I Made A Deal With The Devil - 250
تغير غيج بسرعة في الغرفة التي وجهته إليها الممرضة. وعندما خرج، دخلت الممرضة على الفور في محادثة معه، وعرضت عليه القهوة وحاولت بوضوح إظهار اهتمامها به.
لكن انتباه غيج كان منصبًا على شيء آخر. فقد تجاهل محاولات الممرضة في الحديث، فغادر الغرفة وكأنه لم يسمع كلمة واحدة. وكان ذهنه منصبًا بالكامل على العودة إلى جانب الطفلة.
عندما سمع صوت صراخ الفتاة الصغيرة عبر ممر المستشفى، أصابه شعور بالذعر. اتسعت حدقتا عينيه، وبدأ جسده يتفاعل بشكل غريزي. سارع إلى الغرفة، ودفع الباب بقوة رجل في مهمة إنقاذ حياة.
في الداخل، استدارت الممرضة التي كانت تعتني بالفتاة، مندهشة من ظهور غيج المفاجئ.
“ماذا حدث؟!” سأل غيج. كانت عيناه تفحصان الغرفة بسرعة، وتنتقلان بين الطفلة الباكية والممرضة المذعورة.
“أنا… أنا… إنها تبحث عنك. أعتقد أنها ظنت أنك تركتها يا سيدي. وهي تريد أمها أيضًا،” تلعثمت الممرضة، وكان هناك أثر للخوف في صوتها.
توقف قليلًا وهو يستوعب كلماتها. ثم أدرك ببطء ما حدث، وارتخت كتفاه، وتلاشى التوتر بشكل واضح من جسده. حتى أن رد فعله على محنة الطفلة فاجأه هو نفسه. هل شعر بالخوف والقلق الشديد لمجرد أنه سمع بكاء هذه الطفلة الصغيرة؟ يا للهول… إنه يحتاج إلى أن يتمالك نفسه!
استنشق غيج بعمق، محاولاً تهدئة موجة المشاعر التي انتابته وهو يقترب من الممرضة للاعتذار. أومأت الممرضة برأسها، وكانت حركاتها مترددة، ولا تزال تشعر بالخوف من حدة تصرفاته السابقة.
التفت إلى الفتاة الصغيرة، وانحنى فوق سريرها، وهدأت تصرفاته. بدأ يقول: “يا صغيرة…” وعند سماع صوته، فتحت عينيها الممتلئتين بالدموع.
وعندما تعرفت عليه، صرخت “أبي” بقوة مفجعة.
لم يكن يعرف ماذا يفعل، ولكن في تلك اللحظة، تصرف غيج بناءً على غريزته. مد يده ورفعها برفق بين ذراعيه واحتضنها وهي تتشبث به. اخترقت شهقاتها المستمرة جسده، مما أشعل شعورًا بالذعر والعجز حول كيفية تهدئة محنتها.
“أنا آسف لرحيلي… لا بأس، أنا هنا الآن”، همس بصوت هادئ وهو يلامس رأسها. “لا تقلقي، سوف ترين والدتك قريبًا جدًا…”
تدريجيًا، بدأت طمأنتها تؤتي ثمارها. هدأ بكاؤها إلى شهقات خفيفة، لكن حتى هذه الأصوات الخافتة كانت تمس قلبه.
وبدون أن يدرك ذلك تمامًا، بدأ غيج يتأرجح برفق، في حركة طبيعية مهدئة تهدف إلى تهدئة الطفل بين ذراعيه. كانت هذه لفتة رقيقة وغير معتادة إلى الحد الذي جعله يشكك في هويته.
رأى انعكاسه في النافذة القريبة – رجل يحمل طفلاً بحنان لم يعرفه قط. كان الموقف بعيدًا جدًا عن واقعه المعتاد لدرجة أنه بدا سرياليًا تقريبًا. هل كان لا يزال هو نفسه، أم أنه أصبح شخصًا آخر في هذه اللحظات؟
حسنًا… لقد عرف الحقيقة. في تلك اللحظة، لم يكن سوى رجل يلعب دور الأب، وهو الدور الذي اضطلع به من أجل هذه الطفلة.
…
كانت إيفا تقف هناك خارج الباب المفتوح. كانت تلهث بشدة نتيجة اندفاعها المحموم للوصول إلى هناك، ثم هدأت ببطء وهي تتأمل المشهد الرقيق الذي يتكشف أمام عينيها.
هناك، في هدوء وسكينة غرفة المستشفى، وقف غيج، يحتضن ابنته بين ذراعيه بحنان ورعاية أبوية. كان مشهده وهو يتمايل بهدوء سبباً في إطلاق العنان لطوفان من المشاعر داخلها، مما تسبب في تدفق الدموع بصمت على خديها.
كان هذا المشهد أمامها وكأنه قفز مباشرة من أعماق أحلام اليقظة التي لا تعد ولا تحصى. كم مرة تخيلت غيج في هذا الدور بالضبط، وهو يحمل طفلهتما بكل عناية، ويهدئها حتى تنام بحركات لطيفة؟ كانت مخيلتها، على الرغم من حيويتها، باهتة مقارنة بهذا الواقع. كانت هذه لحظة أكثر رقة وإثارة للقلب من أي شيء كان من الممكن أن تأمله على الإطلاق.
وبشفة مرتجفة، رفعت إيفا يدها ببطء، التي كانت تمسك هاتفها بإحكام. وفي هدوء الردهة، التقطت المشهد – صورة لغيج وابنتهما – وهي اللحظة التي أرادت الاحتفاظ بها إلى الأبد.
الانستغرام: zh_hima14