ايها الجنرال، زوجتك تأمرك بالزراعة - 1
“يا اخ ها! قف مكانك!”
“أيتها البدينة، استسلمي! لن أتزوجكِ أبدًا!”
كان اليوم هو يوم زفاف الفتاة التي يطلق عليها “البدينة”، ورغم أنه كان يفترض أن يكون يومًا سعيدًا، إلا أن العريس فر فجأة هاربًا من الزواج، مما جعل الفتاة غاضبة لدرجة قتله.
لكن للعريس الهارب، ها دونغ سين (طالب يستعد لاجتياز امتحانات التأهيل الأكاديمي)، أسبابه الخاصة.
في قرية هانغوا تشون، كان هناك عائلتان تحملان اسم “سو”، ونتيجة لخداع من الخطابة، ظن العريس أنه يتزوج من العائلة الأخرى، تلك العائلة كانت معروفة بحسن سمعتها وبجمال إحدى بناتها، التي كانت حلم كل شباب القرية كزوجة.
ورغم أن فكرة أن يصبح زوجًا يعيش في بيت زوجته لم تكن محببة، إلا أن جمال تلك الفتاة جعل الأمر مقبولًا إلى حد ما، بالإضافة إلى ذلك، أرسلت عائلة العروس المزعومة مهرًا سخيًا بقيمة 20 نانغ مع كمية جيدة من الفضة.
بذلك المهر، كان ها دونغسين قادرًا على مواصلة دراسته!.
لكن، عندما عبر عتبة غرفة العروس، أدرك الحقيقة المرة، لم يكن في بيت العائلة ذات السمعة الطيبة، بل في منزل عائلة سو الأخرى، سيئة السمعة.
وعندما رأى وجه العروس “البدينة”، شعر برغبة شديدة في الموت.
“منذ أن استلمت المهر، أصبحت زوجي!”
“استيقظي من حلمكِ!”
هرب ها دونغ سين دون أن ينظر خلفه، تاركًا سو دا يا محط سخرية أهل القرية.
ركضت الفتاة البدينة خلفه وهي تحمل سكينًا كبيرًا، لكنها تعثرت فجأة بشيء وسقطت، مما جعل رأسها يصطدم بإطار الباب بقوة، تاركًا ورمًا كبيرًا في موضع الاصطدام.
عندما وصل والدها، سو تشانغ، إلى غرفتها، وجد ابنته مغمى عليها، مستلقية أمام الباب بشكل مائل، حاول رفعها بين ذراعيه، لكن…
“آه… لا أستطيع رفعها”
وبدلاً من ذلك، هزها محاولًا إيقاظها، رغم أن ذلك أيضًا تطلب منه جهدًا كبيرًا.
“يا ابنتي، استيقظي! لا تخيفي أباكِ هكذا!”
“يا أبي!، لقد هرب الأخ ها إلى خارج القرية!”
كان من أخبره بذلك هو ابن سو تشانغ الآخر، سو إي غو، بالكاد استيقظت سو دا يا من غيبوبتها، لكنها فقدت وعيها مجددًا عندما سمعت الخبر.
غضب سو تشانغ غضبًا شديدًا وضرب قبضتيه بإحكام.
“لا تقلقي، سأختطف لكِ عريسًا بنفسي!”
كان سو تشانغ رجلاً مصممًا على تنفيذ قراراته، فانطلق مع ابنه للبحث عن زوج لابنته في القرية.
“لا يمكن أن يكون هناك أحد يرفض الزواج من ابنة سو تشانغ!”
“يا أبي.”
أشار سو إي غو إلى القرية الفارغة، حيث لم تكن هناك أي حركة تُذكر.
“يبدو أن سكان القرية أغلقوا أبوابهم.”
لكن سو تشانغ لم ييأس، فقرر التوجه إلى الطريق الرئيسي للبحث عن عريس.
وبعد فترة قصيرة، رأيا مجموعة من الرجال يتواجهون، بدا أن مجموعة من قطاع الطرق اعترضت طريق تاجر.
كان التاجر قد هرب بالفعل، لكن أحد حراسه، الذي كان يخفي وجهه تحت قناع، كان يواجه قطاع الطرق بشجاعة.
اختبأ سو تشانغ وسو إي غو خلف منحدر قريب يراقبان الوضع.
بينما كان سو إي غو مستلقيًا خلف الحشائش، سأل بصوت خافت.
“يا أبي، أي واحد منهم يجب أن نخطف؟”
أجاب سو تشانغ، الذي كان بجواره بنفس الوضعية، بنبرة غامضة.
“ذلك الذي يقاتل بشكل أفضل، لديه خصر قوي، مما يعني أنه سينجب أطفالًا جيدين!”
حدق سو إي غو بفضول وسأل : “لكن… أليس إنجاب الأطفال مهمة النساء؟”
رمقه والده بنظرة حادة وقال : “إذا كان الرجل لا يتمتع بخصر جيد، فكيف ستتمكن المرأة من إنجاب الأطفال؟”
“آه، فهمت.”
هز سو إي غو رأسه بفهم تام بعد تفسير والده.
اندلعت معركة بين الحارس الملثم وقطاع الطرق، وتمكن الحارس من الإطاحة بثمانية منهم، لكنه تعرض لإصابات بالغة واستنفد كل طاقته، مما جعله غير قادر على تجنب هجوم مباغت من الأب وابنه.
دون أن يتمكن من الرد، وجد نفسه فجأة داخل كيس مظلم.
بعد أن حملا الرجل المختطف على أكتافهما وهمّا بالرحيل، سمع سو تشانغ صوت حركة من العربة القريبة.
“هل يوجد شخص آخر هناك؟”
أخرج سو تشانغ سكينه التي يستخدمها لقطع الحطب، ورفع الستارة التي تغطي نافذة العربة بحذر، عندما نظر داخل العربة، اتسعت عيناه من شدة الدهشة.
***
في الوقت نفسه، داخل منزل عائلة سو.
كانت سو شياو شياو مستلقية على السرير الأحمر المعد للعروسين، فتحت عينيها ببطء، لكنها رأت نفس السقف الذي كانت تراه في كل مرة تستيقظ فيها.
بعد أن فتحت عينيها وأغمضتهما للمرة الثامنة، تأكدت أن هذا ليس حلمًا.
لقد عادت حقًا إلى الماضي.
سو شياو شياو، التي كانت طبيبة عسكرية بارعة وقناصة محترفة في حياتها السابقة، أصبحت الآن فتاة بدينة من العصور القديمة تزن أكثر من 100 كيلوجرام.
كانت صاحبة هذا الجسد فتاة مدللة من عائلة شريرة تشتهر بسمعتها السيئة في القرية، بالمقارنة مع ذلك، كان العيش كعاطلة عن العمل بلا هدف يبدو خيارًا أفضل بكثير.
تتكون عائلة سو من ثلاثة أشخاص : الأب سو تشانغ، المعروف بجبروته، والأخ سو إي غو، الذي يحمل نفس السمعة السيئة.
ورغم أن العائلة معروفة بتصرفاتها المتعجرفة في القرية، إلا أن الأب والأخ كانا يكنّان حبًا عميقًا للفتاة.
قبل فترة قصيرة، وقعت سو دايا (صاحبة الجسد) في حب ها دونغ سين من القرية المجاورة من النظرة الأولى، دفع والدها كل ما ادخره من مال لخطبته لها عبر وسيطة الزواج، الخاطبة.
وكان من المفترض أن يكون هذا اليوم هو يوم زفافها مع ها دونغ سين.
ولكن من كان يتوقع أن يكتشف ها دونغ سين الخدعة ويهرب بمجرد أن أدرك أنه سيصبح زوجًا يعيش في منزل زوجته؟.
رؤية عروس تهرب يوم زفافها أمر شائع، ولكن رؤية عريس يهرب كان أمرًا جديدًا!
لكن ما أدهش سو شياو شياو لم يكن هذا الزفاف الزائف، بل قرار والدها غير المتوقع باستخدام القوة لاختطاف زوج من أجلها.
“هل يعقل أن يحضر والدي زوجًا لي بالقوة؟”
بينما كانت تستعرض ذكريات الجسد الجديد التي ليست ذكرياتها الأصلية، عاد سو تشانغ وسو إي غو إلى المنزل.
“ابنتي! لقد استيقظتِ!”
رأى سو تشانغ ابنته جالسة على السرير بتعبير غريب، فهرع إلى داخل الغرفة وأمسك بيدها الممتلئة بحنان شديد.
قال سو تشانغ، وهو يمسك بيد ابنته السمينة بقلق.
“هل تدركين كم كنت قلقًا عليكِ؟، لا تفعلي هذا مرة أخرى، حسنًا؟، ذلك الحقير ها لا يستحقكِ!، سأمسكه يومًا ما وأقطعه إلى قطع صغيرة وألقي به طعامًا للخنازير!”
بينما كانت سو شياو شياو تحاول التكيف مع هذه العائلة الجديدة المفاجئة، أخذت لحظة لاستيعاب الوضع قبل أن ترد قائلة.
“أنا بخير.”
ظهر القلق واضحًا على وجه سو تشانغ : “كيف يمكن أن تكوني بخير بعد كل ما حدث؟، ابنتي لم تبكِ حتى!، هذا أمر غير معتاد.”
هل يريد منها أن تبكي وتلطم وتعلن أنها ستنتحر فورًا؟.
بالنظر إلى ذكريات سو دا يا السابقة، كانت صاحبة هذا الجسد تميل إلى البكاء والصراخ والتمرد عندما لا تسير الأمور كما تشتهي، ورغم ذلك، كان والدها يعاملها بحب مفرط، مما جعلها تزداد سوءًا مع مرور الوقت وتصبح أكثر تطرفًا في تصرفاتها.
قررت سو شياو شياو أن تلعب دور سو دا يا بالطريقة التي تتناسب مع الشخصية التي تعرفها من ذكرياتها.
”الأمر بسيط… ها مجرد شخص تافه، لا يستحقني أبدًا! في الحقيقة، أنا أفضل منه بكثير، لاحقًا، لن يحتاج الأمر إلى تدخلك، سأذهب بنفسي لألقنه درسًا!”
ضحك سو تشانغ راضيًا وقال: “هذا هو الكلام! هذه ابنتي حقًا!”
جلس بجانبها على السرير، وابتسم ابتسامة غامضة ثم قال: “لدي خبر جيد وآخر سيئ، أيهما تريدين سماعه أولاً؟”
ردت بلامبالاة : “لا يهم.”
ابتسم والدها وقال : “لقد أحضرت زوجًا لكِ!، وهو وسيم مئة مرة أكثر من ها!، ستعجبين به بالتأكيد.”
‘يا إلهي! لقد اختطف رجلاً حقًا!، ما نوع هذه العائلة المجنونة؟’
ترددت للحظة قبل أن تسأل: “إذًا… ما هو الخبر الجيد؟”
نظر إليها والدها باستغراب: “ألم يكن هذا هو الخبر الجيد؟، حسنًا، إذا كنتِ تعتقدين أن ما سأقوله الآن هو الخبر الجيد، فليكن!”
تظاهر بأنه يختار كلماته بعناية، ثم ابتسم ابتسامة عريضة وأضاف.
“الخبر الجيد هو أنكِ لن تضطري إلى إنجاب أطفال!، زوجكِ أحضر معه أطفالًا بالفعل!”
شهقت سو شياو شياو، وكادت أن تختنق من شدة المفاجأة.
“رجلي أحضر أطفالًا معه؟ هل هذا حتى منطقي؟، هل يوجد أي شخص طبيعي في هذه العائلة؟”
أشار سو تشانغ بيده خارج الغرفة : “إي غو، أحضرهم إلى هنا!”
سمعت صوت سو إي غو من الخارج : “حاضر، قادم الآن!”
بعد لحظات، انفتح الباب ودخل ثلاثة أطفال صغار، كل واحد منهم يحمل كيسًا صغيرًا بين يديه، وقفوا أمامها بينما كان والدها وأخوها ينظران إليها بفخر وكأنهم أنجزوا شيئًا عظيمًا.
ضحك سو تشانغ ضحكة عميقة وهز كتفيه بفخر : “كنت أخطط لخطف رجل فقط، لكننا حصلنا على ثلاثة اطفال دفعة واحدة معه!، أليس هذا رائعًا؟، لم تتوقعي شيئًا كهذا، أليس كذلك؟”
وقفت سو شياو شياو عاجزة عن الكلام، لقد مر بالكاد يوم واحد منذ أن انتقلت بالزمن إلى هذا الجسد، وإذا بنصف القرارات المصيرية في حياتها تُتخذ دون تدخل منها.
في حياتها السابقة، وصلت إلى السابعة والعشرين دون أن تحصل على علاقة واحدة، ربما لأن والدها لم يكن هناك ليهتم بمثل هذه الأمور بكفاءة فائقة، كما يحدث الآن، حيث لم يوفر لها فقط زوجًا، بل وأطفالًا أيضًا!
“يا ابنتي… دا يا؟، دا يا؟”
حاول والدها مناداتها عدة مرات، لكن دون جدوى، فجأة، سقطت سو شياو شياو مغشيًا عليها.
ولكن هذه المرة لم يكن السبب صدمة نفسية، بل ارتجاجًا خفيفًا في الدماغ بسبب اصطدام رأسها بشيء عندما كانت تديره بسرعة لرؤية الأطفال.
سأل سو إي غو بقلق، وهو ينظر إلى أخته : “أبي، لماذا أغمي عليها مرة أخرى؟، هل صُدمت كثيرًا؟”
نظر إليه سو تشانغ بغضب وقال: “صدمة؟، أي صدمة؟، أختك قوية ولا تخاف من شيء بهذه السهولة!، إنها فقط سعيدة للغاية! ألم تسمعها تقول إن الأخبار كانت جيدة؟”
ظهر الارتباك على وجه سو إي غو : “حقًا؟ هل كانت تقصد ذلك؟”
نظر إليه والده وكأنه يوبخه : “بالطبع!، أنت فقط من لا يفهم مثل هذه الأمور!”