طفلة الحوت الأسود القاتل - 5
__ الفصل الخامس __
“بالمناسبة، مالذي يمكننـي فعلهُ بجسدي
هذا أنهُ ضعيـف جدًا!”
وفي كل مرة كنت اعود للماضـي، كنت أشـعر بعدم الرضا، بسبب جسـدي الضـعيف.
لا عجـب.
“لقد ورث كل هؤلاء الإخـوة الأكبر قوة قوـية
وقدرات بدنية مٌذهلةً من أبي، ولكن لماذا أنا فقط ورثت جـسدًا ضعـيفًا منهٌ…!”
“…تسك، يا لهٌ مِن حـظٍ ملـعون.”
تمتـمت في داخليَّ بِتـذمر، وتوجهت
نحو المـبنى الذي تقع فيه غرفتـي.
لم يتم الاهـتمامٌ بالغرفةِ التي تم الاحتـفاظٌ فيها بِصغار الحيتان القاتلة، ولكن بما أن جدتي قد لاحظـت ذلك، كان من غير المناسـب تركها دون مُراقـبة في حال جاءت للبحـث عني.
‘يا لهٌ مِن طريقٍ طويـل حقًا.’
تنهـدتٌ بإحباط.
‘لو كان بإمكاني استخـدام قوة الماء في وقت
كهذا لكانت سوف تصـبحٌ مُفـيدةً فعلًا!’
لم تكن قوة الماء تتـعلق فقط بالتـلاعبِ بالمياه،
بل كانت أيضًا مصدر الحياة للحيـوانات المائيـة.
لهذا السبـب، من خلال مساعدة قوة الماء، حتى طفل صغـير مثلي يمكن أن يمـتلك قوة كائن مائي بالغ.
وكان من بيـن إخوتي الأكـبر سنًا
من برع في مثـل هذه القـدرات.
‘أتساءلٌ عما إذا كان الأخ الثاني في حالة جيـدة الآن…’
الإخوة الذين هزمـتهم في حياتي السابقة، أصبحوا تابعـين ليَّ دون أن ينبـسوا بِبـنت شـفة.
لقد كانوا أشـخاصًا أنانيـين يفعـلون ما يحـلو لهم…
وفي النهاية قامـوا بحـمايتي حتى ماتوا.
تمامًا مثل بقيةِ الحيـتان القاتلة، كانوا أنانيـين ظلوا متحـررين يفـعلونَ ما يريـدونهٌ حتى الـنهاية.
فجأة أردت رؤيتـهم، لكن لم يحن الوقت المناسب بعد.
من المحـتمل أنهم في القـصر الرئيسي أو الأكاديمـية الآن، وبعد كل شيء، سيكـون هذا هو أول لقاء لنا في وضـعي الحالي.
‘إنهم يتنـفسون ويعيشون بشكل
جيد، على ما أعتقـد، إليس كذلك ؟’
على أيّ حال، بما أنني اندمجـت أيضًا بخـصائص الحوت القاتل، كان لدي شعور بالصـداقة الحمـيمة ولكن ليس العاطفـية تجاههـم.
عادة ما يكون لدى الحيـتان إحـساس قوي بالصداقة الحميـمة تجاه أفراد جنسـهم الذين ينتمـونَ إليهم.
لكن الحـيتان القاتلة كانت مٌخـتلفة.
حيث كانوا يعـتبرون بعـضهم البعـض رفاقًا بحاجة إلى حماية بعضـهم البعض، لكنهم كانوا يفتقـرون إلى المودة والعاطفـة تجاه جنـسهم، على عكس الدلافين أو الحيتان الأخرى.
لقد تمكنـتٌ من إيقاظ قوة الماء في حياتـي السابقة.
أتساءل عما إذا كان بإمكانـي القـيام
بذلك هذه المرة أيضًا ؟
على عكـس إخوتي، كنتٌ الوحيـدة من بين
أبناء أبي لم أتـمكن من إيـقاظ قوة الماء.
وهكذا، في كل حـياة، كان علي أن أتحمـل كلماتِ جدتي المٌهينة حول كوني عبارة عن مٌجرد سمـكة لا قـيمة لها.
سرعانَ ما أصبحـت لا احظى بأيَّ
أهمـية وتم بيـعيَّ بالكامل.
لذلك في حياتي الثالثة هربـتْ، وما حـصلت عليه كان الكنز المٌسـمى ‘لينيوس’ من الروايـة.
لقد كان في الأصل كنزًا أحـضرهُ بطل الروايـة بعد مغـامرة طويلة و رائعة وأعطـاه للبطلةِ لاستـخدامه.
تم أعـتبارهٌ كنزًا لكونه يتـمثلُ بالدمـوعِ التي ذرفها تنين الماء في العصـور القديمـة، وبذلك تمكـنتٌ من إيقاظ قوة الماء بِمـساعدتهِ.
هل يجـب علي الذهاب للحـصول عليه
مرة أخرى في هذه الحـياة ؟
في الرواية، يقدمـهٌ بطل الرواية الذكر على
أ
نه دليل على مدى حبهِ وأخلاصـهِ للبـطلة.
‘كلا، لا أستطـيع أن أسمح لهذا اللقـيط باستخدام هذا الكنز لتحـقيقِ حبهِ ينبغي أن أستـخدمهٌ لصالحيَّ مرةً أخرى!’
ومن ناحية أخرى، اعتقـدت أنه سـيكون من الأفضل أن أتمكن من استـخدام الكنز دون الحـاجة إلى العـثور عليه.
بقلب مفعـم بالأمل، حاولت النـقر بإصابعيَّ
معًا بحثًا عنهٌ داخل جـسدي.
لكن، لم ينـجح الأمر.
“آه، يا لهُ من عـار…”
ومرة أخرى، قررت أن أستـسلم تمامًا وأمضـي
قدمًا، أفكر فـي البدء باسـتراتيجـية لمقابلة أبي.
“مهلًا! هل أنتَ مُـتاكد ان هذا هو المكان المـناسب ؟ يبدو الأمر وكاننا دخلـنا إلى المـكان الخاطئ.”
” أوه، لا إنه هنـا!”
عندما أدرت رأسي، رأيت بعـض الأطفال
مِن مـسافةً ليـست ببعـيدة.
ربما كانت أعمارهم تتراوح ما بين
تسـعة إلى أثنـى عـشر عامًا.
‘بالحكـم على لون شعر رؤوسـهم، لا بد
أنهم صـغار للحـيتان القاتـلة.’
حاولتُ أن أتجاهـلهم.
“أوه، أنه هذا المـكان حقًا! قالوا إن الفـتاة ذات السلالة المباشرة المـولودة حديثًا موجودة هنا عليـنا أن نتأكد من أنه لا يمكـنها العيـش براحة، إليس كذلك ؟”
توقفـتٌ حينها.
سليل مباشر ؟ فتاه ؟ لا يوجد أحد غـيري بهذه المواصـفات هنا.
“كلا، انا لا افهم لماذا يجـب عليـنا فعل ذلك ؟ على كُل حال، إنها مجرد نسـل لا قيمـةَ لهُ ولا يمكنها استـخدام قوة الماء حتى، وسيـتم بيعـها فقط كعروس للتنين في النهـاية، إليس كذلك ؟ “
“كلا، لقد تغير الوضـع! ألا تعرف؟ سيـتم الاعـتراف بها من قبل رئيـسة العائلـة ومن ثم نقـلها إلى المبنى الرئيسي!”
“أوه…”
“الم تعرف ذلك حقًا ؟ إذا تركـناها كما هي فسوف تضر بالسيـد بايون الذي نخدمـهُ! إذا حدثت ايُّ مشـكلة، سنمـوت جمـيعًا معًا!”
بمجرد أن سمعـت اسم بايون، أدركت
ما هو الوضـع على الفور.
‘بايون…إنهُ الابن الأكـبر للجدة.’
ان بايون هو عمـي و الابن الأكبر للـجدة!
أيضًا كان أول شخـص تمت هزيمـتهٌ
من قبـلي في حيـاتي السـابقة.
لقد كان شخـصًا مليـئًا بالجـشعِ والأنانـية.
يختاره معـظم أفراد عائلة الحوت القاتل ذوي النسل الجانبي كالخليـفة الرئيسي ويتـبعونه كـسيد لهم.
لأنه ما لم تكن لديهـم قدرات استـثنائية فيجـب ان يوجد داعم مناسـب للاعتـماد عليه، لا توجد طريقة اخرى للبقاء على قيد الحياة غير ذلك.
كان هؤلاء الصغار أيضًـا هم الذين
أتبعوا بايون مٌنذ صغـرهم.
‘لقد عرفت احدهـم من حـياتي الماضيه…’
المشـكلة هي أن أولئك الذين يخـدمون
هؤلاء الخلـفاء المؤثـرين عادة…
لديهم قوى كبـيرة.
لدرجة أنهم يمكن أن يتـجاهلوا شخـصًا مثلي، طفلًا ذو نسـل مٌباشر لا قوةَ لهٌ وليـس لديه حتى حاميً او داعم!
“من يمـكن أن تكون لتمـنحها الجدة بعض التقـدير ؟”
” إذا بقيـت على قيد الحـياة، فستكون
عـقبة أمام مسـتقبل السيد بايون.”
“…هل أخبـركَ السيد بايون عن ذلك بنفـسهِ ؟”
“أجل!”
اللعنـة، انهم يعرفون ذلك!
يبدو أن حقـيقة حصـولي على تقدير من قبل جدتي قد انتـشرت كالنار في الهـشيم.
في الواقع، لم تكن مهـمة الحصولُ على
بعض التقدير من جدتـي مٌهـمةً سهلة.
في المنافسـةِ الحالـية بين الأحفـاد في معركةِ بالخلافة، لم يكن ظهـور سليل مبـاشر مٌعـترف به خبـرًا سارًا للبقيةِ.
“ما زالت تعـيش في هذا المبنى، إذا ماتت الآن، فلن يتم التعـرف على قاتلـها ، إليس كذلك ؟”
كانوا سيعـتقدون أنها ماتـت مثل أيَّ طفل عادي، غير قادرة على البـقاء على قيد الحـياة بعد سن الثالثة.
“آه لقد فهمـت هذا جيد!”
لقد كانوا هنا لقـتلي.
أطلقـتٌ تنهـيدةً طويلة بِصـمت.
لو كانت قوتي موجـودة، لأمكنـني بسـهولة طرد هؤلاء الأطفال الصغار المـتغطرسين بتلويـحة صغيرة من يدي.
لطالما كانت الحـيتان خارجـة عن القانون في البحر، حتى أصبـحت معـروفة باسم قطـاع اطرق البحر.
ولهذا السـبب يسـتمر عنـفهم المُـتأصل في هيئة
الحيتان الحـقيقة حتى عندما يتحولون إلى الشكل البـشري.
إنهم يقتلـون الأشـياء الصغـيرة مثليَّ بلا مبالاة لدرجة أنها لا تستـحق الحديـث هنا.
‘إنها حقيقه مٌحبـطة، ولكن ليس لدي القدرة على مقاومتـهم الآن، يجب علي تجنبهم…’
بِمجرد أن راودتني هذه الفكـرة، نظرت إلى هؤلاء الصـغار، تواصـلتُ بصـريًا عن طريق الخـطأ مع أحدهم.
العيون السوداء للصـبي نظرت ليَّ بشـده واندفع بسـرعة نحوي مٌمـسكًا باطرافِ شـعري.
‘الشعر!’
النـسب المباشر يخـتلف عن النسـب الجانـبي
حتى في لون الشـعر، سيلاحظانِ لون شعري بالتأكيد.
“مهلًا، إيه، آآه…!”
لم يكن هناك الكثـيرٌ لأخفائهِ منهم على أيّ حال، أدرتٌ جسـدي بسـرعه وركضـت.
‘آه، يا إلهي، أنا لسـتٌ مُـعتادةً على الركـض بعد!’
الحيتان من جنـس الثدييات بطبـيعتها
كانت تتـكاثرٌ بالولادةِ.
الحيتان التي كانت تولد كأطـفال بالولادةِ تنـمو
بشكل أبـطأ من تلك التي تولد في البيـض.
بالإضافةِ إلى ذلك، فإن أجـسام الحيتان، التي هي بالفعل بطيئة في النمـو، وهـشة، كان الإمساك بِها سهلًا وبسيطًا نتيـجةً حتـمية عند مطارتـهم.
شعـرتٌ بالقلقِ عن تفـكيري بِهذا، في حـين قد سقطـت على وجهي عنـدما رأيت الصبي الذي سبـقني بسهولة.
‘اشـعرٌ بالاهـانةِ حقًا…’
رفـعتُ رأسيَّ بسـرعة.
“مهلًا، انظـر إلى هذه، آه، انها حقًا قـذرة!”
“آه، انها مغـطاة بالتراب، هل هي حقًا سلـيلةً
مُباشر ؟ لا تبـدو كذلك على الإطلاق.”
“إنها لا تعـرف حتى كيفـية استـخدام قوة الـمـاء.”
أحاط بي الصـبيان وأنا ساقـطةً على الأرضِ.
“لذلك، هذا يعني أننا نستطيع
قتـلها بشكل سهل أيضا.”
نظرت حولي، لكن لم يكن هناك شخـص يمكنهٌ مُساعدتيَّ.
“ولكن كيف لفتـت انتـباه الجدة بدون قوة الماء ؟”
لقد سألـت سؤالا جـيدًا وأخيرًا.
“أنتم ذوي النـسل المُباشر الذين يتبـعون بايون.”
تردد الصـبيان عندما سـمعا كلامي.
تحدث أحدهـم مع تعبـير يدلٌ على عدم فهـمهِ.
“مهلا، هل قد تحدثـت للتو هل سمعتَ ما قالت ؟ هل سمعـتٌ ذلك لوحدي أم كانَ ذلك وهمًا ؟”
“لا، لقد سمعـت ذلك أيضًا…حسنًا، سمعـت أنها لم تبلغ حتى ثلاثـون شهرًا من عمـرها بعد، كيف تستطيعٌ التحـدث ؟”
“جيز! انها تصيـبني بقشعريرة، لم أبدأ
بالكلام حتى بلغـتٌ الثامـنة من عمـري…”
[توضيح/ جيز تعبير يدلٌ على التفاجئ.]
هز أحدهـما رأسهُ وضـحك.
“أوه، لقد كنتٌ أتسـاءل كيف كانَ بإمـكانها جذب أنتبـاه الجـدة بدونِ قوة الـمـاء.”
“إذن، هل تعتـقدينَ بإنكِ ممٌيزة ؟”
أبتـسم ابتسـامةً شريرة، مع ظـهور شعور
قوي بالشـر في عيناه.
“بالطبع…إذا تركـناها على قيد الحـياة، فسوف
تصـبح مصـدر إزعاجٍ كالأفةِ للسـيد بايون.”
[توضيح/ آفَةُ: تأتي بِمـعنى العاهَةُ، أو عَرَضٌ مُفْـسِدٌ لما أصابَه، وفي الجـملةِ أعلاه جاءت بمعنـى عاهَةُ.]
هاه ؟ آفة ؟
‘انا آفة ؟؟ هل تتـجرأ على إكمالِ جٌملـتكَ حتى ؟’
أمسـكت باليد التي كانت تٌمـسك
رأسي وعضـضتها بِكُل قوتـيَّ.
“آآآه! مجـنونة، هل جنـنتي؟! اتركيـني!”
“كلا!”
قام بدفعي بعيـدًا بقـوة، وعلى الرغـم من أن ذلك كان قد ألمنيَّ، إلا أنه لم يكن لدي الوقت حتى للتركيزِ على هذا.
“إذا كنت أنا آفةً، فأنتَ عـبارةً عن مُجـرد حيوان بري أليـف! ايتها السمـكه الغبـية والبدائية! أيها القذر كيف تجـرؤ على قول أنني آفة ؟ سأحطم رأسكَ أيها اللقيط! كيف تجـرؤانِ على قول ذلكَ ليَّ؟ ايها الوغدٌ الصـغير هل تريد ان يتم ضـربك!”
“…”
“…ما الذي تقـولهٌ هذه ؟”
‘لقد كان وصـفهم بالحـيوانات البرية بِمـثابةِ
إهانةً لهؤلاء الأوغـاد، إليس كذلك ؟’
“حسنًا، قد تكون ذكـية، لكنها أصيبـت بالجنون، إليس كذلك؟ كما تعرف، هناك أطفال من هذا القـبيل، إنهم أذكياء للغـاية لدرجة أنهم يصـابون بالجـنون.”
“هذا صحـيح، وأيضًا إلا تتذكرٌ الخـطه الرئيـسية ؟ أردنا فقط قتلـها بلطـف…الآن لا ينـبغي لنا تركها وشأنها على الإطـلاق!”
حتى في مواجـهة نظرتهـم الوحـشية، لم أسـتسلم.
“هل تريدون قتلـيَّ ؟ هل تعرفـان مع من كنـتُ للتو ؟”
“يبدو انكِ تحـبينَ الحديثَ كثـيًرا، سأتأكـد من أنك ستمـوتين بسـبب عـضك ليديَّ.”
استمـرت ركلاتهـم على جـسدي.
لم تكن هذه الركلات شـيئًا كبيرًا حتى، مُـقارنة
بِما مررتُ به في حـياتي السابقة!
صرخـت بأعلـى ما لديَّ.
“أنتما كيـف تجرؤانِ على ذلك!! لقد
كنـتُ مع والدي للتو!”
في تلك اللـحظة، توقف الركـل.
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي ومَرِيانَا