بعد الاستقالة، أرفض هوس الشخصيات الذكورية || After Resignation, I Refuse the Obsession from the Male Leads - 8
جلست وأنا أتنفس بصعوبة، محاولة تهدئة حنجرتي التي أصابها الجفاف بعد نوبة السعال العنيفة.
بالكاد تمكنت من تفادي قطعة مكسورة من الرصيف كانت على وشك إصابتي.
“لويل، هل أنتِ بخير؟”
“أعتقد ذلك…” أجبت بصوت متقطع.
كان الفضل في إنقاذي يعود إلى ذاك الرجل ذو الرأس الذي يشبه عناقيد العنب.
قبل أن ينقض الضباب الأسود عليّ تمامًا، جذبني من ياقة قميصي.
رغم شعوري بالاختناق للحظات، كان ذلك أفضل بكثير من أن يتحطم وجهي.
لكن المشهد أمامي كان مرعبًا.
“ما الذي يحدث؟”
كانت البطلة محاطة بدوامة من الضباب الأسود الذي بدا وكأنه يقطع كل ما يلمسه كأنه شفرة حادة.
شعرت بالذعر.
هل يعقل أن يكون هذا انفجارًا سحريًا ناتجًا عن السحر الأسود؟
في القصة الأصلية، مثل هذه الانفجارات كانت تحدث عندما تزداد عواطف الشخص المتأثر بالسحر الأسود، مما يؤدي إلى فقدان السيطرة وتدمير كل شيء.
لكن… أن يحدث هذا في وسط القصر؟
ومع البطلة؟ هذا تغيّر جذري في الأحداث!
التفت إليّ صاحب الرأس البنفسجي وسأل:
“لويل، ما نوع السحر الذي يمكنكِ استخدامه؟”
“أنا؟
سحري يقتصر فقط على الأساسيات…”
“تسك”
كان ينقر بلسانه كما لو أنه يعبر عن استيائه، لكن لم يكن لدي وقت لأشعر بالغضب.
الضباب الأسود كان يقترب بسرعة، وصرخت مذعورة:
“فينلي! ابتعد عن الطريق!”
كان فينلي يلقي تعويذة بينما مددت يدي، وخرج وميض أرجواني من السوار الذي أرتديه، ليشتت الضباب قليلاً.
نظر فينلي إلي بغضب وقال:
“اركضِ وادخل المبنى!”
أسرعت نحو المبنى، لكن وميضًا من الضباب المفقود تبعني.
حاولت إغلاق الباب خلفي، لكن أليسون كانت هناك، دفعتني بقوة هائلة جعلتني أرتطم بالأرض.
أُغلِق الباب، ووجدت نفسي وجهاً لوجه مع الضباب الذي كان يصدر صوتًا يشبه فحيح الأفاعي.
“اللعنة!”
فكرت بيأس.
هل سأموت الآن في هذه الحياة بسبب كارثة غامضة، بعد أن انتهت حياتي السابقة بحادث سيارة؟
لكن فجأة، صوت قوي فوقي شتت الضباب.
“لويل!”
كان الصوت ذكوريًا وحازمًا.
رفعت نظري لأجد البطل واقفًا.
أشار بيده نحو البطلة وقال:
“غطي أذنيكِ واستلقِ!”
امتثلت فورًا، مستلقية على الأرض وأنا أغطي أذني، بينما سحب البطل مسدسًا فضيًا وأطلق النار باتجاه البطلة.
رصاصة واحدة اصطدمت بالضباب، لكنها لم تصل إليها، بل تلاشت وسط نور أبيض.
قال البطل بصوت غاضب:
“إن استمر الأمر على هذا النحو، ستفقد حياتها”
“ماذا؟!”
هل هذه هي النهاية التي تموت فيها البطلة؟
الضباب أصبح كثيفًا مجددًا، لكنني لاحظت شيئًا غريبًا.
قرب قلب البطلة، كان هناك حجر أبيض عائم يشبه قطعة من العظام، ينبعث منه وهج غريب.
شعرت بقشعريرة تسري في جسدي.
“هذا هو جوهر السحر الأسود!”
كان هذا الحجر مصدرًا للقوة السحرية، وعادةً ما يتوقف نشاطه إذا تعرض لصدمة قوية.
لكن رؤيته بوضوح الآن كان غير متوقع.
ركضت نحو البطل وأشرت إلى الحجر.
“أيمكنك رؤيته؟”
هز رأسه نافيًا:
“لا، لا أستطيع”
“إنه هناك! قرب قلبها!”
تردد للحظة ثم قال:
“لويل، إذا أفسحت لكِ مجالًا، هل يمكنكِ لمسه؟”
“أنا؟!”
كيف يمكن أن يُطلب من شخص عادي مثلي مواجهة شيء بهذه الخطورة؟
لكن لم يكن لدي وقت للتردد.
ركضت بكل شجاعة نحو البطلة، وكانت عيناها قد أصبحتا رمادية بالكامل، وكأنها فقدت روحها.
الحجر الأبيض الذي كان يطفو قرب قلبها ازداد توهجًا، وكأنه يلتهم حياتها ببطء.
مددت يدي بحذر نحو الحجر، وقلبي ينبض بجنون.
“سأموت… سأموت حتمًا!”
لكن لم يكن هناك خيار آخر.
“أسرعِ، لويل!”
صاح البطل من بعيد، بينما كان يطلق النار على الضباب ليمنع اقترابه.
تلامست يدي مع الحجر، فشعرت بحرارة حارقة تسري في جلدي.
كان وكأنني أمسك جمرة مشتعلة.
صرخت من الألم، لكنني لم أتركه.
شددت قبضتي وسحبت الحجر بكل قوتي.
لحظة واحدة.
ثم…
بدأ الضباب الأسود يذوب ببطء، مثل الثلج تحت أشعة الشمس.
“أخيرًا…”
تمتمت وأنا أسقط على الأرض منهكًا.
يداي كانتا تؤلمانني بشدة، وجسدي يرتجف من الإرهاق، لكن الضباب اختفى دون ترك أثر خلفه، والبطلة سقطت على الأرض بسلام.
زحفت نحوها ببطء، وأنا أحاول التأكد من أنها لا تزال على قيد الحياة.
“هل ماتت؟”
سألت بصوت متقطع، لكن فينلي اقترب ومسح عرقه وهو يقول:
“لا، لكنها بالكاد على قيد الحياة”
نظرت إلى الحجر الذي كنت أمسكه، وكان محفورًا عليه نقش غريب يشبه هلالًا أسود.
شعرت بقشعريرة تسري في جسدي مجددًا.
فينلي، الذي بدا أكثر جدية من المعتاد، نظر إلي وسأل بحدة:
“كيف عرفتِ بوجود هذا الحجر؟”
“ماذا؟”
“حتى سحرة البرج لا يستطيعون رؤية جوهر السحر الأسود بسهولة”
كانت عيناه السوداوان تلتمعان بحدة.
شعرت بتوتر شديد، وكأنني محاصرة بينه وبين البطل الذي اقترب هو الآخر ناحيتي.
“لويل…”
قال البطل بصوت منخفض وهو ينظر إلي بعينيه الحمراوين.
شعرت بالضغط يزداد من نظراتهم الحادة.
لم أكن أعلم ماذا أقول.
لقد حلمت بحياة هادئة وخالية من المشاكل… لكن يبدو أنني قد وقعت في مأزق لا مفر منه.
___
أعتذر علتأخير لكن مشغولة بالدراسة والضغوطات لذلك ما اقدر انزل بسرعة.