الشخصية الإضافية،محتالة - 4
” انسة اسبين!”
سمعتُ من يُنادى باسمي بصوت عالٍ من خارج الصالة، فانفتح الباب.
امرأة ذات شعر أحمر وعينين داكنتين. امرأة بعيون تشبه عيون القطط وتعابير حادة.
كانت فلاريا، الشريرة من الرواية.
فتحت الباب واندفعت نحوي وهي تبدو غاضبة.
‘ماذا ستفعل، هل سوف تضربني؟’
ضيقتُ عينيّ، خائفة من فلاريا الشريرة التي لطالما صفعت البطلة في الرواية.
“لماذا انتظرتِ حتى الآن لكي تُقابليني!”
فتحت فلاريا ذراعيها وعانقتني بقوة.
“فلاريا، أنا آسفة.”
“هل كُنتِ مشغولة؟ لقد كُنتُ أشعر بالملل الشديد.”
وبينما كنت أختنق في عناقها الأطول مني، أوقفها هارين الذي كان قد تبعها خلفها.
“ابتعدي عن إسبين. إنها تختنق في عناقكِ.”
“أنا سعيدة جداً لرؤيتها.”
“لكن لا يمكنكِ ذلك. أنتِ تؤذين اسبين.”
أمسك فلاريا من كتفيها وسحبها بعيدا، وقف هارين أمامي.
“اسبين، لقد مر وقت طويل.”
“نعم. هارين، لقد مر وقت طويل.”
أخذت يد هارين الممدودة وهززتها لأعلى وأسفل بحماس.
‘إنه أنت، هارين أميرون.’
إنه الأخ الأكبر لشريرة الرواية، فلاريا، و وريث دوقية آميرون.
في الأصل، كان هو وفلاريا على علاقة جيدة، لكن مع كثرة اخطاء فلاريا، انحاز إلى كلوي.
لكن هذا ليس مهماً الآن. ما يهم الآن هو أنه لا يزال صديق إسبين وأنهُ يعمل لصالح فرسان الإمبراطورية.
في هذا العالم، كان الفرسان الإمبراطوريون هم اسياد السيف وأيضاً بمثابة الشرطة.
كان الفرسان الإمبراطوريون، بقيادة أحد أبطال الرواية، الدوق الأكبر هولت، انهُ قوة مرعبة في هذا العالم.
وهارين أميرون، نائب قائد الفرسان و ذراع الأيمن للدوق الأكبر هولت.
كان هذا هو الرجل الذي يقف أمامي.
“إسبين، أنا آسفة.”
عبست فلاريا وابتعدت من مقعدها.
‘لكن الأمر ليس كما في الرواية.’
بالنظر إلى نبرتها المتذمرة، لم تكن فلاريا المرأة التي قرأت عنها في الرواية شريرة. لم أتخيلها كامرأة شريرة تغار من البطلة وتفعل كل أنواع الشر. في الواقع، كانت الطريقة التي عبست بها شفتيها لطيفة تقريبًا.
“ما الخطب؟”
“أنتِ، ماذا حدث لكِ، لم تُرسلي إلي. لقد مضى شهر تقريباً، لم أسمع منكِ اي شيء.”
“أوه، هذا بسبب…….”
توقفت عما كنت على وشك قوله وخفضت رأسي. لففتُ يديّ حول ذراعيّ مثل شخص خائف.
“ماذا حدث؟ ما الخطب؟ هل أرهبتكِ تلك الدوقة مرة أخرى؟”
التفتت إليّ فلاريا، التي كانت تئن بظرف، على الفور بنظرة قلقة.
“لا، ليس هذا”.
“إذن ما الخطب….”
“ماذا حدث يا إسبين؟”
حتى هارين بدا قلقاً، فابتعدت ببطء.
“إنه فقط…… لم أتمكن من الخروج مؤخراً لأن شخصاً ما كان يلاحقني، وأشعر أنهُ يراقبني.”
“ماذا؟ من هو؟”
اتسعت عينا فلاريا الكبيرتان أكثر.
“ويظل يرسل لي رسائل غريبة. يقول أنني حبيبتهُ، وأننا وعدنا بعضنا البعض في مستقبل سنتزوج.”
“كيف يجرؤ على أن يطمع بكِ، ذلك الوغد!”
عقدت فلاريا ذراعيها، وكانت مستعدة لصفعه في أي لحظة.
“اجلسي يا فلاريا، فقد رأيت رجلًا غريبًا في طريقي إلى هنا”.
“رجلاً غريباً؟”
“نعم. في الواقع، كان هناك شخص يركب ظهر حصان ويجول حول هذا القصر، وتذكرته لأنه كان يشبههُ بشكل مريب….”
‘نعم هارين، أمسكه.’
لم تكن القوة العائلية وحدها هي التي جعلته من أحد فرسان الهيكل نائبًا للنقيب.
تعمدت اسبين أن توقتّ دعوة هارين لتتزامن مع رحيل سيباستيان حتى يتمكن من رصده.
“هل لديكِ رسالة أو شيء ما منه؟”
‘نعم، أنت تبلي حسناً يا هارين.’
سأل هارين السؤال الذي أردت أن أسأله.
“لا، لقد كنت خائفة جدًا من الاحتفاظ بها، لذا أحرقتها”.
دينغ
طرق كبير الخدم الباب في الوقت المناسب ودخل.
“يا آنسة، الرسالة في ….”
أخرج الخادم الرسالة في الوقت المناسب لكي أفتحها.
فتحتها بيد مرتعشة عن عمد.
“هناك رسالة أخرى.”
“أعطيني إياها”.
أخذت فلاريا الرسالة من يدي وقرأت الرسالة من خلال عينين مغمضتين.
“عزيزتي إسبين. أنا أراقبكِ دائماً. حبنا سيدوم إلى الأبد، سيباستيان.”
“أعطني إياها يا فلاريا.”
أخذ هارين الرسالة من يد فلاريا التي كانت على وشك تمزيقها.
“يا سيباستيان أيها الوغد، لم أسمع بك من قبل فقط انتظر حتى يتم القبض عليك، سوف اقوم بضربك أيها الوغد.”
لعنت فلاريا وهي تضرب وسائد الأريكة.
‘هذا غريب.’
كانت توصف في الرواية بأنها حادة المزاج، لكنها لم تكن هكذا ابداً ، انها تخرج عواطفها فقط.
كانت فلاريا، التي كانت تشتم مثل سيدة عجوز غاضبة، لا تزال عابسة.
تجاهل هارين الأمر كما لو كان معتاد على ذلك.
“إسبين، لا تقلقي كثيراً. سأمسك بهذا المطارد. سأحتفظ بالرسالة في الوقت الحالي. نحن بحاجة إلى دليل.”
“حسنا. شكراً لك يا هارين.”
شكراً لكما على فعل ما أريد هارين، فلاريا.
أرسلت لهم نظرة امتنان حقيقية.
* * *
في اليوم التالي، في فجر اليوم التالي
قرع
طرق أحدهم الباب.
‘أوه، هل وصل المال أخيرًا؟’
فتحت الباب، وكان أمامي حقيبة سوداء.
نظرت حولي وأخذت الحقيبة وفتحتها بحماس.
وجدت بداخلها مئة ورقة نقدية من فئة مئة ليتا.
أخرجت النقود وخبأتها في الخفاء في الغرفة.
‘حسنًا، لننتقل إلى الخطة التالية.’
قرعت الجرس للخادمة، فدخلت جين إلى الغرفة وكأنها كانت تنتظر.
“هل أردتِ رؤيتي انستي؟”
“يجب أن أسافر لفترة من الوقت، لذا أريدكِ أن تساعديني في الاستعداد.”
“بالتأكيد.”
“حسناً…. سأحتاج إلى ارتداء شيء غير واضح.”
“نعم. سيكون ذلك رائعاً.”
أومأت جين، التي كانت على ما يبدو قد شاركت الخطة مع سيباستيان، برأسها موافقة على كلامي. لم يبدو أنها لم تدرك أن ما كانت تفعله كان اعترافاً صريحاً بأنها وسيباستيان متواطئان.
“لا تخبري أحداً أنني خرجت الليلة، حسناً؟ لا تخبري أحداً.”
أومأت جين برأسها عند سماع كلماتي.
كان هناك ترقب في عينيها.
* * *
“يا آنسة، لقد وصلنا.”
توقفت عربة عند مدخل محطة البوابة.
محطة بها العديد من البوابات المؤدية إلى أجزاء مختلفة من مسير الشمس.
كانت تشبه محطة الحافلات في بلدي. كان الفرق هو أن استخدام البوابات كان محدوداً بشكل صارم، وكان عليك الحصول على تذكرة للدخول.
لكن العائلات النبيلة التي لديها عقود سنوية يمكنها الدخول بدون تذكرة.
بعد أن بحثت بالامر من خلال كبير الخدم، خرجت من العربة بابتسامة واثقة.
“سأعود بعد أربع ساعات إذن. انتظر هنا.”
“حاضر يا آنستي اعتني بنفسك.”
استمرت نظرات السائق في ملاحقتي وهو ينحني.
‘الآن دعنا نتظاهر بالدخول.’
لم يكن لدي أي نية لركوب البوابة في المقام الأول. ما كنت أحتاجه هو حجة غياب مزيفة من شأنها أن تخدع سيباستيان ليظن أنني ركبت البوابة.
من وجهة نظر سيباستيان، فقد دفع لي الكثير من المال، لذا فإنه بالتأكيد سيتحقق من ذهابي إلى البوابة. ربما يكون عينيه هو تشارلز، سائق العربة التي ركبت فيها. بالتأكيد سيكون هو.
‘سأقضي بعض الوقت في المحطة ثم أعود.’
لقد أدركت أنني يمكننى أن أخدع سيباستيان.
‘لم يكن الأمر صعباً كما ظننت، أليس كذلك؟’
دخلتُ إلى مدخل البوابة، ولم يمسك بي أحد وأنا أعبر من دون فحص التذاكر.
لا، لم أعتقد أن أحداً سيفعل ذلك.
“اسبين!”
ناداني شخص ما، والتفت لأرى هارين واقفاً هناك.
“هارين…؟”
“اسبين ما الذي تفعلينه في محطة البوابة؟”
‘ماذا؟ لماذا هارين هنا؟’
‘لماذا هارين……’
لم اتوقع رؤية أي شخص اعرفه هنا، ناهيك عن هارين.
ثم لاحظت الملابس الذي كان يرتديها.
‘عند التفكير في الأمر، هذا يبدو كزي فرسان الهيكل.’
زي أسود أنيق مع زخارف ذهبية
كان زي فرسان الهيكل الذي رأيته في الرواية.
‘إذن… هل فرسان الهيكل هنا؟’
ارتعشت قدماي.
تسارعت نبضات قلبي عندما أدركت أن فرسان الهيكل هنا.
“أنا هنا في مهمة خاصة بفرسان الهيكل ماذا عنكِ؟ هل أنتِ هنا وحدك؟”
بمجرد أن خرجت كلمة فرسان الهيكل من فم هارين، بدأت دقات قلبي تتسارع.
‘اهدئ. أنا لم أفعل أي شيء خاطئ، ليس بعد….’
لقد أعدت للتو المال الذي أعطته اسبين، إنها ليست جريمة.
هدأت نفسي، والتقطت أنفاسي.
‘ولكن إذا كان فرسان الهيكل … ماذا عنه؟’
نظرت خلف هارين، تحسباً فقط، ورأيت رجلاً خلفه.
رجل أطول من الآخرين، وشعره الداكن مرفوع بعناية، ووجه بارد لدوق شمالي رفيع يبدو أنه يقول (أنا بطل).
الرجل الذي كان بمثابة سيد السيف متجول وضابطاً في الشرطة في هذا العالم.
الأرشيدوق ترافيس هولت.