القديسة؟ لا، أنا مجرد طاهية متواضعة في مطعم بسيط - 10
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- القديسة؟ لا، أنا مجرد طاهية متواضعة في مطعم بسيط
- 10 - زيجــــفريد الذي لا يستَيقظ بسهولة في الصباح | نهاية الجزء الأول
لم أكن أتصور أن القلق بشأن زيجــــفريد قد يحول بيني وبين النوم، لكن اتضح أن مخاوفي كانت لا أساس لها من الصحة.
يبدو أن الإرهاق قد أثقل كاهلي إلى حد أنني استغرقت في النوم بمجرد أن وضعت رأسي على الوسادة، لا، بل أظن أنني غفوت في غضون عشر ثوانٍ فقط! يا لي من شخصية عملية تتجاوب بسهولة مع حاجاتها الأساسية.
عندما استيقظت، أول ما وقعت عليه عيناي كان سقفًا خشبيًا بسيطًا. الغرفة من حولي كانت متواضعة، لا تحتوي سوى على سرير بسيط وستائر تغطي النافذة، مما أكد لي من جديد أنني لست في منزلي.
لقد ساعدني نوم الليل على ترتيب أفكاري، وبدأت بعض الأسئلة الغامضة تظهر لي بوضوح:
– لماذا تم استدعائي؟ نظرت إلى وجوه المرشحات الأخريات للقديسة ولم أتعرف على أي منهن، لذا من المستبعد أن أكون قد استدعيت بسبب صلة شخصية. ولم يكن هناك أحد بالقرب من دائرة الاستدعاء لحظة وقوع الحادثة، مما يعني أنني لم أتأثر بها عشوائيًا فقط بسبب وجودي في الجوار. إذن، ما السبب الحقيقي؟
– كيف أستطيع التفاهم مع الجميع؟ كنت مشغولة للغاية بالأمس ولم أفكر في الأمر، لكن كيف أمكنني فهم لغة هذا العالم؟ فأنا لا أتحدث سوى لغتي الأم، ولا أملك أدنى معرفة بلغات العوالم الأخرى! لولا ذلك، لما تمكنت حتى من إيجاد مكان أنام فيه. يا له من استدعاء محظوظ!
“حسنًا، لا جدوى من محاولة إيجاد إجابة لهذا الآن”
، تمتمت وأنا أرتدي ملابس اشتريتها
على عجل في الليلة الماضية. كانت قميصًا بنيًا يشبه معطف البحارة وبنطالًا ضيقًا باللون الأسود. شيء طريف أن مجرد تغيير الملابس يمنحك شعورًا جديدًا تمامًا.
صحيح أن لدي حنينًا لعالمي السابق، لكن السعي وراء حظ أوفر مما لدي الآن قد يبدو ضربًا من الجشع.
عندما نزلت إلى الطابق السفلي، وجدت هارولد، صاحب المنزل، في المطبخ مشغولًا بإعداد شيء ما.
“صباح الخير، هارولد!” حيّيته.
“آه، صباح الخير يا رين. تبدين رائعة في هذا الزي!” أجاب بابتسامة.
“شكرًا لك، لكني سأدفع لك لاحقًا، أعدك بذلك.”
“لا داعي لذلك، أنتِ حقًا جادة أكثر مما يجب. على كلٍ، الإفطار جاهز!”
لكنه، بدلًا من تقديم الإفطار لي، بدأ بتناول طبق من اللحم المطهو من الليلة الماضية. لم أستطع إلا أن أسأله بدهشة:
“لكننا تناولنا هذا بالأمس، أليس كذلك؟ لماذا مجددًا؟”
“لا تقلقي، إنه لي وحدي. كنت أرغب في التحقق من فرضية: إذا استخدمت نفس المكونات والأدوات وبنفس التوقيت، هل سأحصل على نفس الطعم؟ يبدو أنني نجحت، فهو لذيذ جدًا!”
ابتسم بلطف، ثم فجأة… أشعل النار في ذراعه! ارتفع لهيب مشتعلة، وانتشرت رائحة اللحم المحترق في المكان، مما جعلني أصرخ تلقائيًا وأهرع لجلب وعاء ماء لإطفائه.
“ما الذي تفعله؟!” صرخت وأنا أبلل ذراعه بالماء.
“هاها، من الجميل أن تقلقي علي، أشعر أنني رجل محبوب!” قال بابتسامة عريضة.
“بالطبع سأقلق! لو استمريت في تجاربك هذه، سأصاب بنوبة قلبية قريبًا!”
“واو، إنه شعور منعش أن أسمع أحدًا يقلق علي بهذا الشكل!”
على الرغم من ابتسامته، كانت ذراعه محمرة ومتورمة، والجلد في بعض الأماكن قد تمزق وبدأ ينزف.
شعرت بالحيرة، فقد كان يستهتر بوضوح بحالة ذراعه. لكنه رفع يده الأخرى ووضعها على الذراع المصابة.
في لحظة، أضاءت يداه بضوء أخضر خافت، وبدأت ذراعه تلتئم بسرعة، كما لو أن الوقت يعيد نفسه.
“مذهل…”
همست وأنا أنظر إلى ذراعه التي بدت سليمة تمامًا.
“أترين؟ هذا هو السحر الحقيقي..” قال بفخر.
بعد لحظات طلب مني هارولد أن أذهب لإيقاظ زيجــــفريد. شعرت بالتوتر، إذ إن زيجــــفريد يمثل لي شخصية مثالية في هذا العالم، أشبه بأيقونة لا أريد الاقتراب منها كثيرًا خوفًا من إفساد الصورة. لكني لم أستطع الرفض، فصعدت على مضض.
طرقت باب غرفته وناديت بهدوء: “زيجــــفريد، صباح الخير. هل استيقظت؟” لم يكن هناك رد. كررت النداء بصوت أعلى، لكنه ظل صامتًا. وبينما كنت أفكر فيما يجب أن أفعله، فتح الباب فجأة.
“آه، زيجــــفريد…” قلت، ثم تجمدت في مكاني.
كان أمامي مباشرة، عاري الصدر، وشعره غير المرتب ينساب على وجهه. عينيه نصف المفتوحتين كانتا مليئتين بالنعاس بطريقة تحمل سحرًا غريبًا.
قبل أن أستطيع التفكير أو التحدث، انهار علي فجأة. حاولت دعمه، لكن قوته جعلتني أجلس على الأرض، ووجدت نفسي ممسكة به وهو نائم بسلام.
“هارولد! ساعدني! أرجوك!”
صرخت بكل قوتي، وأنا أفكر أنني حقًا قد أفقد حياتي من شدة الإحراج والتوتر.
… وهكذا، انتهت تلك الحادثة بمساعدة هارولد وضحكاته التي لن أنساها، مع اعتذار زيجــــفريد الذي بدا أكثر خجلًا مني.