طفلة الحوت الأسود القاتل - 41
__ الفصل 41 __
هاه؟ ما هذا؟ كيفَ حَدَثَ ذلك؟
بعدَ العَودَةِ إلى الوَرَاءِ، كانت هذهِ أوَّلَ مَرَّةٍ منذُ
وقتٍ طويلٍ أَشعُرُ فيها بحالَةٍ مِنَ الذُّعر.
كلا، هل هذهِ هي أوَّلُ مَرَّةٍ أَشعُرُ فيها بهذا الذُّعرِ
منذُ عَودَتي في هذهِ الحياة؟
لكنَّني سُرعانَ ما تَمَالَكتُ نفسي.
‘أوَّلاً، عليَّ أن أُفَكِّرَ في كَيفِيَّةِ
التَّعامُلِ معَ هذا المَوقِف.’
كانَ الجَميعُ يَنظُرونَ إِلَيَّ وإِلَى بايير.
حَتَّى آغِينور، الَّذي بَدَا وكأنَّهُ لم يَتَوقَّع هذا المَوقِف، كانَ يَحمِلُ تَعبيرًا مَذهُولًا، وهوَ أَمرٌ طَبيعِيٌّ بالتَّأكِيد.
“لَقَد أَعطَاني آغِينور كُلَّ الإِجَابَاتِ التي أردتها بالفعل. ومن الواضحِ أنهُ لم يَكُن يَعلَمُ بهذا المَوقِفَ أيضًا.”
إِذن، كيفَ يَجِبُ أَن أَتَعامَلَ معَ هذا؟
استَدَرتُ بسُرعَةٍ والتَقَت عَينَاي بعَينَي أَبِي.
رَغمَ شُعُورِ التَّعقِيدِ الَّذي اجتَاحَنِي، لم يَكُنِ الوَقتُ
مُناسِبًا للتَّفكِيرِ في مِثلِ هذهِ الأُمور.
‘ابتَسِمِي.’
وبعد أن فكّرتُ بهذا، ابتَسَمتُ بأَوسَعِ وأَجمَلِ
ابتِسَامَةٍ استَطَعتُ أن أُظهِرَها.
“أَبِي!!”
وكما لو كُنتُ أَنتَظِرُ تِلكَ اللَّحظَة التي يأتي فيها، قَفَزتُ
مِنَ الكُرسِيِّ وتحركتُ نَحوَهُ.
كانَ هيكلُ القَاعَةِ مُكَوَّنًا مِن دَرَجَاتٍ
تَنخَفِضُ كُلَّما اقتَرَبنَا مِنَ البَاب.
وهَكَذا، تَمَكَّنتُ مِنَ القَفزِ نَحوَ أَبِي مِن أَسفَلِ الدَّرَج.
‘أَرجُوكَ، أَرجُوكَ، احملني. احملني!’
ولحُسنِ الحَظِّ، أَمسَكَ بِي أَبِي بِلُطفٍ وحملني.
لم يَقُل أَيَّ كَلِمَةٍ وهوَ يحملني و يَحتَضِنُنِي.
‘نَعَم، مِنَ الأَفضَلِ أَلاَّ يَقُولَ شَيئًا!’
ابتَسَمتُ بِخَجلٍ واحتَضَنتُ عُنُقَهُ بقُوَّة.
“أَبِي، لَقَد قُلتَ إِنَّكَ لَن تَستَطِيعَ المَجِيءَ. قُلتَ إِنَّكَ مَريضٌ…هَل أَنتَ بِخَيرٍ الآن؟ هل تعافيتَ؟”
رَغمَ ابتِسَامَتِي السَّعِيدَةِ، كُنتُ
أَشعُرُ بالذُّعرِ في داخِلِي.
لِأَنَّنِي لم أَكُن أَعلَمُ ما الَّذي يَدُورُ في ذِهنِ بايير.
‘اللَّعنَة، هل سَيَسقُطُنِي الآنَ على الأَرض؟’
إِذا حَدَثَ ذلك، يَجِبُ أَن أَكُونَ
مُستَعِدَّةً لِما سَأَقُولُه.
على أَيِّ حال، تَصَرَّفتُ بِمَا يَتَماشَى معَ الشَّائِعَات، حَتَّى وإِن كانَت تِلكَ الشَّائِعَاتُ هي الَّتي نَشَرتُهَا بِنَفسِي!
‘الصَّمتُ لا يَنفع. أَرجُوكَ، تَفَاعَل
بأيِّ شَكل. بأيِّ شَيء…’
الآنَ، كُلُّ ما تَبَقَّى هوَ فهم مَوقِفُ أَبِي الغَامِض.
‘كلا، رُبَّما الصَّمتُ أَفضَل.’
كانَ قَلبي يَنبِضُ بِسُرعَةٍ كما لم يَحدُث مِن قَبل.
احتَضَنتُ عُنُقَهُ بقُوَّةٍ وأَغلَقتُ عَينَي.
فَجأَةً، شَعَرتُ بِشَيءٍ يَلمِسُ رَأسي ويَعودُ لِيَنسَحِب.
لقد كانت يدهُ وهو يداعِبُ شَعرِي.
“نَعَم، أَنا بِخَيرٍ الآن.”
فَتَحتُ عَينَي ببُطءٍ وأنا لا أَزالُ مُحتَضِنَةً لِأَبِي.
لم يَرَ أَحدٌ تَعَابِيرَ وَجهِي، إِذ كُنتُ مُحتَمِيَةً
بحُضنِهِ وأُواجِهُ الجِدار.
“لَقَد أَقلَقتُكِ.”
… الوَحيدُ الَّذي كانَ يَعلَمُ أَنَّنِي تَجمَّدتُ تَمَامًا كانَ أَبِي.
‘هَل كان دَائِمًا قَادِرًا على الحَديثِ
بهذا الشَّكلِ الطَّبِيعِي؟’
بحُلُولِ الوَقتِ الَّذي اختَفَى فيهِ شُعُورِي بالذُّهُول، كانَ أَبِي قد عادَ بِي إلى مَقعَدي.
رُبَّمَا كانَ الجَميعُ في الغُرفَةِ مذهُولِينَ مِثلِي، لأَنَّنِي سَمِعتُ صَوتَ الشهقاتِ مِن جَمِيعِ الجِهَاتِ بَعدَ أَن جَلَسَ أَبِي.
“هَل نَحتاجُ إِلى تَأكِيدِ الحُضُورِ بِشَكلٍ رَسمِيٍّ؟”
“كلا، سَيِّدِ بايير، لَقَد تَأكَّدنا مِن حُضُورِك.”
قالَت لَيلى ذلك بِصَوتٍ رَسمِيٍّ قَدرَ الإِمكان.
كانت شايَا تَبدُو وكأَنَّها لا تُصَدِّقُ ما يَحدُثُ رَغمَ أَنَّها كانت قَد أَكَّدَت ذَلكَ بِعينيها.
“لم أركَ مُنذُ وَقتٍ طَوِيلٍ يا سَيِّد بايير. لَم أَكن
أَعتَقِدُ أَنَّنا سَنَلتَقِي بهَذه الطَّريقةِ.”
“ابنَتِي كانت قَلِقَةً جِدًّا لِدَرَجَةٍ أَنَّها لَم تُخبِرنِي
بِالموعدِ بِشَكلٍ صَحِيح. لِذَا تَأَخَّرتُ قَلِيلًا.”
‘آه، هَل يُمكِنُ أَن يَكُونَ هَذا حُلُمًا؟’
لكِن عِندَما نَظَرتُ إِلى تِلكَ العُيُونِ البَارِدَةِ الَّتِي تَبدُو وكَأَنَّها تَتَفَحَّصُ كُلَّ شَيءٍ، أَدرَكتُ أَنَّهُ الوَاقِع.
‘كَيْفَ يَجِبُ أَن أفسرَ هذا؟’
ابتَلَعتُ رِيقِي بهُدُوءٍ وأَحكَمتُ قَبضَتِي.
كلا، سَأَفكِّرُ بِشَكلٍ إِيجَابِيّ.
يَبدُو أَنَّ أَبِي يُرِيدُ أَن يُغَطِّيَ على كُلِّ شَيءٍ في
الوَقتِ الحَاضِرِ ويتعاونَ مَعِي.
‘لا أَعلَمُ السَّبَب، لكِن هَكَذا هُوَ الحَال الآن.’
عَلَيَّ أَن أُؤَجِّلَ هَذا التَّوتُّرَ إِلى مَا بَعدَ جَلسَةِ العُقُوبَات.
نَظَرتُ بِحَذَرٍ إِلى الجَانِبِ، حَيثُ كانَ
بَايَون واقِفًا مُندَهِشًا.
حَتَّى عَمَّتِي الكُبرَى، الَّتِي كانت دَائِمًا هَادِئَةً، كانت
تُحَدِّقُ في أَبِي بِدَهشَة.
‘جَيِّد، سوف يسير كل شيءٍ على ما يُرامُ طَالَمَا
أَنَّ أَبِي لَم يَأتِ لِإِفسَادِ الاِجتِمَاع.’
في تلك اللحظةِ، قد شَعَرتُ بِالثِّقَة.
لَقَد تَمَكَّنتُ مِنَ التَّغلُّبِ على نُقطَة ضعِفي
الوحيدة في هَذا الاِجتِمَاع.
“هَذا غَيرُ مَقبُول! لَم يَكُن حَاضِرًا مُسبَقًا!”
“السيدُ بَايون، نَحنُ الثَّلاثَةُ هنا الَّذِينَ نُترَأِّسُ الجَلسَةَ قَد وَافَقنا جَمِيعًا على هَذا الأَمر. آملُ أَلاَّ تَنسَى أَنَّكَ تَعَهَّدتَ بِالصِّدقِ وَالإِخلاصِ عِندَ بَدءِ هَذِهِ الجَلسَة.”
قالَت لَيلى ذلك بِحَزم، فَتَجَهَّمَ بَايَون لِلحَظَة.
‘أَحسَنتِ، لَيلى.’
لكِن إِن بَقِيَ صَامِتًا بهدوءٍ، فَلَن يَكُونَ بَايَون حَقًّا.
اندَفَعَ تَيَّارٌ مَائِيٌّ هَائِجٌ خَلفَهُ، لكِنَّهُ تَلاشَى
سَرِيعًا تَحتَ تَأثِيرِ قُوَّةٍ أُخرَى.
“اجلِس يَا بُنِي.”
“أُمِّي…”
“لَقَد وافقت رِئَاسَةُ الجَلسَةِ على هذا.”
“…”
عِندَمَا استَدارت عَمَّتِي الكُبرَى، الَّتِي كَانت تَملِكُ عُيُونًا شِبهَ مُغلَقَةٍ، نَحوَ بَايَون، جَلَسَ أَخِيرًا وَهُوَ يَصرُّ على أَسنَانِهِ.
بُوم–!
حطَّمَ الطَّاوِلَة بِضَربَةٍ قَوِيَّة.
‘تَافِه، يَبدُو أَنَّهُ لا يَفهَمُ جَوهَرَ هَذا الاِجتِمَاع. أَحمَق.’
هَذا الاِجتِمَاعُ كانَ قَد انتهَى فِعلِيًّا.
لَجنَةُ العقوبَاتِ كانت مَكانًا لِعرضِ كُلِّ ما حدثَ، تَمَامًا مِثلَ المُحَاكمةِ أَمَامَ هَيئَةِ المُحَلَّفِين، ثُمَّ يَتِمُّ تَحدِيدُ العُقُوبَةِ بَعدَ سَمَاعِ الادِّعَاءَات.
إِذَن، هؤلَاءِ الرُّؤَسَاءُ وَحَاشيَتُهُم لَم يَكونوا مُجَرَّدَ دِيكُورٍ، بَل كَانُوا هُم مَن يَجِبُ أَن نُظهِرَ أَمَامَهُم بِأَفضَلِ صُورَة.
‘هَل لا يُدرِكُ أَنَّ نَتِيجَةَ هَذا الاِجتِمَاعِ سَتَصِلُ إِلى أُذُنِ جَدَّتِي؟ أَم أَنَّهُ يَتَجَاهَلُ ذَلك؟’
حَسَنًا، إِذَا كَانَ سَيُدمِّرُ نَفسَهُ، فَهَذَا أَفضَلُ لِيّ.
ابتَسَمتُ قَلِيلًا وَأَنَا أُرَاقِبُ الأُمُورَ بِجِديَّة، وَوَقَعَ
نَظَرِي على أَبِي مَرَّةً أُخرَى.
حَاوَلتُ تَجنُّبَ نَظَرَتِهِ لِلحَظَة، ثُمَّ نَظَرتُ
إِلَيهِ مُجَدَّدًا بِابتِسَامَةٍ خَفِيفَة.
‘لا تَنسِي، الاِبتِسَامَةُ دَائِمًا يا أنا.’
ضَحِكَ أَبِي بِهُدُوءٍ…
كَانَت نظرَتهُ تَحمِلُ بَعضَ السُّخرِيَّةِ، مَا جَعَلَنِي أَشعُرُ بِقَطَرَاتِ العَرَقِ البَارِدَةِ على مُؤَخَّرَةِ عُنُقِي.
“بَعدَ الضَّوضَاءِ الصَّغِيرَةِ الَّتِي حدثَت، سَنَبدَأُ مُنَاقَشَةَ المَوضُوعِ الرَّئِيسِيِّ. مَن لَدَيهِ أَيُّ اعتِرَاضَات، يُرجَى رَفعُ يَدِهِ نَحوَ الرِّئَاسَة.”
أَعلَنت الرَّئِيسُة الآخَرى ببطء بداية الجلسة
التأديبية بعدما كَانت صَامِتةً حَتَّى الآن.
كَانَ الوَقتُ قَد حَانَ لِأَجلِسَ بأستقامةٍ
وَأَستَعِدَّ لِلتَّحَدُّثِ فِي أَيِّ لَحظَةٍ.
“هَذِهِ الجَلسَةُ…”
“عُذرًا!”
قَبلَ أَن تنتَهِيَ الرَّئِيسةُ مِن كَلمَتها،
اِنفتحَ البَابُ بِصَوتٍ عَالٍ.
كَانَ الصَّوتُ صَاخِبًا مُقارنَةً بِالصَّمتِ الَّذِي صَاحَبَ
دُخُولَ أَبِي بِدُونِ أَيِّ ضَوضَاءٍ.
تَجَهَّمَت الرَّئِيسُة بِغَضَبٍ من قطعِ حديثها.
وكَذَلِكَ لَيلى، لكِن الجَمِيعَ التَزَمُوا
الصَّمتَ عِندما رَأَوا مَن كَانَ يَدخُلُ.
‘مَا الَّذِي يفعلهُ خَادِمُ رئيسة العائلةِ هُنَا؟’
“بِأَمرٍ مِن سَيِّدِةِ المَنزِل!”
كَانَ ذَلِكَ متوقَّعًا، فَالشَّخصُ الَّذِي دخلَ الآنَ لَم
يَكُن سِوَى الخادِمِ المُخَصَّصِ لِسَيِّدِةِ المَنزِلِ.
‘ولكن…بِأَمرٍ مِن سَيِّدِةِ المَنزِل؟ ما الذي يعنيه بهذا؟’
لِمَاذَا جَدَّتِي، الَّتِي تَعقِدُ جَلسَةَ العَائلةِ فِي
مكانٍ مَا الآنَ، تتدخَّلُ بما يحدثُ هنا؟
‘هَذَا يُشعِرُنِي بِالقَلَقِ.’
هَذِهِ مَعْرَكَةٌ قَد فُزتُ بِهَا.
لَا يُمكِنُنِي تَفْوِيتُ هَذِهِ الفُرصَةِ.
كَانَ ذَلِكَ لَحْظَةَ شُعُورِي بِتَشَاؤُمٍ شَدِيدٍ.
“مِن الآنَ فَصَاعِدًا، سَتُعقَدُ أَعلَى لَجنَةٍ
لِلعُقُوبَاتِ فِي القَاعَةِ الزرقاء.”
حينها فَتَحْتُ عَينَيَّ عَلَى مِصْرَاعِهِمَا.
“وَعَليهِ، سَتُستَأنَفُ اللَجنَةُ التأديبية بِحُضُورِ
سَيِّدةِ المنزِلِ فِي جَلسَةِ العَائِلَةِ!”
…مَاذَا؟
مَا الذي يحدثُ بحقٍ؟
تَجَمَّدتُ فِي مَكَانِي وَأَنَا أُنظُرُ إِلَى الخَادِمِ.
‘كلَا، بجديةٍ ما الذي يحدثُ؟!’
الأمرُ أشبهُ بالهروبِ من مستنقع تماسيحٍ
والغرقُ في بحرٍ من القروشِ.
‘جَلسَةُ العائلَةِ هِيَ مَلعَبُ ذَلِكَ الوَقِحِ!’
فِي الوَقتِ الحَاضِرِ، كَانَت وضْعِيَّةُ بَايَون سَتَؤُولُ إِلَى هَلَاكِهِ إذَا بقِيتِ الأُمُورُ عَلَى هَذَا الحَالِ.
فِي الوَاقِعِ، تَأثِيرُ الأكاديمية التَّعْلِيمِة فِي هَذَا العَالَمِ الوَحْشِي كَانَ أَكبَرَ مِمَّا قد يتَصَوَّرُ.
فَالنَّظَرُ إِلَى شَايَا مُدِيرَةِ الأكاديمية المُتَوَسِّطَةِ، كَانَ يَظهَرُ بِوُضُوحٍ تَأثِيرُ كَونَهَا رَفِيقَةً لِجَدَّتِي.
وبذلكَ، تَركُ سِجِلِّ عُقُوبَاتٍ ضِدَّ بَايَون الَّذِي يعَدُّ أَحَد المُرَشَّحِينَ لِرِئاسَةِ العَائلةِ، فِي هذهِ اللَّجنَةِ الأَعلَى، يَحمِلُ مَعانِيَ أَعمَقَ مِمَّا نَتَخَيَّلُ.
لَا أَستَطِيعُ تَحمُّلَ أَن يَخرُجَ ذَلِكَ الوَقِحُ، الَّذِي ضَرَبَنِي وَضَرَبَ أَخي، دُونَ أَن يَلتَصِقَ بِهِ الطِّينُ!
‘لقَد كَنتُ أُسَيطِرُ عَلَى الأُمُورِ بِطَرِيقَةٍ
ستؤول إلى هلاكِ بايون.’
‘ولكن مَاذَا حدث الآن؟!’
جَدَّتِي تريد أن تُوَاصِلُ جَلسَةَ العَائِلَةِ، وَفِي نَفسِ
الوَقتِ تُقِيمُ لَجنَةَ العُقُوبَاتِ؟
‘لَا مَعْنَى لِهَذَا الكَلَامِ.’
عند التفكّير بهذا، صررتُ أَسنَانِي فِي غَضَبٍ.
فِي الوَقتِ نَفسهِ، بَدَأَتْ وُجُوهُ بايون
وَرفاقهِ فِي الإِشرَاقِ.
‘جَلسَةُ العَائلة هِيَ ساحةُ ذَلِكَ النَّذلِ.’
كَوْنُهُ مُرَشَّحًا قَوِيًّا لِرِئاسةِ العَائلةِ
يَعني أَنَّهُ يَتمَتَّعُ بِدَعمِ كَثِيرٍ.
وَإذَا ذهبَ إِلَى جَلسةِ العَائلةِ، حَيثُ يتمَتعُ بَايون
بِدَعمٍ قَوِيٍّ، ستكُونُ لَدَيهِ أَفضَلُ الفُرَصِ لهزيمتنا.
‘فِي النِّهايةِ، هَذَا يَعني أَنَّ بَايَون قد
أصبحَ في مَوقِفٍ أَقوَى.’
بايون وَأَعْوَانُهُ كَانُوا يَحتَفِلُونَ، وَبَدَتِ
عَمَّتي مُبتَسِمَةً بِسُرُورٍ.
“أُختِي الصُّغرى، مَاذَا سنَفعَلُ؟”
سَأَلَ أَجِينور بِحَذَرٍ.
‘فِي هَذَا المَكَانِ، أَوامِرُ جَدَّتِي هِيَ مُطلَقَةٌ.’
مَا أَمَرَتْهُ جَدَّتِي يُعَدُّ قَرَارًا لَا مَفرَّ مِنْهُ.
“مَاذَا سَنَفعَل؟ لَيسَ لَدَينَا خِيَارٌ آخَر.”
‘قَد كُنتُ أَرغَبُ فِي شهادَةِ هَلَاكِ بايون حقًا.’
قَضمتُ شِفَتِي، ثُمَّ تَنَهَّدتُ فِي اِستِسْلَامٍ.
“لَا بأس.”
حينها سَمِعتُ ذلك الصَوتَ العَمِيق.
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي