خفايا القصر المؤلم - 6
الفصل: مراقبة والدي..
بينما كانت إيلينا تجلس في غرفتها، المفتاح المنسوخ في درجها يلمع في الظلام، كانت أفكارها تتسابق.
قلبها ينبض بسرعة كما لو أنها كانت على حافة اكتشاف شيء عظيم أو ربما اكتشاف شيء قد لا ترغب في معرفته.
منذ لحظة أن عثرت على المفتاح، أصبحت حياتها مليئة بالشكوك والمخاوف التي لم تكن قادرة على التخلص منها بسهولة.
كيف يمكنها فتح القبو دون أن يكتشف والدها أو أي شخص آخر في القصر؟ كان القبو مغطى بسر غامض ظل يحوم حوله طوال سنوات عمرها.
في صباح اليوم التالي، بينما كانت الشمس تشرق بخجل عبر النوافذ المغلقة، قررت إيلينا أنها لن تفتح القبو الآن.
كان يجب أن تكون أكثر حذرًا.
لم يكن الوقت قد حان بعد.
بل كان عليها أن تراقب خطوات والدها بعناية أكبر، أن تراقب حركاته، كل تفصيل صغير من يومه.
كان من السهل أن تشعر بأن هناك شيء ما غريب في تصرفات والدها، ولكن لم تكن تجرؤ على مواجهته بشكل مباشر، لا الآن على الأقل.
إيلينا أخذت المفتاح المنسوخ من درجها بخفة، وفحصته بين يديها.
كان المفتاح قد صُنع بعناية فائقة، لكن حتى الآن لم تكن متأكدة مما سيحدث عندما تستخدمه.
كان يتعين عليها أن تتحلى بالصبر، وأن تجد اللحظة المناسبة تمامًا، اللحظة التي يبتعد فيها والدها عن القبو، اللحظة التي يمكن أن تفتح فيها هذا الباب المغلق بكل شجاعة.
قررت أن تراقب والدها. كان قاسيًا، صارمًا، وبالكاد يظهر أي مشاعر، لكن إيلينا كانت تعرفه جيدًا.
لم يكن هناك شيء يمكن أن يهرب من عينيها، خصوصًا إذا كانت تلك العيون تراقب كل تحركاته.
لذلك، قررت أن تبدأ من اليوم بمراقبته عن كثب.
العشاء مع والدها
في المساء، بينما كانت الأضواء الدافئة تتراقص في القصر، جاء وقت العشاء.
كان القصر يفيض بصمت غريب، وكانت إيلينا تعلم أن تلك اللحظات العائلية كانت من أخطر اللحظات التي قد يراها فيها والدها.
على الرغم من أنه لم يكن كثير التفاعل مع الجميع، إلا أن العشاء كان يتطلب منها أن تكون حاضرة.
كان لديها شعور بأنها يجب أن تكون في حضوره، حتى لو كانت تحمل في نفسها سؤالًا عميقًا حول سر القبو.
إيلينا اختارت فستانًا بسيطًا بألوان داكنة، لتتماشى مع جو القصر الذي كان يعكس عصرًا قديمًا جدًا.
كانت تحاول أن تكون هادئة ومتماسكة، ولكن داخلها كانت الثقة تتساقط مثل حبات المطر، تحاول أن تكون شجاعة.
“لقد وعدت نفسي أنني لن أخاف”، قالت لنفسها، تتنفس ببطء.
كانت تعلم أنها لا يمكنها أن تتراجع الآن. كانت هذه فرصتها.
دخلت إلى قاعة الطعام، حيث كان والدها جالسًا عند رأس الطاولة، كما هو معتاد.
كان جالسًا بوضعية مستقيمة، وجهه جامدًا، يتابع الطعام أمامه دون أن يُظهر أي اهتمام بما حوله.
لم يكن يهتم بالعشاء كوجبة مريحة، بل كان مجرد عادة في يومه.
كما كان يتجنب النظر إليها بشكل مباشر، ربما لأن حديثهما في الآونة الأخيرة لم يكن إلا في الأمور الرسمية.
كان يظل دائمًا مشغولًا بمسائل القصر والسياسة، ولا يولي أي اهتمام بمشاعر ابنته.
إيلينل هل الطعام لذيذ؟سألته إيلينا بصوت هادئ، بينما كانت تضع ملعقتها في طبقها.
أجاب والدها بنبرة خالية من المشاعر
ويليام: نعم، كما هو الحال دائمًا.
إيلينا كانت تعلم أنه لا بد من أن تتصرف بعناية.
على الرغم من أنه كان يبدو مشغولًا، إلا أن القليل من التعبير كان يكشف الكثير.
كان دائما يراقب تفاصيل صغيرة في كل شيء، لكن إيلينا كانت تأمل أن يكون قد فقد اهتمامه التام بما حوله.
بينما هي تحاول تناول العشاء، كانت عيونها تتجه نحو الباب المؤدي إلى الممرات حيث كان القبو.
كانت أفكارها لا تتوقف عن العودة إلى ذلك المكان المغلق، وكان قلبها يتسابق في صدرها.
مراقبة حركات والدها
بينما كانت إيلينا تتناول الطعام، كانت عيونها تراقب كل حركة من حركات والدها.
كان يحرك يده بين طبق وآخر، لكن كان هناك شيء غريب في طريقة تناوله للطعام.
كان يتجنب النظر إليها بشكل مباشر، وكأن هناك حاجزًا بينهما.
لم يكن يلفت نظره إلا الخادم الذي كان يدخل ويخرج، وكأن عالمه كان مليئًا بالأشياء التي لم تشارك فيها ابنته.
مرت الدقائق ببطء، وكلما كان والدها ينشغل في شؤونه، كانت إيلينا تراقب الساعة.
كان لديها شعور غريب بأن هذا العشاء سيكون نقطة تحول.
كان عليه أن يذهب إلى المكتب بعد العشاء، كما هو معتاد.
ولقد لاحظت أنه في كل ليلة، كان يذهب إلى مكتبته حيث يظل هناك لساعات، يدرس الوثائق أو يوقع الأوراق.
لكن ما كان يثير قلقها هو القبو.
كان يبدو دائمًا أنه يذهب للقبو في منتصف الليل .
بينما كان العشاء يقترب من نهايته، شعرت إيلينا بالحاجة إلى أن تبقى على اطلاع.
أكملت طعامها بسرعة، ولكنها كانت تراقب باستمرار تحركات والدها.
كان يتناول طعامه بهدوء، ولم يكن يبدل في حركاته أية إشارات غير عادية.
إرجاع المفتاح إلى مكانه
عندما انتهى العشاء أخيرًا، بدأ والدها في مغادرة القاعة. كانت اللحظة قد حانت.
شعرت إيلينا بالحرارة تتصاعد في جسدها، لكن الحذر كان هو ما سيحكم تحركاتها.
كانت تعلم أن اللحظة لم تكن قد أتيحت لها بعد لفتح القبو.
لا يمكن أن تذهب الآن إلى هناك. كان عليها أن تنتظر، أن تراقب، وأن تكون على يقين بأن هذا لن يمر دون أن تلاحظ العيون التي تراقبها.
عادت إلى غرفتها، حيث وضعت المفتاح المنسوخ بحذر في درجها، وجعلت نفسها تبتسم بغرابة.
كانت تعرف أن العشاء اليوم لم يكن سوى خطوة واحدة في معركتها الأكبر.
كان عليها أن تتأكد من أن والدها لن يلاحظ شيئًا غريبًا، وأن المفتاح سيكون آمنًا في مكانه حتى تجد اللحظة المثالية.
يتبع….
“خطوة واحدة خاطئة… وقد ينكشف كل شيء!
إيلينا ظنت أنها قادرة على الانتظار، على التحلي بالصبر… لكن قلبها كان يخبرها بعكس ذلك.
هذه الليلة مختلفة. هذه الليلة، قد يكون القبو هو المفتاح لكل الأسرار المدفونة… أو البداية لنهاية لا رجعة فيها!”
هل ستجازف؟ أم أن الخطر أقرب مما تتخيل؟!”
“إلى أعز قرّائي،
شكرًا من القلب لكل من قرأ كلماتي وتابع رحلتي في هذه الرواية. دعمكم، تعليقاتكم، وحتى صمتكم الذي يحمل اهتمامًا، يعني لي الكثير. أنتم القوة التي تدفعني للاستمرار والإبداع، وكل فصل أكتبه هو لكم ومن أجلكم.
أتمنى أن تبقى قصتي جزءًا من ذكرياتكم، كما أنكم جزء من رحلتي في الكتابة. انتظروا المزيد، فالقصة لم تنتهِ بعد!!. بل هذي بداية رحله إيلينا لتكتشف أسرار والدها !
بكل الحب
الكاتبة: [كم]