طفلة الحوت الأسود القاتل - 38
__ الفصل 38 __
‘هل عادَ إلى أَبِي ذلكَ الدَّاءُ المُتمَثِّلُ في حُبِّ
الصَّمْتِ مَرَّةً أُخْرَى خِلَالَ هذِهِ الفَترَةِ؟’
كانَ كما كانَ عندما التقينَا أَوَّلَ مَرَّةٍ، قَلِيلَ الكَلَامِ.
‘وفوقَ ذلكَ، أَيْنَ أَجينور؟’
عَلَيهِ أنْ يخْرُجَ وحدَهُ ويتدرَّبَ
بِجِدٍّ حَتَّى فِي غِيَابِي.
نَاهِيكَ عَنْ أنَّنِي لَمْ أَتَمَكَّنْ بعدُ مِنْ شُكْرِهِ
بشَكْلٍ صَحِيحٍ، إذ مِنَ الصَّعْبِ رؤيتهِ.
مُنذُ ذَلِكَ اليومِ، لَمْ أَتَمَكَّنْ مِنْ لِقَاءِ أَجينُور.
وَبِحَسَبِ ما سَمِعْتُ مِنْ ليلى، يَبْدُو أَنَّ أَجينور
كَانَ يُؤَدِّي شَهَادَتَهُ بجِدٍّ عن المعركةِ أيضًا.
إلا أنَّهُ، كَمَا هُوَ الحَالُ مَعِي، كانَ مُعْفَىً مِنَ الحُضُورِ إِلَى الأكاديميةِ المُتَوَسِّطةِ، وَيَبْدُو أَنَّهُ مَوْجُودٌ في مَبْنَاهُ الخَاصِّ.
‘هُمم، يَبْدُو أَنَّ تَفْكِيرَهُ بطيءٌ قَلِيلًا.’
رَفَعْتُ رَأْسِي بَعْدَ تَفْكِيرٍ طَوِيلٍ.
“…”
وَرَغْمَ كُلِّ ذَلِكَ، كَانَ أَبِي صَامِتًا.
علَى مَا يبْدُو، عَادَ إِلَيْهِ
دَاءُ الصَّمْتِ مَرَّةً أُخْرَى.
‘أَمْ أَنَّهُ غَاضِبٌ مِنْ شَيءٍ مَا، وَهَذَا مَا
يجعلهُ يَبْدُو بهذَا الوَجْهِ المُتَجَهّمِ؟’
كَانَ هَذَا الوجْهُ يشْبِهُ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ ذَلِكَ الوجهَ الذي
رأَيْتهُ عِندَمَا أَحضَرْتُ أَجينُور كَتلْمِيذهِ الثَّانِي.
عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ إحْدَى عَيْنَيَّ مَا زَالَتَا مَشُوشَتَيْنِ بسبب الورم، إلا أنَّنِي كُنتُ مُتَأَكِّدَةً مِن تَعابيرِ وجه والدي.
“النَّصْرُ.”
أَخِيرًا نَطَقَ أَبِي.
كَانَ عَلَيَّ أَنْ أُصْغِيَ لَهُ بأدبٍ، بمَا أَنَّنِي كُنتُ بمُهمَّةٍ
ثَقيلَةٍ تتمثل في إحضار ولي أمري معي.
“…النَّصْرُ هُوَ مَا تَحصلُ عليهِ عند تحَقِّيقه
دُونَ أَنْ تُصَابَ بجُرْحٍ واحدٍ.”
“هاه؟”
‘مَا هذَا الذي يقُولُهُ؟’
لَقَدْ شَعَرْتُ بالدَّهْشَةِ من كلمات أبي.
“مَاذَا تَقُولُ، يَا مُعَلِّمِي؟ كَيْفَ يُمْكِنُ تَحْقِيقُ النَّصْرِ
دُونَ أَنْ نَتَعَرَّضَ لأَيِّ إِصَابَاتٍ؟ هَذَا…”
“أَلَمْ توَافقْ عَلَى اتِّباعِ كلَامِي كأَنهُ قَانونٌ منْذُ
اللَّحظَةِ التِي ناديتنِي فِيهَا بمُعَلِّمِكِ؟”
“نَعَم، ولَكِن…”
‘مَتَى قُلْتُ ذَلِكَ؟ لَمْ أَتعهَّدْ أَبدًا باتبَاعِ
كَلَامِكِ كَأَنَّهُ قَانُونٌ!’
كَانَتْ لَدَيَّ الكَثِيرُ مِنَ الأَشْيَاءِ التِي أَرَدْتُ قَوْلَهَا.
لَكِنْ فِي النِّهَايَة، لم أقل شيئًا بسبب
معرفتيّ بأنني الأضعف في هذا النقاش.
فَعَضَضْتُ شَفَتَيَّ، ثُمَّ شَعَرْتُ بالألَمِ فَتَوَقَّفْتُ.
“لَقَدْ حَقَّقْتُ أنا النَّصْرَ دُونَ أَنْ أَتَعَرَّضَ لأَيِّ جُرْحٍ.”
“لَكنْ هَذَا أَنتَ، يَا مُعَلِّمِي وليس أنا.”
‘…هاااه، ولكنَّنِي لَمْ أَكُنْ قَدِ ايقظت قوة الماء
بَعْدُ تَمَامًا، فَمَا زِلْتُ مُبْتَدِئَةً.’
أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هَذَا، لَكِنِّي لَمْ أَسْتَطِعِ التَّفَوُّهَ بِهِ.
فِي مِثْلِ هَذِهِ اللَّحَظَاتِ، أَشْعرُ بالضَّعْفِ
نتيجةً للجسَدِ الصغِيرِ الذي أَمْتَلِكه.
مَهْمَا حَاوَلْتُ الصُّمُودَ، تصِلُنِي لَحَظَاتٌ
تَضْعفُ فِيهَا قُدْرَتِي عَلَى التَّحَمُّلِ.
أَحْنَيْتُ رَأْسِي حَتَّى لا تُرَى عَيْنِي المُحمّرة
المُتَوَهِّجَة مِنَ الدُّمُوعِ.
…لَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى هُنَا رَغْمَ ألَمِ عَضَلاتِي.
‘أَلا يُمْكِنُكَ أَنْ تُرَحِّبَ بِي بلطف أكثر قَلِيلاً؟’
لكنَّكَ، مُنذُ مَتَى رَحَّبْتَ بِي عَلَى أَيِّ حَالٍ؟
‘إنه شَخْصٌ لا أَعْرِفُ مَاذَا يَدُورُ فِي ذهْنهِ.’
عَضَضْتُ شَفَتِي مُجَدَّدًا ثُمَّ أَطْبَقْتُ فَمِي بصَمْتٍ.
“إِلَى أَيْنَ ستَذْهَبِينَ؟”
“…سَأَعود.”
جِئْتُ هُنَا لِلتدْرِيبِ، لَكِنَّ الآنَ أَرى أَنَّنِي لسْتُ
فِي حالَةٍ تسمَحُ لِي بهذا اليَومِ.
فِي الوَاقِعِ، أفكّر حقًا بِـ لِمَاذَا أَتَيْتُ
هُنَا مَعَ هذهِ السَّاقِ المُصَابَةِ؟
…لا أَعْلم.
جِئْتُ فَقَطْ لأَنَّنِي شَعَرْتُ بأنَّنِي يَجِبُ أَنْ أَكُونَ هنا.
لكنَّني عندما أَعودُ للتفكيرِ، أُدرِكُ أنَّني
كُنتُ تحت تأثيرِ شيءٍ غريبٍ.
لكنَّني لم أتمكَّنْ من السَّيرِ سوى بضعِ خطواتٍ قبلَ أن أشعرَ بأنَّني أطفو في الهواءِ.
لم يَكُنْ ذلك بإرادتي، فقد كانت تياراتُ
المياهِ تَلفُّني بإحكامٍ.
شعرتُ بثيابي المبلَّلةِ قليلاً، وتمنيتُ لو أنَّ
الماءَ انهمرَ أيضًا على وجهي لأخفي تلك الدموع التي تود السقوط.
‘لو كان أبي الحقيقي، لَما قال هذا أبدًا.’
كلما تذكرت أبي الذي في كوريا، شعرتُ بأنَّ عضلاتي تضعفُ وأنا لا أقوى على مقاومة عدم البكاءِ.
لم أرغبْ في أن أبدو ضعيفةً.
كان الأمرُ مسألةَ كبرياءٍ.
هل كان أبي يَعرِفُ بما في داخلي؟ أم أنَّه
لم يكنْ يشعرُ بأهميةِ معرفة ذلك؟
في النهايةِ، كان عليَّ مواجهةُ أبي بوجهٍ مشوَّشٍ.
نظرته كانت هادئةً كعادته، وهذا أثارَ غضبي.
ماذا؟ هل تُحاولُ فقط إظهارَ مدى
وسامتك حتى في هذه اللحظةِ؟
“جسدكِ هو سلاحك.”
عندما سمعته يقول ذلك بصوتٍ
منخفضٍ كعادته، انتفضتُ غاضبةً.
نظرتُ إليه بغضبٍ، وهو شيءٌ لم أكن لأفعله في العادة.
“وماذا عن ذلك؟”
“إن لم تهتمِّ بسلاحك، فسوف يصدأُ أو ينكسرُ.”
“وما أهميةُ ذلك…!”
“وجسدك لا يختلفُ عن ذلك السلاح.”
“…”
فقدتُ قدرتي على الكلامِ.
“بصفتي معلمَك، لديَّ الحقُّ في توبيخِك
عندما تتهاونين مع سلاحِك.”
“…”
‘…ما هذا؟ هل يراني حقًّا كآلةِ حربٍ؟’
رغم أنَّني كان ينبغي أن أغضبَ، لم أشعرْ بالغضبِ.
نظرتُ في كلِّ الاتجاهاتِ بلا هدفٍ لتجنبهِ.
خشيتُ أن يظنَّ أنَّ وجهي العابس كان بسببه.
“السلاحُ الذي يتمُّ العنايةُ بهِ وصقلُه بشكلٍ صحيحٍ
يمكن أن يُستخدمَ مدى الحياة.”
“…”
“وأنا شخصٌ فشلتُ في العنايةِ بهذا
السلاحِ، لذلك هذه نصيحتي لكِ.”
فجأةً تذكرتُ أمرًا يخصُ بايير، الذي
كان يقف هنا أمامي.
على الرغمِ من أنَّه كان يمتلكُ قوةً هائلةً، إلَّا أنَّه وُلِدَ بجسدٍ ضعيفٍ، وكأنهُ قد تلقى عقوبةً مقابل قوتهِ.
في الطبيعةِ، الحيواناتُ التي ليست قويةً لا
تستمرُّ في الحياة ويتم القضاءُ عليها.
لكنَّ أبي، الذي كان يمتلكُ قوةً هائلةً، لم
يكن له حتى خيارُ السقوطِ والنوت بسلامٍ.
بل ووصف نفسه بأنَّه فشلَ في صقلِ سلاحهِ.
هل يعني ذلك أنَّه حاولَ أن يكونَ أفضلَ لكنه فشلَ؟
‘كان السيد بايير شخصًا يحظى بالإعجابِ والاهتمامِ
حتى آخر يومٍ في حياته.’
هل هذا يعني أنهُ قد فَشِلَ، وبقي مُحاطًا بالاهتمامِ
الذي لم يرغبْ فيه حتى آخر لحظةٍ في حياتهِ.
كلا، يبدو أن هذا استنتاجٌ متسرعٌ للغاية.
لا أعرفُ شيئًا عن حياةِ أبي.
لا يمكنني الحكمُ على الأمرِ بناءً على
ما سمعتُ عنه بشكلٍ غير مباشرٍ.
وأثناءَ ذلك، بدأت تياراتُ المياهِ بتنظيفِ جراحي.
كما غسلت الطينَ الذي التصق بي
أثناءَ قدومي إلى هنا.
“إذًا، هل كان ما فعلتُه خطأً؟”
سألتُ وأنا أتحمَّلُ ألمَ الجروحِ.
“هل كان هذا النصرُ خاطئًا؟”
في حياتي الطويلةِ، لم أعرفْ سوى هذا النوعِ من النصرِ.
لم يكن لديَّ نوعٌ آخرُ من الانتصاراتِ دونَ جروحٍ.
‘كيف يمكنني أن أنتصرَ بنزاهةٍ دونَ
جروحٍ كما تفعلُ أنت؟’
لو لم أُكافحْ، لما حصلتُ حتى على هذه القوةِ
المائيةِ التي حصلتَ عليها أنتَ بسهولةٍ.
“لو كنتِ ستتبعينَ كلَّ التوجيهات التي أضعها لكِ، لما طلبتِ مني أن أكونَ معلمَكِ في المقامِ الأولِ.”
“ماذا تعني؟ ألم تقلْ لي قبل قليلٍ أن
أتبعَ كلامَك كأنَّه قانونٌ؟”
“إعدادي لكِ للمسارِ الصحيحِ وقيادتي لكِ نحو الهدفِ هما شيئانِ مُختلفانِ. هل ترغبينَ في أن أعيشَ حياتَكِ نيابةً عنكِ؟”
“كلا، أبدًا.”
حياتي هي ملكي.
هذه هي الحياة التي سأعيشُها بنفسي.
حينها نظرتُ إلى أبي بعناد.
“المُعلِّمُ والتِّلميذُ هما علاقةٌ قَدَرِيَّةٌ
سَينفصلانِ في النِّهاية.”
لا أعرِفُ لماذا، لكنَّ هذا الكلامَ بدا ليّ
مُؤلِمًا بعضَ الشيء.
“ألم تطلُبي مني أن أكونَ مُعلِّمَكِ لأنَّكِ أردتِ ذلك؟”
كان يبدو كما لو أنَّهُ يسألني لماذا أُناديهِ مُعلِّمي
بدلًا من أبي إذا كنت أريدهُ معي طوال الوقت.
كانت كلماتُهُ مفعمةً بالمعاني المُزدوجة التي لم أكن لأفهمها لولا أنَّني علِمتُ عن المسرحيةِ التي يقوم بها عبر المعلومات التي حصلت عليها مصادفةً من ليلى.
هذا مَكَر.
“مُعلِّمي، هل كُنتَ قَلِقًا عليَّ؟”
أمسكتُ بتلابيبِ أبي وسألتهُ.
[توضيح/ تُستخدم للإشارة إلى الثوب أو القميص من ناحيته العلوية حول الصدر. وهذا يعني أن كاليبسو أمسكت بملابسه من الجزء العلوي القريب من رقبته وصدره.]
نظر إليَّ بصمتٍ، ثم أمال رأسهُ ببطء.
“قال والدكِ إنَّهُ كان يُحِبُّكِ ويَهتمُّ بكِ كثيرًا.”
“صحيح.”
“في مثلِ هذهِ اللحظاتِ، ماذا يقولُ لكِ
والدُكِ الذي كان يُحبُّكِ كثيرًا؟”
هذا…
“كان سيقلقُ عليَّ كثيرًا، يغضب، يوبخني، ثم يُعانقني. نعم، كان سيُعانقني.”
“…”
“وفي النِّهاية، كان سيقولُ لي إنَّهُ يُحبُّني.”
خفضتُ رأسي عندما تذكرت تلك الذكرى البعيدة.
ثم أرخيتُ يدي التي كانت تَمسكُ بتلابيبهِ
وأمسكتُ بها بحنان، قائلةً:
“مُعلِّمي، هل يمكنُ أن تُكرِّرَ معي جملةً
واحدةً فقط؟”
“ما هي؟”
“قُل لي: لقد كنتُ قَلِقًا عليكِ يا كاليبسو.”
“…”
كانت عيناهُ خاويتين.
لكني كنتُ على ما يُرام مع أي تعبيرٍ لهُ.
فنطقتُ بوضوح: “حتى لو كان كَذِبًا، أريدُ فقط
أن تقولَ لي إنَّك كنتَ قَلِقًا عليَّ.”
الآنَ فَهِمْتُ لماذا أتيتُ إلى هُنا بإصرارٍ رَغْمَ عَرَج ساقيّ.
نَظَرْتُ إلى أبي مُطَوَّلًا، وعندما كِدْتُ
أَسْتَسْلِم، تفتَّحَتْ شِفَتاهُ بِبُطْءٍ.
“لَقَدْ قَلِقْتُ عَلَيْكِ، كاليبسو.”
وكان ذلك كافِيًا لِأَشْعُرَ بِالرِّضَا.
حينها أَغْمَضْتُ عَيْنَيَّ بِإِحْكَامٍ مع ذلك
الشعور المريح الذي يُحيط بيّ.
***
‘حسنًا. لَقَدِ اتَّخذتُ قَرَارِي.’
بعد ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، اتخذتُ قَرَارِي.
كانتْ سَاقَايَ اللَّتَانِ أَوْجعتَانِي وجَسَدِي
الَّذِي أَنْهَك قَدْ شُفِيَا تَقْرِيبًا.
‘يا لَهُ مِنْ جسَدٍ يَتمتَّعُ بِهذهِ القُوَّةِ عَلَى التَّعَافي السَّرِيعِ!’
يبْدُو أَنَّني رغْم عدم إيقاظي لقوَّةِ الماءِ تَمامًا، بدأْتُ أُلاحِظُ تَأثيراتِهَا بِوُضُوحٍ، ممَّا جعلنِي أَشعرُ ببَعْضِ السُّرورِ.
‘سَأُجدٌ حلًا بالتأكيد لموضوع ولي الأمر هذا!’
أَثْناءَ اسْتِلقائِي وأنا أفكِّرُ ملِّيًا في الأَمْرِ، حيثُ لم أَتَمَكَّنْ بِأَيِّ حالٍ من الأَحْوَالِ من العُثُورِ على وَسِيلَةٍ لجلبِ أَبِي معي دُونَ مَشَاكِلٍ.
السَّبِيلُ الوحِيدُ هوَ أَنْ أَقُولَ الحَقِيقَة بِصراحةٍ ومباشرةً، لكنَّ المشْكِلَةَ تَكْمنُ في أنَّنِي لا أَعْلَمُ مَا الَّذِي قد يحدث بعد ذلك.
وقدرِ الإمكان، لَم أَرغبْ في المُخاطَرةِ
بشَيءٍ مجهولٍ كهذا.
“حقًا؟ هَل ستَذهَبينَ وَحدَكِ إذَن؟”
وقبلَ يومينِ، وبعدَ فترةٍ طويلةٍ من الغِيابِ، تَمكَّنتُ مِن رُؤيةِ أجينورَ مرَّةً أُخرى، حَيثُ جاءَ إلى المَكانِ الذي أعيشُ فيهِ.
في البِدايةِ، بَدا مُندَهشًا مِن حَالِةِ المَبنى، ولكنَّهُ
سُرعانَ ما تقبَّلَ الأَمرَ قائلًا:
“يَبدو أنَّ هذا هُوَ النَمَطُ المنزلي الذي تُحبينَهُ!”
بَدا وكأنَّهُ تقبَّلَ الوَضعَ على نَحوٍ ما، على الرَّغمِ مِن أنَّني كُنتُ مُتأكِّدةً بِنسبةِ مئةٍ بالمِئةِ أنَّهُ أَخطأَ تَمامًا في تَفسيرِ الوضعِ.
“وَلكِن هَل ستكونينَ بِخَيرٍ؟ أَلَم يُقال إنَّ حُضورَ أَولِياءِ الأُمورِ إِلزاميٌّ في المجلس التأديبي؟”
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي