المجهول - 2
كان المكان مظلمًا وباردًا، وأصداء أصوات الارتباك تعلو في الأرجاء. دان يوان، الذي اعتاد على العزلة، بدأ يشعر بشيء جديد. كان لديه إحساس بأن هذا المكان يحمل شيئًا غير عادي. نظرت عينه إلى الأشخاص الذين كانوا حوله. كان بينهم مجموعة من الشباب، جميعهم يحملون ملامح الخوف والاستغراب، لكن دان لم يشعر بالقلق. بل كان فضوله يزداد.
بينما بدأوا يتحدثون مع بعضهم البعض، شعرت الدمية التي ظهرت فجأة بأهمية في هذا الموقف. كانت دمية كبيرة، ذات وجه مبتسم بشكل غير مريح، تبدو وكأنها تراقبهم بعناية. تجمعت المجموعة حولها، وكأنهم لا يملكون خيارًا سوى الاستماع.
“مرحبًا بكم في التجربة!” قالت الدمية بصوت متجمد وبارد. “أنتم الآن في مكان لا يعرفه أحد، ولا يستطيع أحد مساعدتكم. أنتم هنا لتلعبوا لعبة بسيطة: النجاة أو الموت.”
صمت الجميع في البداية، لكن سرعان ما انطلق الحديث. “ما الذي يعنيه ذلك؟” سأل أحدهم، وعيناه تومضان بالقلق. “لماذا نحن هنا؟”
“سأخبركم عن القواعد!” استمرت الدمية، موجهة حديثها إليهم. “كل واحد منكم مُختار لأسباب مختلفة، ولكن جميعكم مُطالَبون بالبقاء على قيد الحياة. ستكون هناك تحديات، وعليكم اجتيازها. البقاء للأقوى، والأذكى.”
تبادلت الأعين نظرات القلق والدهشة، لكن دان لم يكن خائفًا. كان عقله يعمل بسرعة. “تحديات؟” همس لنفسه. “هل هذا هو ما قصدته عندما توقعت أن يكون هناك شيء أكبر من ذلك؟”
“سوف نبدأ قريبًا، لكن هناك شيء مهم يجب عليكم معرفته. سوف تكسبون نقاطًا من كل تحدٍ تقومون به. يمكنكم استخدام هذه النقاط لشراء الطعام والأشياء التي قد تحتاجون إليها. أيضًا، سيتم تحديد تصنيفكم عالميًا وفقًا لأدائكم.”
تحدثت الدمية بحماس، لكن دان كان مهتمًا بشيء آخر. “كيف يمكن أن نثق بك؟” سأل، وهو يتقدم خطوة نحوها.
ابتسمت الدمية مجددًا، لكن الابتسامة لم تصل إلى عينيها. “لا داعي للثقة، لأنكم لن تملكون خيارًا. ستحصلون على فرصة للبقاء، وهذا يكفي.”
وبينما بدأت الدمية تتراجع، واصلت حديثها: “استعدوا، فالتحديات ستبدأ قريبًا. ولكن تذكروا، ليس الجميع هنا للعب، وبعضهم هنا لأسباب أخرى.”
عندما انتهت من حديثها، شعرت المجموعة بزلزال خفيف، وفجأة تم نقلهم من المكان الغامض إلى مجموعة من الأكواخ القديمة. كانت الأكواخ بدائية، مصنوعة من الخشب المهترئ، وتبدو وكأنها قديمة جدًا.
“أين نحن؟” تساءل أحدهم بذهول وهو ينظر حوله.
“هنا ستكونون.” قالت الدمية قبل أن تختفي.
تحرك دان نحو أحد الأكواخ وفتح الباب. كانت الأجواء داخل الكوخ خانقة ومظلمة، لكن كان هناك مكان للنوم وأدوات بسيطة. “يبدو أننا سنقضي الليلة هنا.” همس دان لنفسه، وقد بدأ يخطط.
بينما بدأ الآخرون في التفقد، استغل دان الفرصة. بدأ في استكشاف الكوخ، باحثًا عن أي أدوات أو موارد يمكن أن تكون مفيدة له في التحديات القادمة.
فجأة، اقترب منه شاب آخر كان يحمل ملامح متشابهة. “هل أنت دان؟” سأل. كان صوته مزيجًا من الحذر والفضول.
“نعم، وما الذي تريده؟” رد دان، وقد أبدى بعض الحذر.
“أنا ليو. سمعت أنك ذكي جدًا، وعلينا التعاون إذا أردنا النجاة. سيكون لدينا تحديات، وقد نحتاج إلى كل ما يمكننا الحصول عليه.”
ابتسم دان ببرود. “التعاون قد يكون فكرة جيدة، لكن يجب أن نكون حذرين. ليس كل من هنا هو صديق.”
ليو هز رأسه، وقد بدا متفهمًا. “أنت محق، لكن يجب أن نكون معًا. علينا التخطيط. نحن بحاجة إلى استراتيجية.”
اتفقا على بدء التخطيط للبقاء على قيد الحياة في الأيام المقبلة. دان، بحكم ذكائه، كان لديه بعض الأفكار التي يمكن أن تساعدهم في تحديد أفضل الطرق للبقاء. فكر في كيفية استخدام الموارد المتاحة، وكيفية تجنب المخاطر المحتملة.
بينما كانا يتحدثان، بدأت الدمية تظهر مرة أخرى في الظلام. “أهلاً بكم من جديد! سأكشف عن التحدي الأول الآن. سيكون اختبار قوة عقلكم وذكائكم. استعدوا، فالأمور ستصبح خطيرة قريبًا.”
لكن الدمية توقفت، وكأنها كانت تخطط للحديث عن شيء آخر. “ولكن ليس اليوم. اليوم هو يوم الاستعداد. احصلوا على قسط من الراحة، واستعدوا للأيام القادمة.”
ومع كلماتها، بدأ الظلام يغطي الأكواخ مرة أخرى، مما أعطى دان انطباعًا بأنه ليس أمامه خيار سوى الاستعداد لما هو آت. “لنبدأ إذًا.” قال في نفسه، مشدودًا للحظة القادمة.