خفايا القصر المؤلم - 1
اسم روايه
꧁༺ خَفَايَا القَصْرِ المُؤْلِم ༻꧂
الكاتبة: [كم]
والتي هي انا
꧁༺ ٱلمُقَدِّمَة ༻꧂
في ليلةٍ هادئة وباردة، وُلدت إيلينا في قصرٍ يعج بالرفاهية والمال، وكان القمر يتأمل الأرض من خلال نافذة القصر الضخمة، وتلألأت أنواره على الواجهات الذهبية والتماثيل التي تزين ساحة القصر.
كانت ليلة ولادتها محاطة بفرحة لا توصف، وكل من في القصر كان يُعدّ تلك اللحظة بداية لولادة جديدة في عالم من الرفاهية والسلطة.
وفي اللحظة التي أطلّت فيها إيلينا على هذا العالم، أضاءت القلوب بنظرة عيونها الخضراء، التي كانت تشبه الغابات الكثيفة في الربيع، وببراءة وجهها الذي أسقط القلوب في فخّ سحره.
حتى في لحظاتها الأولى، كان الجميع يشعرون بأنها ستكون شيئًا استثنائيًا.
لكن خلف هذه البهجة، كانت بداية لحكاية مليئة بالآلام والظلال.
بعد ساعاتٍ قليلة فقط من ولادتها، فُجعت القصر بخبر وفاة والدتها، التي كانت تُعتبر أجمل نساء المجتمع وأكثرهن بريقًا.
كانت سيدة المجتمع الأولى، محط أنظار الجميع أينما ذهبت، وتفوح منها رائحة الجمال والقوة.
لكن تلك الليلة المظلمة أخذت منها حياتها، تاركةً إيلينا بدون حضن أمها، التي كانت أكثر من مجرد والدتها.
كانت إيلينا تُدرك منذ لحظة ولادتها أنها فقدت شيئًا لا يمكن تعويضه، وتلك اللحظة كان لها تأثير عميق في تشكيل شخصيتها.
والد إيلينا، ماركيز قوي وثرِي، كان حزين من رحيل زوجته.
كان يعشق إيلينا بحبٍ لم يسبق له مثيل، لكن لا شيء كان يوازي هذا الحب العظيم.
كان ماركيزًا قويًا، ذو مكانة رفيعة في المجتمع، لكن في قلبه كان هناك فراغ لا يمكن ملؤه إلا بحب زوجته الراحلة.
لكن رغم كل ذلك، كانت حياة إيلينا مليئة بالأشياء المادية. قصر ضخم، وأثاث فاخر، وملابس فاخرة.
كان لديها كل شيء يُمكن أن يتمناه أي شخص.
ومع ذلك، كانت هناك فراغات غائرة في قلبها.
فبِغض النظر عن المال والرفاهية، كانت تفتقد شيئًا أساسيًا، شيئًا أعمق من كل تلك الأمور السطحية.
كان الجمال الذي ورثته عن والدتها يشعّ في ملامحها، شعرها الوردي الفاتح كأزهار الكرز، وعيناها الخضراء كزمرد جميل.
لكن كان هنالك شيء ما في قلبها يفتقر إلى معناه.
لكنها كانت دائمًا تجد نفسها في مكانٍ فارغ رغم المحيط الجميل.
كانت تشعر بأنها تُغمر في عالم مليء بالهدايا والرفاهية، لكنها في الوقت ذاته كانت تُشعر بفراغٍ داخلي عميق.
كانت تمشي في القصر الكبير، وتستمع إلى الموسيقى الفاخرة، لكن قلبها كان يبحث عن شيء أكبر، شيء يملأ تلك الفجوة داخل قلبها.
لم تكن قادرة على فهم هذا الشعور.
مرت السنوات، وكبرت إيلينا، وتغيرت أشياء كثيرة في حياتها، لكن الشعور بالفراغ كان لا يزال يرافقها.
كانت في سن التاسعة عشرة، وكان لديها كل ما قد يتمناه الإنسان.
كانت تعيش في قصرٍ فخم، لكنها شعرت وكأن كل تلك الأشياء مجرد زينة دون أي قيمة حقيقية.
كانت تبحث عن شيء أكبر، شيء يملأ تلك الفجوة داخل قلبها.
في كل يوم، كانت تسأل نفسها
إيلينا (في نفسها): لماذا أشعر بهذا الفراغ؟ لماذا لا أستطيع أن أكون سعيدة بكل هذه الأشياء التي أملكها؟
في إحدى الليالي المظلمة، بينما كانت تغرق في نوم عميق بعد يومٍ طويل، شعرت بشيءٍ غريب.
كان الهواء باردًا، والغرفة مظلمة، لكن شعورًا غير مألوف اجتاح جسدها.
استفاقت على صوتٍ غريب.
كانت تسمع صوتًا خفيفًا قادمًا من الزاوية، كما لو أن شيئًا ما كان يُحرك في الظلام. وكان كل شيء هادئًا، إلا أن إحساسًا بالخطر بدأ يملأ قلبها.
إيلينا: (بهمسات متسائلة) ماذا؟ من هناك؟
في الظلام، أُضيئت لحظة الغرفة بضوء خافت من خلال نافذة صغيرة.
وعندما نظرت إلى الزاوية، كان هناك شخص يقترب منها، لكنه كان ظلًّا غريبًا، لا يُمكن تمييزه بوضوح.
؟؟؟؟؟: (بصوت هادئ، قاتم) هل تعلمين حقيقه وراء والدكِ؟ الآن، لا أحد يعلم بذلك، وأنتِ الوحيدة التي تبقي. لا أحد يستطيع مساعدتكِ الآن. ولا أريدك أن تبقي على قيد الحياة، لأني أريدك أن تذهبي معه.
؟؟؟؟؟: انتِ سبب
إيلينا: (بصوت مُرتجف) ماذا؟ من أنت؟ لماذا تفعل هذا؟ جاوبني الآن!
أمسكت بمزهرية كانت موضوعة على الطاولة بجانب سريرها، في محاولة للدفاع عن نفسها.
كان قلبها ينبض بسرعة، وكانت يديها ترتجفان بشدة. لكنها أصرّت على الوقوف في وجه هذا الوحش.
إيلينا: (بغضب وشجاعة) لا تقترب! سأقتلك إن لزم الأمر!
لكن، لم يكن لهذا التهديد أي تأثير على الشخص المجهول.
بل تقدم نحوي بسرعة قاتلة، وأمسك برقبي بكل قوته.
شعرت بأن أنفاسي كانت تختنق، وكان الألم في رقبتها لا يُطاق.
حاولت المقاومة بكل ما أوتيت من قوة، لكن قبضته كانت أقوى من قدرتها على التحمل.
كان الجو حارًا جدًا، وكانت عيناها تغلق شيئًا فشيئًا حتى بدأت تفقد الوعي.
ثم فجأة، شعرت بشيء غريب، كما لو أن الزمن قد تمزق، وأُعيدت إلى الوراء.
شعورٌ لم تستطع تفسيره، وكأن الزمن نفسه قد أعادها إلى نقطة سابقة.
في تلك اللحظة، استشعرت كما لو أن العالم قد أعاد تشكيل نفسه من جديد.
كل شيء حولها كان يتغير، وكانت أشعة ضوء القمر تتبدل، وكأنها كانت تُغادر الحاضر إلى الماضي.
لكن عندما استفاقت، وجدت نفسها في مكانٍ مختلف.
وعيناها لا تزال غير قادرة على التمييز بين الواقع والخيال. كانت تعرف أنها قد عادت إلى نقطة ما في الزمن، لكنها لم تفهم كيف أو لماذا.
كل شيء بدا غريبًا، كأنها في حلمٍ طويلٍ بلا نهاية…..
يتبع…..