المجهول - 3
تجمعت مجموعة من الشباب في الأكواخ القديمة، لكن شعور الخوف وعدم اليقين كان يسيطر على الأجواء. لم يكن هناك سوى صوت الرياح الباردة وهي تصفر في الليل. حاول دان يوان التركيز على ما سيأتي، لكنه كان مدركًا تمامًا لأجواء القلق التي تحيط به. لم تكن هذه تجربة عادية؛ كانوا في مكان غريب، ولم يكن لديهم أي فكرة عن سبب وجودهم هنا.
فيما كانت المجموعة تتحدث، بدأوا بمشاركة قصصهم. بعضهم كان من خلفيات متنوعة، من عائلات مختلفة، لكنهم جميعًا اتفقوا على أنهم كانوا ضحايا للظروف. بينما استمع دان، كان يميل إلى الصمت. كان لديه أسلوبه الخاص في التفكير، وكان التركيز على الأفكار بدلاً من الدردشات الفارغة هو ما يهمه.
عندما لاحظ ليو أن دان لم يتحدث، اقترب منه. “لماذا لا تتحدث؟ نحن بحاجة إلى صوتك.”
“لا أرى فائدة في الحديث عن ماضينا.” رد دان ببرود. “علينا التفكير في كيفية النجاة.”
بعد فترة من الحديث، قررت المجموعة الاستقرار للنوم. لكن دان كان لديه فكرة أخرى. بينما بدأ الآخرون في النوم، قام بخطوة خارج الكوخ. الهواء كان بارداً، لكنه كان مفعماً بالتحديات. كان لديه شعور بأن هناك شيئًا ما ينتظره في الخارج.
حاول استكشاف المنطقة المحيطة بالأكواخ، لكنه لم يرَ سوى الظلام. كانت الأشجار عملاقة، والأصوات الوحيدة كانت صوت الرياح وأصوات حيوانات ليلية بعيدة. لكن شيئًا ما كان يحثه على المضي قدمًا.
بعد فترة من البحث، وجد شجرة كبيرة، وقرر أن يصعدها. أراد رؤية المكان من الأعلى. بينما كان يتسلق، شعر بشيء غير طبيعي، كأن أعينًا تراقبه. لكن دان كان قد تعود على الخوف، وتجاوز ذلك الشعور بسرعة. وصل إلى قمة الشجرة، واستطاع رؤية مسافة بعيدة.
كان هناك ضوء خافت يضيء في الأفق، لكنه كان بعيدًا جدًا. “هذا قد يكون مكانًا آخر أو نقطة انطلاق.” قال في نفسه، وعيناه تتأملان ما وراء الأكواخ.
عندما بدأ ينزل، شعر بأن هناك شيئًا غير صحيح. كان عليه العودة بسرعة إلى المجموعة. بينما كان يتسلق، سمع صوت خطوات خلفه. قلبه تسارع. “من هناك؟” سأل بصوت منخفض، لكن لم يأتِ رد.
تسارعت خطواته، وعندما وصل إلى الأرض، نظر حوله بحثًا عن أي شخص، لكنه لم يرَ أحدًا. قرر العودة إلى الكوخ حيث الآخرين.
في اللحظة التي وصل فيها، اكتشف أن الأمور قد تغيرت. كان ليو مستيقظًا، وعيناه مليئتان بالقلق. “أين كنت؟” سأل دان بسرعة.
“استكشفت المكان قليلاً. لكن هناك شيء غريب يحدث هنا.” أجاب دان. “شعرت وكأنني كنت أراقب.”
“ماذا تعني؟” سأل ليو، وقد بدأ يشعر بالتوتر.
“لا أدري، لكن علينا أن نكون حذرين. قد يكون هناك من يراقبنا.” قال دان، وقد اتسعت عيناه.
قرر دان أن يظل مستيقظًا هذه الليلة، حتى لو لم يكن باقي المجموعة كذلك. كان لديه شعور بأن شيء ما سيحدث قريبًا. بدأ يراقب الأجواء، وحواسّه في حالة تأهب.
مرت الساعات ببطء، والجو مشحون بالترقب. وعندما كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل، سمع دان صوتًا خافتًا يأتي من بعيد. كان صدى صوت خطوات خفية. اتجه نحو مصدر الصوت، وعندما اقترب، اكتشف أن أحدًا ما كان يختبئ في الظلام.
وقف دان هناك، خائفًا لكنه مستعد. “من هناك؟” صرخ.
لكن الصوت توقف، ولم يُجب أحد. تساءل إذا كان كل ما يدور في ذهنه مجرد وهم، لكن في أعماقه، كان يعر
ف أن الأمور ستكون أسوأ مما يتصور.