ظرف النقود ، اسمح لي بأخذه ! - 14
الفصل 14
“إفطار اليوم؟ ليس غدًا أو بعد غد بل اليوم؟ لماذا تقوم الدوقة بدعوة مفاجئة كهذه؟”
“أرجو أن لا تفهم الأمر بشكل خاطئ. وصلتنا مأكولات بحرية طازجة جدًا في مطبخ جناح الدلفينيوم مع بزوغ الفجر، ولقد كانت في غاية الطراوة لدرجة أن الدوقة أرادت أن تكرم الشخص الذي سيصبح فردًا من العائلة في المستقبل.”
“إذًا، كان من الممكن إرسال هذه المأكولات البحرية إلى جناح الآيريس بدلًا من ذلك…”
“أنا موافقة، سأقبل الدعوة بكل سرور.”
“سيدة الدوقية القادمة!”
نظرت إليّ أليشيا بوجه متوتر وكأنها تحذرني.
كانت تشير إلى أن الدعوة ليست من نية طيبة ولا ينبغي أن أقبل بها.
‘أفهم أنكِ قلقة، ولكن…’
كانت أليشيا تجهل الحقيقة الأهم.
هدفي هنا ليس أن أصبح دوقة، بل أن أستلم الظرف النقدي.
‘ربما اليوم سأستلم الظرف النقدي أخيرًا.’
بهذا التوقع، قلت للخادم
“أبلغ الدوقة أنني أقبل الدعوة بامتنان.”
* * *
بعد ساعة واحدة.
عندما وصلت إلى قاعة الطعام في جناح الدلفينيوم برفقة أليشيا، كانت الدوقة جالسة بالفعل في رأس الطاولة الطويلة في انتظاري.
“سررت بلقائك للمرة الأولى، دوقة. أنا آيري.”
“…الطعام يبرد، فلنؤجل التعارف لوقت لاحق.”
عندما ألقت عليّ نظرة عابرة وأشارت بيدها بخفة، دخل الخدم وهم يدفعون عربة الطعام وبدأوا بوضع الأواني أمامي.
ولكن على الرغم من أن الطاولة كانت واسعة، تم وضع الأواني فقط أمامي وأمام الدوقة.
أحسست بالقلق حيال أليشيا الواقفة خلفي، فسألت الدوقة:
“هل سنتناول الطعام نحن الاثنتان فقط؟”
“وماذا بعد؟ هل ينبغي أن يكون هناك شخص آخر؟”
وكأنني قد طرحت سؤالاً لا يجب طرحه، ردت الدوقة بنبرة حادة.
وفي اللحظة التي كنت سأرد فيها.
“أنا يجب أن أكون هنا.”
مع صوت احتكاك، تم سحب الكرسي المجاور لي.
جلس الدوق في ذلك المقعد ونظر إلي بابتسامة خفيفة.
كما لو أنه يطلب تأكيدي.
“أنت، لماذا أنت هنا؟!”
“ردكِ هذا يجرحني قليلاً، أمي. هل أتيت إلى مكان لا ينبغي لي أن آتي إليه؟”
على الرغم من أن الدوق لم يقل شيئًا خاطئًا، إلا أن الدوقة كانت تنظر إليه بوجه مذهول، كما لو أنها تلقت ضربة غير متوقعة.
‘ألن تفقد وعيها مرة أخرى…؟’
كانت تحمل الغضب بداخلها، لكنها كانت تبدو وكأنها تتفاجأ بسهولة من أشياء عظيمة الـ أهمية.
بينما كنت أراقب الدوقة بقلق، بدا الدوق وكأنه معتاد على هذا الأمر، وأشار للخدم وكأنه لا داعي للقلق.
“ماذا تفعلون بوقوفكم هناك؟ أنا جائع، تحركوا بسرعة.”
“أجل، سيدي!”
تحرك الخدم بسرعة وكأن النار اشتعلت في أقدامهم، وفي لحظات كانت جميع أدوات المائدة موضوعة أمام الدوق.
“سمعت أنك تتناول الإفطار كل صباح مع فيرونيكا، لكنها ليست هنا. هل تأخرت في النوم اليوم؟”
“فيرونيكا؟”
“أختي الصغيرة. بلغت الخامسة هذا العام، سأقدمها لك في وقت لاحق عندما تتاح الفرصة.”
أمسك الدوق بيده زجاجة الماء وسكب لي في الكأس.
وبينما كان يفعل ذلك، نظرت إليه الدوقة بنظرة حادة وكأنها شاهدت شخصًا يقوم بأمر لا يجب فعله، وتحدثت بصوت هادئ لكنه مملوء بالغضب.
“هاه! تتحدث وكأنك مقرب من فيرونيكا، لكنك لم تزرها حتى مرة واحدة.”
“لا حيلة لي في ذلك، أمي. أنت تعلمين جيدًا مدى انشغال الدوق بعد فقدانه الوحش المقدس.”
على الرغم من أن نبرة الدوق كانت لطيفة، إلا أنني شعرت بوجود معانٍ خفية في كلماته.
من نظرة الدوقة الحادة نحو الدوق، أدركت أن علاقتهما لم تكن جيدة.
‘يبدو أن الأمور بينهما ليست على ما يرام.’
بالنظر إلى الماضي الذي أعرفه عن الدوق، لم يكن ذلك غريبًا.
‘يجب أن أكون أكثر حذرًا عندما ألتقي بالدوقة في المستقبل.’
بينما كنت أفكر في ذلك، رفعت الدوقة صوتها وأمرت الخدم بإحضار الطعام.
* * *
أحضر الخدم أولًا المقبلات، الخبز والحساء.
كان هناك طبق واحد لكل من الخبز والحساء، لكن عدد أدوات المائدة المختلفة مثل الزبدة، المربى، الزيت، والصلصات كان يزيد على عشرة.
بالطبع، كان هذا بناءً على توجيهات الدوقة مسبقًا.
‘بما أنها من أصول متواضعة، فمن المؤكد أنها لم تتعلم آداب الطعام.’
تراجع الخادم بعد أن وضع الخبز في الطبق، لكنه في الواقع كان من المفترض أن يقوم بدهن الزبدة أو الصلصة على الخبز أيضًا.
بينما كانت الدوقة تراقبني بحدة، كانت تنتظر أي خطأ أقع فيه لتستغله.
‘فقط ارتكبي خطأ واحدًا…’
لو كانت مجرد امرأة عادية، لكانت الدوقة قد تفهمت جهلها بآداب الطعام. لكنني كنت الآن مرشحة لتكون دوقة المستقبل في جناح “إيريس”.
كانت الدوقة تخطط لتوبيخي بقسوة كلما لاحظت أي تقصير، حتى تجعلني اخرج من هذا البيت بنفسي.
“آيري، ما الذي تفضلينه؟ المربى، الزبدة، أم الزيت؟”
“أحب الزبدة.”
“إذًا جربي هذه. إنها زبدة من مزرعة في الشرق، طعمها أكثر غنى من الزبدة العادية.”
“إلكيوس! ماذا تفعل؟”
“أتناول الطعام، رغم أنني بعيد قليلاً، لكنني أستيطع رؤية ما تفعلينه ، هل تحتاجين إلى نظارات لرؤيتي؟”
ابتسم الدوق لها بسخرية، ممسكًا الخبز وسكين الزبدة، مما جعل الدوقة تشعر بالغضب الشديد.
“هل أصبحت خادمًا الآن؟ كيف للدوق أن يمسك بسكين الزبدة بنفسه؟”
“هل هذا أمر مروع إلى هذا الحد؟ آه… يبدو أن والدي الراحل لم يقم أبدًا بدهن الزبدة على خبزك.”
“إلكيوس لوديان!”
صرخت الدوقة بغضب، ناسية أنها تحت أنظار الجميع.
نظر إليها إلكيوس بنظرة شفقة، لكنها لم تكن تحمل أي تعاطف حقيقي.
“لم أكن أعلم أن والدي كان قاسيًا إلى هذه الدرجة. لا تحزني، لا تحتفظي بهذا الحزن داخلك حتى لا تفقدي وعيك مرة أخرى.”
وضع إلكيوس قطعة خبز مدهونة بالزبدة في طبقي، ثم أمر الخدم بوضع قطعة أخرى في طبق الدوقة.
“هذه نيابة عن والدي الراحل. استمتعي بها يا أمي.”
وبينما كانت الدوقة تحاول كتم غضبها، كان إلكيوس منشغلًا في الحديث عن أفضل أنواع المربى والكريمة التي تتناسب مع أنواع الخبز المختلفة.
“سمعت أنهم أحضروا مأكولات بحرية طازجة، لذا قاموا بتحضير حساء السلطعون. هل تحبين السلطعون، آيري؟”
“لا أعلم، لم أجربه من قبل.”
“إذًا جربيه، وإذا لم يعجبك، سأطلب منهم إحضار شيء آخر.”
أمسك إلكيوس بملعقة الحساء من بين أدوات المائدة العديدة، ووضعها في يد آيري.
كانت حركاته طبيعية جدًا، لكن الدوقة أدركت أن إلكيوس قد فهم نواياها.
‘لا يريد أن يرى أي إهانة توجه لحبيبته، أليس كذلك؟’
كان هناك 17 أداة مائدة على الطاولة، منها 5 ملاعق مختلفة.
إذا لم تكن آيري قادرة على اختيار ملعقة الحساء المناسبة، كانت الدوقة تخطط لاستجوابها والتشكيك في قدرتها على إدارة أمور القصر.
لكن إلكيوس كان يتدخل في كل مرة، مما زاد من غضب الدوقة.
‘لن يستطيع مساعدتها طوال الوقت بالتأكيد!.’
قد يكون قادرًا على مساعدتها في اختيار أدوات ال
مائدة، لكن لا يمكنه تحريكها بدلًا عنها.
‘سأجعلهم يندمون على تحديهم لي.’
كانت الدوقة تراقب آيري بترقب، تنتظر أي خطأ لتستغله.
ولكن…
‘…ماذا؟’
لم تصدق الدوقة ما رأته.
ترجمة :مريانا✨