تجاوزت الحدود دون أن أدرك أنه البطل الرئيسي - 1- المُقدمة + الفصل الأول
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- تجاوزت الحدود دون أن أدرك أنه البطل الرئيسي
- 1- المُقدمة + الفصل الأول
المقدمة]
“بريل برينتيو”
الابنة الوحيدة لأم ثرية وأب ينتمي إلى عائلة عسكرية مرهوبة الجانب، حيث مجراد سماع أسمها يُثير الرهبة في النفوس.
ولدت بجينات مميزة، موروثة بالكامل، مع جمال طبيعي أخاذ.
كانت حياتي في هذا العالم مثالية بكل المقاييس.
لكنني أدركت أن هذا العالم هو عالم رواية “الحب والهوس مجرد خيط رفيع” عندما سمعت اسم الإمبراطورية “كاروتيا”.
“كيف عرفت ذلك بمجرد سماع اسم الإمبراطورية؟”
هذا لأنني في حياتي السابقة قرأت هذا الكتاب بشغف لدرجة أنني كنت أغير جميع ألقابي إلى “الهروب من كاروتيا”.
لكن، مع ذلك، لم أفكر مطلقًا في أن أعيش داخل هذه الرواية.
والسبب واضح: الرواية تدور حول كيف يتحول حب البطلة إلى هوس، وينتهي بالقهر والحبس، كما يشير العنوان.
لحسن الحظ، لم يكن هناك أي مشكلة بالنسبة لي.
اسمي لم يظهر أبدًا في الرواية.
بعبارة أخرى، كنت مجرد شخص عابر، لا أكثر من شخصية إضافية بلا أي تأثير.
مع ذلك، ليس من السيئ أن أرتب أفكاري حول حبكة القصة.
البطل “راون هارت” كان تجسيدًا لصورة البطل المشهورة، ماضٍ مليء بالحظ السيئ.
كانت إمبراطورية كاروتيا مجتمعًا هرميًا قائمًا على الطبقية الصارمة.
لكن كان هناك شخص اختار كسر هذا النظام، وفضل حُبًا مستحيل التحقيق.
ذلك الشخص كان “دايروف”، وريث برج السحر في الشمال ونبيل صغير من عائلة هارت.
وقع في حب مساعدته “ليانا” التي كانت من عامة الشعب.
وبعد سلسلة من الجهود، توّج حبّهما بالنجاح.
لكن المشكلة كانت في مكانة ليانا كعامية.
غضب والد دايروف بشدة عندما علم بذلك، وقام بفصل ابنه عن ليانا.
غادرت ليانا الأراضي وهي تخفي حملها عن دايروف لحمايته.
لكن دايروف أصيب بمرض الحزن وتوفي، تاركًا إياها طفلهما الذي وُلد بلا أب، وهو البطل “راون هارت”.
ولم يكن الحظ في صالحه، إذ فقد أمه أيضًا وأصبح تحت رعاية جده، ليبدأ أسوأ فترات حياته.
لكن، مع ذلك، استغل راون مزايا البطل ليصبح سيد برج السحر.
وما إن أظهر نفسه للعالم حتى انهالت عليه عروض الزواج بسبب جماله الفريد.
وصلت أخبار جمال راون حتى إلى “ميتشيلا كريستين”، ابنة الكاهن الأعظم.
وقعت ميتشيلا في حبه من النظرة الأولى عندما التقت به خلال اجتماع رسمي.
وبما أن راون لم يلتقِ نساءً من قبل، استجاب لاهتمامها بحسن نية.
لكن سرعان ما أصبح راون أسيرًا لهوس ميتشيلا وجنونها، حيث أطلقت عليه لقب “فارسها”.
كان القراء يطلقون على راون و ميتشيلا لقب “الثنائي الحقيقي”، لكنني رأيت أنه مجرد قصة عن هوس وحبس ومأساة.
راون كان يتقبل كل شيء بسذاجة، لذا بدا الأمر طبيعيًا للكثيرين.
لكن ألا يجب إنقاذ راون من هذا المستنقع؟
أليس من المفترض أن أستغل وجودي في هذا العالم لتحقيق شيء ما؟
لا، أنا أريد أن أعيش حياتي بسلام وألا أتدخل في حياتهم.
إذا كان لي علاقة بهم، فقد أفكر في استغلال الموقف لصالح نفسي، لكنني في النهاية مجرد شخصية عابرة.
بعبارة أخرى، لم يتغير شيء بين ملاحظتي للأحداث كمشاهدة خارجية والآن وأنا هنا.
سواء أحبوا بعضهم أو غرقوا في هوسهم، لا يهمني. سأركز فقط على حياتي.
هدفي في هذه الحياة هو تحقيق حلمي الذي لم أتمكن من تحقيقه في حياتي السابقة: النجاح كليًا.
الآن لدي دعم مالي قوي، ومهارات كافية…
أفكر في الأمور التي عليّ فعلها، ولا يسعني إلا أن أبتسم.
لم يبقَ سوى طريق مليء بالزهور أمامي!
ما الذي سيجعلني أتعقد وأربط نفسي بالبطل أو البطلة وأدمر هذه الحياة الممتعة؟
هم أشخاص لن ألتقي بهم طوال حياتي.
كنت أعتقد أن الأمر سيكون هكذا.
[بِداية الفصل الأول]
كان حلمي الطويل الأمد أن أصبح مصممة أزياء عالمية.
بعد أن خضت العديد من التجارب وصعدت في مجال التصميم، كنت على وشك إطلاق علامتي التجارية.
وكان ذلك اليوم هو اليوم الذي سأقيم فيه عرض الأزياء الذي يحمل اسمي أخيرًا.
لكن قبل أن أتمكن من عرض ثمرة تعب ليالي طويلة، توفيت بسبب الإرهاق.
وعندما ولدت من جديد، كانت أول دمعة لي بسبب الإحباط.
مع ذلك، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا للتكيف مع هذه الحياة الجديدة.
ربما لأن الإله شعر بحالي وأعطاني هذه الفرصة في الحياة الجديدة، حيث وُلدت في عائلة متميزة.
“أمي هي لوسيانا، الابنة الوحيدة لعائلة يوستيس ذات التاريخ العريق.”
“وأبي هو جيراد، أصغر أبناء عائلة برينتيو الحاكمة في الإمبراطورية، التي تتمتع بالقوة والثراء!”
باختصار، عائلتنا كانت تتمتع بكل شيء، من المال إلى القوة.
عندما تزوجت أمي من أبي لأول مرة، كانت الصحف الإمبراطورية مليئة بالأخبار عن هذا الحدث.
وكان السبب واضحًا، فبالإضافة إلى كون أمي من أجمل نساء الإمبراطورية، كان العديد من الرجال يتوددون إليها، من الأمراء إلى أبناء النبلاء، بل وحتى من أمراء الأجانب!
لكن من بين هؤلاء الرجال المثيرين، كان من اختارته أمي هو أبي “جيراد”.
أبي، الذي وقع في حب أمي من النظرة الأولى، أظهر لها حبًا صادقًا ومباشرًا، فقد قدم لها باقات من الأزهار الورقية التي يزيد عددها عن ألف زهرة، ومعطفًا مصنوعًا من الصوف الذي لا يُمكن الحصول عليه إلا مرة واحدة كل مئة عام، بالإضافة إلى قصائد شعرية طويلة لا نهاية لها.
كان أبي ليس فقط محاربًا مشهورًا في الحروب، بل كان أيضًا شخصًا غير عادي في كيفية تقديم طلب الزواج.
ومع ذلك، فإن نظرة الناس العامة له كانت مختلفة، إذ كان يُنظر إليه على أنه محارب لا يتناسب مع معايير الجمال في المجتمع.
فقد أمضى حياته وهو يحمل السيف، ولم يكن له وجود في الأوساط الاجتماعية بعد طفولته، وكان من الصعب على النساء التعرف على ملامح وجهه.
لكن في أوساط الشائعات، كان يُعرف باسم “وحش الحرب” ذو الندوب المخيفة على وجهه، وكان يعتقد الكثيرون أنه يشرب دماء البشر.
وعندما اختارته أمي من بين هؤلاء الرجال، أصيب العديد من الرجال بالصدمة.
“هل خسرت أمام هذا الشخص؟”
حتى أنه كان هناك مقالات قريبة من أن تكون بحجم أبحاث أكاديمية تحاول تفسير سبب اختياره من قبل أمي.
لكن أمي، بابتسامة بسيطة، قالت جوابًا واحدًا لكل هذه الأسئلة:
“لأن ابتسامته جميلة. ربما يمكننا تسميتها ابتسامة القتل.”
وقد تسببت هذه الكلمات في شائعات قائلة أن جيراد قد يكون أرسل تهديدًا مميتًا لأمي، ولكن هذه الشائعات انتهت بسرعة.
ومنذ أن أخذ أبي يد أمي في رقصة في حفل، حيث كان هذا الحفل برعاية البلاط الملكي، أصبح الجميع يتفهمون اختيار أمي.
في النهاية، كان أبي، كما قالت أمي، يحمل ابتسامة قاتلة، وكان وسيمًا بشكل طبيعي.
حتى الآن، لا أستطيع نسيان اللحظة التي رأيت فيها ابتسامة أبي لأول مرة، وكنت قد رشفت الحليب من فمي بسبب دهشتي.
“هل يمكن أن يكون هذا هو الضوء الذي ينبعث من الإنسان؟”
عندما اكتشفت أبي، اعتقدت أنه البطل.
لكن عندما اكتشفت أنني كنت مخطئة، أصبت بصدمة كبيرة.
“إذا كان هو ليس البطل، فكم هو مميز هذا البطل إذًا؟”
لكن في الواقع، لم يكن لدي رغبة في معرفة ذلك.
فأنا، على أي حال، لن ألتقي بالبطل لأنه لم يظهر شكله في الرواية أبدًا.
ورغم فضولي البسيط حول مظهره، لكنني كنت أعرف أنني لا أريد أن أكون جزءًا من قصة مليئة بالهوس، والاحتجاز، والمأساة.
أنا الآن أملك كل ما أحتاجه، ولديّ القدرة على تحقيق كل شيء!
المال، القوة، وأبناء مدللين مثل والديّ…
لقد ورثتُ جينات متفوقة، وكنت بلا شك جميلة.
عندما اكتشفت في المرآة ملامح أمي الواضحة وشعر أبي الأسود وعينيه الذهبية، كنت في غاية الإثارة.
لقد كانت هذه الحياة حياة جمال، فكنت أرقص من الفرح.
لكن السعادة لم تدُم طويلاً.
~ ترجمة سول .
~ إنستا : soulyinl