طفلة الحوت الأسود القاتل - 2
_____________ الفصل الثاني ____________
“هل هـي ‘هذه’ ؟”
طريقةٌ حديثـها مع الأشـخاص على أنهم
مُجـرد أشياء، ما زالت هي نفسـها.
أحنى المٌـساعد الذي بجانبـها رأسهٌ بأدب.
“نعم سـيدتي.”
“قوةٌ الـمـاءِ ؟”
“حسـنًا بِخـصوص هذا…”
تردد المٌـساعد وأحنـى رأسـهٌ بِتـوتر.
‘قوةٌ الـمـاءِ.’
إنها تٌشـير إلى قوة خاصـة تنتـقل مـن
جيـل إلى جيـل فـي عائلة الحوت القاتل.
بهذه القوة، يسـتطيعٌ ممـتلوكها مٌمارسة
كاملِ قوتهـم حتـى على الأرضِ.
لقد كانت قوة مهمـة جدًا للحـيوانات المائية، الذين لديهم عيـب يتمـثل في أن قوتهـم تضـعف كلما ابتـعدوا عن البـحر.
علاوةً على ذلك، كلما كانـت هذه القـوة أقوى، كلما زادت قدرتـها على السـماح للحـيوانات المائـية والوحوش المحـيطة بإظـهار قوتـها بشـكل كامل.
علاوةً على ذلك، عندما تصـل هذه القوة إلى ذروتـها، يمكن توزيع هذا القوة على جمـيع الحيوانات المائية.
‘لقد حققـتٌ هذا المستوى.’
فـي حياتي السابقة حصلـت على كنـز من الروايةِ الأصلية.
بمـساعدة الكنز، أيقظـتٌ قوة الماء وفي الوقـت نفـسه رفعـتها إلى أقصـى حدودهـا، وفي النـهاية لم أصبح سيدة العائلةِ فحـسب، بل أيضًا جمـعتٌ جميعَ الوحوش المائـية وبدأتُ حربًـا.
‘هؤلاء الأوغاد هاجمـونا أولًا وحاولوا العبـث معنا بِريبةً.’
في الواقع، عندما قرأتها كروايـةً، كانت جمـيع
الحيوانات المائية مٌـجرد أشرار بالنـسبةِ ليَّ.
سيـحاولون أختـطاف البطلةِ السنـجابة اللطيـفة، وإجبارها على أستـخدام قدرتها على الشـفاءِ عن طريق تخديرها، وحتى مٌحاولة قتـلها فيما بعد.
لم تكن العائلة الشـريرة الأخيـرة، عائلة
الحوت القاتل مٌخـتلفةً.
لكن عندما أتيـت إلى هذا العالم، أدركت أن الأشرار الحقيـقين هم الحـيوانات البريـة.
لا يكفي أنهم استـولوا على كٌل
الأراضي الجيـدة في القـارة…
لقد سـخروا من الحيـوانات المائيـة من خلال طردهم إلى أرض مليـئةً بالامـلاح حيـثٌ كان مِن الصـعبِ حتى الزراعـةٌ فيها.
هل هؤلاء الأوغاد يريـدون من الحـيوانات المائية تناولَ الأسـماك التي هي جٌـزءًا مِن الحيـوانات المائية ؟
‘لقد أرادوا أغضـابنـا، وأنا رغبـتٌ بالأنتقامِ…!’
على الرغم من أن أشكالنا الحقيـقية هي عبارة عن حيوانات مائيـة، ولكن عندما نكون فـي المـظهر البشري، علينا أن نأكل ونعـيش مثل البـشرِ تمامًـا.
في الأراضي القاحـلة وعلى الجزيرة، عاشـت
الحـيوانات المائية بِضـراوةً حقًا.
لذلك أصبـحَ هذا الجـيلٌ أكثر قسـوةً.
‘فـي الواقـع، لا أستـطيع أن أقول إنهٌ لم تكـن
لديَّ رغبـةً في الانتـقام حتى في حياتي السابقة.’
في كل مرة، تم بيـعي لعائلة أخرى عنـدما
كان عـمري أقلُ من عـشر سـنواتٍ.
فـي الحياة الأولى، كانت عائلة النـمر الأسود، وفـي الحياة الثانيـة، بعد الكثـير من المتاعب، انخرطت مع العائلة الإمبراطورية حيـثٌ يقـع البطل الأصلي.
ومع ذلك، كنتٌ أعيـش كأداة للبـيع.
غاضبـةً جدًا بِسبـب كٌل هذا، هربـتٌ مِـن حياتيَّ السابقة.
وعندما أكتسـبتٌ القوة، ضربـت أخوتيَّ الأوغاد وحصلتُ على منصـبِ سيـدةِ هذه العائـلة.
‘ما فائدةٌ كُل تلك القـوة أن لم تستـطع إنقاذيَّ في النهاية!’
لقد بدأتٌ حربًا مع عائلات الحـيوانات البرية التي تجرأت على تجاهـل حيواناتنا المائيـة وكدتٌ أن أنتـصر…!
‘لكن، لم أكن أعلـم أن بطـل هذه الرواية اللقـيط المجنون سوف يستـفز الدوق التـنين الذي كان هادئًا طوالَ الوقتِ، مما جعـلنا جميـعًا ننـدفعٌ نحو المـوتِ.’
هذا العالـمٌ غير عادل حقًا.
فـي الأصـل كان على الدوق التـنين أن يلعبَ دور الوسيطِ بين الحـيوانات البريـة والحـيوانات المائيـة.
‘ومع ذلك، فهـو كائن لديه حالة
من الهـياج كٌل عـشر سـنواتٍ.’
كان الدوق التنـين للجيل الحالي شخصًا
يريد فقـط أن يعيـش حياةً هادئـة.
حتى فـي الروايـة الأصليـة، لم يكن لديه أيَّ اتـصال تقريبًا مع البـطلة الرئيسـية، أو أنهٌ كان مُجـرد شخصًا يعطي نصائـحًا حكيـمةً لها.
نظرًا لأن البـطل شعر وكأنه سيخـسر، فقد استفز الدوق التنيـن، الذي كان يعيـشٌ حياة هادئة، ليُـصاب بالهياج، ومن ثم انتـهى الأمر بالجمـيع في مجـرزةً تامة!
وفي حياتـي السابقة لقد أتخـذتٌ قراريَّ.
هذه المرة، لا بد ليَّ من العـودة إلى المنزل.
‘يجب أن أصـبح عروس التنين.’
من الجـيد أنني أتخـذتٌ هذا القرار، لكن… أن العقبةَ الأولى كانت النـظر إليَّ بأعـين واسـعة.
حسنًا، ماذا علي أن أفعل حتى لا تعـتبرني
تلك السيدة العـجوز وقحـةً على الفور ؟
“تسك، هل أحضـرت مٌجرد شـيئًا عديم الفائـدة ؟”
تَجهم تعـبير تلك السـيدة العجوز، وتحدثـت
بِصوت بارد كالجلـيد.
“سيدتي، ما-ماذا سيكـون أسم هذه الطـفلة…؟”
“كاليبسو، سأقوم بتسمـيتها كاليبسو أكواسياديل.”
“نعم سيدتي، سأسـجلهٌ هكذا.”
‘عملية التسـميةِ تسيـر بنفس الطريقة هذه المرةَ أيضًا.’
كاليبسو، نفـسٌ اسم جنـية الـمـاء.
لماذا أعطتـني مِثل هذا الأسم الثـمين، بينما
كانت تقوم بِـ بيـعيَّ فـي كٌل حياة ؟
‘على الأقل لديها القلـيل من الضـمير، بفتت!’
لقد شعرتٌ بالأستـياءِ من جدتـي كثـيرًا في حيواتي السابقة، ولكن من المـفارقات الآن أننـي أحدقْ فيها دون أيَّ مـشاعر.
سبب حـدوث ذلك هو ما قالهٌ أحـد أتباعيَّ
في حياتي السابقة قبل وفاتـهِ.
“سيدتي، جدتكِ الراحلة ندمـت على
ذلك حتى يوم وفاتهـا…”
“هاه ؟ ما هذا الهٌراء ؟ هل أصبتَ
بالجنـونِ قبل أن تمـوت ؟”
ولكن، لم يكن التـابع الذي خـدم عائلة
الحوت القاتل لأجيال، يتـحدثٌ بالهٌراءِ.
“هاها، قال إنهٌ علـيَّ رؤيتـها لمرة واحدة على الأقل…ومن ثم أعادتـها مرةً أخرى…هاها…!!”
بالطبع، لم تجعـلني هذه الكلـمات أسامـح جدتي على كل شيء، لكنـني كنـتٌ أشعر بالفـضولِ.
لماذا بِحـق كانت دائمًا حريصـةً على التخـلصِ مني ؟
كان هناك الكثـير من الأمور التي لم يتم
حلها، والعديـد من الأشـياء التي لم أحبـها.
لم تكن هناك حاجـة لأي شـيء من ذلك في هذه الحياة على أيَّ حال، كل ما كان علي فعلـهٌ هو البقاء على قيد الحـياة وبيـعيَّ كعروس للتنين.
في عائلة الحوت هذه، القـوةٌ تسـيطر على كل شيء.
“جدتي…”
مددت يـدي وناديـت جدتي.
كانت يدي صغيرةً مرةً أخرى للمرةِ الرابـعة.
‘اللعنة، يجـب أن يكون عمـري عشرٌ سنواتٍ على الأقل حتى يتم بيـعيَّ كعروس للتنين.’
متى سيـحدث ذلك ؟
تمسـكتٌ بيـدي الجمـيلتين ورفعـت علـى
رؤوس أصابعـي قدميَّ بكل ما أوتيـت من قـوة.
“انتـظري!”
توقفـت الجـدة التي كانت سوف تستـدير وتغـادر بعـيدًا.
نظر وجهـها الوسيـم إليِّ.
“ماذا قلـتِ ؟”
“جدتي!”
ظهر العبـوس بِحـدة على تعبير جدتي، كما لو كانت في حيرة من أمـرها، التفـتت إلى المُـساعدِ.
“هل تعـرفٌ حقًا كيف تتـحدث ؟ من علمـها ذلك ؟”
لقد كان هذا مٌفاجـئًا.
حيوانات الحيـتان كبـيرة وقوية منذ
ولادتها، لكن نـمو دماغـها بطيء.
إنها نوع من السـماتِ العُنـصرية.
باختـصار، بغض النـظر عن مدى ذكاء الحيتان، لا يزال يٌطلق عليـهم بـ ‘الأغبياء’ الذين لا يستـطيعون التـحدث لفتـرة طويلة بعد ولادتهـم.
على الرغم من أنهم يعرفونَ كيفية
التحدث، إلا أن نطقه كان متلعثمًا.
“هاه ؟ نعم سيدتي، عندما يبلـغٌ الطـفل عاميـنِ تقريبًا، يمكـنهُ أن يتـعلم كلماتٍ بسـيطة…”
“من قال إنها مٌجرد طـفل عادي ؟ أطـفال الحوت يتـحدثون في سـن مٌتأخر! أليس نطقـهم دائمًا يكون غير صحيـح حتى سن الخامسة ؟ هل تقولٌ بإنها ذات رأس سمـكة ؟؟ أنتَ هو الأنشـوجة هنا.”
[توضيح/ الأنشوجة هي نوع صغـير وغني بالمغذيات من الأسـماك، إذ إنها جنـس من الأسـماك تتبع الفصيلة البلمية من رتبة الصابوغيـات، والهـدفٌ من ذكرها في النص أعلاه للإشارةِ إلى أن هذا النوع من الأسـماك غبـية للغاية في العائلة المائية، لذلك نفـت الجـدة كون كاليبسو هكذا.]
“…”
أوه، لسـانٌ جدتيَّ الحاد، مِن المُنعشِ
سماعُ ذلك بعد مـرور وقت طـويل.
لم تكن تسـميةُ ‘الأنشوجةِ’ إهانـةً لهُ حقًا، ولكن لأن المساعد كان حقًا أنشوجةً، فقد تم تسمـيتهٌ بذلك.
“أنتِ، قوليـها مرةً أخرى.”
نظرت إلى جدتي وابتـسمت بشـكل مشـرق.
‘نعم، أليـس هذا مٌفاجـئًا ؟ أنا أعرف كيفية
التحـدث بشكل صحيـح.’
يا لها من سيـدة عجوز مٌزعـجة.
“جدتي!”
“هاه، أعتقد أنها لسـت على مسـتوى التـحدثِ فقط، ولكنها تستـطيعٌ الأسـتماعَ والفـهمِ، كيف حدث هذا ؟”
“حسـنًا، لم أسـمع أيَّ شـيء عن هذا
من الخادمة والمربيـة.”
بالطبع، هذا لأنني تصرفـت كالحمقاء أمامـهم.
حتى لو ولدت مرة أخرى، لم أكن لأقـوم بأشياء طفـولية.
لقد كانت هذه صـفاتٍ أساسـية للحيتان.
ليس من السـهل التغلـب على قيود النـمو البطيء أو عدم القدرة على استخـدام اللسان في مرحلـة الطـفولة، لذلك تمكنـت أخيرًا من التـغلب على ذلك.
‘سيكـون من الرائع لو تمكـنت من
التـحدث بوضوح في وقـت سابق.’
لسوء الحظ، ما مضـى قد مضـى.
أنا راضـيةً عن حقيـقة أنني أسـتطيع
أن أبدأ هذه الحـياة بشـكل أكثر ذكـاءً.
بالإضافـة إلى ذلك، فإن سبـب موت الحيتان فجأة في عمر السـنة أو سـنتين هو أن مناعتـها أضعـف من مناعة الحـيوانات البـحرية الأخرى.
على الرغم من أننـي لسـتٌ عبـقريةً أو قويةً كما توحـي الروايةُ الأصـلية، إلا أن الحيـتانَ تُصـبح قويـةً جدًا عندما تكـبر، على العكـس في طفولتـها تكونُ ضعـيفةً للغايةِ.
وبطبيعة الحال، حقيـقةُ أنهم كانوا أقـوى من الحيوانات العادية الأخـرى، عندما كانـوا أطـفالًا هي قصـةً مٌنفـصلة.
إذا جاز التعبـير، لديهـم قـدرةً قوية، لكن
أجسادهـم هي الضعيـفة.
“هل ولد عبـقري بين رؤوس الأسـماك
الصغـيرةِ الغبـية هذه ؟”
“رأس السمـكة! جدتي رأس السمـكة!”
“…”
أصـبح تعبـير جدتـي غريـبًا.
بدا أنها أدركـت أنني أقـوم بإهانتـها الآن.
“هل أهنتـني للتو ؟”
نعم هذا صحـيح، أيتها السـيدة العـجوز.
على الرغـم من أنني أبتـسم الآن، إلا أن
الاسـتياء الذي في داخـلي لم يختـفِ تمامًا.
تظاهرتٌ عـمدًا بعدم المـعرفة وصرخـتُ بِثـقةً مرة أخرى.
“رأس السـمكة!”
أمسـكت يد جدتي بملابسـي ورفعـتها.
“أنتِ وقحـةً حقًا.”
هل هذا هو شـكل القـطة عندما تعـض أمها رقبـتها ؟
لقد كانت حقًـا يدًا قويـة.
“كيف تجرؤيـن على مناداتـي برأس السـمكة ؟”
لو تمزقـت ملابـسي بهذه الطريقة، سأصاب
بارتجـاج فـي المـخ.
وبدلاً من المـقاومة، ارخيـت من نفـسيَّ.
“مظهرهـا نٌسـخةً من بايير، ولكن كونها صغيـرةً إلى هذا الحد، بالإضافـةِ إلى إن لياقتـها البدنيـة في مستوى مخـيب للآمال حقًا.”
“نعم سيدتي…عادة، في سـن الثالثة، مٌعـظم الحيتان يكون حجـمهم أكبر من هذا بكثـير.”
“لا تمـتلكٌ قوة الماء…طفـلةً بِنصـف قوة، فقط أن سرعة نمو دماغـها جيدة، أنتِ تفهمـين كُل ما أقوله الآن، إليس كذلك؟ هل يمكـنكِ إثبات أنكِ مٌفـيدة ؟”
ماذا تقـول هذه المرأة العجـوز الآن
لمُجرد طـفلة في سـن الثالثة ؟
عندما أطلقـت تنهيدة خافتة، خطر
في ذهني تعبـير مثير للشـفقة.
“لديكِ مثل هذا الجـسم الصغـير والهـش، هل هناك مجال حتى لنـمو الأسنان والأنيـابِ الحـادة ؟”
لا بد أن جدتي قد شاهـدت هذه العمـلية مع إخوتيَّ
الثلاثة الأكبر سنًا، وحتى مع والدي الذي هو أبنـها الأصغر، بالإضافةِ إلى أبناء عمـومة آخرين أيضًا.
وبما أنها كانت الأقوى، فقد كانت طاغيـةً مغرورة لا تسـتطيع أن تفـهم حالة الضعـفاء.
“هااااه، ليسـت هنالك حاجة إلى طـفل في عائلتنا ذو عقل جيـد بدون وجود القدرةِ الجـسدية.”
“جدتي! سأثبـتٌ ذلك!”
تظاهرتٌ بٍعـدم الفـهم، ومددت يدي وسحـبتُ شيئًا ما.
“أنا سأثبـت ذلك!”
وفجأة، تم سحـب شيء ما كان بيـن يدي.
كان شعر جدتـي الأبيـض النقـي الذي كان تحـت أذنيـها.
ومن ثم قد أبتـسمتُ أبتـسامةً زاهية، مُتـظاهرة
بِعدم الفهمِ.
“جدتي، لقد أثبتُّ ذلك!”
هاهاها، أردت حقًا أن أفـعل هذا مُـنذ فتـرة طويـلة.
أثبـتُّ لكِ، أيتـها المـرأة العجـوز!
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي