طفلة الحوت الأسود القاتل - 34
__ الفصل 34 __
قام بايون بنفض يديه وكأنّ الأمر لا يهمّه، ودفع
الأطفال من السلالة الفرعية بعيدًا عنه، قائلًا:
“آه، لا بأس. هل تعتقدون أنّ ضربة من قبل
روبيان ضئيل مثلها ستترك أثرًا عليّ؟”
“أوه، ومن هو الروبيان الذي يترك أثرًا
بهذا الاحمرار؟ حتى أنا أودّ أن أعرف.”
“…”
تجمّد بايون للحظة مع ابتسامة على
وجهه، ثم انفجر ضاحكًا بخفّة.
ولكن سرعان ما حاول مدّ يده
من جديد، فتجنّبتها بسهولة.
‘لقد أصبح أسرع قليلًا.’
كنت أقيّم الوضع في داخلي اثناء تجنبه.
تمكّنت من هزيمة من أجينور بطريقة ما.
ولكن هل ستنجح قوتي الحالية ضد
شخص بمثل سنّ هذا الفتى؟
‘حتى وإن لم تنجح، فسأجعلها تنجح.’
علاوةً على ذلك، لم أكن وحدي.
من خلفي، شعرت بيد ترتجف وتمسك
بي بينما كان صوت يرتعش يقول:
“سمو الأميرة…”
“آه؟ حسنًا، أعجبني هذا. يبدو أنكِ لست
مجرد ابنة عادية لذلك الحقير بايير.”
انعقدت شفتاي بسخرية.
“لا تتحدث عن أبي بهذه الطريقة. منذ متى كان
بأمكانك التحدث هكذا؟ هل تريدني أن أدعوك إذن بابن الكلب لوديسين؟”
“هاه؟”
لوديسين، كان اسم عمي الكبير.
ضاقت عينا بايون غضبًا ثم انحنتا بمكر، قائلًا:
“آه، يبدو أن الأمر سيكون هكذا إذن.”
مدّ بايون يده من جديد.
تجنّبتها بسهولة، لكن هذه
المرة شعرت بخيبة الأمل.
لقد أخطأت، لم أكن الهدف هذه المرة!
“آااه!”
“أوووه، أخي، أخيييي!!!”
لقد أُمسكَ رأس لوكا وسحبهُ نحوه بقوة.
وسرعان ما قبضت بيدي قبضة
محكمة وضربت ذراعه بكل قوتي.
رغم أن صوت التمزق كان واضحًا، إلا أن
بايون لم يزح قبضته عن رأس لوكا!
‘تبا، أن هذا الفاسد القذر يحتفظ بقوته!’
ضحك بايون بوحشية بينما لا
يزال يمسك برأس بلوكا.
“أرى أن أميرة عائلتنا الصغيرة تهتم حتى بالكائنات الصغيرة مثل هؤلاء الدلافين، أليس كذلك؟ هذه ليست تصرفات الحيتان القاتلة.”
“إن كانت هناك تصرفات غير لائقة، فهي ما يليق
بعمرك. هل تعرف حتى عمر من تمسكه الآن؟”
كان لوبا يبكي بحرقة، بينما تمسّكت بي يديه الصغيرة.
أمسكت بيده ونظرت حولي، بحثًا عن مخرج.
‘لا توجد فرصة للهرب، نحن محاصرون. يبدو
أنهم جاؤوا مستعدين.’
رغم أنه كان يمسك برأس لوكا، بدأ لوكا بكتم دموعه.
من طريقة نظره إليّ، كان واضحًا
أنه يحاول التحمل بسببي.
“أنا الأخ الأكبر!”
……لا داعي لذلك، ابكِ. لا أريد رؤية وجه
طفلٍ صغير يحاول كبت دموعه بقوة.
‘هااااه، من كان يتوقع أن تتحقق
تحذيرات ليلى بهذه الطريقة؟’
لم أكن أتصور أن الأمور ستتدهور
بهذا الشكل الفوضوي.
على الأرجح، ما يحدث الآن يعني أن الكشف
عن مخططاتهم لم يعد شيئًا مقلقًا لهم.
بالطبع، لو كنت وحدي لكانت الأمور مختلفة.
ولكنني الآن مع التوأمين…
“ما الذي تريده مني؟”
“واو، يبدو أن ابنة عمي الصغيرة تعرف كيف
تتحدث جيدا. أظن أن الذكاء مفيد في مثل هذه
الأوقات، أليس كذلك؟”
أن هذا استغلالٌ للوقت المناسب.
على حد علمي، بايون لم يكن ليخطط لهذا بنفسه.
رغم قوته الوحشية وسلوكه العنيف، لم يكن
ذكيًا بما يكفي للتفكير بخطط كهذه.
ولم يكن ليستمع لنصائح من هم أضعف منه.
‘لابد أنّ هذا كان بالتعاون مع سورتي.’
هدفهم واحد، وهو منع ظهور منافسين جدد.
حتى لو كان المنافس مجرد طفلة صغيرة، فإنهم سيريدون التخلص منها.
‘أيها الحمقى المثيرون للشفقة.’
“الأمر بسيط. لا أريد أي عوائق في اجتماع العائلة. إذًا، اتبعيني. أما الرفض…فسيعني رؤية هذا الرأس الصغير ينفجر.”
من المعروف أن بايون قد ارتكب جرائم قتل منذ
فترة طويلة، لذلك لم يكن يهدد فحسب دون فعل.
“حسنًا، أفهم، فقط اتركه.”
“سمو الأميرة…! والدي…سيأتي والدي قريبا.”
“ما هذا؟ لماذا يصرخ بشكل مزعج هكذا؟”
هيككك-!
حينها ضربَ بايون لوكا دون تردد.
‘يا له من وغد مجنون.’
لم أكن بحاجة لرؤية المرآة، كنت واثقة من أن عيناي كانت تشتعلان بغضب.
“اضربه أكثر.”
“ماذا؟”
“قلت لك، اضربه أكثر.”
ابتسامة مشرقة ظهرت على وجهي.
“يبدو أنك نسيت شيئًا مهمًا أثناء احتجازك
للرهينة. والدي هو بايير أكواساديل.”
“هاه؟ أوه، يبدو أنكِ لا شيء بدون والدك، أليس كذلك؟”
“لا، بل أنا أكثر من ذلك. فأنا وريثة مواهب
والدي كلها، وستتذكر هذا جيدًا.”
للحظة، تجمد بايون وهو يحدق
بي بوجهٍ خالٍ من التعبير.
‘الآن!’
في تلك اللحظة، استدرت وأمسكت بكتف لوبا.
“لوكا! لوبا! هل يمكنكما الصراخ؟!”
كان صوتي سريعًا وحازمًا.
لم يهم من استجاب، ولكن لوبا كانت أسرع من
لوكا الذي كان مشوشًا بسبب الضرب.
“نعم! أستطيع ذلك!”
“إذًا، ابدأ الآن!”
“هاه؟ ما الذي تخططين له أيتها الفأرة؟”
***
ابتلع أجينور ريقه بصعوبة.
‘هممم، هل يجب أن أطلق على ذلك قتالًا…؟’
بالطبع سيكون كذلك.
عادة ما تبدأ معارك الحيتان القاتلة بنبل ورقيّ.
وذلك لأن كلا الجانبين يمتلكان
القدرة على التحكم بقوة الماء.
ولكن المعركة التي كانت تدور أمامه لم تكن
بأي حال من الأحوال عادلة او نبيلة.
حتى أن أجينور كان يفكر في كيفية وصفها.
ربما كان يجب أن يشبهها بمعركة أسماك البيرانا.
وهذا أمر منطقي، فكاليبسو لم تتردد قط في
مهاجمة خصومها بشراسة رغم عمرها.
‘إنهم يستخدمون قوة الماء بالفعل…’
في الأصل، كانت قوة الماء تزداد
نضجًا وقوة مع تقدم العمر.
ولذلك، لم يكن بإمكان الحيتان القاتلة الصغيرة
توليد سوى عدد قليل من تيارات الماء.
‘وهي تتجنبها جميعًا! كما هو متوقع من أختي!’
وكانت كاليبسو تتفادى تلك التيارات بسهولة كما لو كانت ترى مساراتها بوضوح، بحركات جسدية خفيفة.
“اضربوا! قلت اضربوا! أين قوتكم المائية، أيها الحمقى!”
“نحن… نحن نستخدمها بالفعل…لكن…آه!”
كان أجينور منبهرًا لدرجة أنه لم يعد
قادرًا على تصديق ما يراه.
‘هل تصد هذا الهجوم بجسدها؟’
كيف تمتلك أختي مثل هذه القوة؟
لم يكن أجينور يعلم سبب هذا، ولكن كاليبسو كانت قد تأقلمت بالفعل مع قوة الماء الخاصة بالحوت القاتل القوي مثل بايير.
‘هممم، أنهم ليسوا بمستوى أبي حتى…!’
فخلال التدريبات، كانت تتعرض لكميات
هائلة من تيارات الماء في آن واحد.
وبالنسبة لكاليبسو، كانت تيارات هؤلاء الحيتان
القاتلة الصغيرة بمثابة دغدغة لها لا أكثر.
أما أجينور، الذي لم يكن على دراية بتفكير وتدريبات كاليبسو، كان مشغولًا بالنظر إلى تحركاتها بعينيه.
كانت أصابعها الصغيرة تخترق أعينهم دون
تردد، كما كانت تعض رقابهم بلا خوف.
كانت سرعتها مدهشة لدرجة أنها كانت تستغل جسدها الصغير بكل مهارة، فتلتصق بهذا وتهاجم ذاك، وتوجه ضربات قاتلة إلى رؤوسهم الهشة.
وبالنسبة لحيوانات الأرض البرية، كانت المعركة
أشبه بمعركة شديدة الشراسة.
ابتلع أجينور ريقه بصعوبة وهو ينظر الى هذا مرة أخرى.
‘فعلت كل هذا وهي ما زالت لم توقظ قوة الماء…’
أنها بالفعل في حالة هيجان وحشية دون قوة الماء…
لا أعلم حتى ما الذي تستطيع
فعله عندما توقظ الماء…!
حينها بدأ جسده يرتجف من الحماس.
على ما يبدو، كان في صف الفائز
في هذه المعركة…بلا شك!
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي