حتى؟ إذا كنـتِ ترغبيـنَ بأخذ هـذه الطفـلةِ فيجـبُ أن تأخـذيها بالتأكيد سيدتي.”
لقد كانَ هنالك سـببٌ واحدٌ فقـط لذهـابيّ وراء الفيكونتـيسة مالون.
وهو أن المدير الذي بدا مُخـيفًا دومًا، لم يسـتطع قولَ أيَّ شـيءٍ أمـام الفيكونتيسة مالون.
بالنسـبةِ لـيّ، قد بدت وكأنهـا منقـذةٌ.
‘سيـكون الأمرُ أكثرَ راحـةً إذا ذهبـتُ معها.’
لقد صدقـتُ هذا حقًـا وقـررتُ أن أذهـبَ
مع الفيكونتيسة مالون.
وإذا أردتُ الذهـابَ، أردتُ أن آخـذ ماري معـي، والتي كانت الشخـص الوحـيد في دار الأيـتام الذي كان لطيـفًا معـي.
لذلك تمـسكتُ بطـرفِ تنـورتها، من أجـل أن تذهـبَ معي.
إذا كانت هناك فرصـةٌ جيـدةٌ، أردتُ أن أعطـيها
لأختي ماري أيضًا.
على الرُغـمِ مِن أننا لسـنا أخواتٍ
بالدم، إلا أن هـذه لم تكن مُشـكلةً.
لأن ماري كانت أفـضلَ مِن مُجـردِ أخـتٍ
حقيقـةٍ بالنـسبةِ لـيَّ.
“آهه…؟”
نظـرت ماري إليّ بـعدمٍ فِـهمٍ.
لكنني تمسـكتُ بثـباتٍ بحاشـية تـنورتها
ونظـرتُ إلى السيدة مالون.
“هل تطلبـينَ منـي أن آخـذها معيّ أيضًا؟”
ولحسـن الحظ أنها كانت سريـعة البديـهة.
كما كان المـدير أيضًا سريـعًا في ملاحـظةِ ذلك.
صـفع-!
“هل توّديـنَ أرهاق الفيكونتيسة في مثل هذه الأمــور؟ أذهـبي حـالًا بِمُـفردكِ “
قبل أن أتمـكن من الإيـماء برأسـي على كلمـات الفيكونتيسة، تجـهم تعبيـر المدير وصـفعني على
ظهـر يدي بيـنما كنـت أتمـسكُ بِـ ماري.
“لا بأس بـذلك.”
كانت السيدة مالون هي التي قاطـعت المدير.
“لا بأس في أخـذ شخـصٍ آخر على الأقل.”
“ماذا؟ ولكن يا سيـدتي…هذه الطـفلةُ بَكـماءٌ، لذا
فقد بذلـتُ جـهدًا كبيـرًا في تربيـتها…”
“إذن هل ترفـض أن أخـذها الآن؟”
“أوه، لا، بالطـبع تستـطيعينَ أخـذها يا سيدتي.”
عندما رفعـت الفيكونتيسة مالون حاجـبيها، خفض
المدير رأسـهُ على الفـور بطـاعةً.
حتى ذلك الحيـن، كنـتُ سعـيدةً حقًا.
سنخـرجُ أخـيرًا مِـن هنا.
ليس علـيَّ تحـملُ هذا المدير السيء
بعد الآن، إليس كذلك؟
لم تستـمر تلك الأوقـات السعـيدة…طويـلًا.
الفيكونتيسة مالون كانت مُـشابهةً للمـدير، تأمـرني بالكثـير وتسـيء مُعامـلتي دونَ وضـعِ ظروفـيّ في عـين الاعـتبار.
بدلاً من استـخدام لغة الإشـارة، كانت تقـوم فقط ببـعض الإيماءات بيدها حيـثُ كانَ مِن السـهلِ عليها أن تأمـرني بها، وعندما لم أتمـكن مِن فهـمها أو كانت في مزاجٍ سيءٍ، كانت ترمـي الأشـياء عليَّ أو تُسـيء معـاملتي بطريـقةً أو بأخرى.
كان عليَّ دائـمًا أن أبـقى مـعها، وعندما لم تكن موجـودة، كنتُ أعانيّ مِن الأشـغال الشاقة كـخادمةً.
لقد كانت الأسـوأ من نـواحٍ أخرى، لكـنني ما زلتُ أعتـقدُ بأنها أفضـلُ مِـن المدير.
كانت الطـريقة التي عذبتنـي بها السيدة مالون
أفـضلُ مِن الطـريقةِ التي اعـتاد المدير فعـلها.
لقد أستـمرَ روتينـيّ اليـومي هكذا…
حتى حـدث ‘ذلك الشـيء’…
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي