رئيسة عائلة الدوق الصغيرة - 9
” أنا حي … “
لم يصدق فينيس أن إسكال تركه يذهب بسرعة دون أن يفعل شيء و خاصة بعد أن سمع تلك الضحكة المخيفة التي تنذر بالسوء .
كل ما فعله هو السؤال عن موعد وصولهم بعد أن عرف أن قائد الفرسان سيحضرهم إلى القصر الإمبراطوري ثم طلب منه الخروج و كأنه يطرده .
في الحقيقة ، كان هناك الكثير ممن حاولوا خداع الإمبراطور بإحضار أشخاص مزيفين على أنهم طفل الدوق و أحيانا طفل الماركيز .
و في كل مرة يكتشف أمرهم بسبب عدم القدرة على إظهار قوة الماء أو تزييف الشعر الفضي الذي يميز العائلة الإمبراطورية .
لكن هذه المرة مختلفة ، بما أن السيد جايدن قد رأى الطفلة تطفأ الحريق بقوتها و حتى الشعر الفضي لدى طفل الماركيز كان حقيقيا .
كما أنه آخر من رآهم عندما سلم رسالة الدوق السرية إلى الدوقة قبل أن يختفوا ، لذا فهو متأكد من ذلك .
غير أن هناك لغز آخر مرتبط بالأمر و يجب حله .
‘ كيف لم ينتبه أحد إلى وجود قرية رغم أن جلالته قد مسح الإمبراطورية بحثا عنهم ؟ ‘
سأل فينيس نفسه .
و الأغرب ، هو أن هذا الأمر بذات هو ما كان الآخرون يتحدثون عنه في هذه اللحظة …
* * * * * * *
~ أثناء توقف العربة و تناول الغداء ~
توقفنا لفترة لتناول الغداء في النزل مع أن وقته كان قد تأخر و كان لا يزال أمامنا يومان حتى نصل إلى العاصمة .
و أثناء المغادرة ، لفتت إنتباهي زخرفة كانت معلقة على ملابس السيد ليونارد و أتذكر أنه كان يرتديها دائما فإنتابني الفضول حول الغرض منها .
” سيد ليونارد ، هل لي أن سأل عن ما هي هذه الزخرفة ؟ تبدو مميزة و خاصة أنني أراك ترتديها دائما “
لم أقله بنية سيئة و لكن ، يبدو أن تعبير وجهه لم يكن لطيفا كالعادة و لكنه أجاب على سؤالي رغم ذلك .
” بما أنك تعلمين القصة الآن ، فأعتقد أنه لا مانع من إخبارك عنها “
لأكون صريحة ، لقد توقعت أن يكون هناك شيء ما عنها .
طوال الفترة التي عشناها في القرية ، كانت هناك العديد من الأمور الغريبة و غير المفهومة .
و أحسن مثال على ذلك هو هذه الزخرفة و قلادتي و سوار يملكه ثيو و هي جميع أشياء إعتدنا إرتدائها دون أن نخلعها أبدا .
فإن كانت القلادة التي أمتلكها تحجب قوتي ، فلابد أن الغرضين الآخرين لهما عمل مشابه كإحتمال .
لذا أومأت برأسي و حثثته على أن يتكلم .
” هذه الزخرفة تعمل على إخفاء الهالة “
” لماذا تخفي هالة ؟ “
” يمكن لساحر المحترف أن يتتبع أثر المانا ، فحتى إن لم أستعملها ، فسيكون هناك قدر ضئيل يتسرب منها و هو ما يكفي للعثور علينا عندما إختفينا “
” هكذا … إذا ، هل تعرف شيء عن السوار الذي يملكه ثيو ؟ “
” ليس كثيرا و لكنه على ما أعتقد ، فإنه يمتلك سحرا يمنع من التعرف على المظهر الأصلي للمستخدم و يجعله ضبابيا “
” ماذا ؟ “
سألت بإستغراب ، لماذا قد يخفي ثيو مظهره الحقيقي ؟
رأى السيد ليونارد حيرتي و أجاب على سؤالي و كأنه مكتوب على وجهي .
” أنت تعلمين أن والد ثيو كان من العائلة الإمبراطورية و بما أنها العائلة الوحيدة التي تمتلك شعرا فضيا ، فإن ثيو أيضا ورث هذه الميزة بسبب الدم الملكي الذي يسري في عروقه “
” أنت تقول أنه إرتداها بسبب لون شعره حتى لا يكتشف أحد هويته ؟ “
” هذا صحيح “
” لكنني كنت أراه لونه فضيا طوال الوقت “
” هذا بسبب قوة الماء التي تمتلكها الآنسة و السوار لا يعمل إلا على الأشخاص العاديين و السحرة بدرجة معينة ، لذا هذا لا ينطبق عليك “
” لكن ، حتى و إن أخفينا نحن الثلاثة هويتنا ، أليس من المحتمل أن يتعرف أحدهم على أمي أو العمة فيوليت كما فعل السيد جايدن و خاصة أن وجه الدوقة و الماركيزة معروف بسبب الحادث ؟ “
” ليست مشكلة ، لأننا وضعنا سحر لتمويه و حماية حول القرية “
” كيف يكون التمويه ؟ “
” إنه حاجز معد حتى لا يتمكن أحد من أن يعرف موقع القرية ما عدا من يعيشون فيها و قد تمكن الفرسان من الوصول إليها لأن أحد السكان القرية كان قد ذهب لطلب المساعدة و عاد معهم ، لذا فإنه حتى الإمبراطور الذي بحث في الإمبراطورية بأكملها لم يجد موقعها “
” يبدو أنكم قد فكرت في جميع الاحتمالات الممكنة … “
” بالطبع ، فالدوق كان حريصا على حمايتكم حتى و إن لم يستطع حماية نفسه ، و هو من أعطانا هذه الأوامر بنفسه “
شعرت بالحزن لأن والدي كان يفكر فينا و في حمايتنا رغم أنه كان على حافة الموت .
لابد أنه كان من الأصعب على أمي الهارب هكذا لإنقاذي و هي تعرف ما سيحدث له و مع ذلك تحملت .
و قد أدركت مدى أنانيتي لأنني فكرت فقط في مشاعري عندما أخفو عني الحقيقة بدلا من شكرهم على حمايتي .
لاشك أن السيد ليونارد تعمد التأكيد على نية حمايتنا حتى يشعر ثيو بنفس الشيء و هو يقف مختبأ خلف الشجرة و يسمع كلامنا .
إبتسم السيد ليونارد لي و قال .
” أدخلي أنت و ثيو إلى العربة الآن ، يجب أن نصل في الموعد المحدد “
هذه المرة ، صعدت إلى العربة و عقلي أخف وزنا بعد أن أصبحت مشاعري المعقدة واضحة الآن …
يتبع …
تأليف : سيانا .
حسابي على الواتباد : siana_0824