رئيسة عائلة الدوق الصغيرة - 7
كانت القصة التي سمعناها بعد ذلك صادمة و فظيعة من عدة نواحي ، و لذلك دعوني أخبركم بالقصة كاملة .
قبل سبع سنوات ، قرر الإمبراطور الراحل أخيرا أن يختار أحد الأميرين ليكون ولي عهد الإمبراطورية .
و لكي يحسم النتيجة قرر أن يعطي لهما إختبارا و من يتمكن من إتمام الإختبار بنجاح في الوقت المحدد فسيتم تنصيبه ولي للعهد ثم يتوج إمبراطورا في غضون عام .
إختار كل من الدوق أستيرا و الماركيز رانبير أن يدعم الأمير الثاني إسكال لهذا المنصب كشخص مؤهل و مناسب و أيضا كصديق .
و بسبب ذلك أصبح شعور الأمير الأول إيثان بالتهديد كبير على الرغم من أنه يملك دعم الإمبراطورة و العديد من النبلاء .
أم سبب هذا الشعور ، فقد كان بسيطا .
كانت عائلة الدوق أستيرا عائلة ذات نفوذ و مركز عميق في الإمبراطورية ، لأنها كانت العائلة الوحيدة التي لم تتلاشى قدراتها و المعروفة أيضا بإسم قوة الماء و هذا جعلها على قدم المساواة مع العائلة الإمبراطورية بمرور الوقت ، حتى الإمبراطور لم يكن يجرء على لمسها بلا مبالاة .
أما الماركيز رانبير فقد كان إبن أخ الإمبراطور و فردا ملكيا .
و على الرغم من أن الإمبراطور قام بتحديد سلطته من خلال إعطائه لقب الماركيز بدلا من الأرشيدوق إلا أن حقيقة كونه الثالث على خط الخلافة بعد الأميرين لا يمكن إنكارها .
لذا فإن حصول الأمير الثاني على دعم عائلة مساوية للإمبراطور و حتى أحد المرشحين للخلافة هو أشبه بإعطائه التاج بين يده .
و كان هذا كافيا لجعل الأمير الأول يحاول التخلص من الأمير الثاني و كانت الفرصة هي هذا الإختبار .
كان محتوى الإختبار بسيطا ، من يتمكن من الحصول على الكنز الإمبراطوري المدفون في الغابة المظلمة أولا فسوف ينجح .
و هكذا إنطلق كل من الأمير الأول و الثاني مع من يدعمونهم داخل الغابة .ربما تتسائلون عما خطط له الأمير الأول ، صحيح ؟ بكل بساطة لقد كانت عملية إغتيال .
قام الأمير الأول بإلهاء الدوق أستيرا من خلال إطلاق الوحوش و تركه يقاتلها . و في نفس الوقت تم إرسال قتلة متنكرين في هيئة فرسان و قامو بقتل الماركيز و دفع الأمير الثاني من فوق الجرف .
الدوق الذي لم يستطع إنقاذهما ، عاد برفقة الفرسان ليقيم جنازة للماركيز و يرسل فرقة بحث عن الأمير المفقود .
و لكن ما إنتظره في ما بعد هو مصير مشؤوم .
شهد المرافقون بأمر من الأمير الأول شهادة زور ضد الدوق بأنه من قتل الماركيز و دفع الأمير .
إنتهى الأمر بإعلان الدوق خائنا قتل إثنين من أفراد العائلة الإمبراطورية و حكم عليه و على عائلته كاملة بالإعدام …
عندما علم الدوق بالحكم ، أرسل سرا رسالة إلى الدوقة يطلب منها الهروب قبل أن يتم حبسهما إستعدادا لتنفيذ الحكم .
و كان ذلك هو الخيار الوحيد لحماية نفسها و طفلتها البالغة بضعة أشهر فقط .
و أما الماركيزة رانبير فقررت أن تتبعها هي و ابنها بعد أن لم يعد هناك سبب للبقاء في العاصمة بعد خسارة زوجها .
و بمساعدة من السيد ليونارد الذي عرفنا أنه كان الفارس لدى العائلة ، إستطاعوا تأمين طريق للهروب .
و بعد أربع سنوات حدث أن عاد الأمير الثاني حيا و قاد التمرد و إنتقم من ما حدث كما قام بتبرأة إسم الدوق .
و الآن و بعد معرفة كل هذا ، شعرت أن رأسي على وشك الإنفجار و لم أستطع أن أقول أي شيء ، لكن ثيو تكلم .
” إذا ، تقولون أن أبي ماركيز ملكي و والد ليلي دوق قوي و كلاهما ماتا بسبب مؤامرة حاكها الأمير الأول للحصول على العرش و إنتهى بنا الأمر بالعيش في قرية ريفية حتى ننجو من الموت ، هل هذا ما تريد لقوله لنا ؟ “
بعد سماع كلامه ، يبدو أن ثيو لم يستطع تقبل الأمر و لا ألومه لأنه صادم بما فيه الكفاية .
ما هو شعورك عندما تعلم أن والدك مات بسبب صراع على العرش ؟
أو أنه أعدم ظلما بعد أن إتهمه الجميع بالخيانة ؟
هل ستكون بخير حتى بعد إكتشاف الحقيقة و قد مر عليها سبع سنوات دون أن تدري شيء ؟
و حتى إن كنت بخير ، فهل هذا يعني أنك لا تشعر بأدنى قدر من الإستياء حيال الأمر ؟
هل من المنطقي أن أنسى السنوات التي كانت أعيشها دون أن أرى وجه والدي ؟
ماذا عن أمي التي كانت تعاني وحدها و تبكي لسنوات بسبب قلبها المكسور ؟
و ماذا عن القدرة التي لو لم تظهر من تلقاء نفسها لكنت خسرت أمي أيضا ؟
و مع ذلك ، لم يكن هناك من نستطيع إلقاء اللوم عليه لعدم إخبارنا .
حبست دموعي بصعوبة ، و سألت .
” إن كان هذا صحيحا ، فلماذا لم تظهر قوة الماء هذه حتى اليوم رغم أنني من عائلة أستيرا ؟ “
عندما طرحت هذا السؤال كان الشخص الذي أجاب هو أمي .
” القلادة التي كنت ترتدينها تحجب القدرات و بعد أن تحطمت ، ظهرت قدرتك “
و بذلك حل الصمت على المكان و غرق الجميع في أفكارهم الخاصة .
مشاعر معقدة إجتاحتني أنا و ثيو و لم نستطع فصلها أو الحكم عليها .
أمي و العمة فيوليت بقيتا تراقبان رد فعلنا بقلق ، لولا أن أحد الفرسان جاء لإعلام السيد جايدن بإكتمال الاستعدادات للذهاب إلى القصر الإمبراطوري و مقابلة الإمبراطور لربما أصبح الجو أكثر توترا .
و في غضون عشر دقائق ، كنا نركب العربة متجهين إلى القصر الإمبراطوري …
يتبع …
تأليف : سيانا .
حسابي على الواتباد : siana_0824