خفايا القصر المؤلم - 4
الفصل: أسرار القبو؟؟
كانت شمس الصباح تتسلل ببطء عبر ستائر الغرفة، لتلامس وجه إيلينا الذي بدا أكثر إصرارًا من أي وقت مضى.
نهضت من سريرها بثبات، وكأنها تحمل وعدًا جديدًا لنفسها، وعدًا بأن الخوف لن يقيد خطواتها بعد الآن.
جلست لبضع دقائق تفكر في خطوتها التالية، وعينيها تلمعان بتصميم واضح.
همست لنفسها:
“إن لم أفعل هذا الآن، فلن أعرف أبدًا ما يخفيه أبي. إن كان الماضي قد علّمني شيئًا، فهو أنني لا أستطيع الوثوق بأحد تمامًا، حتى بأقرب الناس إليّ.”
استحضرت في ذهنها القبو والدها الذي لم يُسمح لأي أحد بدخوله طوال حياتها.
كان الجميع في القصر يتجنب حتى الاقتراب من القبو، وكأنه يحمل سرًا لا يجب كشفه.
البدء بالبحث
قررت أن تبدأ بحثها على الفور.
كانت تعلم أن المفتاح سيكون في مكان آمن، وربما في غرفة والدها نفسها.
ارتدت ثوبًا بسيطًا وراحت تتحرك بخفة حول الغرفة، تتأكد من أن لا أحد يراقبها.
اتجهت إلى غرفة والدها بخطوات حذرة.
كان قلبها ينبض بسرعة، لكنها أجبرت نفسها على البقاء هادئة. وقفت أمام الباب، تتأكد من أن أحدًا لا يتجول في الممرات القريبة.
دفعت الباب ببطء ودخلت.
كانت غرفة والدها فخمة ولكنها مظلمة بشكل غريب، تحمل جوًا من الغموض.
كانت هناك رفوف مملوءة بالكتب القديمة، وصناديق صغيرة موضوعة بدقة على الطاولة.
رأت إيلينا اشياء كثيره في غرفه والدها، شعرت وكأنه يناديها لاكتشاف ما خلفه.
بدأت بالبحث في الطاولة أولاً، فتحت الصناديق الصغيرة لكنها لم تجد سوى أوراق ومستندات عادية.
توجهت بعدها إلى رفوف الكتب، بدأت تسحب الكتب واحدة تلو الأخرى، تتحسس خلفها بحثًا عن مكان قد يخفي المفتاح.
العثور على تلميح
بينما كانت تبحث، لاحظت وجود كتاب كبير وغريب الشكل على أحد الأرفف، كان يبدو وكأنه موضوع بطريقة مقصودة ليخفي شيئًا.
سحبته ببطء، لتكتشف خلفه صندوقًا صغيرًا.
حاولت فتحه لكنه كان مقفلاً بإحكام.
شعرت بخيبة أمل، لكنها لم تستسلم.
“ربما المفتاح في مكان آخر، لكن هذا الصندوق قد يكون مهمًا أيضًا.”
قرار بتأجيل البحث
أثناء البحث، سمعت صوت خطوات في الممر.
جفلت، وسرعان ما أغلقت الأدراج والرفوف التي فتحتها. وقفت بثبات أمام الطاولة، تحاول أن تبدو طبيعية عندما دخلت إحدى الخادمات لتخبرها أن والدها يبحث عنها.
ابتسمت إيلينا بلطف وقالت
إيلينا: شكرًا، سأذهب إليه فورًا.
غادرت غرفة والدها بحذر، لكن عقلها لم يكن حاضرًا مع الخادمة أو والدها.
كانت تفكر فقط في الغرفة المغلقة والمفتاح الذي لم تعثر عليه بعد.
محاولة جديدة في الصباح
في صباح اليوم التالي، استيقظت إيلينا مبكرًا، متيقنة أن الفرصة لم تنتهِ بعد.
كانت تعلم أن والدها لن يكون في غرفته في هذا الوقت من النهار، مما يعني أن لديها فرصة أخرى للبحث.
عادت إلى الغرفة، هذه المرة بتخطيط أكبر. ركزت بحثها على الأماكن الأقل وضوحًا، مثل السجاد والألواح الخشبية في الأرضية.
وبينما كانت تحرك سجادة صغيرة بجانب السرير، شعرت بشيء صلب تحتها.
“هذا هو!” قالت لنفسها وهي تسحب اللوح الخشبي بعناية.
وجدت مفتاحًا قديمًا هناك، كان لامعًا ومختلفًا عن أي مفتاح آخر رأته في القصر.
كان قلبها يخفق بشدة، وكأنها على وشك كشف أحد أكبر أسرار حياتها.
“الآن سأعرف ما يخفيه أبي في تلك الغرفة.”
أخفت المفتاح في جيبها بعناية وغادرت الغرفة بهدوء.
كانت تعلم أن استخدامها للمفتاح لن يكون بهذه السهولة.
عليها أن تخطط لتوقيت مناسب، وقت لا يكون فيه أحد بالقرب.
عادت إلى غرفتها، وجلست على السرير وهي تحمل المفتاح بيدها.
كانت عيناها تشعان بمزيج من الحماس والخوف، لكن هذه المرة قررت أن تدع الحماس يقودها.
همست لنفسها مرة أخرى: “سأفتح ذالك القبو مهما كان الثمن.”
يتبع…