سمكة الغابة الماكرة - 1
أهمث، الذي يكبرني بعام واحد، لن يعترف بذلك أبدًا، لكنه يجب أن يعرف أن حياتي أكثر تعقيدًا من حياته. لا أتفق مع القول بأن حياة المرأة تكون أفضل عندما تتدفق بهدوء مثل نهر لوثر. بينما يتدفق النهر بغض النظر عن المشاعر الإنسانية أو الظروف، فإن المرأة التي تعيش مثل النهر ستنتهي إلى الركود والتعاسة.
في كل صباح، يستقبلني برج القلعة المدبب من خلال نافذة غرفتي. كان هذا البرج في الماضي مكانًا يُدعى إليه السحرة المشهورون لتعليمهم تعويذاتهم. في الوقت الحاضر، اختفت هذه الأشياء القديمة والسحرية، وأصبح مكانًا لتعلم ديانة جانيت.
ومع اختفاء قصص استخدام التعويذات تحت الأرض، غرقت أيضًا حياة وحريات النساء. ولهذا السبب، كنت أكره ذلك البرج المدبب. ولم يستطع أخي الأكبر أهمث، وهو رجل، أن يفهم هذا الشعور.
“أرانيس!”.
كان الاستيقاظ عند الفجر مزعجًا بما يكفي، لكن تعلم الخياطة بعد الاغتسال وارتداء الملابس كان الأسوأ. كانت المعلمة التي جاءت بدعوة امرأة فظيعة، كانت تحدق باستمرار وتفقد أعصابها.
“لا أستطيع النزول الآن!”.
ألقيت إطار التطريز وتسلقت للخارج، وأنا أركب شجرة ملتوية. لم يكن الهروب في يوم حافل بالتحديات أمرًا صعبًا. في الآونة الأخيرة، كنت على دراية بلساني، لذا فمن المحتمل أن يكون المعلم البليد قد فاجأه الأمر.
“لقد تمزقت تنورتي مرة أخرى، يا إلهي…”.
لقد بنى أسلاف عائلة رودريجوس القدماء قلعة مسورة لتعليم النساء. ومن المؤكد أن بعضهن عاشت حياة كئيبة وبائسة، فماتت دون أن تعبر ذلك الجدار المنخفض. وفي حالتي، كنت محظوظة. فقد كانت الشجرة التي زرعها جدي الراحل لإحياء ذكرى ميلاد أخي الأكبر، أروكس، ذات فائدة كبيرة.
“سأسامحك على ما حدث اليوم، لذا انزل فورًا”.
كانت الرياح التي واجهتها وأنا جالس على حافة الجدار مختلفة عن الرياح التي أتت عبر نافذة الصباح. كانت مذاقها حلوًا وحرًا عندما استنشقتها.
“أرانيس بريام رودويجو…!”.
“لا”.
هددتني أمي بتغيير مدرستي إذا تسببت في المزيد من المشاكل. وهذا ما كنت أريده بالضبط. لم أكن أريد مدرسة في حياتي التالية يخبرني بالتصرف بشكل لائق والخياطة لأنني ولدت امرأة.
“أروكس! أهمث!”.
وقفت على الحائط ولوحت بيدي. وابتسمت بابتسامة مشرقة للأخوة الذين مدوا أعناقهم لينظروا إلي. شحب وجه أروكس وأنا أركع استعدادًا للقفز. أسقط سيفه الخشبي للتدريب وركض نحوي.
“هنا أذهب”.
كنت أتمنى أن يعلمني المعلم التالي عن العالم الذي يقع خلف الجدار. كنت أرغب في الهروب من الممرات الحجرية المسطحة للقلعة إلى الطرق الترابية الصفراء المليئة بالبخار والمروج الشاسعة التي تشبه بطن الحوت. كنت أرغب في معلم يكذب عليّ ويقول لي إنني أستطيع السير إلى جانب إخوتي عندما أبلغ سن الرشد.
“أروكس! أمسكني!”.
“أرانيس… حقًا!”.
من تعبير وجه أروكس، استطعت أن أستنتج ما إذا كان سيتمكن من الإمساك بي أم لا. فمن خلال خبرتي السابقة، كان أروكس سيتمكن من الإمساك بي حتى لو أدى ذلك إلى كسر ذراعه. وحتى عندما كان أقصر قامة، كان يركض يائسًا للإمساك بجسدي المتساقط.
“هنا أذهب!”.
كانت ثقتي في أخي هي وحدها التي سمحت لي بإلقاء جسدي القرفصاء من على الحائط. ولم أشعر قط بشعوري بشعري ينتصب وأطرافي تطفو في الهواء. وإذا أخطأ أخي وهبطت على الأرض بشكل خاطئ، فقد أكسر ساقي. لقد جاءت حريتي بتكلفة باهظة.
“لقد أمسكتك!”.
لقد كبر أروكس، الذي فاجأني بذراعيه القويتين، كثيرًا منذ آخر مرة رأيته فيها. لقد أصبح كتفاه أكثر صلابة بعد الالتحاق بالأكاديمية، وهو المكان الذي لا يستطيع سوى الرجال الذهاب إليه. لقد كبر وتصلب بطريقة لم أكن لأتمنى أن أتمكن من مقارنتها بفتاة.
“اوف”.
عندما نهض أروكس، وفحص معصمه، شعرت بطعم الخوف يجذبني إلى جانبي. إن إيذاء أروكس، المولود الأول الثمين، يعني أكثر من مجرد تفويت بضع وجبات.
‘هل انت مصاب؟”.
كان الأمر فظيعًا أن يتعرض شخص ما للأذى من أجل حريتي. لم أكن أنتظر بفارغ الصبر عودة أروكس من الأكاديمية لأؤذيه.
“أنا بخير، نيسي”.
ربت أروكس اللطيف على رأسي وأنا أرتجف. كان اللقب الذي أطلقه عليّ يحمل نفس المودة التي حملته له العام الماضي. قفز قلبي فرحًا، بعد أن انتظرت هذا اليوم بلا نوم. تغلب عليَّ الشوق الذي تجاهلته وأنا أعانق أروكس.
“لقد افتقدتك حقًا كثيرًا!”.
“لقد أصبحت أكثر تدليلًا، نيسي”.
على الرغم من كلماته، لم يدفعني أروكس بعيدًا. لقد كان مختلفًا عن ذلك الرجل البائس الذي كان يرقد في الظل يقرأ الكتب طوال اليوم.
“أهمث! لم تأت حتى لتراني أسقط؟”.
الإله جانيث ذو الوجوه الثلاثة لديه ستة عيون. ولكن ما فائدة العيون الكثيرة إذا أرسلوا الشخص الخطأ إلى الأكاديمية؟ كان ينبغي أن يكون أهمث ناقد الكتب بدلاً من أروكس. كنت أتمنى تبديل مكانهما، حتى مع التدخل الإلهي.
لقد أزعجتني عينا أهمث الذهبيتان، اللتان تركزان على كتابه. لم يرفع رأسه حتى، فقد وجد صراخي مسليًا.
“نيس، قفي”.
ساعدني أروكس على النهوض، فقد تمزقت ملابسي الداخلية وتنورتي بشكل لا يمكن إصلاحه بسبب تسلق الشجرة. بدا أروكس مرتبكًا بعض الشيء، وهو يصلح شعري الذي بدا وكأنه عش طائر.
“ستغضب والدتك إذا تعرضت لإصابة خطيرة. لا ينبغي للسيدة التي على وشك الزواج أن تتسلق الأشجار والجدران”.
“لن أتزوج”.
“هذا مستحيل”.
منذ اللحظة التي بدأت فيها أفهم الكلمات، كنت أسمع عن الزواج ومصير المرأة حتى تقرحت أذناي. كانت تلك الحياة المحددة سلفاً تستبعد رأيي. فهل أستطيع أن أحب حياة لا تستحق الحرية؟.
كان المرج خلف القلعة، والذي كان مسموحًا فقط لرجال العائلة بالدخول إليه، ملكًا لأروكس وأهمث. أما المرج الذي أحببته فكان ملكًا لهما، وكان يتطلب إذنهما للدخول.
الزهور البرية غير المكررة والحساسة، والتلال، والغابات القديمة المختبئة في مساحات شاسعة، والحيوانات – كل هذا يحتاج إلى إذن رجل لكي يتم رؤيته. لم أستطع إلا أن أحبهم.
في بعض الأحيان، كان والدي وأروكس يشفقان عليّ ويسمحان لي بمقابلتهما، لكن أمي وأهمث تعاونا لتصويري كشخص غريب الأطوار. كان من المهين أن أحتاج إلى إذن والدي، وفي المستقبل، إذن زوجي. لقد أغضبني تجاهل أهمث لهذا الأمر.
ومن ثم، كان هذا عقابًا مستحقًا. فبينما انحنى أروكس لالتقاط سيفه الخشبي، جلست القرفصاء وجمعت بعض التراب الناعم. وكان سكب التراب على رأس أهمث ليشكل مشهدًا رائعًا. وقد يظن أولئك الذين لا يدركون الموقف أنني كنت قاسيًا للغاية، فألقي التراب على أخ لم يمسك بي.
لكن أهمث ارتكب خطأ لا يغتفر.
“أهمث!”.
كان الأمر الآن أو أبدًا. لقد تآمر مع المعلم لمنعي من الخروج وكان دائمًا يكتشف محاولاتي للهروب ويبلغ عنها. وعلى عكس أروكس، لم يسمح لي بالخروج أو يظهر أي تساهل. مثل هذه التكتيكات الخبيثة لا تليق بأخ.
أمسكت بالتراب وركضت. تخيلت أهمث وهو يعود إلى القلعة مغطى بالتراب، فشجعني ذلك على الركض. حتى لو سقطت مني بعض التراب أو تعثرت، فلن أتمكن من العودة.
وبينما رأيت الكتاب الذي كان أهمث يعتز به، بغطاءه الجلدي الناعم، انطلقت صرخة أروكس التحذيرية عبر المرج.
“نيسي!”.
لقد جاءت الصرخة متأخرة للغاية؛ فقد كانت الأوساخ قد غادرت يدي بالفعل. لقد ملأني مشهد الأوساخ التي تغطي كتاب أهمث وصدره بشعور سريع بالنصر. إذا تمكنت من الوصول إلى التل، فسوف أفوز.
“أنتِ شقية!”.
“أهمث!”.
لقد فشلت في الهرب. كان أهمث، الذي يكبرني بعام ويطولني بعام، يتدرب على استخدام سيف خشبي كل عصر. وقبل أن أتمكن من فعل أي شيء، أمسك برقبتي وجرني مثل خنزير مذبوح. وراح أهمث يلعنني ويقذفني في الاتجاه المعاكس. ورغم أنني كنت أتدحرج على الأرض، إلا أنني لم أندم على ذلك.
كيف لم يستطع مساعدتي بهذه القوة؟ لم أكن لأفعل نفس الشيء.
“أهمث! توقف!”.
“اتركها! إذا واصلت الوقوف إلى جانبها…!”.
لو لم يتدخل أروكس، لكان أهمث قد ضربني. والآن بعد أن أصبح أروكس هنا، أحبطت محاولة أحمد للانتقام. وشعرت بالثقة، فأخرجت لساني في وجه أهمث، الذي داس بقدميه على الأرض بغضب، بعدما ثبته أروكس.
“سأقبض عليكِ عندما يرحل أروكس!”.
“نفس الشيء هنا”.
في العام الماضي، كنت لا أزال قادرة على الصمود أمام أهمث في قتال، حيث فزت ثلاث مرات من أصل عشر مرات. ومنذ تدريبه الرسمي، كنت دائمًا أخسر. وهذا أغضبني.
“أرانيس، لقد شعرت بالأسف تجاهك والتزمت الصمت، ولكن…!”.
“قلها، أنت لست مخيفًا على الإطلاق”.
كانت تهديدات أهمث تتضمن عادة الوشاية بالأم أو الأب، ولا شيء جديد. لكن هذا كان مختلفًا. لم يكن ذكره لخطيبته المستقبلية خدعة. فقد أكد صدق صوته ورد فعل أروكس المضطرب ذلك.
هذه كانت الحقيقة.
لقد ارتخى ذراعي، واختفت القوة في عيني، وتبددت كل إرادتي في إنكار ورفض الحياة المفروضة علي.
لم يبقى شيء
~~~
القصة مع طابع العصور الوسطى المظلم، ومن هنا شخصية بطلتنا يلي تحاول تحارب مجتمعها بي ذا مو كل شي في احداث مجنونة قادمة.
أهمث اسمه الاصلي أحمد بس عشان المترجمات ما يحسوني ما اعرف اترجم ف اخليه أهمث مع أن أحمت يعتبر أفضل