طفلة الحوت الأسود القاتل - 39
__ الفصل 39 __
“بِما أَنَّنا أَنا وَأَنتَ سَنَحضُرُ معًا، فَالأُمورُ سَتَسيرُ
عَلى ما يُرامُ بِطَريقَةٍ أَو بِأُخرى.”
كانَ أَجينور قَد أَصبَحَ التِّلميذَ الثّاني لبايير، وَيَبدو أَنَّهُ استَطاعَ تَخمِينَ بَعضِ الظُّروفِ بَعدَ تَدريبِهِ مَعَنا.
عَلى أَيِّ حالٍ، لَم يَكن أَخًا عَديمَ الفِطنَةِ.
كانَ فُضوليًّا مُنذُ البِدايَةِ، لَكِنَّهُ لَم يَسأل، وَبَدا مُتعَجِّبًا، بتساؤلهِ لِماذا صِرتُ أُنادي أَبي بِ مُعلِّمي.
“هَل مِنَ المُمكِنِ أَن نَتَحَدَّثَ عَن كُلِّ شَيءٍ الآن؟”
“لا، لَيسَ بَعدُ.”
“فهمت.”
“هل ستَقتَنِعُ بِسُهولَة هكذا حقًا؟”
ابتَسَمَ أَجينور بابتِسامَةٍ عَريضَةٍ، وتحدثَ قائلًا:
“رُبَّما لَدَيكِ خُطَطٌ سِرِّيَّةٌ، كَما فَعَلتِ عِندَما
أَوقَعتِ بِ بايون.”
“لَم أُفَكِّر في أَيِّ شَيءٍ وَقتَها.”
“وهَذا ما يَجعَلُ الأَمرَ أَكثَرَ إِثارَةً لِلإعجاب.”
“أنتَ تقوم بالثَّناءِ عليّ مُجَدَّدًا.”
هَزَزتُ رَأسي بِامتِعاضٍ وأنا اقولُ ذلك.
“عَلى أَيِّ حالٍ، تَمَّ تَحديدُ الموعِدِ، أَلَيسَ كَذلِك؟”
“نَعَم.”
أَثناءَ تَعافيِّ في المَنزِلِ، تَم تَحديدُ
موعِدِ الجَلسَةِ التأديبيَّةِ العُليا.
تَمَّ الإِعلانُ عَنِ الموعِدِ قَبلَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، وَهُوَ غَدًا.
“يا لِلأَسَف! كَيفَ يُمكِنُ أَن تتزامَنَ الجَلسَةُ
التأديبِيَّةُ العُليا مَع اجتِماعِ العائِلَةِ؟”
كانَ ذَلِكَ حَقًّا أَمرًا مُحزِنًا.
اِجتِماعُ العائِلَةِ وَالجَلسَةُ التأديبِيَّةُ
العُليا سينعَقِدانِ في نَفسِ اليَومِ.
وَعَلَيهِ، وَبِما أَنَّني أَحَدُ الأَطرافِ المَعنيَّةِ وَيَجِبُ أَن أُشارِكَ في الجَلسَةِ، فَمِنَ المُستَحيلِ أَن أَحضُرَ اِجتِماعَ العائِلَةِ.
‘تِسكْ، يا لِلأَسَف حقًا.’
لَقَد أَعدَدتُ الكَثيرَ مِنَ الشائِعاتِ، وَلَو كُنتُ
حَضَرتُ، لَكانَ مِنَ السَّهلِ جَذبُ الانتباهِ.
حَتّى يُمكنني جَذبُ اهتِمامِ تِلكَ العجوزة.
كُنتُ أَرغَبُ في أَن أُريها بِوُضوحٍ كَيفَ أَصبَحَتِ تلك الحَفيدَةُ الَّتي لطالَما تَجاهَلَتها شَخصًا مُختَلِفًا، لَكِنَّ الأُمورَ لَم تَسِر كَما أَردت.
الأمر الوَحيدُ الجيد هُوَ أَنَّ بايون، الوَريثَ
المُحتَمَلَ، لَن يَستَطيعَ الحُضورَ أَيضًا.
الأَمرُ بالنِّسبَةِ لَهُ سَيَكونُ ضَربَةً لكرامَتهِ.
وَرُبَّما يَكونُ الآنَ مُتَوَتِّرًا خَوفًا مِن أَن يُغضِبَ جَدَّتي.
وهَذا حقًا ما يُسمَّى بـ:
‘إِذا لَم أَتَمَكَّن مِنَ الحُصولِ عَلى الشَّيءِ، فَلَن
تَحصُلَ عَليهِ أَنتَ أَيضًا.’
لَم يَكُنِ الأَمرُ كُلُّهُ خَسارَة ليّ أنا فقط.
“لا بَأْس، الفُرصَةُ لَيسَتِ الوَحيدَةَ غَدًا.”
“رائِع! أحب هذه الثِّقَة! والكِبرياء العالي! وذلك الغُرور!”
“وَلِماذا يَظهَرُ الغُرورُ في النِّهايَة؟”
هَل كانَ التَّعبيرُ عَنِ الغُرورِ مُلائمًا
في هَذا السِّياق؟
نَظَرتُ إِلى أَجينور الَّذي كانَ يَبتَسِمُ
لي، وَأَلقَيتُ كَلِماتٍ بِهُدوء.
“شُكرًا لَك.”
“ماذا؟”
“لَم أُعَبِّر عَن شُكري لَك بِشَكلٍ صَحيح حَتّى الآن.”
تَوجَّهَت عَيناهُ الزَّرقاوَانِ نَحوي.
لَم أَكُن أَتوقَّع أَن أَلتَقي بهَذهِ النَّظَراتِ بِهَذه
السَّرعة، وَلَكِنَّني لَم أَشعُر بِالسُّوء تجاه هذا.
“لَقَد ساعَدتَني دونَ أَن تَسأَلَ
عَنِ السَّبَبِ. في ذَلِكَ اليَومِ.”
“آه!”
“لَقَد عَانَيتَ كَثيرًا في القِتالِ الجَماعِيّ أَيضًا.”
“كانَ الأَمرُ مُمتِعًا.”
فَكَّرَ أَجينور لِلحَظَة، ثُم أَمالَ رَأسَهُ بِتَرَدُّدٍ، بقولهِ:
“هَذِهِ كانَتِ المرَّةَ الأُولى الَّتي أُقاتِلُ
فيها لِأَحمي شَخصًا ما.”
“سَيَكونُ هُناك الكَثيرُ مِن ذَلِكَ في المُستَقبَل.”
“ماذا؟”
“سَيَكونُ هُناك الكَثير من المعارك الأخرى في المُستَقبَل.”
رَغمَ أَنَّهُ أَظهَرَ تَساؤُلًا، إِلَّا أَنَّهُ لَم يَقُل شَيئًا آخَر.
ثُم أَدْرَكَ الأَمرَ وَقال:
“فهمتُ، هذا يَعني أَنَّكِ سَتُقاتِلينَ مِن أَجلِ
حِمايَةِ أَحَدِهِم في المُستَقبَل، صَحيح؟”
“لِماذا؟ أعني كيف فكّرت…”
قَبلَ أَن أَتمكَّنَ مِنَ الرَّدِ، فتحَ البَابَ ودخلَت
ميسيا مَعَ خادِماتٍ تَحمِلنَ صِينيَة.
الخادِماتُ وميسيا بَدينَ مُندهِشاتٍ لرؤيَةِ
أَجينور هنا، ولكِنَّ ذلِكَ لم يَدُم طَويلًا.
“مَرحَبًا، أَيُّها الأَمير!”
“يا إِلَهي! الأَميرُ وَسيمٌ للغايَة أَيضًا.”
“تُشبهانِ بَعضَكُما! أَنتُما جَميلانِ لِلغايَة…!”
وكَما هُوَ الحَالُ دائمًا، انتَقَلَتِ التَّعليقاتُ السَّخيفَةُ الَّتي كانَت مُوَجَّهَةً إِليّ إلى أجينور.
يَبدو أَنَّ أَغينور لَم يَعتَد عَلى هَذِهِ الرُّدودِ، فَظَهَرَت عَلَيهِ الدَّهشَةُ لِلَحظَةٍ قَبلَ أَن يَتمتِمَ بِهُدوءٍ:
“هَذا الاِهتِمامُ لَيسَ سَيِّئًا…”
تَظاهَرتُ بِعَدَمِ السَّماعِ، وَفَتَحتُ فَمي وأنا أنظر إلى الحَساءِ الَّذي قَدَّمتْهُ الخادِماتُ.
‘يا لِلَهولِ، الجَزَرُ مُجَدَّدًا.’
لَكِنَّني تَجاهَلتُ الأَمرَ وَفَتَحتُ فَمي، مُدَّعيةً
أَنَّني لا أُلاحِظُ وُجودَ أَجينور.
لم أرد أن اكشف لهُ ضعفي.
وَيَبدو أَنَّ الخادِماتِ فَهِمنَ ما يَجري، فَازدَادَت
ضَحِكاتُهُنَّ.
“هِيا، قُولي آه.”
“آه~”
راقَبَني أَجينور بِتَمَعُّنٍ، ثُمَّ فَجأَةً اقتَربَ
مِنِّي بِخُطُواتٍ سَريعَةٍ.
“كاليبسو.”
“ماذا؟”
بَدا جادًّا جِدًّا، لِذا رَمَشتُ عَينَيَّ بِحَيرَةٍ.
‘ما الأَمرُ فَجأَةً؟’
“دَعيني أَعمَلُ لِأَجلكِ.”
“…اِخرَس.”
“هَذِا الحَزمُ، لَيسَ سَيِّئًا. لَكِنَّ رُبَّما لَو كانَ أقل قَليلًا…”
“ميسيا، الأَميرُ سَيَرحَلُ الآن. أَخرِجيهِ فَورًا.”
“آه، فَهِمتُ. تَراجَعتُ، أستسلم! كُنتُ أَمزَح! عَلَينا
التَّحَدُّثُ عَنِ الجَلسَةِ التَّأديبِيَّةِ غَدًا، أَلَيسَ كَذَلِكِ، يا أختي العزيزة؟”
اِعتَذَرَ أَجينور بِلطافَةٍ وَهُوَ مُمدَّدٌ عَلى
الأَرضِ، مِمَّا حالَ دونَ طَردِهِ.
كانَ عَلَينا بالفعلِ التَّحدُّثُ بشَأنِ الجَلسَةِ
التَّأديبِيَّةِ غَدًا، كَما قالَ أجينور.
بِالتَّأكيدِ، كانَ الأَمرُ أَقرَبَ إِلى وضع
خُطَّةٍ مِنهُ إِلى نِقاشٍ.
“أَجينور. غَدًا، عَلَيكَ أَن تَتَّبِعَ ما سَأَقولُهُ.”
“ما هُو؟”
“الأَمرُ هُوَ…”
اِستَمَعَ أَجينور إليّ طَويلًا قبلَ أَن يهُزَّ رَأسَهُ بِتَفَهُّمٍ.
ورغمَ أَنَّ تَعابيرَهُ كانَت مُترَدِّدةً، إِلَّا أَنَّهُ لَم يَطرَح أَسئِلَةً.
بَل بَدا وَكَأَنَّهُ ابتَلَعَ تَساؤُلاتِهِ بصمتٍ.
ثُمَّ تَرَدَّدَ وَسَأَلَ بِحَذَرٍ:
“لَكِن يا أُختي، أَلا تَنوينَ حَقًّا جلب ولي الأمر
معكِ؟ هَل سَيَكونُ ذَلِكَ عَلى ما يُرامُ؟”
حَتَّى أَنا تَرَدَّدتُ في اللَّحظَةِ الأَخيرةِ عند قولهِ هذا.
ولَكِن،
هَزَزتُ رَأسي بِحَزمٍ، وقلتُ:
“سَيَكونُ الأمرُ بِخَيرٍ.”
***
وفي صبيحةِ اليومِ التالي أشرقتِ الشمس.
كانت كاليبْسُو مُندهشةً من حالتها الجسديةِ السليمة.
‘أعلمُ أنني قد تعافيت، لكن يبدو أنني قد استعدتُ
قوتي بشكلٍ يفوقُ المرةَ السابقة حتى.’
في الحقيقة، كان ذلك بسببِ لقاءها الأخير مع بايير حيثُ قامَ سراً بنقلِ قوةِ الماءِ إلى كالِيبسُو.
لكن بما أن كاليبْسُو لم تكن قد ايقظت قوة الماء بالكاملِ بعدُ، لم تستطعْ ملاحظةَ ذلك بسهولةٍ، فظنتْ ببساطةٍ أنه مجردُ وهم.
عُقدتْ لجنةُ التأديبِ العليا في الأكاديمية الابتدائية.
ويبدو أنه تمَّ عقدُ عدةِ اجتماعاتٍ بشأنِ المكانِ المناسبِ بينَ الأكاديميتين، لكنهم رأوا أن المكانَ الذي وقعَ فيه الحدثُ هو الأنسب.
نظرتْ كاليبْسُو إلى ملابسِها مرةً أخرى.
‘أنا غيرُ مُعتادةٍ على هذا حقًا.’
كانت هذه الملابسُ من صنعِ خادماتِ سمكة الرنجة.
لم تكن كاليبْسُو تملكُ ملابسَ ملائمةً.
وبالرغمِ من أن حياتَها قد تحسنتْ بعد أن نالتْ رضا رئيسةِ العائلةِ، إلا أنها لم تكنْ تعيشُ في وفرةٍ بعد.
خاصةً فيما يتعلقُ بالملابسِ، كانت تملكُ
فقط ما يصلحُ للحركةِ اليومية.
“كلا، سيدتي، لا يمكنُ أن تذهبي هكذا!”
“بدلةٌ، يجبُ أن تكونَ هناك بدلةٌ!”
“لكن، هذا ليس موقفًا يتطلبُ ذلك…”
“الملابسُ هي سلاحٌ، يا سيدتي!”
حتَّى الملابسَ التي ترتديها الآنَ تمَّ تصميمُها من قِبَلِ الخادماتِ اللاتي عملنَ عليها طوالَ الليلِ، مُشَدِّداتٍ على أنَّ مَظهَرَها يجبُ أن يكونَ أنيقًا في مثلِ هذه الأمورِ لتعزيزِ هيبَتِها.
مما جعل كالِيبسُو تستسلمُ بعض الشيء لِكَلامِهِنَّ، لا سيَّما تلكَ العبارةَ التي تقولُ بأنَّ الملابسَ تُعَدُّ سِلاحًا.
‘بِصِفَتِي مُعَلِّمَكِ، لَدَيَّ الحقُّ في توبيخِكِ
على إِهْمَالِكِ لِسِلاحِكِ.’
منذُ ذلكَ اليومِ لم تلتقِ بايير مرةً أُخرى.
وكانَ ذلكَ مَقصُودًا.
فَقَطْ بعدَ انتهاءِ جلسةِ التأديبِ ستراهُ مرةً أخرى.
وعندَ التَّفكيرِ في ذلكَ، شَعَرَتْ بالرِّضا لِعَدَمِ التحدث عن موضوعِ استدعاءِ وليِّ الأمرِ مع بايير.
لم تكن كالِيبسُو واثقةً بعدُ من مواجهةِ التَّبِعاتِ التي قد تنجُمُ عن المسرحيَّةِ التي دفعتْ بايير لإصدارِ مثلِ هذا الأمرِ لـ ليلى حيثُ طلبَ منها أن تعتني بيّ.
كما قالَ بايير العلاقةُ بينَ المُعَلِّمِ والتلميذِ
علاقةٌ مَصيرُها الفراقُ في النِّهاية.
على الرغمِ من أنَّ العلاقةَ قد بَدَتْ وكأنَّها امرٌ مؤقَّتٌ لأنجاح خطتي، إلا أنَّ عُمقَ الفِراقِ كانَ متوقَّعًا منذُ البداية.
لأنَّ كاليبْسُو كانتْ دائمًا شَخصًا مُخططًا لكل شيء.
على أيِّ حالٍ، كانت الملابسُ التي صنعتْها
الخادماتُ تبدو مثل زيٍّ بحريٍّ للأطفالِ.
سترةٌ زرقاءُ وقميصٌ أبيضُ وربطةُ عنقٍ صغيرةٌ مُطَرَّزةٌ عليها حوتٌ قاتلٌ، بالإضافةِ إلى تنُّورةٍ زرقاءَ.
وأيضًا جواربٌ منسوجةٌ يدويًّا.
كلُّ تفصيلٍ في هذهِ الملابسِ كانَ مليئًا بالعنايةِ، مِمَّا جعلَ قلبَ كاليبْسُو يشعرُ بالدِّفءِ دونَ سببٍ واضحٍ.
وحتَّى القبَّعةُ من نفسِ اللونِ، مِمَّا جعلَ كالِيبسُو تبدو وكأنَّها طفلةٌ من مجلَّةِ أزياءٍ، حيث تبدو بشكلٍ لطيفٍ وساحرٍ.
وعندما وصلتْ أخيرًا إلى قاعةِ الجلسةِ التأديبيَّةِ، لم يكنْ بإمكانِ الحاضرينَ إلا أنْ يُظهِروا علاماتِ الدَّهشةِ على وجوهِهِم عندما رأوا كالِيبسُو.
“يا إلهي، هل هذهِ هي؟”
“كيف لِفَتاةٍ بهذا الحجمِ أن تتورَّطَ
في معركةٍ جماعيَّةٍ؟”
“يُقالُ إنَّها ماهرةٌ جدًّا في القتالِ.”
“لابدَّ أنَّ دماءَ بايير تُظهِرُ تأثيرَها.”
لجنةُ التأديبِ العليا نادرًا ما تُعقَدُ
في الأكاديميات التعليميَّةِ.
لذلكَ، كانَ من المُفترَضِ أنْ يكونَ هناكَ عددٌ أكبرُ من الحُضورِ، لكنْ لِسوءِ الحظِّ كانَ هناكَ اجتماعٌ عائليٌّ مهمٌّ يَجري في مكانٍ آخرَ اليوم.
وحتَّى التَّوقيتُ كانَ متزامنًا.
‘هذا غريب. لا يُعقلُ أنَّ ليلى قد رتَّبَتِ الأمورَ
عن طريق الخطأ بهذهِ الطريقةِ.’
ليلى كانتْ معروفةً بأنَّها امرأةٌ دقيقةٌ للغايةِ في عملِها، حتَّى لو كانتْ لا تهتمُّ بأمورٍ أخرى.
لو كانتْ تعرفُ بتضارُبِ المواعيدِ، لكانتْ قد قامتْ بتغييرِ تاريخِ جلسةِ التأديبِ، وكانَ لديها السلطةُ للقيامِ بذلكَ.
“مرحبًا، سيدتي.”
“مرحبًا.”
في تلكَ اللحظةِ، التقتْ كالِيبسُو بـ ليلى.
“أنتِ تبدينَ مختلفةً اليوم.”
“أليسَ كذلك؟ الخادماتُ بذلنَ
جهدَهنَّ فيّ. ألستُ جميلةً؟”
ابتسمَتْ كاليبْسُو بشكلٍ لطيفٍ.
حينها توقَّفَتْ ليلى للحظةٍ.
“أمَّم، نعم، إنهُ أمرٌ مُدهِشٌ.”
رغمَ أنَّ ليلى تعملُ في مجالٍ متعلِّقٍ بالأطفالِ، إلا أنَّها كانت نادرًا ما تهتمُّ بهم.
ولهذا السَّببِ، كانت عادلةً في تعاملِها.
ولكنْ، كانَ هناكَ شيءٌ ما يُثيرُ فضولَ ليلى.
كالِيبْسُو التي أمامَها كانت مثل صخرةٍ
كبيرةٍ تخترقُ حيادَها العاطفيَّ.
صخرةٌ جميلةٌ ورائعةٌ بشكلِ حوتٍ قاتلٍ صغيرٍ.
‘مظهرُ بايير أيضًا ملفِتٌ للأنظارِ، لكنَّ هذهِ الفتاةَ
لامعةٌ بطريقةٍ مختلفةٍ. هل يمكنُ أن يكونَ هذا
هو تأثيرَ والدتِها؟’
“أنتِ جميلةٌ حقًا.”
“ماذا؟ آه، شكرًا.”
لم تتوقَّعْ كالِيبْسُو هذهِ الإجابةَ، فبادرتْ
بالردِّ وهي مذهولةٌ.
وبسببِ ذلكَ، فقدَتِ الفرصةَ لطرحِ سؤالِها على ليلى.
كانتْ تُريدُ أن تعرفَ لماذا تمَّ اختيارُ
هذا التوقيتِ بالذاتِ.
ولكن عندما نظرتْ حولَها، بدا أنَّ
الجميعَ قد وصلوا تقريبًا.
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي