I Made A Deal With The Devil - 248
“أبي…؟” همسة الفتاة الصغيرة المترددة قطعت الصمت.
شعر غيج بموجة من المشاعر غير المتوقعة. كان لقب “أبي” يتردد على مسامعه بشكل غريب، وكان لحنًا غير مألوف له صدى أعمق مما كان يرغب في الاعتراف به.
كان في حيرة من أمره على غير عادته. كان غريبًا عن فن مواساة الأطفال، ومع ذلك كان هنا، يشعر برغبة لا يمكن تفسيرها في الحماية والتهدئة.
انحنى إلى أسفل، وقرب نفسه من مستوى عينيها. “مرحبًا يا صغيرتي”، وجد نفسه يقول، وكان صوته أكثر هدوءًا مما سمعه من قبل.
في تلك اللحظة، تلاشى الرجل المخيف الذي اعتاد تقديمه للعالم، كاشفًا عن لمحة من شيء أكثر ــ دفء حماية، واستعداد لأن يكون الوصي الذي تحتاجه هذه الطفلة. وعندما مد يده نحوها، أدرك أن هذه الطفلة قد استحوذت بالفعل على مكان في قلبه دون قصد.
“دعنا نعيدك إلى والدتك”، قال بهدوء، وكانت كلماته بمثابة وعد وسط الظلام المتزايد. “لا تخافي، لن أؤذيك”، كان صوته هديرًا لطيفًا، غير معتاد على النبرة القاسية التي يحملها عادةً. لم يكن متأكدًا من كيفية تمكنه من التحدث بهذه اللطف الآن.
عندما تومض نظراتها البريئة عليه ببساطة ولم تتحرك، بدأ يتساءل عما إذا كان يفعل شيئًا خاطئًا.
“قد أبدو مخيفًا، لكنني أعدك أنني لن أؤذيك”، أصر، وصوته العميق أصبح هادئًا إلى حد الهمس المهدئ. كان بحاجة إلى طمأنتها وجعلها تشعر بالأمان الكافي لتذهب معه. كان بحاجة حقًا إلى إخراجها من البرد.
صوت الفتاة، الصغير والمتردد، اخترق الريح.
“أخبرتني أمي ألا أذهب مع الغرباء…” لمس صوتها وترًا حساسًا بداخله. “لكن… إذا كنت والدي حقًا، فسأذهب معك…” تلاشت جملتها عندما جعلتها هبة ريح أخرى ترتجف أكثر.
في تلك اللحظة، ارتفعت غرائز الحماية لدى غيج. قاوم الرغبة في حملها بين ذراعيه لحمايتها من البرد والخوف. لكنه كان يعلم أن مثل هذه الخطوة المفاجئة قد تخيفها أكثر. كيف يمكن أن يكون مصدرًا للراحة دون أن يصبح مصدرًا للخوف؟
مدّ يده مرة أخرى وقال بهدوء: “لنذهب للبحث عن أمك. إنها تنتظرك وهي قلقة للغاية. سأبقيك دافئة وآمنة”.
“أنت والدي، أليس كذلك؟” كانت شفتاها المرتعشتان وعيناها الواسعتان المنتظرتان أكثر مما يستطيع أن يتحمله.
“نعم، أنت على حق. أنا والدك،” قال، كلمة “أبي” تبدو مريحة ولكن غريبة… قوله جعله يشعر بشيء لا يمكن تفسيره.
اتسعت عيناها وتألقتا بالارتياح والفرح. في نظرتها، رأى شيئًا أشبه بالتقديس – نظرة قالت إن بطلها قد جاء أخيرًا. كانت نظرة اخترقت دفاعاته، وتركته مندهشًا بشكل غير متوقع.
عندما لامست يدها الصغيرة يده بتردد، اجتاحه تيار من المشاعر – موجة من المشاعر لم يستطع تحديدها تمامًا. صاحت بصوت مزيج من الفرح والارتياح:
“كنت أعرف ذلك!”. في حركة سريعة، ألقت بنفسها بين ذراعيه، واحتضنته بثقة ومودة كانت نقية بقدر ما كانت غير متوقعة.
بدا وكأن العالم توقف، ما هذا؟
وبينما كان يحمل الطفلة، اشتعلت عاصفة من المشاعر داخله، كل واحدة منها كانت أكثر حيرة من الأخرى.
احتضنها، وضمها بذراعيه بحنان لم يكن يعرف أنه يمتلكه. وبينما كانت ذراعيه تغلف جسدها الصغير، شعر بشعور غريب آخر لا معنى له تقريبًا… شعور بدا وكأنه يحتضن جزءًا مفقودًا منذ زمن طويل من نفسه.
الانستغرام: zh_hima14