رئيسة عائلة الدوق الصغيرة - 10
طوال الوقت ، كنت أتئك على إطار نافذة العربة و أتنهد بصوت خافت .
هل ربما يكمن السبب في أنني لم أركب عربة من قبل أبدا ؟
لا ، حتى و إن كانت العربة التي جهزها لنا السيد جايدن ناعمة و مريحة ، إلا أنه لا يزال من المحبط أن تبقى محبوس في العربة طوال اليوم .
و مع ذلك ، أرى أن الجو قد تحسن بيننا ببطئ ، و أصبحنا نتحدث كما كنا من قبل و كأن لا شيء قد حدث .
حتى ثيو الذي كان منزعجا و كئيبا جدا و لم يستطع تقبل الأمر في البداية ، ظهر أنه قد تأثر قليلا بما قاله السيد ليونارد عن رغبة أبي في حمايتنا .
و لأكون أكثر دقة و صراحة ، فلقد كنت أنا الأخرى حزينة و غاضبة .
ليس لأنهم أخفوا عنا الحقيقة ، و لكن لأن معاناتنا جميعا كانت بسبب الأمير إيثان و رغبته في حصول العرش حتى من خلال إستعمال أكثر الأساليب البشعة و القبيحة .
فحتى إن قام الإمبراطور بقتله و الإنتقام لوالدينا ، فإن الغضب و الإستياء ليس شيء يمكن إزالته بسهولة .
كما أن الشائعات التي تقول أن الحوادث التي تقع مؤخرا سببها بقايا جماعة الأمير الأول زادت من غضبي .
كلما تذكرت منظر القرية المشتعلة و خروج والدتي بوجه شاحب يشبه الأموات من البيت ، تأججت نار الرغبة في الإنتقام في قلبي .
لقد أدركت لأول مرة مدى حساسيتي إتجاه فكرة أن أفقد أمي بسبب نفس الشخص الذي جعلني أفقد أبي .
لقد كانت فكرة مشؤومة ، لذلك هززت رأسي بقوة محاولة التخلص منها .
نظرت مجددا خارج النافذة و فتحت فمي و عيني بدهشة صادقة .
و أخيرا ، دخلنا العاصمة الإمبراطورية و التي كانت شيء مختلف تماما عن ما تصورته ، لدرجة أنني نسيت كل الأفكار السيئة عن الإنتقام .
يقال أن الإمبراطور قام بالعديد من الإصلاحات بعد الصعود إلى العرش و لم تقتصر على تطهير الخونة و النبلاء الفاسدين ، بل شملت أيضا تحسين حياة الناس في الإمبراطورية .
و يبدو أن القسم الأهم من التحسين كان في العاصمة ، خاصة أنها كانت مركز الإمبراطورية .
و التي تضررت بشكل كبير من فساد و تبذير الأمير الأول إيثان لدرجة أنها فيها على حافة الانهيار .
ضحكت في أعماقي ، هل تجيد إستعمال عقلك فقط لتدمير الآخرين و القيام بالأفعال الشريرة ؟
إن كنت قد حصلت على السلطة ، أليس من واجبك على الأقل إستعمالها كما يجب ؟
حسنا ، كيف لي أن أعرف أفكار الرجل الذي كان على إستعداد لقتل أي أحد من أجل نفسه ؟
و لكنه حصل على عقابه في النهاية على يد الإمبراطور إسكال .
و بينما كانت أفكاري متضاربة للغاية ، شعرت بالعربة تهتز و خفت سرعتها إلى أن توقفت عن السير .
‘هل وصلنا إلى القصر الإمبراطوري؟ هل هو قريب من مدخل العاصمة إلى هذا الحد ؟’
لكنه لم يكن القصر و بدلا من ذلك ، كان يبدو و كأنه متجر ملابس من الواجهة .
فتح باب العربة و طلب منا السيد جايدن النزول .
” من الأفضل أن تغيروا ملابسكم هذه حتى تدخلوا القصر و تقابلوا الإمبراطور “
نظرت إلى الملابس التي كنا نرتديها و إبتسمت بحرج .
ملابسنا ليست سيئة و لكنها رثة بالنسبة إلى الناس في العاصمة و لا أعتقد أنه من المناسب أن نكون بهذا المظهر في أول لقاء مع الإمبراطور .
و بذلك دخلنا إلى متجر الملابس …
* * * * * * *
إستقبلتنا موظفة المتجر المسؤولة و قالت ببرود و هي تنظر إلينا من الرأس إلى أخمص القدمين دون أدنى قدر من الترحيب .
” هل لديكم حجز هنا ؟ لا يمكنكم القدوم دون أن يكون لديكم ذلك “
‘ حجز ؟ هل نحتاج إلى ذلك حتى نشتري بعض الملابس ؟ ‘
لكن السيد جايدن تقدم و أخرج بطاقة فضية فارغة بدلا من ذلك دون أن يقول أي شيء .
و بمجرد أن رأت الموظفة ذلك ، فتحت عينيها و قالت بإرتباك .
” أنا آسفة ! لقد أخطأت بعدم التعرف على هذا الشخص الثمين ! تفضلوا من هنا لو سمحتم ! “
‘ أنظر إلى هذا … كيف يمكن أن يتغير موقفها المتغطرس لهذه الدرجة بعد رأت مجرد بطاقة ؟ ‘
كانت هذه هي الفكرة التي جالت في عقلي ثم سمعت الرد عليها بشكل غير متوقع من السيد جايدن بجانبي .
” إنها بطاقة إمتياز يتم منها من الإمبراطور مباشرة و لا يوجد منها سوى خمس بطاقات في الإمبراطورية “
‘ مجرد بطاقة ! من الذي كان لديه مثل هذه الفكرة الغبية ! ‘
ثم تبعنا الموظفة إلى الداخل و طلبت منا الجلوس و أحضرت دفتر التصميمات و لكن السيد جايدن أعاده و قال .
” هل هناك أي ملابس جاهزة تناسب سيدتين و هذين الطفلين ؟ “
أجابت الموظفة بهدوء .
” عادة ما نتعامل مع التصاميم التي تكون حسب الطلب و لكن بما أنك تبدو في عجلة من أمرك ، فأعتقد أنه يوجد بعض التصاميم و لكن الخيارات محدودة “
” أرني فقط و سأحكم بنفسي إن كان مناسب أم لا “
رد السيد جايدن ببرود ، يبدو أنه لا يزال يتذكر موقفها غير المحترم قبل أن ترى تلك البطاقة .
إرتجفت الموظفة بسبب ذلك و سألت بينما تنظر إلينا .
” إذا ، من سيختار ملابسه أولا من بينكم ؟ “
سرعان ما شعرت بنظرات ساخنة علي ، لماذا يحدق الجميع في بهذه الطريقة ؟
إبتسمت الموظفة و قالت .
” هل نبدأ مع الآنسة الصغيرة إذا ؟ “
بطريقة ما ، شعرت أن هذه ستكون بداية يوم صعب …
يتبع …
تأليف : سيانا .
حسابي على الواتباد : siana_0824