حيثُ يقودكَ قلبُكَ - 12
الفصل 12 : مَن أنتَ؟ ⁴
“ماذا؟” ، سألت لي جاي التي كانت تُراقب الناس و هم يتفرقون مثل الأشباح أمام تعويذة.
كان رودريك الذي استيقظ للتو أكثَر صراحةً من المُعتاد.
“تحرَّكي قليلاً”
“….”
لقد أرادت أن تطلُبَ منه أن يذهب إلى غُرفَتِهِ للنوم ، لكن لي جاي كانت تَعرفُ وضع غرفة نومه جيِّدًا.
بالنسبة لرودريك ، فإن رؤية كابوسٍ هو السيناريو الأفضل.
لكن ، على الأرجح ، لن يتمكن من النومِ على الإطلاق.
و مهما كان تفسيرُهُ من تعبيرِ وجه الملكة ، فإنَّهُ كرَّرَ طلبهُ عدة مرات على نحوٍ غيرُ عادي.
“لن أفعل أيَّ شيء ، فقط دعيني أستعيرُ سريرَكِ اليوم ، لا أستطيعُ النومَ حقًا”
بدت كلماتُ رودريك و كأنَّها وعدٌ سخيف كـ ‘فقط ثقي بي’
لو قالها شخصٌ آخر لضَحِكَت لكنَّها لم تستَطِع أن تقولَ شيئًا لأنَّها تعلمُ أن هذه هي الحقيقة.
بعد مراقبَةِ وجهِ الملك و مزاجِهِ للحظة ، تحرَّكَت قليلاً إلى الجانِب لإفساحِ المجالِ له.
إستلقى رودريك على الفورِ في المساحة التي أظهَرَتها ، و كأنَّهُ كان ينتظر. ارتطم السرير بـثِقَلِ الرجل القويِّ عندما استقرَّ فيه.
أغلق رودريك عينيهِ بمجرد استلقائِهِ ، لكن لي جاي ظلَّت مُستيقِظة تمامًا ، تُحدِّق في السقف.
لقد مرَّ شهر تقريبًا منذ زواجِهما ، لكن هذه كانت المرة الثانية فقط التي يتواجدانِ فيها على نفسِ السرير.
كان من الصعبِ ألّا أشعُرَ بوجوده.
شعرت لي جاي بقلقٍ غريب مع عدم قُدرَتِها على النوم ، فنظرت إليهِ من الجانِب ثم إستدارَت لتستلقي على جانِبِها.
دَفَعَت الوِسادة التي كانت تستخدِمُها نحوَهُ ببطء.
و بدون أن يفتح عينيه ، ضحك رودريك ثم عبس قليلاً.
“احتفظي بها ، يمكنكِ استخدامها”
“لدي واحِدة أُخرى”
و أخيراً رفع رأسَهُ قليلاً لينام على الوِسادة.
حتى بعد أن إنتهت لي جاي من مهمتها الصغيرة ، لم تتمكن من النوم . و استمرَّت في مراقبةِ رودريك قبل أن تسأله.
“أنت ترفض قبول منديل من زوجتِكَ المُحِبّة ، و لكنَّكَ مُوافِق على مُشاركَةِ السرير؟ همم؟”
هذه المرة في حيرة حقيقية ، غَطّى رودريك عينيهِ و ضَحِكَ بصوتٍ عالي.
“أنتِ لطيفة ، لكِنَّني لا أعتقِدُ أنَّ هذا شيء يجب أن تقوليه بفخرٍ لـزَوجِكِ”
“حسنًا ، حسنًا ، بالطبع أنا آسِفة”
بغضِّ النظر عن مقدار تفكيرِها في الأمر ، شعرت كما لو كان يسخَرُ مِنها.
لقد كانَت فضوليّة بعضَ الشيء و اعتقدت أنها ستكونُ وقحة للحظة.
“لن أتحدَّث بعد الآن. الآن بجديّة ، اذهب للنوم”
سحبت لي جاي الغطاء فوق نفسِها و حاوَلت النوم.
في الحقيقة ، لم تكن تشعُرُ بأنَّها على ما يرام أيضًا.
و بينما كانت تتَّجِهُ نحو النوم ، تحدث رودريك ، “في ذلك الوقت أنا آسِف لم أقُم بتمزيقِهِ عمدًا ، ربما لن تُصدِّقي ، و لكن مع ذلك ..”
“…”
“إذا كنتُ عنيفًا مرة أخرى ، فلا تترددي و نادي على جايد أو أيِّ شخصٍ آخر”
لم تفهم لي جاي معنى كلماتِهِ إلا بعد مرورِ وقتٍ طويل.
كان رودريك يتحدَّثُ عن ما حدث في الليلة الأولى.
لقد كان إدراكُها صادِمًا للغاية لدرجة أن أيَّ نُعاسٍ كان لديها إختفى على الفور.
“لم تكن أنت يا جلالتك من فعل ذلك …”
“…”
“لم تكن كذلك حقًا”
“…”
“لم تكن كذلك …” *إنه مش هو الي مزّق ثوبها بليلتهم الأولى*
لم يرد عليها أحد لفترة طويلة ، و لكن في النهاية ، عندما شعر أنها لا تزال تُراقِبُه ، أوماً رودريك برأسِهِ قليلاً.
“فهمت ، الآن نامي”
لم يكُن يبدو مُقتَنِعًا.
شَعَرَت بمزيجٍ من التعاطُف مع الملك و عَدَمِ الراحة الذي لم تتمكن من التخلُّص منه تمامًا ، و وجدت لي جاي نفسها تنظُر إليه عدة مرات حتى غفت أخيرًا في النوم.
لقد مرَّت ساعة تقريبًا منذُ ذلك الحين.
فتحت لي جاي عينيها بإحباط ثم إرتَعَشَت.
كان رودريك ، الذي كان مُستَلقِيًا في مكانٍ قريب ، قد أدارَ جسَدَهُ بطريقةٍ ما و كان الآن مُتَشَبِّثًا بها. و بما أنهما كانا على سريرٍ و ليس أريكة ، فقد أصبح الوضعُ أقرَبَ كثيرًا من ذي قبل.
لقد كانا يواجِهانِ بعضهُما البعض ، لفَّ ذراعَهُ حول رأس لي جاي و ذراعه الأُخرى حولَ ظهرِها.
في الواقع ، عندما يقولُ رجل “ثقي بي”، يجب عليكِ أن تَشُكّي في ذلك مرةً واحِدةً على الأقل.
بعد أن تجمَّدت لفترةٍ من الوقت ، قررت لي جاي أن تتحمل الأمرَ في الوقتِ الحالي.
لقد عَرِفَت أن رودريك كان يفعلُ هذا لأنَّ جسده يحتاج إليه.
أصبحت طاقَةُ رودريك الفِطرية أكثر نشاطًا عندما كان قريبًا من لي جاي. ربما كان ذلك بسببِ التعويذة ، أو لأن لي جاي كانت شخصًا يُنقّي طاقتها بـجِد.
لكن كان الموقِفُ لا يزال مُحرِجًا ، لذا أغمضت لي جاي عينيها و بدأت تعِدُّ الأغنام في رأسها. فكرت أنه إذا نامت مرة أخرى ، فسوف تتوقف عن التفكيرِ في أفكارٍ غريبة.
و مع ذلك ، ظلَّت أنفاسُهُ الساخِنة تضرِبُ وجهها ، و ظلَّ رودريك يحاوِلُ احتضانها أقرب.
‘فكِّري في أفكارٍ جيدة ، أفكارٍ نقيّة’
لي جاي ، هذا الرجل مريض ، إنه زوجُكِ ، لكِنَّهُ مُجَرَّد مريضٍ في الوقتِ الحاليِّ.
لا يزالُ جَسدُه و عقله يُعانِيان من الألمِ الشديد ، لذا يجِبُ أن تشعُرَ بالأسفِ عليهِ.
في محاولة لإقناعِ نفسها بعقليّةِ المُمارِس الروحي ، بدأت لي جاي في الوصولِ إلى حدِّها الأقصى من الأفكارِ السليمة عندما قام رودريك بـ شبكِ ساقيهِ مع ساقيها.
هل هذا هو الوقتُ المناسِب؟ هل هذه هي اللّحظةُ المناسبة؟ لا ، لا يبدو الأمرُ كذلك.
و بدأت اليد الّتي كانت ملفوفة حول ظهرِها تتبع عمودَها الفقري ، و تتحرك ببطء.
“اوه …”
سرت قشعريرة في عمودها الفقري ، و ارتجفت ، و انكمشت على نفسها.
توقفت يد رودريك فوق أردافها مباشرة.
كان الوضع خطيرًا للغاية.
التعويذة ليست هناك.
كانت التعويذة قد خبأتها في أكمامِها.
ليس أنني أقولُ لكَ أن تلمسني ، و لكن إذا ذهبتَ إلى أبعد من ذلك دون إذن ، فلن أجلس و أبقى ساكِنة.
لم تتمكن لي جاي من البقاءِ ساكنة ، لذا تحَرَّكت أخيرًا.
“يا صاحِبَ الجلالة ، من فضلِكَ تراجع قليلاً”
ربما نكونُ زوجين ، لكننا لم نعرف بعضنا البعض منذ فترة طويلة ، أليس كذلك؟
و عادةً ، يحتاجُ الناس إلى مسافة مناسِبة بين بعضِهم البعض.
دفعت لي جاي الجُزءَ العلوي من جسد رودريك بكلتا ذراعيها و حاولت سحب أردافِها بعيدًا.
تلك كانت المشكلة …
بدا رودريك و كأنَّهُ يبتعِدُ للحظة ، لكنه بدلاً من ذلك أدار جسده الذي كان مُستَلقِيًا على جانِبه نحو لي جاي.
عندما سحقها جسده القوي ، كانت ستصرخ من الألم.
و بينما كانت نصف مُقَيَّدة ، قامت لي جاي بقرصِهِ برفق.
لكن رودريك ، الذي كان يحمل بين ذراعيه مُساعِدَة النوم البشري المُنعِشة و التعويذة البشرية ، بدا راضِيًا للغاية.
و بدلاً من ذلك ، خرج منه صوت كسول و سعيد ، “ممم”
“أوه … من فضلك لا تتنفس علي بهذه الطريقة”
هل هكذا شعرت الفريسة التي اصطادها الوحش؟
لم يكن أمام لي جاي خيار سوى أن تضغط على قبضتيها و تصفع ظهر رودريك.
“لا أستطيعُ التنفس ، دعني أذهب ، هذا الوضع غريب جدًا”
فتح رودريك عينيه الزرقاوين للحظة.
بدا و كأنه في حالة ذهول من النوم. و مع ذلك ، بعد فترة وجيزة ، عندما أدرك الموقف ، بدا مذهولاً بعض الشيء.
كانت الملكة ، التي إحمَرَّ وجهُها شبه مُثَبَّتة تحته.
و علاوة على ذلك ، كانت الدموعُ تملأ عينيها.
“… لا، ليس الأمر كذلك ، إنه مجرد …”
عندما رأى الملكة المُضطَّرِبة ، نهض بسرعة.
سحبت لي جاي الغِطاءَ إلى رقبتِها بشكل انعكاسي ، لكن بدلاً من ذلك ألقى رودريك الغطاء الذي كانت تُغَطّي نفسها به.
“… آه! لماذا تفعل هذا”
لقد تفاجأت لي جاي ، و لكن بعد التأكُّد من أن ملابِسَها كانت سليمة هذه المرة ، قام رودريك بتغطيَتِها بلُطف بالبطانيّة مرة أخرى.
جلسَ رودريك بجانِبِ السرير و فَرَك وجهه للحظة ثم نَظَرَ إلى لي جاي.
بغضِّ النظر عن نواياه ، بدا مُحرَجًا إلى حدٍّ ما.
مدَّ يده ببطء ، و أمسك بكتفِها مرة واحدة ، و مَسَحَ رأسها الخوخيَّ قليلاً.
لقد استغرق الأمر بعضَ الوقتِ حتى أدركت لي جاي أن هذه كانت طريقَتَهُ في الإعتِذار.
“أنا آسف”
“…”
“هايلي ، أنا آسف. هل أخفتُكِ كثيرًا؟”
“…”
عندما رآها تسحبُ الغِطاء بشكلٍ مُثيرٍ للشفقة ، نهض رودريك من السريرِ على الفور.
“سوف أُغادِر الآن ، لذا إرتاحي بشكلٍ مُريح”
كان الزوجان اللّذان أهدرا بالفعل فُرصَةَ التقرُّب من بعضِهِما البعض في ليلَتِهِما الأولى معًا ، مُضطَّربَين الآن حتى من موقفٍ حميم إلى حد ما مع مشاعرَ سخيفة.
لكن رودريك لم يستطِع المُغادرة على الفورِ كما قال.
كان يشعُرُ بثِقَل غريب في قدميه عندما حاوَلَ المُغادرة.
لم يكُن يتذكر أيَّ شيءٍ عنيف.
في الواقع ، كان جسده يشعر بخفة غير عادية الآن.
و لكن نظرًا لحالتِهِ العقلِيّة الأصليّة و تعبيرُ الملكة و كأنَّها واجهت مُنحَرِفًا ، خدش رودريك نهاية حاجبه. ثم مَسَح برفق جبين لي جاي.
“هايلي”
“…”
“أرجوكِ قولي شيئًا. ألن تتحدثي معي بعد الآن؟”
“…”
“هل أنتِ خائفة مني الآن؟”
“لا ، ليس هذا ..”
أعرِفُ أنَّكَ لم تفعل ذلك عن قصد ، و لكنني مُنزَعِجة أيضًا.
و بينما اقترَبَ مِنها بموقِفٍ أكثر مُراعاة و حِذرًا من المُعتاد ، شعرت لي جاي بالحرج و الخجل بشكل غريب.
كانت تعبثُ بالبطانية ، غير مُدرِكة لما حدث أو لماذا شعرت بهذه الطريقة.
عندما رأى رودريك تعبيرَ لي جاي المُحرَجة ، غادَرَ الغُرفة.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿《التليجرام》