I Made A Deal With The Devil - 346
فتحت أيان عينيها في هدوء الليل، وألقت نظرة على الأرقام المضيئة في هاتفها، كانت الساعة الثالثة صباحًا فقط.
بجانبها، كانت جيجي تنام بعمق، وكان وجهها الصغير هادئًا في الضوء الخافت. حرصت على عدم إزعاجها، فسحبت الغطاء برفق حتى ذقن جيجي، وضمتها إليه بإحكام.
ثم نهضت بهدوء من السرير، وسارت على أطراف أصابعها عبر الغرفة وتوجهت إلى الحمام.
عند عودتها، كانت أيان على وشك الصعود إلى السرير مرة أخرى عندما وقعت عيناها على النافذة الزجاجية الشفافة. أوه لا… لقد نسيت في الواقع سحب الستارة!
كانت تسير نحوه، وكانت على وشك إغلاقه عندما توقفت يدها في الهواء.
انفتحت شفتاها ببطء عند رؤية المشهد الذي رحب بها. البحر الهادئ في البعيد، والشاطئ الأبيض البكر، والقمر، خلقوا مشهدًا خلابًا جعل أيان تقف هناك مندهشة. كان الأمر وكأنها تحدق في لوحة فنية فريدة من نوعها أو بوابة إلى عالم آخر.
عندما أفاقت من غيبوبتها، أخرجت هاتفها والتقطت صورة للمشهد الجميل أمامها.
لكن هذا لم يكن كافيًا، فلم تكن لتتخيل أبدًا أن الشاطئ قد يبدو بهذا الجمال المذهل في الليل.
انتابتها رغبة لا تقاوم في الخروج والانغماس في جمال الليل الهادئ. أرادت أن تشعر بنسيم البحر على بشرتها وتستمتع بكل شيء… لأن هذه اللحظة من الهدوء والعجائب الطبيعية بدت وكأنها هدية نادرة، ربما لن تتاح لها فرصة الاستمتاع بها مرة أخرى.
نظرت حولها من خلال النافذة. ورغم أن كاليكس أكد لها أن الشاطئ آمن للغاية وأن الحيوانات الوحيدة الموجودة هناك هي بضعة قرود، إلا أن أيان ما زالت تبحث بحذر في المناطق المحيطة.
عندما لم تر شيئًا غير عادي ولم تشعر بأي خطر، سارت أخيرًا نحو الباب وخرجت من الغرفة. شقت طريقها إلى الشرفة الصغيرة وتمسكت بالسور.
استقبلتها نسيم لطيف، ولم تستطع إلا أن تغلق عينيها.
امتلأ رئتيها بالهواء البارد المالح. وعندما فتحت عينيها، استمتعت بالجمال أمامها. كانت الأمواج تتلاطم برفق على الشاطئ، وكان القمر يلمع بقوة، مما جعل البحر يلمع وكأن النجوم تسبح في الأمواج اللطيفة.
كان كل شيء مثاليا.
لقد أحبت الليل دائمًا. كان التحديق في سماء الليل يريحها. وكان مشاهدة ذلك القمر الوحيد الذي لا يتوقف عن التألق دائمًا هو عزاءها. ربما كان ذلك لأنها أحبت التحديق فيه منذ أن كانت صغيرة، منذ أن كانت في الثامنة من عمرها فقط.
في كل مرة تتذكر فيها نفسها الصغيرة، وهي جالسة هناك وتحدق في القمر، تتساءل عما كانت تفكر فيه آنذاك. لم تعد تستطيع أن تتذكر أي شيء، لكنها شعرت أنها كانت وحيدة بعض الشيء في ذلك الوقت. ولا بد أن هذا هو السبب وراء ارتباطها الشديد بالقمر الآن بعد أن أصبحت بالغة.
بالطبع، مثل أي شخص بالغ عادي، كانت تشعر بالوحدة أحيانًا. ولكن على الرغم من إعاقتها والتحديات التي جلبتها إلى حياتها، كانت راضية.
كان لديها كلب جميل وعائلة محبة وهادئة. وعلى الرغم من أن العالم قد يكون قاسيًا في بعض الأحيان، إلا أن هناك العديد من الأشياء التي كانت ممتنة لها، مثل هذا المنظر الخلاب أمام عينيها الآن.
وبينما كانت تقف هناك، شعرت بالرضا العميق، وتركت نفسها تستمتع بجمال وهدوء الليل. شعرت أن العالم هادئ بشكل رائع، كما لو كان موجودًا لها فقط في هذه اللحظة. ولم يكن بوسعها أن تفعل شيئًا سوى الابتسام لنفسها. كانت ممتنة حقًا لهذه التجربة النادرة وغير المتوقعة، مدركة أنها ستحمل ذكرى هذه الليلة الهادئة معها لفترة طويلة.
وبينما كانت على وشك رفع هاتفها لتوثيق هذه اللحظة مرة أخرى، هبت ريح أقوى من البحر. لكن هذه المرة، جعلتها رائحتها تتجهم.
دخان السجائر…!
الانستغرام: zh_hima14