زوجي هو الشخصية المفضلة لدي، إلا أنه يطلب الطلاق! - 1
1.لقد تلبّست روح الشريرة المجنونة.
“حتى إذا سقطت إلى الخلف، ستجدين المال في طريقك.”
كان ذلك في يوم ولادتي. قيل إن جدتي التي تهتم عادة بالأبراج وقراءة الطالع قد قالت ذلك لوالدي الذي شعر بخيبة الأمل لكوني فتاة.
لم يكن واضحاً إن كانت جدتي قد قالت ذلك لتريح والدتي التي كانت قلقة بعد إنجاب طفلها الأول بعد عشر سنوات من الزواج، أو لأنها كانت تؤمن حقاً أنني سأكون محظوظة في المال. لكن، لم يمضِ وقت طويل حتى بدأت كلماتها تكتسب مصداقية كبيرة.
حصل والدي، الذي كان يعمل في شركة صغيرة، على عرض عمل لم يحلم به في حياته من شركة كبيرة، وسرعان ما ارتقى إلى منصب عالٍ وبدأ يتقاضى راتباً كبيراً.
في ذلك الوقت، كان والدي يعتقد أن كل هذا بفضل قدراته الشخصية، وامتلأ بالثقة حتى أنه أعلن تركه للعمل ليبدأ مشروعه الخاص.
والدتي، التي كانت مطيعة لوالدي طوال حياتها، عارضت قراره لأول مرة وغادرت المنزل معي، لكن والدي لم يهتم، بل قام بضخ جميع مدخراته وتعويضاته في مشروعه.
بطبيعة الحال، لم يسبق له إدارة مشروع من قبل، لذا لم تسر الأمور كما خطط. ووقع في ديون كبيرة من الأقارب والمعارف، فأسرع بالبحث عن والدتي… بالأحرى بحث عني.
“ابنتي، لقد كنت مهملًا حقاً. الآن سأكون مختلفاً. سأأخذك في الرحلات التي كنت أؤجلها بسبب انشغالي. وسأجني المال وأجعلك تعيشين في رفاهية.”
“أوه، كنت مهملًا؟ لم ألاحظ بسبب راحتي.”
“حقاً؟”
تنازل والدي المتعجرف عن كبريائه واعتذر بإخلاص، ومما يثير الدهشة أنه ما إن عدت للمنزل حتى بدأت أعمال والدي في الازدهار بشكل لا يُصدّق، حتى أنه استطاع سداد جميع ديونه خلال شهر واحد، واستمرت الأخبار الجيدة تتوالى ليصبح سريعاً مالك شركة صغيرة وناجحة.
مع تحسّن أحواله، بدأ الأقارب الذين كانوا يتجاهلونه بالتقرب منه، حيث حصلوا على مناصب في شركته وأصبحت العلاقات العائلية رائعة، حتى وفاة والديّ المفاجئة.
“كيف يمكن لطفلة مثل ‘أون جو’ أن تتعامل مع كل هذه التركة؟”
“صحيح، ووالدتك كبيرة في السن، لذا علينا أن نتولى الأمر.”
“لماذا تتدخلين أيتها الخالة؟ لقد كنتُ الأقرب إلى والد ‘أون جو’. بالطبع، يجب أن أكون الوصيّ.”
إرث والديّ أدخل العائلة التي كانت متماسكة في دوامة من الخلافات.
“أوه، لم أتوقع أنكم تهتمون بي لهذه الدرجة. بالمناسبة، هل كانت الخالة قريبة من أبي؟ عموماً، جدتي في صحة جيدة ولا تحتاجون لأن تكونوا وصيين لي.”
كانوا جميعاً يتسابقون ليصبحوا وصيين على إرث والديّ وأموال التأمين، لكن جدتي صمدت وتمسكت بمكانها كوصية. وبعد وفاتها عندما بلغت سن الرشد وأصبحت وحيدة تماماً، بدأت بإدارة أموالي بنفسي، وسرعان ما أدركت:
“أنا حقاً مولودة بحظ استثنائي في المال!”
حتى المحلات التي عملت فيها بدوام جزئي كانت تستقطب الزبائن بشكل مستمر، وفزت بمبلغ كبير في اليانصيب الذي حصلت عليه بالصدفة.
وخطرت لي فكرة اختبار حظي؛ لذا قمت بتأسيس شركة استثمارية بجرأة. وكانت النتائج مذهلة؛ فقد نجحت كل المشاريع التي استثمرت فيها محققة أرباحاً ضخمة.
اكتشفت أن كسب المال أكثر متعة وملاءمة لي مما توقعت.
لكن…
“يجب أن أكسب المزيد. هذا لا يكفي أبداً.”
ترى، هل ورثت “مرض المشاريع” من والدي؟ أم أن طمع البشر هو كذلك؟ فمنذ أن بدأت بكسب المال، امتلأت أفكاري بأن المال لا يكفي أبداً.
وعلى الرغم من استغرابي، أصبحت مهووسة بجني المال كما لو كنت غارقة في دوامة لا مهرب منها.
حتى أتى يومٌ ما… بينما كنت قد فقدت ثقتي في الناس تماماً وتخلّيت عن الحب الحقيقي بسبب الطمع في أموالي، نشأت لدي هواية غير متوقعة.
“يوكليد… أنت هو المستقبل.”
بينما كنت أخطط للاستثمار في مجال المحتوى، صادفت بالصدفة رواية فانتازيا رومانسية بعنوان “اختيار القديسة الخطير” وغرقت تماماً في حب الرواية.
لكن المشكلة أن شخصيتي المفضلة لم تكن البطل، ولا حتى البطل الثانوي، بل كان مجرد شخصية جانبية!
“أوه، يا له من وجود ضئيل كالغبار.”
قرأت مرات ومرات حتى حفظت نصوصه الصغيرة عن ظهر قلب. وبما أنني لم أملك سوى المال، لم يكن لدي خيار آخر.
“هل اسم المؤلف ‘دون مي سي’؟”
يالها من كنية أعجبتني.
“النشر مفتوح، وسأدفع لك أجرًا على كل فصل تكتبه بالقدر الذي تريده، فقط اكتب قصة جديدة تتعلق بـ‘يوكليد لويديون’ أو قصة جانبية يكون فيها هو البطل.”
وبعد لحظات قليلة.
“هاه؟ بالفعل؟”
ظهرت علامة القراءة، ولم تمر دقيقة حتى وصل الرد.
“لا يمكن أن يكون رفضًا، أليس كذلك؟”
هذا مستحيل.
“لابد أنها تسأل فقط عن المبلغ المحدد الذي يمكنني دفعه، صحيح؟”
ففي هذا العالم، لا يوجد شيء لا يُمكن تحقيقه بالمال، وإذا لم يتحقق، فهذا يعني فقط أن المال غير كافٍ.
ثم بدأت أحرّك الفأرة بسرعة، متوقعةً ردًا إيجابيًا.
ولكن قبل أن أتمكن حتى من التحقق من المحتوى.
“آه…؟”
أصبحت رؤيتي مشوشة وبدأت أشعر بأن قواي تتلاشى شيئًا فشيئًا.
ثم دمدمة!، إذ ارتطم جسدي ورأسي بالأرض، ودوّى الصوت في أذني كصوت الرعد.
وعندما فتحت عيني مرة أخرى…
“هل هذا حقيقي؟”
لقد أصبحتُ إيفجينيا فاسيليان، الشريرة التي تلعب دور أخت البطلة وابنة عمها في رواية “اختيار القديسة الخطير”، وهي مهووسة بوليّ العهد، الذي يُعد أحد أبطال الرواية.