خطة انتقامية صغيرة لشريرة تعيش ثلاث مرات فقط - 13
الفصل 13
-أنتِ ماهرة، حقًا ماهرة.
تحركت عقارب الساعة بخطوات بطيئة ودقيقة، وفجأة تحرك العقرب الكبير ليجذب الغطاء الملقى فوق أريليتيا، ويغطي كتفيها.
“شكرًا.”
– إنها مجرد كلمات.
مسحت أريليتيا أنفها.
“لماذا تغير صوتكِ؟”
في السابق، كان صوت الإبرة مجرد صدى غامض لا يمكن من خلاله تحديد الجنس، أما الآن، فصوتها أقرب إلى صوت حقيقي.
صوت جميل ذو نبرة شبابية؛ إذا أصغت جيدًا، قد يبدو وكأنه صوت صبي، أو شاب.
– لأنكِ تفقدين قدرتك على التحكم بي تدريجيًا. بعبارة أخرى، أنتِ تحتضرين. ألم تفكري للتو بأن هذا خبر جيد؟
“أووو…”
-يا لكِ من نصف عقل! تظلّين مكتئبة طوال الوقت… لكن لا بأس، ليس ذنبكِ.
ورغم التذمر، إلا أن الإبرة بدأت تربت على كتف أريليتيا بعقرب الثواني.
على الرغم من أنها عادة ما تغضب أو تنتقد أريليتيا بشدة، إلا أن الإبرة كانت تعرفها أكثر من أي أحد آخر.
ففي هذه الأيام الصعبة، الإبرة كانت الشخص الوحيد الذي يواسيها.
“هل يمكن للآخرين سماعكِ أيضًا؟”
-ليس بعد. لا أعلم ماذا سيحدث لاحقًا.
“هل يمكن أن تقللي من حجمكِ قليلاً؟”
– هذا أقصي ما أستطيع تقليله.
“إذن… هل ستنكسرين إذا سقطتِ؟”
– نعم هذا ما سيحدث.
بعد لحظة قصيرة، انفجرت الإبرة غضبًا.
بدأت عقارب الساعة ترقص بشكل عنيف على الغطاء.
-ألم أحذركِ، يا سيدتي الشريرة، بأن لا تستخدمي قوتكِ كثيرًا!؟ ماذا ستفعلين الآن؟ الآن حتى لو أمسك بي أحدهم وكسرني إلى نصفين، لن أستطيع المقاومة!
كلما اقتربت نهاية حياة الحكيمة، أصبحت الرابطة بينها وبين الإبرة أكثر ضعفًا. وفي النهاية، لن تتمكن من التواصل معها حتى بهذه الطريقة.
أريليتيا شعرت ببعض القلق.
“لا يمكن أن يحدث هذا.”
الإبرة، التي رافقتها منذ أن كانت في الثانية عشرة من عمرها في حياتها الأولى، كانت صديقتها الوحيدة.
سواء عاشت أم ماتت..
-أنا لا أريد الموت!
– يا فتاة، فلنحاول أن نعيش! لنجرب مرة أخيرة،. أليس من المؤلم أن تنتهي الأمور هكذا بعد كل ما مررتِ به؟ هل علمتكِ هذا؟
“حسنًا، حسنًا.”
أمسكت أريليتيا بالإبرة بيديها، وغرزتها في الدمية الكبيرة على مقربة منها.
– ما هذا مالذي تفعلينه؟
“لكي لا تنكسري إذا سقطتِ.”
حقًا، الدمية الكبيرة التي لم تعرف من تركها، كانت أكبر وأفضل مادة ممتصة للصدمات يمكن أن تجدها.
عندما نظرت حولها، لاحظت أن هناك دمى حيوانات أصغر تقف بجانب الأرنب.
كان هناك سنجاب، ثعلب، سلحفاة، وغوريلا.
-هذا الأرنب، تركه السيد الشاب. أما السلحفاة فقد تركتها الخادمة تانيسا.
“لماذا؟”
-لماذا؟ إنها هدية لزيارتكِ، كانوا قلقين جدًا عليكِ.
‘قلقين عليّ؟’
– لكن يا سيدتي بعد تلقيكِ كل هذه الهدايا عليكِ رد الجميل.
‘لكنها قد لا تكون لي.’
مدت أريليتيا إصبعها بحذر، وحاولت لمس قوقعة السلحفاة بخفة. شعرت بملمس ناعم، فسحبت يدها بسرعة.
-إذا أردتِ أن تردي الجميل، يجب أن تستعيدي صحتكِ وتنهضي. هل تجدين هذا الإقليم مناسبًا؟ إنه بسيط وفقير، لكنه أفضل بكثير من العاصمة المكتظة بالقمامة. هل زاركِ الأمير الأول؟ هل قدم لكِ الأمير الثاني أو خطيبته أي هدية؟
كانت هناك بطاقة صغيرة تحت قدم السلحفاة.
أريليتيا نظرت إليها بعيون مليئة بالشك والحذر، قبل أن تقترب منها بحذر شديد.
بحذر، وببطء.
كانت هناك كتابة كبيرة على البطاقة.
[ذهبت لإحضار الماء الساخن! إذا استيقظتِ، فقط اقرعي الجرس بجانب السرير، يا أميرة أريل♡]
الكتابة تبدو مرحة.
“لابد أنها من أختي تانيسا.”
بجانب السلحفاة، كانت هناك دمية غوريلا ترتدي درعًا جلديًا، تحمل بطاقة بين يديها.
[لا يجب أن تمرضي، صغيرتي. عندما تتعافين، سنأخذكِ في رحلة استكشافية إلى القطب الشمالي!
العم دونغ والعم توم -]
كل دمية كانت تحمل بطاقة خاصة بها.
بعد قراءة البطاقات، نظرت أريليتيا حولها. الدمية الوحيدة التي التي تركها جلين هيزيت لم تكن تحمل بطاقة.
الإبرة أشارت بإشارة صغيرة.
– هناك بطاقة تحت السرير.
“آه…!”
كانت البطاقة الوردية ملقاة تحت السرير. سقطت عندما غرست الإبرة في الأرنب.
[توقف الثلج، أيتها الصغيرة.
شكرًا.]
كانت الكتابة بسيطة، بجانبها رسم عشوائي.
كان الطريق الذي رسمته أريليتيا أثناء إعادة عقارب الزمن يُظهر الطريق الذي فتحته. على الطريق، كانت هناك دوائر وخطوط كثيرة مرسومة؛ كانت تمثل الناس. وُضعت على وجوههم المستديرة تعابير ضاحكة. كانوا يبتسمون بسعادة وهم يقفون على الطريق المفتوح.
[شكرًا.]
أريليتيا، التي لم يكن لديها القوة للنزول من السرير، أخرجت رأسها فقط من السرير لتظل تحدق في البطاقة بلا توقف.
تقرأ وتعيد القراءة.
تنظر وتعيد النظر.
“لماذا يكررون كلمة ‘شكرًا’؟”
‘لقد كنت فقط أردّ الجميل.’
شعرت فجأة برغبة في البكاء. بحثت أريليتيا عن السبب وراء تلك الاضطرابات في صدرها.
إنهم يستمرون في قول “شكرًا”، وهذا يعني أنها ستكون مضطرة لرد الجميل مرة أخرى.
لذلك، فإن أنفها يحتقن. نعم، هذا هو السبب.
لكن، كيف سترد الجميل للدمى؟ بعد أن هدأت أفكارها، بدأت علامات الاستفهام تدور في رأسها بسرعة.
“لقد تلقيت خمس دمى، فهل ينبغي عليّ استخدام القوة المتبقية لمرة واحدة؟”
“أم أنني أقع في فخ آخر ماكر؟”
-شم، شم. آه، رائحة البشر. يبدو أن هذا المكان مريح. أليس كذلك؟ آريل، هل نمتِ؟
‘لا أعرف. لا أعلم. لا أفهم هذه الأمور.’
“لم أعتد أبدًا على تلقي الهدايا…”
دفنت أريليتيا وجهها في ظهر الأرنب.
لسبب ما، كانت أذنيها تحترقان. على الرغم من أن حرارتها كانت قد انخفضت بالكامل.
بعد خمسة أيام من يوم الإغماء والنزيف الشديد من الأنف.
حصلت أريليتيا أخيرًا على إذن من الطبيب سيرجيو للخروج.
“هل ستتمكنين من ذلك، آريل؟ هل يمكنكِ المشي بمفردكِ؟”
“نعم.”
“إذا شعرتِ بالتعب، أخبريني فورًا.”
“نعم.”
بعد خمسة أيام من البقاء في السرير دون حراك، شعرت وكأنها على وشك الانفجار من الملل.
ظن سكان القصر أن إصابة أريليتيا جاءت لأنها خرجت خارج القصر دون علم أحد، وتعرضت لعاصفة ثلجية.
“لو لم يقم الطبيب سيرجيو بفحصكِ، لكان الأمر خطيرًا جدًا يا أريليتيا. لذا، لا تخرجي بمفردكِ مرة أخرى دون مرافق بالغ. فهمتِ؟”
“……”
“أوه، آريل. عليكِ أن تجيبي.”
تحت إصرار تانيسا وهي تمسك بيديها، أجابت أريليتيا، على مضض، “نعم.”
كانت الدموع تلمع في عينيّ تانيسا.
لأنها لا تحب أن ترى أختها تبكي.
ذهبت أريليتيا مع تانيسا إلى مطعم القصر. كان جلين وبقية الفرسان قد وصلوا وتناولوا إفطارهم بالفعل.
كان دانكن ورويل، الذين كانوا يأكلون اللحم بحماس منذ الصباح، يلوحون بأيديهم.
“أيتها الحكيمة الصغيرة!”
“آه، إنها تحمل دمية الأرنب التي أهداها لها السيد جلين! لكن ما هذا الشيء المغروز في بطنها؟”
كانت أريليتيا على وشك الركض نحو الفرسان لكنها توقفت فجأة. كان جلين هيزيت يجلس على تلك الطاولة.
آه، تلاقت أعينهما. ارتجف كتف أريليتيا بشكل ملحوظ.
لابد أنه اكتشف أنها الحكيمة، أليس كذلك؟ وبطاقة الشكر التي تركها لها؟ إذا لم يكن يعرف، فلابد أنه غبي.
“هل أتيتِ، أيتها المعلمة؟ وأنت أيضًا، أيها الطبيب.”
كان الطبيب الأول موجهًا للطبيب سيرجيو، لكن لقب المعلمة الثانية كان موجهًا بوضوح نحو أريليتيا. ثم ابتسم جلين بابتسامة مليئة بالمزاح.
“هل نمتِ جيدًا الليلة الماضية؟ يا معلمة آريل.”
تجعدت حواجب أريليتيا بشكل غريب.