رئيسة عائلة الدوق الصغيرة - 6
شعرت بيد تربت على رأسي بلطف ، يبدو أنني قد غفوت على حافة السرير دون أن أشعر .
فتحت عيني لأرى لمن هذه اليد الناعمة و إذ بها أمي قد إستيقظت أثناء نومي .
إبتسمت لي بلطف و أزالت يدها من على رأسي و قالت .
” هل أيقظتك ليلي ؟ “
لم يكن لدي وقت لسماع كلامها لأنني قد قفزت دون تفكير لمعانقتها ، و إنفجرت الدموع في عيني .
” هيك … أمي … هيك ! “
كنت أبكي بشدة و أنا في حضنها ، و إكتفت هي بالتربيت علي دون أن تتكلم .
و عندما توقفت عن البكاء أخيرا ، نظرت إلي و ضحكت .
” لقد تورمت عيناك “
نظرت إلى ملابسها و التي كانت مبللة بدموعي و سألت .
” هل أنت بخير أمي … ؟ “
” أنا بخير و لكن يبدو أنني جعلت طفلتي اللطيفة تشعر بالقلق و الحزن … “
” لا بأس ! أنا سعيدة لأن أمي بخير ! “
قلت بمرح و أنا أشد قبضت يدي الصغيرة .
فجأة ، رأيت أن عيني أمي أصبحت ضيقة و تحدق بي .
” أمي ؟ “
” ليلي …أين هي القلادة التي ترتدينها عادة ؟ ألم أقل لك لا تخلعيها مهما كان الوضع ؟”
لمست المكان الذي كانت القلادة فيه و قلت .
” لقد تحطمت … و أخذها السيد جايدن “
تعلثمت أمي عند إجابتي و أصبح صوتها ضعيفا .
” جا … السيد جايدن … ؟ “
” نعم ، عندما إندلعت النيران ، طلبنا من القرية المجاورة المساعدة و يبدو أن الفرسان كانوا فيها ، لقد سمعت أنه القائد و هو أيضا من أخرج أمي … “
” هكذا … “
” يبدو أن العمة فيوليت تعرفه و عندما سألناها أنا و ثيو ، قالت أنه علينا أن ننتظر إستيقاظ أمي … آه ! و أيضا لقد سمعته يدعو أمي بشيء ما … نعم ! لقد دعى أمي بلقب الدوقة ! “
” دوقة … “
” أمي ؟ “
كان وجه أمي يتحول إلى اللون الأبيض مع كل كلمة مما أثار قلقي ، و عندما كنت على وشك سؤالها عن السبب ، دخلت العمة فيوليت إلى الخيمة .
” إيرينا ! هل أنت بخير ؟! “
” نعم … “
” في الحقيقة ، هناك ما يجب أن نتحدث عنه “
أومأت أمي موافقة على كلام العمة فيوليت و نظرت لي .
” ليلي ، سأتحدث مع العمة قليلا ، هل يمكنك تركنا للحظة ؟ “
و بذلك ، تم طردي من الخيمة حتى يتحدثا …
* * * * *
عندما خرجت من الخيمة كانت الشمس على وشك أن تشرق .
رأيت ثيو يجلس أسفل جذع شجرة قريبة و شعره الفضي يتلألأ مع شعاع ضئيل من الشمس .
إقتربت و جلست بجانبه ، فلتفت و نظر إلي .
” عيناك حمراء و متورمة ليلي ، هل بكيت ؟ “
” قليلا … “
” لماذا ؟ هل تتألمين في مكان ما ؟ “
” لا ! فقط … لقد إستيقظت أمي “
” هل هي بخير ؟ “
أومأت برأسي و قلت بينما أعبث بحاشية ملابسي .
” إنها بخير و لكن عندما تحدثت عن السيد الذي ساعدنا ، أصبح وجهها شاحبا و طلبت من العمة التحدث على إنفراد “
” لا تقلقي ، لقد قالوا أنهم سيخبروننا بكل شيء قبل أن نذهب إلى القصر الإمبراطوري “
” نعم “
كانت محادثتنا قصيرة و بعدها ظللنا صامتين ، يبدو أنا الجو أصبح محرجا بسبب ما حدث اليوم .
و لحسن الحظ ، لم يستمر الأمر طويلا و تمت دعوتنا لدخول إلى الخيمة .
كنا خمسة أشخاص ، أمي و العمة و السيد و ثيو و أنا و إجتمعنا جميعا في الخيمة .
كان أول من تكلم هو السيد .
” بما أنني لم أعرف بنفسي رسميا لطفلين بسبب ما حدث ، دعوني أفعل ذلك الآن . “
” أنا جايدن رانسيت ، القائد الأعلى للفرسان الإمبراطوريين و لقد كان كل من والد السيد الشاب ثيورد و والد الآنسة ليليان زملاء لي و أصدقاء أيضا “
” أبي كان زميلا لك سيدي ؟ “
سألنا أنا و ثيو في نفس الوقت .
” نعم ، و الأمر نفسه مع جلالة الآمبراطور “
” هلا شرحت أكثر من فضلك سيدي “
ثم تابع كلامه و هو يحدق فينا .
” إن والد الآنسة في الحقيقة هو … الدوق كارسيل أستيرا ، و والد السيد الشاب هو الماركيز أوسكار رانبير … “
سقط فمي من الدهشة و حدقت بصراحة في السيد جايدن و كان رد فعل ثيو مثلي .
هل ربما سمعت خطأ ؟ لا ، لقد قال بوضوح ذلك .
لماذا لم تقل أمي أو والدة ثيو ذلك من قبل ؟
لكن ، سرعان ما تذكرت الكلمات التي قالها شقيق السيدة لانا .
[ قبل سبع سنوات ، تم إتهام عائلة الدوق أستيرا بالخيانة و قتل الأمير الثاني في الرحلة الإستكشافية .
الدوقة التي كان لها طفل يبلغ من العمر بضعت أشهر فقط ، إختفت مع طفلها هربا من الإعدام ]
[ عاد الأمير حيا و أخذ العرش من أخيه الذي حاول قتله و أعلن براءة الدوق أستيرا الذي أعدم ظلما ]
كان هذا هو ما تذكرته تلك الليلة عندما تحدثت السيدة عن الحوادث ، و لكن كان هناك جزء من القصة كنت قد نسيته .
كان الماركيز أوسكار رانبير صديقا لكل من الدوق و الأمير و كان معهما في الرحلة .
و على عكس الأمير الثاني الذي نجى من محاولة الإغتيال المدبرة من طرف الأمير الأول ، أصيب الماركيز بجروح قاتلة و مات .
أعتقد أن الأمور المبهمة بدأت تتضح …
يتبع …
تأليف : سيانا .
حسابي على الواتباد : siana_0824