القديسة؟ لا، أنا مجرد طاهية متواضعة في مطعم بسيط - 001
كان ذلك حدثًا مفاجئًا.
هذا الصيف كان من أشد المواسم حرارة على الإطلاق.
بالنسبة لي، كابراغي رين، التي تضعف أمام الحر، كان الأمر جحيماً لا يُطاق.
جسدي، الذي اعتاد أن تلسعه الحرارة، كان يشتعل كالنار، ورأسي يكاد ينفجر من الإرهاق. أركض هنا وهناك دون أن أجد حتى وقتًا كافيًا لأروي عطشي، بينما أتعامل مع شكاوى العملاء الغاضبين الذين يبدو أنهم يرغبون فقط بالصراخ والتذمر. ووسط كل ذلك، أعود إلى المنزل منهكة تمامًا. أما مديري، فمشغول بنفسه وبأموره الشخصية، مما يعني أن أعباء العمل تتزايد باستمرار دون أي تقليص.
ثم تأتي تلك الأعذار السخيفة، مثل “توفير الطاقة”، ليتم ضبط المكيفات على درجات حرارة بالكاد توفر البرودة. بالنسبة لنا، نحن الذين نبقى دائمًا في حركة دائمة، كان هذا الوضع كابوسًا.
كنت على يقين بأنه إذا استمر هذا الحر القاسي في الصيف المقبل، فلن أتمكن من النجاة. نعم، الصيف المقبل.
ظننت أنه يمكنني الصمود هذا العام فقط، لكن الآن أدركت كم كنت ساذجة.
في أحد الأيام، بينما كنت عائدة من العمل.
كنت أسير باتجاه منزلي، وهو المكان الوحيد الذي أجد فيه السلام. عندما تحولت الإشارة الضوئية من الأحمر إلى الأخضر، بدأت في العبور. لكن في تلك اللحظة، بدا أن جسدي، المنهك أصلاً من العمل والإرهاق، قد بلغ حدّه الأقصى.
رؤيتي بدأت تتشوش، وشعرت بوعي يتلاشى تدريجيًا. قدماي خانتاني، ولم أعد قادرة على الوقوف.
كان الوضع سيئًا للغاية.
حاولت جاهدة أن أتماسك حتى لا أنهار تمامًا، لكن لم أتمكن سوى من الجلوس على الأرض، غير قادرة على الحركة. كنت أدرك أنني بحاجة إلى التحرك قبل أن تتغير الإشارة، ولكن لحظي العاثر، كان هناك سيارة تقترب من الجهة اليمنى بسرعة جنونية. بدا واضحًا أن السائق لم يرني، بل ربما لم يلاحظ حتى الإشارة الحمراء.
“آه، سأموت بالتأكيد.”
بينما كانت السيارة تقترب ببطء كأن الوقت قد تباطأ، أغلقت عينيّ. الأضواء الأمامية كانت ساطعة بشكل مزعج.
“لا بأس، لينتهِ الأمر.”
لم أكن خائفة من الموت بقدر ما كنت أشعر أن النهاية قد تجلب لي الراحة. في تلك اللحظة، كنت قد استسلمت تمامًا.
بقيت بضعة سنتيمترات فقط قبل أن تصدمني السيارة. كنت مستعدة تمامًا لملاقاة الموت.
لكن بدلاً من الظلام الأبدي الذي توقعته، شعرت بجسدي يطفو بخفة في الهواء.
فتحت عيني على عجل، لأجد أن كل شيء حولي – السيارة، الشارع، وحتى الوقت نفسه – قد تجمّد في مكانه. من تحت قدمي، بدأت تظهر أضواء بيضاء غامضة تنتشر من كل اتجاه.
“ما هذا…؟!”
كان الأمر أشبه بظاهرة خارقة للطبيعة، شيء لا يمكن تفسيره. تدريجيًا، بدأ الضوء يغمر المكان بالكامل. كان ساطعًا لدرجة تفوق أي ضوء سيارة. لم أعد أستطيع إبقاء عيني مفتوحتين، فأغمضتهما بإرادة تامة، متقبلة ما سيحدث بعد ذلك.
لا أعرف ما حدث بعد ذلك. شعرت وكأن قوة غامضة تسحبني إلى مكان آخر.
“ليكن ما يكون.”
استسلمت تمامًا لذلك الشعور، وتركت نفسي تنجرف مع التيار، تاركة كل مقاومة وراء ظهري. وهكذا، فقدت وعيي.