ظرف النقود ، اسمح لي بأخذه ! - 17
الفصل 17
“أين يؤلمها بالضبط؟ كنت أود الاعتناء بك….”
“إنها ليست حالة تستدعي الرعاية الطبية، ولكن صحتها تدهورت بشكل كبير. سأوصل النية الطبية لزوجة الدوق المستقبلية ، لذا يُفضل أن تعودي اليوم.”
كان من الصعب الدخول عنوة بعد أن قال كبير الخدم في قصر ديلفينوم هذا الكلام.
في النهاية، خرجت من قصر ديلفينوم دون أي نتيجة.
“يا للعجب، هؤلاء الناس لا يطاقون! لقد أتيت للسلام على أحد كبار الأسرة، ولم أره حتى. هذا حقاً فظيع.”
“لقد قالت إنها مريضة.”
“أراهن بكل ثروتي أنها ليست كذلك. ربما الآن يقفون عند النافذة وينظرون إلى هنا.”
عندما رفعت رأسي لألقي نظرة على النافذة في الطابق الثالث التي أشارت إليها أليشيا بعينيها، رأيت الستائر تُسحب بسرعة.
“هل كان مجرد عذر؟”
إذا كان الأمر كذلك، فهو جيد.
لم أكن من الأشخاص الذين يُقال عنهم أنهم يفتقدون للإصرار.
“حسناً، سأستمر في القدوم حتى يقبلوا مقابلتي.”
“هل أنت جادة؟ ماذا لو رفضت الدوقة الكبيرة مقابلتك حتى النهاية؟”
“لا بأس.”
هدفي لم يكن مقابلة الدوقة الكبيرة، بل إزعاجها.
في النهاية، كنت زوجة الدوق المستقبلية. لست ضيفة يمكن أن يطردها كبير الخدم.
إذا واصلت الذهاب إلى قصر ديلفينوم، فلن يكون لدى كبير الخدم خيار سوى إبلاغ الدوقة الكبيرة بزيارتي.
التظاهر بالمرض والبقاء في غرفتها قد يدوم يوماً أو يومين فقط. ولكن إذا واصلت زيارتي للقصر، فبالتأكيد ستشعر بالانزعاج.
“إذا لم أستسلم واستمررت في القدوم، فبالتأكيد سيفتحون الباب لي يوماً ما.”
مع مظروف النقود، بالطبع!
“البعض محظوظون حقاً في نصيبهم….”
“ماذا؟”
“لا شيء، فقط كنت أفكر بصوت عالٍ. كم هذا العالم غير عادل.”
تنهدت أليشيا، ثم ابتسمت لي بابتسامة مشرقة وكأنها تحاول تغيير الموضوع.
“بما أننا هنا، لماذا لا نذهب إلى الحديقة الجنوبية؟ هناك بحيرة جميلة حقاً.”
“بحيرة؟ هل يوجد بحيرة في الحديقة؟”
“نعم، ويوجد قارب صغير أيضاً، وفي وسط البحيرة جزيرة صغيرة. يمكنك زيارتها لاحقاً مع زوجك المستقبلي.”
“واو…”
كنت أعلم أن القصر واسع، ولكن وجود بحيرة في الحديقة كان مفاجأة.
“هيا، أود رؤيتها!”
“كنت أعلم أنك سترغبين في ذلك، لذا أعددت كل شيء، بما في ذلك صندوق الطعام والحصيرة.”
توجهتُ مع أليشيا، التي كانت قد استعدت جيداً، نحو البحيرة في الحديقة الجنوبية.
ولكن كان هناك من سبقنا إلى البحيرة.
“أوه، إنها فيرونيكا.”
“فيرونيكا؟”
الاسم يبدو مألوفاً…
آه!
“أليست أخت الدوق؟”
“نعم، تلك الفتاة الجالسة في منتصف الحصيرة الكبيرة بجانب البحيرة.”
على ضفاف البحيرة، كانت فتاة صغيرة جالسة وسط حصيرة واسعة، مرتدية فستاناً يلتف حولها كبتلات الزهور.
كان شعرها الطويل المربوط بشكل مزدوج يتلألأ باللون الذهبي، وكانت عيناها الواسعتان، التي تشبه لون العسل، تلمعان وهي تنظر إلينا خلسة.
“كم هي لطيفة…! إنها تشبه الدوق كثيراً!”
“نعم، تشبهه… حتى في شخصيتها…”
“ماذا؟”
“لا شيء، لنفرش الحصيرة بعيداً.”
“بعيداً؟ أردت الذهاب لتحيتها، أليس من اللائق فعل ذلك؟”
“لا، ليس لائقاً. في الحقيقة، هي من يجب أن تأتي لتحيتك. لكنها تعرف أنك زوجة الدوق المستقبلية ومع ذلك لا تتحرك، إنها تبدأ حربًا النفسية معكِ، ولا يجب أن تخسري.”
فكرت أنه من الغريب أن تحاول طفلة في الخامسة خوض حرب نفسية، لكن أليشيا كانت مصرة، لذا جلست بهدوء على الحصيرة التي أعدها الخدم.
“أردت التحدث معها…”
ولكن لم أستطع الاقتراب منها، فاكتفيت بالنظر إليها من بعيد.
ثم فجأة، جاء شيء طائر بفعل الرياح وسقط على حصيرتنا.
كانت ورقة رسم عليها قطة.
“يا له من رسم لطيف لقط! إنها مرسومة بشكل جميل!”
“قط؟ هذا؟”
أشارت أليشيا إلى الرسم وسألتني بدهشة.
نظرت إليها بتعجب، لا أفهم لماذا بدت مندهشة.
“نعم، إنها قطة، أليست تبدو كذلك؟”
“أين تَرْين القطة؟ تبدو وكأنها زبدة ذائبة أو قطعة جبن في يوم حار….”
وفي تلك اللحظة:
“إنها قطة!”
عندما صرخ الصوت العالي، اندهشنا أنا وأليشيا والفتنا رؤوسنا للخلف.
لم نكن نعلم متى وصلت إلى هنا، لكن الآنسة فيرونيكا كانت تقف هناك، وجهها محمر، ويدها مشدودة إلى قبضتين.
“كيف عرفتِ أنني رسمت قطة؟”
* * *
**فيرونيكا روديان.**
أكبر مشكلة تواجه الفتاة التي تبلغ من العمر خمس سنوات هذا العام هي عدم وجود من يلعب معها.
“الكبار مليئون بالتناقضات.”
عندما أرغب في فعل شيء، يقولون لي إنني صغيرة ولا أستطيع، ولكن عندما يكونون مشغولين، يتركونني بمفردي.
“كنت أريد مشاهدة المسرحية أيضًا…!”
بعيون مملوءة بالغضب والحزن، قامت فيرونيكا بالتلويح بالفرشاة على الورقة.
كانت تلطخ الورقة البيضاء باللون الأحمر، حتى أن المربية لم تستطع البقاء صامتة وفتحت فمها بحذر.
“آنستي، هدئي من نفسك. الدوقة الكبرى ستفي بوعدها بالتأكيد.”
“ماذا تقصدين؟”
“ماذا؟”
“ماذا تعني بقولك هدئي من نفسك؟ أنا لست غاضبة على الإطلاق. لكنك تظنين أنني كذلك؟ لماذا؟ لما؟”
وقفت المربية مشدوهة عندما استجوبتها فيرونيكا بشكل صارم.
“آسفة، آنستي. لقد قلتُ شيئًا خاطئًا.”
“خطأ؟ ماذا قلتي؟ لماذا تعتذرين؟”
“أقصد أنني ظننتُ بشكل خاطئ بشأن مشاعركِ…”
“إذًا، لماذا قمتِ بهذا الافتراض الخاطئ؟”
كانت المربية على وشك أن تقول
“لأنك تقومين بتلطيخ الورقة باللون الأحمر كأنك تغطيها بالدم”
لكنها لم تستطع.
كررت المربية اعتذاراتها، بينما نظرت إليها الفتاة بعينين مليئتين بالغضب، ثم أصدرت صوتًا ساخراً ولفت رأسها بعيداً.
بعد ذلك، أشارت بإصبعها إلى أحد الخدم الذين كانوا يقفون على جانبها بوجه متوتر.
“أنت، تعال هنا.”
“نعم، نعم؟”
الخادم، الذي كان يعلم أن دوره قد جاء، ابتلع ريقه وتقدم إلى فيرونيكا التي كانت جالسة على الحصيرة.
“ماذا ترى في هذا الرسم؟”
كانت الورقة مليئة بالطلاء الأحمر، وعندما تسألت سيدته ما هو مرسوم…
لم يستطع الخادم سوى التلعثم، وعندما رأى نظرة فيرونيكا الغاضبة، ألقى بأية إجابة.
“حقل من الزهور…؟ ربما؟”
“تعتقد أن هذه ورود؟”
“آه! آسف، ربما شجرة القيقب! إنها شجرة القيقب، أليس كذلك؟”
“لا!”
صرخت فيرونيكا وألقت بالفرشاة على الأرض.
كما توقع، بدأ الخادم في الاعتذار مراراً وتكراراً.
“كيف يمكن أن تكون وروداً أو شجرة قيقب! اغه وانت الأخر أنت الذي هناك!”
“نعم، ماذا يا آنستي؟”
الخادم الثاني، الذي كان قد لفت الانتباه الآن، بدأ يبكي داخلياً وهو يحاول التفكير فيما يمكن أن يكون الشيئ أحمر اللون.
ولكن، لم تستطع أي من إجاباته إرضاء فيرونيكا، التي كانت غاضبة جداً لدرجة أنها قامت بتمزيق الورقة.
“كيف يمكن لأمي أن تترك لي هؤلاء الناس الذين لا يفهمون الفن على الإطلاق!”
وقف الجميع بجانب فيرونيكا الغاضبة، يفكرون في نفس الشيء:
“الذي لا يفهم الفن ليس نحن…”
ولكن، لم يجرؤ أحد على قول ذلك بصوت عالٍ أمام الآنسة الصغرى المفضلة لدى الدوقة الكبيرة.
وفي وسط تساؤل الخدم عن حقيقة هذا اللون الأحمر، ظهرت مجموعة من الناس من بعيد.
“من هؤلاء؟”
“إنها زوجة الدوق المستقبلية.”
“زوجة الدوق ال
مستقبلية؟ التي أحضرها أخي؟”
لم يذكر أحد اسم آيري أمام فيرونيكا قط، لكن حتى فيرونيكا كانت تعرف بشأنها.
كيف يمكن ألا ينتشر الخبر بأن إلكيوس، الذي لم يكن لديه أدنى اهتمام بالنساء، قد أحضر فتاة من العامة للزواج بها؟
ترجمة :مريانا✨