طفلة الحوت الأسود القاتل - 37
__ الفصل 37 __
“سَأَعقِدُ لَجنةَ التَأدِيبِ العُليا
وسَأقومُ بِسَحقِ بَايَون تَمَامًا.”
“…”
سَألَ رُوبّا، وَقَد بَدَت عَلَيهِ عَلَامَاتُ الارتِبَاكِ لِلحَظَات.
“هَل هُنَاكَ شَيءٌ يُمكِنُنِي مُسَاعَدَتُكَ فِيهِ؟”
“لَا، لَا يُوجَد.”
كِيفَ يُمكِنُ أَن يُوجَد؟
‘إِذَا كَانَ لَابُدّ مِن البَحثِ عَن شَيءٍ، قَد أُودُ أَن أَسأَلَكَ إِن كُنتَ تَستَطِيعُ القِيَامَ بِدَورٍ بَدِيلٍ لِوَالِدِي.’
ولكن ذَلِكَ كانَ كَلَامًا لَا مَعنى لَهُ.
‘أَبُ الحوت القاتل كاليبسو هو دولفين يدعى روبا جاء إلى اللجنة؟ هَذَا سَيكُونُ مُمتِعًا بِالفِعل.’
مَرّت تِلكَ الفِكرَةُ الغَرِيبَةُ فِي ذِهنِي
وَأَنَا أَهُزّ كَتِفَيّ بِلا مُبَالَاة.
“إِذًا، انتَهَى الحَدِيثُ، أليس كذلك؟ أَتَمَنّى
أَن يَتَعَافَى لُوكا ولوبَا بِسُرعَة.”
“أتمنى أن تزورينا، فَإِنَّ الأَطفَالَ
سَيَكُونُونَ أَكثَرَ سَعَادَة.”
“سَأُفَكِّرُ فِي الأَمرِ.”
بَينَمَا كُنتُ أُدِيرُ ظَهري وَأَحمِلُ فَقَط مِندِيلَ رُوبّا
الصّغِير، سَمِعتُ صَوتًا خَافِتًا يَتَسَلّلُ إِلَيّ.
“إِنَّ عائلة البِيلُوغَا لَا يَنسَونَ الإِحسَانَ، يَا سَمو الأميرة. أُفَكِّرُ منذ الآن فِي أَنَّنِي بسأَشعُرُ بِصُدَاعٍ مُستمرٍ حقًا بِسَبَبِ إِصرَارِ الأَطفَالِ عَلَى رَدِّ جَمِيلِكِ مَدَى الحَيَاة في المستقبل.”
حينها التَفَتُّ بِرَأسِي.
كَانَ الرَّجُلُ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَشعُرُ بِالصُّدَاعِ
يَبتَسِمُ بِرِقَّةٍ، رَغمَ كَلِمَاتِهِ.
“سَوفَ نَرُدُّ الجَمِيلَ مَهْمَا كَانَ الثَّمَن. أُقسِمُ
بِذَلِكَ بِاسمِ البَحر.”
“…حَسَنًا، كَمَا تَشَاء.”
بِالنِّسبَةِ لِلكَائِنَاتِ المَائِيَّة، المَاءُ
وَالبَحرُ هُمَا مَصدَرُ الحَيَاة.
لِذَلِكَ، فَإِنَّ القَسَمَ بِاسْمِ البَحرِ هُوَ قَسَمٌ لَا يُمكِنُ نَكثُهُ، مِثلَ القَسَمِ عَلَى نَهرِ ستيكس فِي الأَسَاطِيرِ اليُونَانِيَّة.
[توضيح/ هو أحدى الأنهار العظيمة والمهمة للآلهة اليونانية في العالم السفلي في الآساطير، والشرح المفصل له في فقرة الشروحات.]
“هَل يُمكِنُنِي أَن أَحمِلَكِ لِنَقلِكِ؟”
“لَا، أُفَضِّلُ أَلَّا تَفعَل.”
استَمَرَرتُ فِي السَّيرِ بِلَا اكتِرَاث.
كَانَ كلامُ رُوبّا قَد خرجَ مِن ذِهنِي
تَمَامًا، وبدَأتُ أُفَكِّرُ فِي شَيءٍ آخَر.
‘آآه، كَيفَ يجب أن أذهبَ مع ولي أمري بايير
فِي مثل هَذَا المَوقِف؟’
انقَلَبَت الأكاديميتان الابتدائيَّةُ
والمتوسِّطَةُ رأسًا على عقبٍ.
وكانَ السَّببُ وراءَ ذلكَ هو الفعلُ الَّذي اقترفَه بَايَون أَكْوَاسِيَادِيل.
بالطَّبعِ، لم يكن سلوكُ بَايَون جديدًا على أحدٍ، إذ
كانت أفعالُهُ معروفةً لدى الجميع، ولم يكن ما حدثَ
هذه المرةَ استثناءً.
لكن، ما جعل الأمرَ مختلفًا هو أنَّ شخصًا جديدًا تورَّطَ، وما حقَّقَهُ هذا الشخصُ كانَ مُدهِشًا للجميع.
“هيه، هل سمعْتَ ذلك؟ هناكَ حديثٌ
عن تلكَ الأميرةِ الجديدة!”
“أتعني أنَّها تورَّطَت مع ذلكَ السَّيِّد بَايَون؟”
“هل هذا حقيقيٌّ؟ سمعتُ أنَّ جميعَ الذينَ كانوا معهُ قد تعرَّضوا للضَّرب المبرح من قبلها!”
“إذًا، من انتصرَ في النهايةِ؟”
“بالطَّبعِ السَّيِّد بَايَون! لما تسأل سؤالًا بديهيًّا؟”
“لكنَّ الشَّائعات التي سمعتُها تختلف! قيلَ إنَّ
الأميرةَ الجديدة هي من فازَت!”
“ماذا؟!”
كانت الشَّائعات تنتشرُ بحرِّيَّةٍ وسرعةٍ كبيرةٍ، خصوصًا
في الأكاديميةِ المتوسِّطَة.
كان الأطفالُ، سواءٌ من الحيتان أو من الكائنات البحريَّةِ العاديَّةِ، يجتمعون ليتحدَّثوا عن هذا الموضوعِ بنشاط.
“لكن، هل هذه الشَّائعاتُ صحيحة؟ أليست مُبالَغًا فيها؟”
“لا، ليست كذلك! لقد رأى ابنُ عَمِّي ما حدثَ…حتى أنَّ أحدَهم عادَ بذِراعٍ مكسورة!”
“يا للعجبِ، حتى الحيتانِ القويَّة
قد تعرضت للضرب على يدها؟!”
كانت الشَّائعات في معظمها مجرَّدَ إثارةٍ للفضول.
وقد انتشرت هذه الشَّائعات حتى بين طُلَّابِ
صفِّ الحيتانِ النُبلاء ذو رتبة الألفا في الأكاديمية المتوسطة.
فطلَّاب الصفِّ السَّادسِ، وهو أحد الفصولِ
العُليا، لم يكونوا أقلَّ ضَجَّةً من غيرِهم.
“لكن هل يُعقل ان ما يُقال حقيقيٌّ؟ كيف يُمكنُ لأميرةٍ تَدرسُ في الأكاديميةِ الابتدائيَّةِ أن تهزم مجموعةً من الحيتان ذو العائلات الفرعية القوية؟ بل وحتى السَّيِّد بَايَون كانَ هناك أيضًا!”
“هذا ما أقولُه! الشَّائعات تُبالغُ دائمًا!”
“ألم تُظهر تلكَ الأميرة أنها عاجِزةٌ لم توقظ
بعدُ قُوى الماءِ؟”
كان معظمُ طُلَّابِ الصفِّ الأعلى من أتباعِ بَايَون ولذلك كانوا يَتهامَسون بالسُّوءِ عن كَالييسو.
ومع ذلك، كانوا يُخفِضون أصواتَهم عندما يتحدَّثون، وكأنَّهم يَخشَونَ أحدًا ما في الصفِّ.
وبينما كانت هذه الحيتان المائية الفرعيّة يتحدَّثونَ، كان هناكَ فتى تحدث باستهزاءٍ وهو يهزُّ رأسَه.
“همم، انظر إلى هؤلاءِ الحيتانِ…يُراقبونطَ بحذرٍ…أجزم أن أعينَهم ستخرجُ من مكانِها.”
كانَ الفتى ذا شَعرٍ رماديٍّ داكِنٍ، معَ علامةٍ
تُشبهُ القَرنَ على رأسِه.
كانَ ذلكَ الفتى من جِنسِ حيتانِ وحيدِ القرن.
ومعَ أنَّهُ كانَ يَسخرُ في داخِلِه من تلكَ الحيتانِ التي تَتهامَسُ وتُراقِب، إلَّا أنَّهُ لم يَستطع إلا أن يبتسمَ ساخرًا وهوَ يُديرُ رأسَه بعيدًا، بقولهِ:
“إذا لَخَّصنا الشَّائعات، يَتَّضِحُ أنَّ مجموعةَ بَايَون قد تصادَمَت معَ الأميرة التي من الأكاديميو الابتدائيَّة…وتلك الأميرة قد تغلَّبَت عليهم؟ هذهِ هي القصَّة، أليس كذلك؟ الجميعُ يعلَمُ أنَّ الشَّائعات دائمًا ما تكونُ مُبالَغًا فيها…”
ثم قام فتى وحيدِ القرنِ بالنَّقرِ على
كتفِ زميلِه الذي كانَ مُستلقيًا.
“ما رأيُك؟ أليس كذلك؟ أنتَ أيضًا طرفٌ مشاركٌ في الحدث، ألا يجِب أن تقولَ شيئًا؟”
لكنَّ الفتى المُستلقي لم يَستجب إلَّا بعدَ أن
نُقِرَ عليه عدةَ مراتٍ.
وعندما استجابَ أخيرًا بعدَ حوالي
عشر نقراتٍ، استيقَظَ بتثاقُل.
“أخيرًا استيقظت؟ ماذا تقول
عن هذا الموضوع؟”
“…أنتَ.”
“هاه؟”
“هل تريدُ الموت؟”
“…”
حدَّقَ في فتى وحيدِ القرنِ بعينَينِ
حَمراوينِ قاسِيَتَين.
“أردتُ فقط أن أتحدَّثَ، مجرَّد حديثٍ بسيطٍ.”
ابتسمَ الفتى السَّاخرُ وهوَ يفكَّرُ في مدى عنفِ زميلِه.
ثم رفَعَ يَدَيهِ مُستسلِمًا، ولكنهُ أكملَ بقولهِ:
“إنَّها أختُكَ الصُّغرى، يا أتلان.”
وعند سماعِ هذا، تجعد جبينِ أتلان، كان أتلان ذو شعرٍ أسودَ طويلٍ معَ خصلةً بيضاءَ صغيرةٍ تُزَيِّنُ رأسَه، وكانَ يُحدِّقُ بغَضَب في الحوت وحيد القرن ذو الشعر الرمادي.
ولم يكن بعيدًا عن الوقاحةِ، حيث
رمَقَهُ بنظراتٍ حادَّةٍ وعدوانيَّةٍ، وقالَ:
“وما شأنُكَ بذلكَ.”
ومعَ كلِّ تلكَ النَّظرات الحادَّةِ، لم يستمرَّ أتلان في الشِّجار، بل عادَ وأغمضَ عينَيه.
“أنا لا أملكُ أختًا.”
يا لهُ من طبعٍ سيءٍ!
كانَ فتى وحيدِ القرنِ يَشُدُّ شفتيه بسخطٍ، ولكنَّهُ لم يتجرَّأ على إزعاجِ أتلان الذي عادَ إلى نومِه.
***
مِن جانبٍ آخر، وكما هو متوقَّع، كانت الشَّائعاتُ منتشرةً بشكلٍ واسعٍ بين طلَّابِ الصَّفِّ التَّاسع، وهو أعلى صفوف الأكاديميةِ المتوسِّطة.
ومع ذلك، كان هؤلاءِ الطُّلَّابُ أكبر سنًّا وأكثرَ عقلانيَّةً، فلم يَكن تعاطِيهم مع الأمورِ كتعاطِي الطُّلَّاب الأصغر سنًّا، بل كانت آراؤهم بنَّاءةً، تَتعلَّقُ غالبًا بانتقاد بَايَون وسلوكه الطِّفوليِّ الَّذي لا يتناسبُ مع عُمرِه.
ويرجعُ ذلك إلى أنَّ معظمَ طلَّابِ أعلى الصُّفوفِ
كانوا إمَّا ممَّن لا ينتمونَ إلى أيِّ فصيلٍ، وإمَّا من الدَّارسينَ الطَّموحينَ الذينَ يَسعونَ لمِهَنٍ بحثيَّةٍ، حيثُ كانت الأكاديميةُ تُعَدُّ لتخريجِ الطُّلَّاب الذين سيَشغَلون مناصبَ علميَّةٍ وبحثيَّةٍ لحياتهم المُستقبَليَّة.
“ما رأيكَ أنت؟”
سأل أحدهم ذلك الفتى كان جالسًا بهدوءٍ يقرأُ كتابًا.
كان ذلك الفتى على مشارفِ الشَّباب، في
مرحلةٍ بين الفُتوَّةِ والرُّشد.
كان لديه شعرٌ طويلٌ، بشرةٌ بيضاء، ومظهرٌ يمكنُ أن يختلط على البعض فيظنُّونه فتاةً، لكنَّ ملامحَه الواضحةَ كانت تُشيرُ بجلاءٍ إلى كونهِ فتى.
بِيلُوس.
كانَت الخصلة البيضاءُ التي على رأسه وخصل الشَّعر الفضيُّ تزدادُ وضوحًا كلما انحدرت نحو الأسفل مُشكِلةً علامةً مميَّزةً لكونهِ من الحيتانِ القاتلةِ الرئيسية.
وحينَ نظر بيلُوس بنظراته الباردةِ
إلى زميله، ارتجف الأخر قليلاً.
“إذا ارتكب أحدهم جريمةً، فعليه أن ينال عقابه.”
“جريمة؟ ما هي هذه الجريمة؟ هل هنا ما يُمكن اعتبارهُ جريمةً؟ بِيلُوس هلَّا أوضحتَ أكثر؟”
“إنَّ جدَّتي تكرهُ من يخالف القوانين.”
“القوانين؟”
أمالَ زميلهُ رأسه متحيِّرًا.
لكن بِيلُوس لم يُجبْ بعد ذلك، فانصرفَ الزميل
بحثًا عن أحدٍ آخر للدردشة معه.
وفي اللحظةِ التي تركهُ فيها زميله، همسَ
بِيلُوس بصوتٍ منخفض:
“المشكلةُ الحقيقيةُ ليست في بَايَون.”
وفي تلك الأثناء، كانت بطلةُ كلِّ هذه الشَّائعاتِ وصاحبةُ المشكلة كَالِيبْسُو لا تزالُ طريحةَ الفراش، عاجزةً عن النُّهوض.
***
المشكلةُ لم تكن في بَايَون.
‘نعم، لم يكن هو المشكلةَ الحقيقية.’
أصدرتُ صوتًا متهالكًا ومتعبًا وأنا تحت الغطاءِ.
كيفَ أُصابُ بكلِّ هذا الألم لمجرَّدِ
دخول عراكٍ واحدٍ؟ إنَّها مهانةٌ ليّ!
بالطَّبعِ، كان هذا بسبب أنِّي، بعد الشِّجار، لم أهدأ، بل قمت بالتَّدرُّب من تلقاءِ نفسي، وهذا كان خطأي بالكامل.
لكن كلا، كلا، ليس ذنبي!
‘كلُّ هذا بسببِ بَايَون اللعين الَّذي تفوحُ منه
رائحةُ احيوانات البرية الكريهة!’
بأي حال، تمَّ إعفائي من حضور
الأكاديميةِ بسبب مرضي.
ولحسنِ الحظ، أخبرتني لَيلَى أنَّه لن يكونَ من الضَّروريِّ الحضور حتَّى انعقاد لجنة الانضباط، لكي لا يُثيرَ أحدٌ المزيد من الفوضى.
‘حسنًا. صحيحٌ أنَّ هذا العالمَ لا يُقدِّم جوائزَ للمُداومةِ الكاملة في الأكاديميةِ، لكن كنت أطمحُ إلى ذلك بطريقةٍ ما.’
حاولتُ دفعَ الألم بعيدًا من خلال التَّفكير في شيءٍ آخر، حيثُ لم أكن أضعفُ من أن أُهزمَ أمام بعضِ آلام العضلات.
لذلك، توجَّهتُ إلى المبنى حيثُ يعيشُ والدي.
“…”
لسببٍ ما، بدا لي والدي، بعدَ عدَّة أيامٍ من الغياب، وكأنَّه قد أصبحَ أكثرَ شبهاً بزُعماءِ المافيا.
شعرتُ وكأنَّه يجبُ أن تُرافقهُ موسيقى وخلفية سوداء، وربما بعضُ مؤثِّراتِ الدُّخانِ أيضًا ليُعزِّزَ هذا المشهد.
وقفتُ بثباتٍ ورفعتُ رأسي، قائلةً بحماسٍ:
“لقد انتصرتُ في الشِّجار.”
كان هذا إعلانًا يفخرُ به أيُّ شخص.
وخصوصًا أنَّ أحدَ خصومي كان بَايَون نفسه،
لذا يجب أن افخر بهذا، أليس كذلك؟
“لقد كان الخصمُ قويًّا جدًّا، لذا اخترتُ استراتيجيَّةَ الضَّرب الفرديِّ على التَّوالي، وحقَّقتُ نتائجَ جيِّدة. ما رأيكَ يا مُعلِّمي؟”
“…”
“والأهمُّ من ذلك، أنَّ قبضتي استطاعت أن تؤثِّرَ حتى على أولئك الفتيان في سنِّ المراهقة. أظنُّ أنَّ هذا بفضلِ تدريباتي الشَّاقَّة.”
“…”
“وبفضلِ تعليمكَ الجيِّدِ، حقَّقتُ هذا الإنجازَ العظيم. وهذا يعني أنَّك الأفضل يا مُعلِّمي!”
قرَّرتُ أن أفكِّرَ بحكمة.
فقد كانت هناك مشكلةٌ أكبرُ تلوحُ في الأفق والتي هي كيف يجب أن أجلب ولي أمري معي إذ أن هذا أكثر ما يُقلقني.
لكن خطَّتي كانت تبدأُ هكذا:
‘أولًا، عليَّ أن أتملَّقَ أبي جيدًا!’
على أيِّ حالٍ، لقد انتصرتُ في النهايةِ، أليس كذلك؟
لا يوجد حوتٌ قاتلٌ يكرهُ النَّصر.
وعلى الرَّغمِ من أنَّني كنتُ على وشك تلقِّي بعضِ الانتقادات، إلَّا أنَّني اعتقدتُ أنَّه من الأفضلِ تحليةُ الأجواءِ أوَّلًا، لكي لا تكونَ ردَّةُ الفعلِ قاسيةً.
لقد كانت هذهِ خطَّةً جيدةً، بالنِّسبةِ إلى عقلي
المُنهكِ الَّذي لم يتوقَّف عن العمل.
‘لكن لماذا لا يجيبني أبي؟’
𖣠··=·.·=❉=فقرة الشروحات𖣠··=·.·=❉=
『أولًا: شرح لموضوع نهر ستيكس
الموجود في جملة القسم بالبحر.』
[توضيح/ في الأساطير اليونانية، نهر ستيكس هو أحد الأنهار الخمسة في العالم السفلي.
حيث أن حاكمه هو هاديس آلهة العالم السفلي والموتى، ويُعدُّ من أهم الأنهار.
كان يُعتقد أن الآلهة والأبطال الذين يقسمون بنهر ستيكس يقدمون قسمًا مقدسًا وغيرُ قابلٍ للكسرِ.
وإذا خالف أحد الآلهة هذا القسم، كان يُعاقب بشدة من قِبل زيوس والذي هو آلهة السماء والعقاب في الآساطير اليونانية، حيث يجبر على شرب ماء النهر، مما يؤدي إلى فقدانه القدرة على الكلام أو الحركة لمدة تسع سنوات.
كان نهر ستيكس رمزًا للقوة والعهد الأبدي، وأي قسم يُؤخذ باسمه لا يمكن نكثه دون عواقب وخيمة.]
『ثانيًا: شرح لنوع الحوت ذو وحيد القرن.』
[توضيح/ الحوت ذو وحيد القرن أو
ما يدعى بـ حريش البحر هو نوع من الثدييات
البحرية ينتمي إلى عائلة الحيتان.
يُدعى أحيانا بِـ الحوت وحيد القرن وذلك لتميزه بوجود ناب طويل يشبه القرن يمتد من رأسه، وهو في الحقيقة سن ممدود.
يعيش حريش البحر في البحار الباردة في المحيط المتجمد الشمالي وحول جرينلاند وكندا وروسيا.
كما أن هذا هذا الكائن نادر الوجود وغالبًا ما يُطلق عليه ‘وحيد القرن البحري’ بسبب مظهره الفريد.]
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي