خفايا القصر المؤلم - 10
الفصل: لمسة أمل
كانت إيلينا تقف في مطبخ القصر الكبير، تفكر في ما يمكن أن تقدمه له، الفتى الذي لم تعرف عنه سوى أنه كان يعيش في الظلام لفترة طويلة.
لم يكن لديها الكثير من الخيارات في المطبخ، لكن قررت أن تأخذ خبزًا طازجًا وفطيرة بالكريمة التي كانت قد أعدتها الخادمات صباح اليوم.
حملت الطبق بعناية، وخرجت من المطبخ بسرعة، متجهة إلى القبو.
كانت خطوة حذر وهي تسير في الممرات المظلمة للقصر، عيونها تراقب كل زاوية، خوفًا من أن يراها أحد الخدم أو أن يكتشف والدها ما كانت تفعله.
لكنها لم تهتم، كانت تشعر بشيء غريب تجاه ذلك الفتى.
لم تعرفه بعد تمامًا، لكن هناك شيئًا في قلبها كان يخبرها أنها يجب أن تساعده، مهما كلفها الأمر.
وصلت إلى باب القبو، وبمجرد أن فتحته، شعرت بالبرد يضرب وجهها.
في الداخل، كان القبو هادئًا، فقط صوت تنفسها واهتزاز الفتى الذي كان جالسًا على الأرض.
وعيناه تراقبانها بترقب، وكأنها كانت الوحيدة في هذا المكان المظلم.
إيلينا (وهي تحمل الطبق أمامه، محاولًة أن تبدي طمأنينة):لا تخف، أنا إيلينا. جلبت لك شيئًا لتأكله.
عينيه الواسعتين نظرت إليها في صمت، قبل أن يهمس بصوت مرتجف، وكأن كل شيء في العالم قد تغير في تلك اللحظة.
؟؟؟؟ (مرددًا بارتباك، وكأنه لم يكن متأكدًا من أنه يرى ما يراه):
أنتِ… هل أنتِ هي؟
إيلينا (تنحني قليلاً نحو الأرض لتكون في مستوى عينيه، ثم تبتسم بتأكيد):نعم، أنا إيلينا. لا تخف، أنا هنا للمساعدة.
كان الفتى لا يزال يحدق بها، عيونه مليئة بالشك، لكنه بدأ يهدأ تدريجيًا عندما رأى تعبير وجهها الطيب.
؟؟؟؟؟ (بصوت خافت لكنه يبتسم قليلًا في قلبه، كما لو أنه شعر لأول مرة بشيء يشبه الأمل):
إيلينا… هل… هل ستتركني هنا وحدي مرة أخرى؟
إيلينا (وهي تضع الطبق أمامه بعناية، تلاحظ كيف كان يتنفس بسرعة، كما لو كان يعيش في حالة خوف دائم):
لن أتركك. سأكون هنا دائمًا حتى تساعدك.
أخذ الفتى نفسًا عميقًا، ثم نظر إلى الخبز والفطيرة التي وضعتها أمامه.
كان جوعه واضحًا، جسده النحيل يترقب الطعام وكأنها أول مرة له في الحياة.
مد يده ببطء، أخذ قطعة من الخبز، وبدأ في مضغها بشغف، وعينيه تغلقان لحظة اللذة.
؟؟؟؟؟ (بعد أن انتهى من قطعة الخبز، وهو يمسح فمه بيده):الطعام…الطعام..لذيذ جدًا.
ابتسمت إيلينا، وهي تراقب سعادته التي ظهرت على وجهه لأول مرة. كان يبدو وكأنه طفل نال لأول مرة طعامًا بعد فترة طويلة من الجوع.
هذا المشهد جعل قلبها يرفرف بالسعادة، وتمنت أن يكون كل شيء أفضل له من الآن فصاعدًا.
إيلينا (وهي تراقب الفتي وهو يأخذ قطعة أخرى من الخبز، ثم تتحدث بلطف):هل يمكنني أن أسألك شيئًا؟
رفع الفتى رأسه، وعينيه ما زالت مشوشة قليلاً، لكنه أومأ برأسه.
…. (بصوت خافت، غير متأكد من رغبته في الإجابة):ماذا؟
إيلينا (وهي تراقب تعبيره، وتتابع كلامها برقة):كم عمرك؟ أنت محبوس هنا منذ وقت طويل، أليس كذلك؟
تجمد الفتى، وعينيه بدأت تلمع ببعض الارتباك، وكأنه لا يستطيع تذكر الإجابة.
رفع يديه ليغطي وجهه، وكأن الذكرى تؤلمه أكثر مما يعتقد.
؟؟؟؟ (همس بصعوبة، يبتعد بنظره عنها كما لو كان يحاول إخفاء شيء عن نفسه):لا أذكر… كنت هنا منذ زمن طويل. لا أعرف كم مضى.
إيلينا (تبتسم بحزن، تتفهم مشاعره، وتربت على ذراعه بلطف):لا بأس. لا تحتاج لأن تتذكر الآن. لكنني هنا لأساعدك، وستراني دائمًا. سنكتشف معًا كل شيء.
ثم، عندما انتهى من تناول الخبز، نظر إلى الفطيرة التي أمامه، واختار أن يأخذ قضمة.
ابتسم ببطء بعد أن تذوق الكريمة، وعينيه تلمعان بالسرور.
؟؟؟؟ (وهو يبتسم، لأول مرة يشعر بالسلام منذ فترة طويلة):هذه… هذه..لذيذة جدًا.
رغم تردده، بدأ قلبه يهدأ، وأخذ يبتسم بصدق.
كانت تلك اللحظة بمثابة دفعة أمل له، وكأن العالم للمرة الأولى يعامله بلطف.
إيلينا (مبتهجة لرؤيته يبتسم أخيرًا، تحدث بلطف):انا سعيده لأنك تحبها. أريدك أن تكون بخير.
ثم، بعد لحظة من الصمت، قررت إيلينا أن تسأله عن شيء آخر كانت تفكر فيه منذ أن قابلته.
إيلينا (بفضول، محاولة كسر حاجز الارتباك بينهما):أيمكنك أن تخبرني… ما اسمك؟
نظر إليها لفترة، وكأن السؤال أخذ منه وقتًا طويلًا للتفكير، ثم أخيرًا نظر إلى عينيها وأجاب بصوت منخفض.
إيثان (مرددًا الاسم ببطء، كما لو كان يسترجع شيئًا من الذاكرة):أنا…انا.. إيثان.
إيلينا (تبتسم بلطف، وتجيب بأدب):اسم جميل… إيثان.
ثم أكمل إيثان تناول فطيرته وهو يشعر بشيء من الارتياح، كأن اسمه أخيرًا بدأ يشعره بأنه ليس وحده في هذا العالم.
إيلينا: سوف أعود غدا حسنا يا إيثان(ابتسامة)
ايثان(خائف من لا تأتي):حقا.. سوف تعودي …
إيلينا(وهي تبتسم بلطف):نعم يا إيثان
لكن عندما ذهبت إيلينا نسيت أن تأخذ شريطها
لكن قرر إيثان الاحتفاظ به…..
كان ينظر إلي شريط طوال الوقت منتظرا عودتها
يتبع….