خفايا القصر المؤلم - 5
الفصل: نسخة من السر!؟
في صباح اليوم التالي، استيقظت إيلينا وهي تفكر في خطوتها التالية بعناية.
كان المفتاح الذي عثرت عليه الليلة الماضية في غرفتها، ويشعر كأنه يحمل معه وزنًا أكبر من مجرد معدنه.
كان يشبه مفتاحًا قديمًا، ولكن كان يحمل داخل تفاصيله وعدًا بالكشف عن أكبر أسرار والدها، أو ربما يكون بوابة للمجهول.
لكن لم يكن بإمكانها استخدامه الآن. على الأقل ليس قبل أن تكون قد ضمنت أن لديها نسخة.
وكانت إيلينا تعرف أن والدها لا يثق بأحد، وكان القبو المحظور في قصره أحد الأماكن التي لا يُسمح لأحد بالدخول إليها.
وقد كانت الحياة التي عاشتها تحت سقف هذا القصر مليئة بالأسرار، وكان كل شيء غامضًا ومغلقًا حولها، حتى والدها نفسه.
أخذت نفسًا عميقًا وقررت أنه لا بد من القيام بذلك.
كان عليها أن تذهب إلى السوق مع خادمتها آنا، والتي كانت أكثر خادمة موثوقة في القصر، رغم أنها كانت تهتم بشؤون القصر في غالب الوقت.
ولكن إيلينا كانت بحاجة إلى من يساعدها بشكل غير مباشر في هذه المهمة الدقيقة.
التحضير للمهمة
في تلك اللحظات، اختارت إيلينا ملابس أنيقة لكن غير ملفتة للنظر، وحرصت على أن تكون حركتها طبيعية تمامًا. وضعت المفتاح القديم في جيبها الداخلي، وتأكدت من أن آنا كانت جاهزة.
عندما دخلت آنا غرفة إيلينا، كانت تبدو وكأنها لا تعلم شيئًا عن خطط سيدة القصر.
آنا: ألن تذهبين إلى السوق اليوم؟
سألت آنا بينما كانت تساعد إيلينا في ارتداء معطفها.
إيلينا: نعم، آنا، سنذهب معًا اليوم.
أجابت إيلينا بابتسامة عابرة، مع أنها كانت تخفي خلفها نية سرية، وقد نمت عندها فكرة بأنها ستستغل السوق في مهمتها.
في السوق
وصلت إيلينا وآنا إلى السوق الذي كان يعج بالحركة.
كانت الشمس قد بدأت تغرب، والأضواء الدافئة المنبعثة من المحلات جعلت المكان يبدو وكأنه يغلفه غشاء من السحر.
كان هذا هو المكان المثالي لإخفاء تحركاتها.
في السوق، يمكنها التحرك بحرية أكبر بعيدًا عن أعين القصر، والبحث عن ما يمكن أن يساعدها في نسخ المفتاح.
سارعت إيلينا بخطوات غير واضحة وراء آنا، لكن قلبها كان ينبض بسرعة.
كان لديها شعور بأنها على وشك أن تفتح الباب الممنوع، وأنها ستدخل عالمًا لا تعرفه.
في السوق، كان هناك العديد من الأكشاك التي تعرض الأدوات المتنوعة، ومن بينها بعض الحرفيين الذين يختصون في صناعة المفاتيح.
توقفت إيلينا أمام أحد المحلات التي كانت تحتوي على صناديق خشبية مليئة بالمفاتيح المختلفة الأشكال والأحجام.
بدت اللحظة وكأنها اختبار.
كانت قد أحضرت المفتاح معها، وكانت تبحث عن صانع المفاتيح الذي يستطيع أن ينسخ لها نسخة من المفتاح الأصلي دون أن يلاحظ أحد.
اقتربت من صانع المفاتيح، وكان رجل مسن ذو لحية رمادية يقف أمامه عارضًا خدماته.
بدا هادئًا وعينيه مليئتين بالحكمة.
إيلينا: أريد نسخة من هذا المفتاح.
قالت إيلينا بصوت خافت، وهي تمد المفتاح الأصلي نحوه.
نظر الرجل إليها بعناية، ثم نظر إلى المفتاح.
“بالطبع، سيدتي. أحتاج إلى بعض الوقت فقط.” قال الرجل بصوت منخفض وهو يأخذ المفتاح منها.
الانتظار
بينما كان الرجل يعمل على نسخ المفتاح، كانت إيلينا تتجول حول السوق مع آنا، لكن عقلها كان بعيدًا.
كانت أفكارها تدور حول القبو الممنوع في قصر والدها. كان هناك شيء غامض خلف تلك الأبواب، شيء يجعل والدها يتصرف وكأن هناك سرًا مظلمًا لا ينبغي لأحد أن يعرفه.
بينما كانت تدور في السوق، تفاجأت عندما رأت أحد الجنود التابعين للقصر يتنقل في الزحام.
قلبها قفز في صدرها، وارتبكت بشكل مفاجئ.
حتى في هذا المكان، كانت هناك أعين تراقبها.
كانت تشعر بأن الحركة بدأت تزداد خطرًا أكثر من أي وقت مضى.
لكنها قاومت الخوف، وعادت بسرعة إلى الرجل الصانع المفاتيح.
“ها هو مفتاحك الجديد، سيدتي.” قال الرجل وأعطاها المفتاح المنسوخ.
أخذت إيلينا المفتاح الجديد بعناية، ثم ألقت نظرة على آنا التي كانت تراقبها بفضول.
كانت تعلم أن الوقت قد حان للعودة إلى القصر.
كانت النسخة الجديدة في يدها، ولكن كانت في قلبها معركة أكبر.
عودة إلى القصر
عادت إيلينا وآنا إلى القصر بعد فترة من الوقت، ولم يكن أي من الخدم أو الجنود قد لاحظوا شيئًا غريبًا.
اختارت إيلينا العودة إلى غرفتها بسرعة، وأغلقت الباب خلفها.
أخرجت المفتاح المنسوخ من جيبها ووضعت كل التركيز على الأشياء التي تحتاج إلى فعله.
كان أمامها تحدٍ كبير الآن: كيف ستستخدم هذا المفتاح دون أن تكتشف أي عين من أعين القصر؟
ولكن في تلك اللحظة، تذكرت شيئًا مهمًا.
كان المفتاح الأصلي الذي عثرت عليه في غرفة والدها، لا بد لها من إرجاعه إلى مكانه.
فهي تعلم أن كل خطوة يمكن أن تكتشفها عيون والدها الحريصة، ولن يكون من السهل أن تخفي أي شيء.
“يجب أن أرجع المفتاح إلى مكانه، لا بد لي من إعادته بحذر.” همست إيلينا لنفسها، وهي تلتقط المفتاح الأصلي.
قررت أن تعود به إلى مكانه في غرفة والدها. أخرجت المفتاح من جيبها، وأخذت نفسًا عميقًا.
كان شعور العودة إلى غرفة والدها غريبًا، وكأنها تمشي في أرض غير آمنة.
لكنها كانت عازمة على أن تكون حذرة هذه المرة.
عادت إلى غرفة والدها بهدوء، وتأملت في المكان الذي كانت قد وجدت فيه المفتاح في المرة السابقة.
وضعت المفتاح في المكان نفسه بعناية، ثم غادرت الغرفة بسرعة، تلاحظ أنه لم يلاحظ أحد تحركاتها.
في غرفتها، جلست إيلينا على السرير، وقد أحاطتها مشاعر من الحيرة.
كان المفتاح المنسوخ الآن في يدها، ولكن كانت أيضًا تشعر بالقلق.
كيف ستتمكن من دخول القبو دون أن يُكتشف أمرها؟ أسئلة كثيرة كانت تدور في رأسها، ولكنها كانت تعلم أن هذه المغامرة ليست سوى بداية.
“لقد بدأت بالفعل، ولن أرجع الآن.” همست لنفسها بينما كانت عيناها تتأملان المفتاح المنسوخ.
يتبع…